
وزير الداخلية الأردني: استقرار سوريا ضمانٌ للأمن الإقليمي ومنع موجات لجوء جديدة
أكد وزير الداخلية الأردني مازن الفراية، أن تحقيق الاستقرار في سوريا يشكل ضرورةً استراتيجية للحفاظ على أمن المنطقة ومنع اندلاع موجات لجوء جديدة، محذراً من أن استمرار الأوضاع غير المستقرة قد يؤدي إلى أزمة إنسانية جديدة تتجاوز حدود الدول المجاورة.
الأردن في صدارة الدول المستضيفة للاجئين
وخلال مشاركته في مؤتمر فيينا للهجرة، أوضح الفراية أن الأردن يستضيف حالياً نحو 3.5 مليون لاجئ من 43 دولة، من بينهم 1.4 مليون سوري، مشيراً إلى أن أقل من 100 ألف منهم يعيشون في المخيمات، فيما يندمج الباقون في المجتمعات الأردنية.
وأكد أن بلاده توفر للاجئين الرعاية الصحية والتعليم وفرص العمل رغم الضغوط الكبيرة التي يفرضها ذلك على الموارد والبنى التحتية، لاسيما في ظل ندرة المياه التي لا تتجاوز حصة الفرد فيها 61 متراً مكعباً سنوياً.
جهود لضبط الحدود ومحاربة التهريب
وشدد الوزير الأردني على أن طول الحدود المشتركة بين الأردن وسوريا والبالغة 378 كيلومتراً يتطلب تنسيقاً مستمراً لحمايتها وضبطها، مؤكداً أن السلطات الأردنية ضبطت خلال العام الحالي نحو 8 ملايين حبة كبتاغون خلال عمليات مكافحة التهريب.
وأضاف أن التعاون الأمني مع سوريا يشكل عنصراً محورياً في جهود محاربة شبكات تهريب المخدرات والأسلحة التي تهدد أمن البلدين والمنطقة بأكملها.
بيئة العودة الطوعية للاجئين
وفيما يتعلق بملف العودة، أوضح الفراية أن أعداد اللاجئين السوريين العائدين طوعياً ما تزال محدودة بسبب غياب بيئة آمنة ومحفزة داخل سوريا، لافتاً إلى أن استمرار حالة عدم الاستقرار قد يؤدي إلى موجة لجوء جديدة نحو الدول المجاورة وأوروبا.
وأشار إلى أن الدعم المقدم لخطة الاستجابة الأردنية للأزمة السورية لعام 2025 لم يتجاوز 12% من حجم التمويل المطلوب، داعياً المجتمع الدولي إلى زيادة الدعم المالي والإنساني للأردن لمواصلة دوره في استضافة اللاجئين.
دعوة لتعاون دولي وتنمية شاملة
كما دعا الفراية إلى فتح قنوات قانونية لهجرة العمالة الماهرة الأردنية إلى أوروبا في مجالات التكنولوجيا والصحة، بما يسهم في تخفيف الضغوط الاقتصادية وتعزيز فرص العمل.
وأكد أن تحقيق الاستقرار في سوريا هو الحل الجذري لأزمة اللجوء، قائلاً: "المعادلة واضحة، فكل إنسان يحتاج إلى الأمن وفرصة العمل والخدمات الأساسية، وإذا لم يجدها في وطنه سيبحث عنها في مكان آخر".
رؤية أردنية لدعم سوريا الجديدة
وحذّر الفراية من أن "سوريا تمثل فرصةً إذا أُهدرت ستفتح الباب أمام موجات نزوح جديدة"، داعياً إلى تعاون إقليمي ودولي مكثف لضمان عودة الاستقرار والتنمية إلى سوريا، بما يحقق الأمن والسلام للمنطقة بأسرها.
وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن 133 ألف سوري عادوا من الأردن إلى بلادهم منذ سقوط نظام الأسد في كانون الأول الماضي وحتى منتصف آب 2025، من أصل 779 ألف لاجئ عادوا من دول الجوار، في مؤشر على بداية مرحلة جديدة من العودة التدريجية وإعادة الارتباط بالمجتمعات السورية المحررة.