"أمطار الخير" تُغرق مخيمات النازحين في مأساة متكررة كل عام دون حلول
تسببت الأمطار الغزيرة التي هطلت الليلة الماضية شمال غربي سوريا، بأضرار في مخيمات النازحين، لتبدأ مأساة قاطني الخيام المتكررة كل عام مع بدء فصل الشتاء، دون حلول تتخذ سواء على يد الجهات الدولية أو القوى المدنية المسيطرة في تلك المناطق، وكأن المعاناة كتبت على أولئك المهجرين.
وقالت مؤسسة الدفاع المدني "الخوذ البيضاء"، إن الأمطار الغزيرة أدت لأضرار في مخيمات الزمار وشهرناز وبستان جمعة بمحيط بلدة أرمناز حيث سجلت فرق الدفاع أضرارا مباشرة في أكثر من 40 خيمة في هذه المخيمات جراء دخول المياه إليها إضافة لتضرر خيمة مدرسة في مخيم الزمار.
ولفتت المؤسسة إلى استمرار حالة عدم الاستقرار اليوم الاثنين 2 تشرين الأول بحيث تكون الأجواء غائمة جزئياً إلى غائمة ماطرة، تترافق بالعواصف الرعدية، وتكون الهطولات بين المتوسطة والغزيرة على المناطق الساحلية وشمال غربي البلاد.
وتبقى حركة الرياح السطحية نشطة على عموم البلاد مع هبات قوية على الجنوب السوري، ويطرأ انخفاض إضافي في درجات الحرارة لتصبح دون معدلاتها السنوية، وتكون 25° في الساحل وما بين 24° و 27° في المناطق الداخلية، وتلامس 29° في مناطق الشرقية والجزيرة.
وحذرت المؤسسة من تشكل خلايا رعدية قوية مترافقة بزخات مطرية غزيرة على الساحل وبعض المناطق من شمال غربي سوريا، مذكرة الأهالي بالإرشادات الخاصة بالتقلبات الجوية للحد من الإصابة بالأنفلونزا الموسمية.
كما طالبت المؤسسة بعدم الاقتراب من الأبنية والجدران المتصدعة والآيلة للسقوط وتثبيت ألواح الطاقة الشمسية بشكل جيد و فصل ألواح الطاقة الشمسية عن المدخرات عند هطول الأمطار وتشكل الرعد، وعدم إشعال النار في محيط الخيام، والابتعاد عن مجاري السيول، وتثبيت الخيام بشكل جيد.
وتساهم العوامل الجوية لاسيما في فصل الشتاء من كل عام، بزيادة معاناة ملايين السوريين، لاسيما في مناطق المخيمات شمال غرب سوريا، التي يحل عليها الشتاء في كل عام ضيفاً ثقيلاً، في ظل ضعف الخدمات ونسب الاستجابة لاحتياجاتهم، لتتكرر مأساتهم كما في كل عام، مع استمرار نزوحهم عن أراضيهم ومناطقهم بفعل حملات التهجير التي مارسها النظام وحلفائه.
وكان للعواصف المطرية وبرودة الطقس والحرائق، دور بارز في زيادة معاناة السوريين، لاسيما قاطني المخيمات، إذ يعتبر هؤلاء الفئة الأضعف والأكثر تأثيراً بهذه العوامل المناخية، لما يواجهونه من ظروف إنسانية صعبة في مناطق نزوحهم وسكنهم بمخيمات تفتقر لأدنى مقومات الحياة.