الخطر الذي لم ينتهِ.. ألغام وذخائر النظام تزهق أرواح الأبرياء في سوريا
الخطر الذي لم ينتهِ.. ألغام وذخائر النظام تزهق أرواح الأبرياء في سوريا
● أخبار سورية ٢٠ أكتوبر ٢٠٢٥

الخطر الذي لم ينتهِ.. ألغام وذخائر النظام تزهق أرواح الأبرياء في سوريا

رغم مرور أكثر من عشرة أشهر على سقوط نظام الأسد، ما زالت المخلفات، بما في ذلك الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة والقذائف المتروكة، في القرى والبلدات التي كانت تحت سيطرته، تحصد أرواح المدنيين وتلحق الضرر بهم، مسببة لهم إعاقات دائمة أو إصابات بالغة.

إصابة تسع أشخاص
وفي آخر الحوادث المأساوية الناتجة عن مخلفات نظام الأسد، انفجر لغم بسيارتين كانتا تقلان عمالاً في جني محصول الفستق (الفول السوداني)، يوم الأحد الماضي 19 تشرين الأول الجاري، في الأراضي الزراعية المحيطة بقرية الجبين التابعة لمنطقة محردة في ريف حماة الغربي، مما أدى إلى إصابة تسعة مدنيين (سبعة أطفال ورجلان)، بينهم إصابات بليغة.

وأكدت مؤسسة الدفاع المدني المعروفة بـ "الخوذة البيضاء" أن هذه المخلفات، من ألغام وذخائر غير منفجرة، تبقى تشكل تهديداً دائماً على حياة المدنيين، وتعيق أنشطتهم اليومية، وتحدّ من قدرتهم على العودة إلى منازلهم ومزارعهم في مناطق واسعة من سوريا. 

حوادث سابقة 
كما أعلن الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، أمس السبت، عن إصابة خمسة أطفال بجروح في بلدة خربة غزالة بريف درعا، بينهم طفلان أُصيبا بإصابات بليغة، جراء انفجار مخلفات حرب.

وفي حادثين منفصلين آخرين، في 15 تشرين الأول/أكتوبر، بمحافظة حلب، قُتل شابان، وأُصيب خمسة أطفال بانفجار مخلفات الحرب، وفق ما أفاد به الدفاع المدني في بيان رسمي.

تداعيات مخلفات الحرب 
أفسدت مخلفات الحرب في العديد من المناطق السورية فرحة الأهالي بعودتهم إلى قراهم ومدنهم بعد انتهاء رحلة النزوح، وحرمتهم من الشعور بالأمان داخل مناطقهم. كما أعاقت تحركاتهم اليومية ومنعتهم من ممارسة أنشطتهم الأساسية، مثل الزراعة والعمل في أراضيهم، ما جعل حياتهم اليومية تظل تحت وطأة الخطر وعدم الاستقرار.

ازدياد المخاوف على الأطفال
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) قد حذرت من الخطر المميت الذي تشكّله الذخائر غير المنفجرة على أطفال سوريا. وأكدت المنظمة في تقرير صدر في وقت سابق من هذا العام أن الفتيان والفتيات لا يزالون يعانون من آثارها الخطيرة، بمعدّل يبعث على القلق.

ويوضح مراقبون أن سبب القلق على هذه الفئة بالتحديد يعود إلى أنهم لا يدركون مدى خطورة الألغام والذخائر غير المنفجرة، ولا يستطيعون تمييزها، ما يجعل حياتهم محفوفة بالمخاطر. وقد سجلت الأشهر الماضية حوادث وفاة لأطفال بسبب انفجار ألغام، فيما تعرض آخرون لإعاقات دائمة نتيجة هذه المخلفات.

 ما زال السوريون يدفعون ثمناً باهظاً لمخلفات الحرب التي تواصل حصد الأرواح وتشويه ملامح الحياة. ورغم الجهود الكبيرة التي تبذلها فرق الدفاع المدني والمنظمات الإنسانية في إزالة هذه المخلفات وتوعية السكان بمخاطرها، ما تزال الحاجة ملحّة لمتابعة العمل وتكثيف الدعم المحلي والدولي، لضمان استعادة الأمان إلى حياة الأهالي ووضع حدٍّ لهذا الخطر الصامت.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ