أحمد العودة في استقبال عدد من الزوار ويظهر شعار فصيله السابق في الخلفية
أحمد العودة في استقبال عدد من الزوار ويظهر شعار فصيله السابق في الخلفية
● أخبار سورية ٣ سبتمبر ٢٠٢٢

أحمد العودة يعود إلى بصرى الشام بعد غياب طويل.. ما علاقة شعار "قوات شباب السنة"؟

عاد "أحمد العودة" قائد اللواء الثامن في الفيلق الخامس المدعوم من روسيا إلى مدينة بصرى الشام بريف درعا الشرقي، بعد غياب طويل، وكان في استقباله جمع كبير من وجهاء وأبناء المدينة.

وحسب مصادر محلية قالت لشبكة شام، أن أحمد العودة عاد من المملكة الاردنية بعد غياب طويل دام أكثر من عام إلى مدينته بصرى الشام، ومعقل اللواء الثامن، دون معرفة الأسباب الحقيقية وراء هذه العودة المفاجئة.

 

قوات شباب السنة

وذكرت مصادر خاصة لشبكة شام أن العودة عاد في 22 من الشهر الماضي أغسطس/آب إلى مدينة بصرى الشام، وكان في استقباله عدد من وجهاء وأبناء مدينة، واستقبلوه بالأهازيج والأغاني الحورانية الشعبية، ومن ثم توجهوا إلى مضافته التي كانت مثل خلية النحل تستقبل الزوار والمهنئين بعودة العودة.

وانتشرت يوم أمس صورا ومشاهد مصورة للاستقبال الحافل الذي حظي به العودة، وما أثار فضول الجميع هو وجود شعار "قوات شباب السنة" في قاعة استقبال الضيوف، ولم نتمكن في شبكة شام من التحقق من تاريخ الصورة الحقيقي، ولكن من المؤكد انها بعد اتفاق التسوية عام 2018.

وأحمد العودة هو قائد قوات شباب السنة التابع للجبهة الجنوبية سابقا قبل سقوط محافظة درعا وتوقيع اتفاق التسوية، وبعد ذلك أصبح قائد اللواء الثامن المدعوم من روسيا، وفي الحقيقة أن وضع شعار الفصيل في قاعة استقبال الضيوف هو بمثابة تحد للنظام السوري.

وتم إنشاء قوات شباب السنة في أغسطس/آب 2016 ، من اتحاد 16 فصيلا وانضمامها تحت قيادة أحمد العودة، الذي كان يتلقى دعما كبيرا من غرفة الموك "غرفة تنسيق الدعم الدولي"

 

أسباب عودة العودة؟

وعن الأسباب وراء رجوع العودة، قالت مصادر خاصة لشام أن السبب يعود لخلافات حادة بين قيادات اللواء الثامن التابعين له، وما عودته إلا كي يحل هذه الخلافات حتى لا تصل الأمور بينهم للاقتتال، حيث بلغت الخلافات طريقا لا يمكن حله بدون تواجد أحمد العودة شخصيا.

الخلافات تنخر بشكل كبير في اللواء الثامن، حيث أشار نشطاء لشبكة شام أن من بين قادة اللواء من استخدم منصبه في تجارة المخدرات والتهريب، وآخرون استخدموا مناصبهم لتنفيذ أجندة خاصة بهم، عدا عن المظالم الذي قام بها هؤلاء القادة بحق عدد كبير من المدنيين.

وذكر نشطاء لشبكة شام حادثة إعتداء قيادي من اللواء على أحد الأشخاص في بلدة معربة إثر خلافات عائلية، حيث قام هذا القيادي بإقتحام البلدة بعدد من السيارات والعناصر، كما أشار نشطاء لتورط عدد من العناصر والقادة في قضية التعاون مع ميليشيات ايران وأجهزة الأمن والمخابرات التابعة للنظام.

هذه الخلافات بين قادة اللواء لم تكن السبب الرئيسي، إذ أشارت مصادر خاصة لشبكة شام عن وجود خلافات كبيرة مع روسيا، التي تحاول الضغط بإتجاه إرسال عناصر اللواء للقتال ضد تنظيم داعش في البادية السورية، الأمر الذي يرفضه غالبية القادة، التي ترى أن الإتفاق كان على إرسال دوريات مراقبة فقط وليست قتالية.

وذكر مصدر أن العودة متواجد في بصرى الشام لإجبار القادة للانصياع لرغبة الروس، حيث قامت روسيا مؤخرا بقطع الرواتب والامتيازات عن عناصر وقادة اللواء، الأمر الذي أثار سخطا لدى الكثير من العناصر والقادة، الذين طالبوا بتواجد أحمد العودة في المدينة لحل الخلافات.

وفي الحقيقة أن أسباب عودة أحمد العودة غير واضحة بشكل كامل، خاصة أن رجعوه إلى معقله أتى بعد قرابة العام قضى معظمها في الأردن، زار خلال هذه الفترة موسكو والإمارات، حيث يرى مراقبون أن عودة العودة ليست من فراغ بل في جعبته شيء يخفيه، قد تتضح ملامحها في الفترة القريبة القادمة.

ويعتقد مراقبون أن العودة أتى في وقت تشهد محافظة درعا فلتان أمني كبير، أدى لمقتل عدد من قادة الجيش الحر السابقين وأعضاء في اللجان المركزية، كما اتى بعد حصار مدينة طفس والمفاوضات التي أفضت للتهدئة بشروط من بينها تفتيش عدد من المنازل ونصب حاجز أمني وسط المدينة، في ظل توجه النظام لتكرار هذا الأمر في مدينة جاسم.

وأشارت مصادر خاصة لشبكة شام عن توجه أرتال للنظام إلى محيط مدينة جاسم، وأرسل لؤي العلي رئيس جهاز الأمن العسكري  طلب إلى وجهاء في مدينة جاسم للتوجه إلى مدينة درعا للتفاوض، إلا أن هذا الطلب جوبه بالرفض، لتقوم بعد ذلك مدفعية النظام بقصف محيط المدينة بقذيفة هاون، فهم منها انها تهديد مباشر.

ويبقى السؤال عن الأسباب الحقيقية لعودة العودة في ظل التصعيد الكبير الذي تشهده المحافظة، هل هو لحل الخلافات في لواءه أم لشيء أكبر من ذلك؟.

العودة في موسكو

وكان العودة قد ظهر قبل عام في صورة نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي في مطار فنوكوفو بالعاصمة الروسية موسكو، بشكل مفاجئ دون معرفة سبب الزيارة الحقيقي.

وتناقل ناشطون صورتين للعودة أحدها يظهر في مطار فنوكوفو وأخرى يعتقد أنها في شوارع موسكو، دون معرفة تاريخ الصورة الفعلي وفي أي وقت أخذت، ولكن حسب مصادر لشبكة شام فقد أكدت أن العودة كان يتواجد قبل هذه الزيارة في المملكة الأردنية.

وحسب المصادر فقد أكدت أن العودة غادر من مطار عمان الدولي وتوجه إلى روسيا، ومن ثم عاد بعد ذلك إلى الأردن، دون معرفة المدة التي مكث فيها في موسكو، وذكرت مصادر لشبكة شام حينها أنه ربما تكون مرتبطة بعملية جراحية لقدمه جراء إصابة قديمة أصيب بها خلال المعارك السابقة مع نظام الأسد، أي قبل عام 2018.

ومهما يكن زيارة العودة إلى موسكو إن كانت من أجل العلاج أم لأجل أمر أخر، فمن المؤكد أن هذه الزيارة تكشف مدى نفوذ العودة لدى العسكريين الروس وأهميته لهم.

وكان العودة قد أثار الجدل سابقا عندما صرح عن تشكيل جيش واحد لمنطقة حوران، حيث قال "قريبًا ستكون حوران جسد واحد وجسم واحد وجيش واحد، وهذا التشكيل لن يكون لحماية حوران فقط، إنما الأداة الأقوى لحماية سوريا".

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ