صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
● أخبار سورية ٢٠ أكتوبر ٢٠٢٥

مخيم الأزرق في ريف إدلب  بين النزوح وفصل الشتاء: مأساة مستمرة

تشهد المناطق السورية استعدادات مبكرة لفصل الشتاء، تشمل تجهيز المنازل وتأمين مواد التدفئة. غير أن آلاف الأسر تعاني من الحرمان، غير قادرة على اتخاذ هذه الإجراءات، خصوصًا تلك المقيمة في المخيمات التي تفتقر لأدنى مقومات الحياة. 

معاناة الأسر في المخيمات 

تواجه هذه العوائل صعوبة كبيرة في تأمين وسائل التدفئة أو مسكن مؤقت يحميها من برد الشتاء القارس، لا سيما أن مئات المخيمات في شمال غرب سوريا تعاني أوضاعاً قاسية، حيث يواجه السكان انعدام الدعم وتوقف المساعدات، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع المعيشية ومنع العديد منهم من العودة إلى قراهم حتى بعد تحريرها.

وفي هذا السياق، تتجلى معاناة سكان مخيم الأزرق في ريف إدلب بوضوح، إذ يواجهون شظف العيش في ظل غياب مقومات الحياة الأساسية. ومع اقتراب فصل الشتاء، تتزايد مخاوفهم على أبنائهم من تأثير البرد القارس.

عوائق العودة ومأساة النقل

خلال جولتنا في مخيم الأزرق، لاحظنا أن بعض العوائل تمكنت من العودة إلى قراها وبلداتها، منهية رحلة النزوح التي استمرت لسنوات. في المقابل، لا تزال عائلات أخرى تعيش تحت وطأة ظروف قاسية، إذ تعجز عن إعادة بناء مساكنها المدمرة في قراها الأصلية نتيجة القصف المستمر على مدار السنوات الماضية.

حتى أن بعض الأسر لا تمتلك حتى تكاليف نقل أغراضها من المخيم إلى ديارها، مما يزيد من معاناتها اليومية ويجبرها على البقاء في المخيم، رغم حلمها الدائم بمغادرته والعودة إلى موطنها.

توقف الدعم وتفاقم الأعباء المالية

وتحدثنا إلى السكان المقيمين في المخيم، الذين رووا تفاصيل أوضاعهم القاسية. إحدى السيدات أكدت أنها تعيش ظروفاً صعبة للغاية، بالكاد تستطيع من خلالها تأمين ثمن الطعام والشراب لأسرتها يومياً، مضيفة أن العديد من الأمور يضطرون إلى حرمان أنفسهم منها بسبب الفقر المدقع.

وقال أبو محمد إن توقف دعم السلل الغذائية عن المخيم زاد من معاناتهم، إذ اضطروا لشراء الأرز والسكر والاحتياجات الأساسية على نفقتهم الخاصة، ما فرض عليهم أعباءً مالية. وأكد الأهالي أن أوضاعهم المعيشية تدهورت خلال سنوات النزوح إلى درجة أنهم لم يعودوا قادرين حتى على ترميم منازلهم في قراهم ومدنهم الأصلية.

تحديات الشتاء وضرورة التدفئة

والآن تواجه العائلات في المخيم مسؤولية جديدة، تتمثل في تأمين مواد التدفئة قبل حلول البرد وفصل الشتاء، خاصة أنها تعيش في خيام تفتقر لأبسط مقومات الحياة، لا تحميهم من البرد القارس ولا تحمي أطفالهم من تداعياته.

ويستمر أهالي مخيم الأزرق وغيره من المخيمات الفقيرة في مناشدة الجهات الرسمية والمنظمات الإنسانية لتقديم الدعم، ومساعدتهم على العودة إلى قراهم وبلداتهم، لوضع حد لمعاناتهم المستمرة جراء النزوح، وتوفير مقومات الحياة الأساسية التي يحتاجونها للبقاء بأمان وكرامة.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ