"الأسد بريء"!!.. "ماهر شرف الدين" يستفز السوريين في ذكرى مجزرة الكيماوي
"الأسد بريء"!!.. "ماهر شرف الدين" يستفز السوريين في ذكرى مجزرة الكيماوي
● أخبار سورية ٢١ أغسطس ٢٠٢٥

"الأسد بريء"!!.. "ماهر شرف الدين" يستفز السوريين في ذكرى مجزرة الكيماوي

في ذكرى مجزرة الكيماوي الشهيرة التي ارتكبها نظام الأسد البائد، نشر الكاتب الدرزي "ماهر شرف الدين"، منشورًا أثار موجة من الغضب بين السوريين، حيث شكك بشكل تهكمي صريح في المسؤولية عن الهجوم الكيماوي، موجهًا الاتهامات بطريقة استفزازية وغير مقبولة.

وذكر "شرف الدين" في منشور له يوم الخميس 21 آب/ أغسطس "أظن أن أهل الغوطة هم من قصفوا بعضهم بالكيماوي، الأسد بريء"، حيث يتجاهل المنشور الألم والمعاناة التي عاشها ضحايا الكيماوي وعائلاتهم، ويقدم تفسيراً استفزازياً يشكك في مصداقية المجزرة ويقلب الحقائق.

ويتناقض المنشور مع الأدلة الدولية والإقليمية التي أظهرت استخدام الكيماوي في الغوطة ويحاول بشكل استفزازي ربط المجزرة بأهل الغوطة بشكل مباشر مع الادعاء بأن "الأسد بريء" وجاء استفزاز "شرف الدين"، في وقت يتذكر فيه السوريون ضحايا الهجوم.

ويفسر منشور "ماهر شرف الدين"، أنه لا يمثل مجرد رأي شخصي، بل يشكل إساءة للذاكرة الوطنية، واستفزازاً مباشراً للسوريين في يوم حساس، كما يعكس نية واضحة لتبرئة المسؤولين الرسميين وتحريف الرواية التاريخية.

ويظهر أن صياغة منشوره تحمل أكثر من دلالة استفزازية، فاختياره لعبارة "ذكرى الكيماوي" بدل استخدام كلمة "مجزرة" يقلل من حجم الجريمة ويطمس طبيعة الهجوم كجريمة ضد الإنسانية، في محاولة لتخفيف مسؤولية الأطراف الرسمية عنه.

هذا ويتضح من المنشور أن هناك نية واضحة للنكاية بالإعلام الرسمي الذي وصفه إعلام الأكثرية بطريقة تحمل دلالات طائفية شرف الدين يستغل هذه الذكرى الحساسة لتوجيه رسائل مزدوجة من جهة يشكك في الحدث ويقلل من معاناة الضحايا، ومن جهة يوجه انتقادات مبطنة للإعلام السوري.

ويعكس المنشور تهوينًا للمأساة الإنسانية وتحريفًا للحقائق التاريخية كما يسعى إلى إثارة الانقسامات الطائفية واستفزاز مشاعر السوريين في يوم حساس تتذكر فيه البلاد الضحايا، ويشكل إساءة للذاكرة الوطنية ويضعف الرواية الحقوقية للجريمة.

وكان رصد ناشطون تحول جذري في خطاب شرف الدين، الذي كان حتى أشهر قليلة مضت من أبرز المتحمسين للقيادة السورية الجديدة، بل ونشر تفاصيل لقائه مع الرئيس أحمد الشرع، مشيداً بشخصيته وواصفاً حديثه بالوجداني الصادق. آنذاك، تحدّث عن أهمية إدماج أبناء السويداء في الدولة، ودعا إلى فتح معبر تجاري مع الأردن، مقترحًا رؤية اقتصادية شاملة للمحافظة.

وما لبث ذلك الخطاب أن انقلب، إذ بات يصف الجيش السوري بـ"الدواعش والغزاة"، ويهدد الدولة بإعادة إدراجها على قوائم الإرهاب، في لغة تحريضية غير مسبوقة منه، تتماهى مع خطاب الميليشيات المسلحة الرافضة لعودة مؤسسات الدولة.

هذا التحول يطرح تساؤلات جوهرية حول نوايا شرف الدين ودوافعه. فبينما يرى البعض أنه يسعى لاستعادة حضوره كـ"معارض إعلامي" بعد أن فشل في ترسيخ موقع مؤثر له داخل مؤسسات الدولة الجديدة، يعتقد آخرون أنه يحاول استثمار التصعيد في السويداء لتكريس نفسه زعيماً رمزياً للمجتمع المحلي، مستندًا إلى حضور طائفي وإعلامي يحاول عبره فرض دور يتجاوز قدراته ومكانته الحقيقية.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ