النظام يعتقل "مضر إبراهيم" بعد حديثه عن مشروع إماراتي خطير يدفع سوريا للتطبيع مع "إسرائيل"
النظام يعتقل "مضر إبراهيم" بعد حديثه عن مشروع إماراتي خطير يدفع سوريا للتطبيع مع "إسرائيل"
● أخبار سورية ٢٠ أغسطس ٢٠٢٣

النظام يعتقل "مضر إبراهيم" بعد حديثه عن مشروع إماراتي خطير يدفع سوريا للتطبيع مع "إسرائيل"

كشفت مصادر مقربة من نظام الأسد، عن اعتقال الإعلامي "مضر إبراهيم"، مدير الإخبارية السابق، من قبل فرع مكافحة جرائم معلوماتية التابع لنظام الأسد، ما يشير إلى أنه معتقل بسبب منشور له على فيس بوك.

وتتبعت شبكة شام الإخبارية، حساب "إبراهيم"، المعروف عنه إثارة الجدل فتبين أن منشوره الأخير كان قبل 4 أيام فقط انتقد فيه برنامج "غيث الإماراتي"، معتبرا أن هناك مشروع خطير معد لسوريا يتغلغل رويداً رويداً ويخفي وجهه تماماً كما غيث، وقد بدأ تسريبه وريدياً في عروق الوعي العام عنوانه الخير، وفق تعبيره.

وذكر أن المشروع الخطير مضمونه إنساني، ونتائجه امتهان لشرف وكرامة وعزة نفس السوري واعتزازه بنفسه الذي طالما عرف به، "وصولاً إلى القبول بالصهاينة وقبول التطبيع"، وذكر أن قبل كارثة الزلزال بدأت منصات إلكترونية ممولة، ومنشأة إماراتياً بتوزيع أموال في الشوارع السورية تحت عنوان الإحسان.

ولفت إلى أن هذه المنصات زادت ثم تقزم ما تقدمه حتى وصل الأمر بها أخيراً حد توزيع علبة طون واحدة ، علبة لينة واحدة، علبة مرتديلا، كيس رز للمارة في الشوارع، والتصوير في قلب دمشق والفيديوهات متاحة، وهوية الصفحة متاحة واسمها "صدى الشارع" وهي مثال فقط.

وأضاف، أن بعد كارثة الزلزال بدأ التغلغل يكبر، وشارك الإعلام السوري البائس بعدّ طائرات المساعدات الإنسانية وهلل للجهد الإماراتي بدونية ما بعدها دونية، ليكرس صورة البلد الذي لا تقوم له قائمة إن لم يأت مدد الإمارات".

واعتبر أن العمل الإنساني وفعل الخير أخذ مساراً شعبوياً رائعاً لطبقة من الإعلاميين المرتبطين بحيتان المال الذين أتخموا في الحرب، وبدأ نشاط محموم في العمل بهذا الحقل الذي يجلب المديح والرضا العام، ولاقى رواجاً هائلاً في بيئات محتاجة جداً.

وتفاعلت معه بشكل كبير الأوساط المتدينة التي ترى أن هذا فعل خير، يستحق الشكر، وليس تبييض أعمال، وبالتوازي تفرخت آلاف الجمعيات ذات الطابع الخيري وتم ترخيصها من قبل الدولة المحاصرة دون انتباه لخطرها وآثارها في تقديم صورة الدولة الفاشلة، المتخلية عن مسؤولياتها.

وانتقد إذلال الإمارات المتعمد للفنانين السوريين في الخارج على منصات بعدما تم شراء أغلبهم بالإقامات الذهبية، وذكر أن الفنانين المنسيين البائسين مهنة امتهنتها منصات ممولة من الخارج مستندة إلى واقعية الحال، وتهليل الناس "لأياديهم البيضاء"، و"مساعيهم الحميدة". 

واعتبر أن ذلك ليس مصادفة، بل سياسة أقرتها أمريكيا في ورقة قدمها نواب أمريكيون منذ مدة، للإصرار على تفسير معنى مصطلح "التعافي المبكر" بأنه يجب أن يبقى على "المستوى الإنساني"، وليس على "المستوى التنموي"، وبالتالي إبقاء سوريا دولة متعيشة على المساعدات، شعب ذليل، وحكومة عاجزة، واقتصاد يعيش بالسيرومات المقدمة له من الفتات.

وذكر أنه يمنع على سوريا أن تحقق تنمية إيجابية ولو بنسبة 1 بالمليون، لأن أي تنمية تعني عودة الدولة إلى مسؤولياتها تجاه الفقراء والمحتاجين، وتعزيز كرامة الناس وعفتهم واعتدادهم بأنفسهم، وبالتالي الإبقاء على روح الرفض والممانعة لأية مشاريع تطبيعية تطرح.

وكان "مضر إبراهيم"، أثار الجدل عدة مرات هذا العام، سواء خلال مهاجمته استضافة الكاتب المصري "يوسف زيدان"، على شاشة الإخبارية تموز الفائت، أو حين هاجم منشور للكاتبة "رنا الحريري"، زوجة الممثل الموالي "باسم ياخور"، وصفت فيه سوريا بالبلد المنهوبة غير الصالحة للحياة، وفق مصادر إعلامية مقربة من نظام الأسد.

وخلال العام الماضي، قرر نظام الأسد عبر وزير الإعلام "بطرس حلاق"، إقالة "مضر إبراهيم" من منصب مدير قناة "الإخبارية السورية"، التابعة لإعلام النظام الرسمي، والمعروف عنه مواقفه التشبيحية، وأبرزها وصف اللاجئين السوريين في تركيا بـ"المرتزقة" ورفضه تعديل المصطلح الوارد عبر القناة التلفزيونية التابعة للنظام.

واشتهر المسؤول الإعلامي المقال بحديثه الفوقي الذي يطال الموالين قبل المعارضين للنظام، إذ يعمل على رصد الآراء النقدية الموجهة للإعلام الرسمي من أجل تفنيدها والسخرية منها وتخوين أصحابها، لكن ذلك الدور الموكل إليه لم يلقى الصدى المطلوب لدى الموالين أنفسهم، إذ تحمل مواقع التواصل الاجتماعي سخرية واحتقاراً واسعاً لشخصية "مضر إبراهيم" التشبيحية.

هذا وبرز "إبراهيم"، خلال العام الماضي مع توليه إدارة القناة في العديد من المنشورات المثيرة للجدل، إذ يعتبر من أبرز الشخصيات التشبيحية المقربة من نظام الأسد والتي دأبت على التحريض والتجييش ضد السوريين، ويعتبر من الواجهات البارزة لتصدير رواية النظام خلال فرض سلطته على مفاصل القناة التلفزيونية الداعمة للأسد.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 
الكلمات الدليلية:

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ