أمهات بلا راحة: رحلة الأمومة مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة
أمهات بلا راحة: رحلة الأمومة مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة
● أخبار سورية ٢٦ أغسطس ٢٠٢٥

أمهات بلا راحة: رحلة الأمومة مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة

لا تقتصر معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة على أنفسهم فقط، بل تمتد لتشمل أمهاتهم اللواتي يرافقنهم ويعتنين بهم باستمرار. فبالإضافة إلى الأعباء اليومية للرعاية والتنقل بين المراكز الطبية والالتزام بالدواء، تواجه هذه الأمهات ضغوطاً نفسية مستمرة تتجلى في كلمات جارحة، ونظرات الشفقة أو الاشمئزاز، ورفض المجتمع أو الأقران للطفل المريض.

اشتكت العديد من السيدات السوريات اللواتي يعتنين بأطفال ذوي احتياجات خاصة من تعرضهن لكلمات جارحة تصف أبنائهن بألفاظ قاسية مثل "المعاق"، "المجنون"، و"المتخلف عقلياً"، تُلقى على مسمعهن مباشرة. هذه الكلمات تترك أثراً نفسياً بالغاً، فتشعر الأم بالإهانة والحزن، بينما يزداد شعورها بالمسؤولية تجاه حماية طفلها.

تعيش الأمهات أيضاً مواقف يومية مؤذية معنوياً، مثل رفض المجتمع أو الأقران مشاركة الطفل في الأنشطة أو التعامل معه بنظرات الشفقة أو الاشمئزاز، مما يؤدي إلى شعور الأم بالعزلة النفسية نتيجة عدم تقدير المجتمع لجهودها والتحديات اليومية التي تواجهها.

شهادات الأمهات عن التجارب المؤلمة

تحكي أم سلام، وهي أم لطفلة مريضة بمتلازمة داون، عن تجربتها عند الخروج من المنزل، حيث تحاول تجنب مواجهة أسئلة المجتمع عن سبب مرض ابنتها، وتصف أيضاً كيفية تجنب بعض النساء الحوامل النظر إليها أو إلى ابنتها خوفاً على جنينهن، بينما يميل أطفال البعض الآخر إلى الابتعاد عن ابنتها، ما يزيد شعورها بالضغط النفسي.

بدورها، تحكي أم عمر، أم لطفل عمره ثلاث سنوات، عن موقف مؤلم آخر عند حضور مناسبات اجتماعية، حيث طُلب منها أن لا تحضر طفلها معها، وأن تتركه في المنزل حتى لا يُنظر إلى الإعاقة على أنها موجودة في العائلة. تعكس هذه التجارب كيف أن المجتمع يمكن أن يضاعف معاناة الأم النفسية نتيجة الأحكام الاجتماعية والمواقف اليومية.

أهمية الدعم والتوعية

يؤكد الأخصائيون النفسيون على أهمية الدعم الاجتماعي من الأسرة والمجتمع لمساندة الأمهات في رحلة رعاية أطفالهن، مؤكدين أن مشاركة الأسرة والمحيط تقلل شعور الأم بالعزلة وتعزز قدرتها على التكيف النفسي. كما شددوا على ضرورة تنفيذ حملات توعية مجتمعية لتصحيح المفاهيم الخاطئة حول الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وأمهاتهم، وتدريب المجتمع على التعامل معهم بلطف واحترام، وتقليل السلوكيات المؤذية أو نظرات الشفقة.

تُظهر التجارب أن معاناة الأمهات تشمل ضغوطاً نفسية واجتماعية عميقة، وأن الدعم الاجتماعي والأسري والتثقيف المجتمعي يشكلان ركيزة أساسية لمساعدتهن على مواجهة هذه التحديات وتحقيق توازن نفسي أكثر صحة في رحلتهن مع أطفالهن.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 
الكلمات الدليلية:

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ