"ردع العدوان"... بلدات شمال حمص تتنفس الحرية.. هذه أبرز ثكنات الأسد بمحيطها
أعلنت "إدارة العمليات العسكرية" عن استمرار زحف قواتها نحو مدينة حمص، بعد وصول أرتال حاملة المئات من مهجري حمص لردع عدوان الأسد عن مدينتهم، واستطاع الثوار تحرير غالبية مناطق شمال حمص وباتوا على مشارف حمص.
ووثق ناشطون في مدينة حمص تحرير الثوار مدينتي الرستن وتلبيسة، وقرى وبلدات "تير معلة، هبوب الريح، الحلموز، الغنطو، الزعفرانة، الفرحانية، السعن الأسود، ديرفول، عز الدين، التلول الحمر".
وفي الريف الشمالي لحمص يستعد الثوار إلى تحرير منطقة الكم التي تضم الأشرفية، والمشرفية وحاجز ملوك قرب مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي، وهي منطقة تواجد فيها ميليشيات إيرانية لا سيما حزب الله، وكذلك تحرير مناطق "أم شرشوح، كفرنان، جبورين" التي تضم مقرات لميليشيا لدفاع الوطني.
ومع استكمال إحكام كامل السيطرة على الريف الشمالي يبقى أمام الثوار تحرير "الكلية الحربية" التي تضم ثكنات عسكرية عديدة تبعد عشرات الأمتار عن الأحياء السكنية ضمن المدينة، ولعل أهمها الكلية الحربية الواقعة قرب حي الوعر.
وتتألف الكليات العسكرية التي تشكل البوابة الشمالية لمحافظة حمص، وتتكون من "الكلية الحربية، كلية المدرعات، كلية الإشارة، كلية الشؤون الفنية"، وهي عدة ثكنات ومباني قريبة من مستشفى عبد القادر شقفة (العسكري بحمص).
وحاول الثوار خلال حصار حمص السيطرة على الكليات لكن ذلك لم يحدث كونها في منطقة حصينة وقريبة من برج الغاردينيا، تجاور "الكلية الحربية" كلية المدرعات أي الدبابات، ومن جهتها الشمالية الغربية تقع "كلية الشؤون الفنية وكلية الإشارة".
ويوجد فيها مدير جميع "الكليات الحربية" في البلاد، أو ما يعرف باسم "القيادة"، إضافة إلى كتيبة الهجانة غرب بلدة الدار الكبيرة بريف حمص الشمالي، ومن البوابات الشمالية لمحافظة حمص كلية الفرقة 27 قرب بلدة تيرمعلة، التي كانت من الثكنات التي تحاصر ريف حمص وتفصل حمص عن ريفها.
وفي الريف الشرقي لحمص، يوجد مطار الشعيرات الذي يضم طائرات ميغ 23 وميغ 25 وسوخوي22 وسوخوي 25 القاذفة، كما يتضمن دفاعات جوية من نوع صواريخ سام 6، ورادارات.
وتقام في هذه المنشأة عروض عسكرية وتدريبات على الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وتضم الفرقة 22-اللواء 50 جوي مختلط، وكان المطار منطلقا للغارات الجوية التي تستهدف مواقع في حمص وحماة وإدلب.
وتتكون مناطق ريف حمص الغربي من سلاسل جبلية تضم مواقع تتبع لنظام الأسد، وفي الجنوب حيث مدينة القصير التي تخضع لسيطرة ميليشيات إيرانية وفيها مطار الضبعة يبعد المطار عن مدينة حمص حوالي 30 كيلومترا، ويتكون من 16 حظيرة ومدرج رئيسي واحد.
وفي شمال شرق حمص يوجد كتيبة المشرفة التي يفتح تحريرها الباب للدخول إلى حي ديربعلبة حيث تتحصن ميليشيات الأسد، ومن المرجح أن تكون هذه الكتيبة من أولويات تحرير حمص، كونها تقع شرق تلبيسة ومصدر للقصف على مناطق ريف حمص الشمالي المحرر، وهي على خط السليمة شرق حماة التي حررها الثوار.
وأما في شرق حمص الذي من المتوقع أن يكون محورا رئيسيا لقوات ردع العدوان في تحرير حمص ويوجد عدة مواقع عسكرية تابعة لميليشيات النظام وهي: مطار تدمر العسكري، ومطار تيفور، واسمه الحقيقي "طياس"، على بعد ستين كيلومترا شرق مدينة تدمر الأثرية.
وجاءت المعركة باسم "ردع العدوان" كما أعلن عنها فجر يوم الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024، لتكسر كل القواعد، وتحقق تقداً كبيراً لقوى الثورة السورية موحدة جميعاً في عمل منظم على مستويات عالية عسكرياً وإعلامياً ومدنياً وميدانياً، فكانت ضربة موجعة وقاسمة للنظام وفتحت الطريق إلى حدود مدينة حلب، وأفرحت قلوب المتعطشين للتحرير واستعادة المناطق المحتلة.
ورغم أن المعركة لم تكن فجائية، ورغم الاستعدادات الكبيرة والحشودات التي أعلن عنها النظام، إلا أن انهيار قوات النظام والميليشيات الإيرانية كان بارزاً في المعركة منذ الساعات الأولى وتمكن الفصائل العسكرية من كسر الخطوط الدفاعية الأولى والدخول في العمق وخلق حالة من الفوضى والهزيمة النفسية والعسكرية على الأرض في صفوفهم، ومن ثم التوسع بشكل سريع في عموم مناطق إدلب وحلب وحماة.
وتعطي معركة "ردع العدوان" بارقة أمل كبيرة لملايين المدنيين المهجرين في تحرير المناطق المغتصبة والمحتلة من قبل قوات النظام وميليشيات إيران بأرياف حلب وإدلب وحمص لإفساح المجال لعودة أهلها إلى قراهم وبلداتهم، وأعادت المعركة روح الثورة والتحرير وكانت موضع التفاف واسع إعلامياً ومدنياً حتى المعارضين لها في المناطق المحررة.
وكانت دعت "إدارة العمليات العسكرية" في عملية "ردع العدوان"، القطع العسكرية في حمص للانشقاق الجماعي والتوجه إلى مدينة حماة مقابل إعطائهم الأمان، في وقت وصلت معارك التحرير إلى تخوم محافظة حمص بعد تحرير الثوار أجزاء واسعة من ريف حمص الشمالي.