وسقط السفاح .. 13 عاماً ونيف للوصول إلى هذه اللحظة التاريخية بإعلان سقوط الأسد
يعتبر اليوم الأحد الثامن من شهر كانون الأول لعام 2024، عيداً وطنياً في الجمهورية العربية السورية الحرة الموحدة، إيذاناً بالخلاص من حكم السفاح وعائلة الديكتاتور "بشار الأسد"، والذي فرَّ هارباً من العاصمة دمشق أمام تقدم جحافل الثائرين من جميع المحافظات السورية، لتُحقق ثورة الشعب السوري الصامد، هدفها الذي طالما صدحت به حناجرهم، ويسقط الأسد ونظامه.
يوم تاريخي لايمكن للكلمات أن تعبر عن مشاعر ملايين السوريين المتعطشين للحرية والخلاص، في عموم تراب سوريا الغالية، وفي بلاد اللجوء والاغتراب والمهجر، جميعاً وبصوت واحد يكبرون فرحاً بانتصار دماء الشهداء، ودعاء المظلومين، لتعلو التكبيرات في المساجد وترتقي أرواح الراقدين الشهداء وتعلو أن انتقمنا لها، وأكملنا طريقهم حتى بلوغ الهدف بإسقاط الديكتاتور ونظامه.
سيُخد التاريخ، ثورة شعب أبى أن ينكسر، وتحمل كل ماتحمله طيلة 13 عاماً ونيف، من قتل وقصف وتهجير وظلم وسجن وحرق وتدمير، استخدمت ضده كل أنواع الأسلحة، ومورس بحقه أبشع مجازر العصر، فقط لأن الأسد يرد البقاء ولو على جثث وأشلاء الأطفال والنساء وعذابات المعتقلين في السجون، فسخر من مطلب الرحيل وإسقاط رموزه، وحارب طويلاً بآلة قتله التي صب نيرانها على شعبه، ومع ذلك واصل الشعب المسير نحو الهدف، ولم يركع ولم يستكين.
تنفض اليوم سوريا عن نفسها غبار سنين طويلة، حكمتها فيه عائلة الأسد بالحديد والنار، من عهد الابن حافظ حتى "بشار"، وتسقط إمبراطورية الأسد الطائفية التي ميزت بين أبناء الشعب الواحد، وفرقت وحدتهم، وزرعت بينهم الشقاق والخصومة، فكان سلاحهم الترهيب والقتل والاعتقال لكل من يرفع صوته أو يصحو عقله ويقول لاء لحكم العائلة.
يحق لسوريا أن تفرح اليوم، ويحق لأمهات الشهداء أن يفخرن بالأبطال الذين قدموا دمائهم على طريق الحرية الطويل، فأناروا بها مستقبل الأجباء، وخطو مستقبل سوريا الحرة، سوريا بدون الأسد، بدون القهر، بدون الظلم، بدون الاستبداد والاستعباد، سوريا التي ستنهض على قدميها قوية بأبنائها، فتمحو تعب السنين، وتبني أمة جديدة تخلد تخط طريقها بين الأمم.