جرجناز تصارع النقص: التعليم وسط غياب المقاعد والاكتظاظ
جرجناز تصارع النقص: التعليم وسط غياب المقاعد والاكتظاظ
● أخبار سورية ٢٢ أكتوبر ٢٠٢٥

جرجناز تصارع النقص: التعليم وسط غياب المقاعد والاكتظاظ

تتوالى مظاهر المعاناة في مدارس المناطق المتضررة من الحرب، ولا سيما في ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي، حيث تفتقر تلك المنشآت التعليمية إلى أبسط المقومات الأساسية لسير العملية التعليمية، هذا الواقع القاسي يلقي بظلاله الثقيلة على الطلاب والمعلمين والأهالي معًا، الذين يجدون أنفسهم في مواجهة تحديات يومية تعيق استمرار التعليم بصورة طبيعية.

مدارس بلا مقاعد
في قلب هذه المعاناة، تبرز التحديات بشكل صارخ في مدارس مدينة جرجناز بريف إدلب الجنوبي، حيث تمر العملية التعليمية بظروف قاسية تتجلى في محدودية الإمكانات وقلة الدعم والتجهيزات.

فالكثير من الصفوف تفتقر حتى إلى المقاعد التي يجلس عليها الطلاب، فيما تغيب مستلزمات أساسية أخرى تجعل من التعليم مهمة شاقة لكل من المعلمين والتلاميذ على حد سواء.

غياب السبورات 
 يقول أبو عمر، أحد أولياء الأمور، في تصريح لـ شبكة شام، إن ابنه يدرس في مدرسة القدس، "ولا توجد لدينا سبورات صالحة كالتي تُستخدم عادة في المدارس ليشرح المعلم عليها الدرس، ولا يوجد مقاعد، فيفترش الطلاب الأرض ومعهم حقائبهم وأقلامهم".

ويضيف أن هذا الوضع انعكس بشكل سلبي على نفسية ابنه، حتى إنه بات يرفض الذهاب إلى المدرسة مؤخرًا، لأن الجلوس بهذه الحالة يُرهقه، وقد فقد شغفه بإكمال التعليم في تلك المدرسة.

صفوف مكتظة
وبحسب مصادر محلية، تمر مدرسة هارون الرشيد في جرجناز بالصعوبات ذاتها، وتعاني أغلب الصفوف في تلك المدارس من اكتظاظ كبير يجعل مهمة التعليم أكثر تعقيدًا.

فغالبًا ما تضم القاعة الواحدة عددًا يفوق طاقتها الاستيعابية، ما يحدّ من قدرة المعلمين على متابعة كل طالب على حدة، ويصعّب عليهم ضبط الصف والتنقل بين الطلاب بأريحية.

ضرورة دعم المدارس
يؤكد المعلمون في جرجناز أن مدارس المدينة بحاجة ماسة إلى دعم عاجل وتأمين المستلزمات الأساسية، لضمان بيئة تعليمية تليق بالطلاب والمعلمين على حد سواء، ويشيرون إلى أنهم تلقوا وعودًا من الجهات الرسمية بتوفير المعدات وتحسين واقع التعليم، لكنهم ما زالوا ينتظرون تنفيذ تلك الوعود على أرض الواقع.

إصرار الطلاب على متابعة تعليمهم
رغم الصعوبات التي تعاني منها مدارس مدينة جرجناز، يتمسك الطلاب بإصرارهم على مواصلة التعليم. يتلقون التشجيع من عائلاتهم، وينطلقون كل صباح باكر إلى مدارسهم، تعلو وجوههم الابتسامة ويحملون في دفاترهم الصغيرة أحلامًا بمستقبل أفضل، غير آبهين ببرودة الفصول أو ضيق الصفوف.

مطالبات بحلول عاجلة لإنقاذ التعليم
يوجّه المعلمون والطلاب وأسرهم في جرجناز نداءً إلى الجهات الرسمية والحكومية من أجل التدخل العاجل ووضع حلول جذرية للعقبات التي تعرقل سير العملية التعليمية، ويؤكد الأهالي أن إنقاذ ما تبقّى من واقع التعليم في مدينتهم بات ضرورة ملحّة، لضمان حق أبنائهم في تعليم كريم يليق بطفولتهم ومستقبلهم.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ