"الائتلاف" ينفي تقارير روسية حول مغادرة تركيا ويؤكد أن موقف أنقرة ثابت تجاه الشعب السوري
نفى رئيس الائتلاف الوطني السوري سالم المسلط، ما قالته وكالة "سبوتنيك" الروسية، حول طلب تركيا من الائتلاف مغادرة تركيا، وأكد على أن موقف تركيا ثابت من الثورة السورية ومن دعم مطالب الشعب السوري بتحقيق الحرية والكرامة والديمقراطية.
وقال المسلط إنه "لا صحة للخبر ولم يصدر أي كلام عن أي مسؤول تركي تجاهنا"، وأكد أيضاً على أنه لا صحة للأخبار التي راجت خلال الأيام الأخيرة حول الائتلاف الوطني.
وجدد المسلط التأكيد على أن الاجتماعات الأخيرة مع المسؤولين الأتراك كانت إيجابية وبنّاءة وجاءت في إطار التنسيق والتعاون للوصول إلى حل سياسي في سورية وفق قرارات مجلس الأمن وفي مقدمتها بيان جنيف والقراران 2118 و 2254.
وأوضح أن علاقة الائتلاف مع تركيا متينة وثابتة، وعلى عكس ما يتم تداوله فقد وسّع الائتلاف الوطني وجوده في تركيا بفتح مكاتب جديدة له في عدد من الولايات لا سيما في العاصمة أنقرة بهدف تنشيط العلاقات الدولية مع البعثات الدبلوماسية والمساهمة في فتح قنوات اتصال جديدة مع ممثلي الدول الصديقة للثورة السورية، إضافة إلى رعاية الشؤون القانونية للاجئين السوريين في تركيا.
وسبق أن قالت "الدائرة الإعلامية للائتلاف الوطني السوري"، إن الائتلاف وسّع وجوده في تركيا بفتح مكاتب له في العاصمة التركية أنقرة، وبعض الولايات الأخرى، بالإضافة لمكاتبه في كل من ولايات: "عينتاب، وأورفا، ومرسين، وهاتاي".
ويهدف ذلك إلى تنشيط العلاقات الدولية والمساهمة في فتح قنوات اتصال جديدة مع ممثلي الدول الصديقة للثورة السورية، من جهة، إضافة إلى مساعيه المتواصلة في رعاية الشؤون القانونية للاجئين السوريين في تركيا من جهة أخرى، وفق الدائرة الإعلامية للائتلاف.
ويأتي هذا التوسع في إطار جهود الائتلاف المبذولة للتمثيل السياسي الفعال والواسع للثورة السورية خارجياً وإيصال صوت السوريين الأحرار وتطلعاتهم إلى الدول الفاعلة في الملف السوري.
ويسعى الائتلاف الوطني من خلال نشاطاته الدولية لجعل الملف السوري أولوية لدى المجتمع الدولي، داعياً إلى محاكمة نظام الأسد على جرائمه بحق السوريين، ودعم عملية الانتقال السياسي بشكل فعال وتطبيق القرار الدولي 2254 تلبية لتطلعات الشعب السوري في الحرية والكرامة.
وسبق ان أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري سالم المسلط، في بيان رسمي، أن ما تداولته وسائل إعلام إيرانية حول علاقة الائتلاف الوطني بتركيا، لا صحة لها، وقال إن "من يسهل عليه قتل المدنيين والأطفال يسهل عليه الكذب والتضليل".
وأوضح المسلط أنه في الوقت الذي كان فيه نظام الأسد والميليشيات الطائفية الإيرانية يقتلون السوريين وما يزالون، احتضنت تركيا الملايين منهم وما تزال، مشدداً على عمق العلاقة التاريخية بين الشعبين السوري والتركي.
ولفت إلى أن الأيام القادمة ستثبت كذب وسائل الإعلام الإيرانية التي امتهنت الكذب والتلفيق على مدار السنين السابقة، وأكد أن الاجتماع الأخير الذي جرى مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو جرى فيه التأكيد على استمرار تركيا بالوقوف إلى جانب الشعب السوري وقضيته العادلة في تحقيق الحرية والكرامة والديمقراطية.
وعملت وكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية، خلال الفترة الماضية، على نشر عدد من الأخبار الزائفة، بقصد خلط الأوراق المتعلقة بالشأن السوري، واستغلال التصريحات التركية الأخيرة وردود الفعل تجاهها لخلق فجوة أكبر بين تركيا وقوى الثورة.
الخبر الأخير الذي روجته الوكالة الإيرانية، هو أن تركيا طلبت من "الائتلاف الوطني" الذي يتخذ من مدينة اسطنبول التركية مقراً له، بتجميد جميع أنشطته، ومغادرة تركيا، معتبرة أن هذا الأمر يندرج في سياق التقارب بين تركيا ونظام الأسد، قبل أن تنفي أقطاب المعارضة هذه التصريحات وتؤكد زيفها.
الخبر السابق الذي روجته ذات الوكالة، هو اللقاء بين "أردوغان والأسد" في قمة شنغهاي، والذي خلق حالة من الفوضى السياسية في التصريحات والمواقف، ونشرت معلومات مفادها أن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، قد يقوم بدعوة الإرهابي "بشار الأسد"، والرئيس التركي "رجب طيب إردوغان" لحضور قمة منظمة "شنغهاي" المقررة في أوزبكستان الشهر المقبل.
الرد جاء سريعاً على لسان وزير الخارجية التركية "مولود تشاويش أوغلو"، والذي نفى وجود أي مخطط لاجتماع في قمة "شنغهاي" مع حكومة نظام الأسد، مبيناً أن "الأسد ليس مدعوا"، رغم أن وسائل إعلام روسية وإيرانية هي من روجت لاحتمالية اللقاء قبل أن تتراجع وتنشر النفي.
كما نفت مصادر دبلوماسية روسية، ماتم تداوله عبر وكالات إعلام روسية وأخرى إيرانية، بشأن احتمال ترتيب لقاء مباشر يجمع الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، والإرهابي "بشار الأسد"، على هامش قمة منظمة شنغهاي، جاء النفي بعد تصريحات وزير الخارجية التركي.
بدوره، قال المنسق الوطني لأوزبكستان، وفق مانقلت وكالة أنباء "نوفوستي"، إن زيارة الإرهابي بشار الأسد إلى قمة منظمة "شنغهاي" للتعاون في سمرقند، لم تتم مناقشتها ولم تطرح داخل المنظمة مطلقاً، في سياق توضيح ماروجته وكالات إعلام روسية وإيرانية عن إمكانية عقد لقاء بين الأسد وأردوغان في القمة.
وقبل أسابيع، التقى وفد من قادة قوى المعارضة السورية، بوزير الخارجية التركي "مولود تشاوويش أوغلو" في العاصمة التركية أنقرة، اعتبر اللقاء، إعادة ضبط تركيا لدفة موقفها من الملف السوري، بعد سلسلة تصريحات ونفي حيال إمكانية التواصل أو المصالحة مع نظام الأسد.