
غراندي يعلن أن حلم عودة اللاجئين السوريين بات حقيقة بعد عودة أكثر من مليون إلى ديارهم
أعلن المفوَّض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، أمام الاجتماع السنوي الـ76 للجنة التنفيذية للمفوضية المنعقدة في جنيف، أن حلم عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم تحول اليوم إلى واقع ملموس.
وأكد أن نحو نصف سكان سوريا اضطروا للفرار من منازلهم خلال السنوات الماضية، لكن العائدين اليوم أكثر من مليون شخص عادوا إلى ديارهم ويحمِلون في قلوبهم الأمل والتطلعات الجديدة.
وقال غراندي في كلمته إن العائدين يستحقون أن يعيشوا بأمان مجدداً داخل وطنهم، مشدداً على أهمية أن تكون عودتهم مستدامة عبر استثمارات أسرع وأكثر جرأة تُسهِم في إعادة بناء ما تهدَّم والدعم الفعلي للمجتمعات المحلية. وأضاف أن تقليص التمويل للعمل الإنساني يُشكّل تهديداً كبيراً، داعياً إلى استجابة دولية أكثر شمولاً واستدامة لمواجهة التحديات الناجمة من النزوح والدمار.
كما كشف المفوَّض أن عدد الأشخاص الذين أُجبروا على الفرار من ديارهم حول العالم منذ عام 2015 قد تضاعف تقريبًا، ليُصل إلى 122 مليون شخص، مما يُمثل أحد أضخم أزمات اللجوء الإنسانية في العصر الحديث.
وفق إحصائيات المفوضية، منذ سقوط النظام في سوريا في 8 ديسمبر 2024، عاد نحو مليون لاجئ سوري من الدول المجاورة إلى سوريا خلال الأشهر التي تلت ذلك.
كما أن نحو 1.8 مليون من النازحين داخليًا تمكنوا من العودة إلى مناطقهم الأصلية ضمن سوريا، مما يُشكّل مؤشراً على بدء عمليات استقرار داخلي بعد تحرير الأراضي المتعددة.
إلا أن العائدين يواجهون عراقيل ضخمة، منها الدمار الواسع في المساكن والبنية التحتية، نقص الخدمات الأساسية، وفرص العمل المحدودة، فضلاً عن المخاطر الأمنية في بعض المناطق.
وبينما تُعد هذه العودة الجماعية خطوة ذات أهمية رمزية وسياسية، تُشير المفوضية إلى أن استمرار نجاحها يعتمد على دعم دولي فاعل، استثمارات دائمة، وإصلاح الخدمات المحلية لضمان عودة كريمة وحقيقية