على وقع الاحتجاجات .. بيانات إدانة واستنكار لتصريحات وزير الخارجية التركي حول المصالحة مع نظام القتل
أصدرت عدد من القوى والفعاليات الثورية، بيانات إدانة واستنكار لتصريحات وزير الخارجية التركي "مولود تشاووش أوغلو"، وحديثه عن مصالحة بين "النظام والمعارضة"، في وقت شهدت عموم المناطق المحررة مظاهرات ليلية احتجاجية، تزامنت مع دعوات للتظاهر اليوم في غالبية المدن رفضاً لتلك التصريحات.
وأدانت "نقابة المحامين الأحرار" في بيان لها، بأشد العبارات التصريحات التي صدرت عن وزير الخارجية التركي عبر طرحه مبادرة لإجراء مصالحة بين الشعب السوري و نظام الأسد الإرهابي، مطالبة الأحرار في كل مكان للنزول للساحات والتعبير عن رفضها القاطع لمثل تلك الخطوات.
وطالبت النقابة بوقف كافة أشكال الوصاية التركية على الثورة السورية، وإسقاط كل شخص أو هيئة تتابع المفاوضات السياسية مع هذا النظام الإرهابي، مؤكدة أنه على كافة فصائل الثورة فتح الجبهات العسكرية فورا مع هذا النظام الإرهابي بعيدا عن أي وصاية من أي دولة كانت.
وشددت على اعتبار كل فصيل عسكري أو كيان سياسي لا يحدد موقفه من هذه التصريحات بشكل صريح وواضح عدو للثورة السورية، لنؤكد لتركيا وللمجتمع الدولي أننا ثوار أحرار وسنبقى أحرار وأنه لا سلام بلا عدالة، وفق بيان النقابة.
وأصدرت "إدارة الشؤون السياسية المناطق المحررة" التابعة لـ "هيئة تحرير الشام"، بياناً، عبرت فيه عن استنكارها الشديد لهذه التصريحات التي أساءت للشعب السوري وثورته العظيمة، وكذلك لمواقف الدول التي تعاطفت ودعمت وساندت هذه الثورة السورية، انطلاقا من مبادئها الأخلاقية والإنسانية وفي مقدمتهم الجمهورية التركية وحكومتها.
وقالت إن التصريحات تأتي في سياق مصلحي لا يليق بمبادئ السياسة التركية المنحازة للقضايا العادلة للشعوب المظلومة، وأنه ولا يخفى على المتابع أن حزب العمال الكردستاني ونظام الأسد هما في الإجرام سواء، فدعم الأخير وتبنيه لتلك العصابات منذ التسعينيات وحتى اليوم معروف مشهور، وإنه من البساطة السياسية المفاضلة بين الطرفين أو استبدال أحدهما بالآخر أو الاستعانة به.
وأكدت الهيئة، بأن الثورة السورية ليست ملگا لجهة أو دولة لتستخدم كورقة سياسية مقابل دعمها وتبني مواقفها، فإن الثورة السورية هي الإرادة الحرة التي آمن بها الشعب السوري، وضحي لأجلها مليون شهيد و15 مليون مهجر داخل وخارج البلاد، بالإضافة لعشرات الآلاف الذين غيبوا واعتقلوا في مسالخ النظام المجرم، وهي كذلك كلمة حق، ودعوة حر، وتصميم مستمر، لأجل محو عقود من ظلم وطغيان نظام الأسد، وبناء وطن يليق بالشعب السوري.
وجدد بيان الهيئة، العهد بأن إسقاط النظام المجرم واجب مستمر، لا يسقط بالتقادم ولا تزيله العوارض والظروف، وفاء للشهداء، وعودة للمهجرين واللاجئين لبلدانهم ومدنهم، وتحريرا للأسرى والأسيرات.
من جهته، أصدر "اتحاد إعلاميي حلب وريفها"، بياناً أكد فيه أن شأن الثورة السورية هو شأن خاص بأحرارها وليس لأحد الحق في التدخل فيها ولو بتصريح، وأن تضحيات الشعب السوري العظيم لا يمكن أن يتم نسفها بمصالحة المجرم ورأس الإرهاب في العالم بشار الأسد.
وأكد أن هذه الثورة ولو استمرت لمئة عام لن تتراجع مهما كانت فاتورة التضحيات كبيرة، حتى يسقط المجرم بشار الأسد ونظامه، مؤكداً أنه سيكون في مقدمة صفوف احتجاجات الأحرار لرفض تصريحات الوزير التركي والخطوات التركية نحو تطبيع العلاقات مع المجرم بشار الأسد وغيرهم من الدول التي تدعوا لإعادة إنتاج رأس الإجرام والإرهاب في العالم بشار الأسد.
وفي السياق، نشر العديد من قادة الجيش الوطني السوري، وبعض الشخصيات السياسية الممثلة لقوى المعارضة والثورة، منشورات عبر حساباتهم الشخصية، عبروا فيها عن استنكارهم لهذه التصريحات، وأكدوا على الصلة بين أبناء الثورة والحكومة التركية، معلنين رفضهم أي مصالحة أو خطوة من شأنها التطبيع من نظام القتل.
وفي ظل حالة الاستنكار والرفض، دعا نشطاء وفعاليات مدنية وأهلية اليوم الجمعة، لتظاهرات حاشدة في جميع المدن والبلدات ضمن المناطق المحررة، لتجتمع في الساحات، وتعلن بصوت واحد رفضها لأي تحرك من شأنه قبول التفاوض أو الاتفاق أو المصالحة مع نظام الأسد الذي دمر وقتل وشرد الملايين من السوريين خلال أكثر من عقد من الزمن.