دمشق تعلّق عمل المجلس الأعلى اللبناني – السوري وتؤكد اعتماد القنوات الدبلوماسية 
دمشق تعلّق عمل المجلس الأعلى اللبناني – السوري وتؤكد اعتماد القنوات الدبلوماسية 
● أخبار سورية ١٠ أكتوبر ٢٠٢٥

دمشق تعلّق عمل المجلس الأعلى اللبناني – السوري وتؤكد اعتماد القنوات الدبلوماسية 

تلقت وزارة الخارجية اللبنانية برقية رسمية من السفارة السورية في بيروت تُفيد بـ تعليق عمل المجلس الأعلى اللبناني – السوري، مع حصر جميع المراسلات والاتصالات بين البلدين عبر القنوات الدبلوماسية الرسمية فقط.

ويُعد هذا القرار خطوة لافتة في مسار إعادة تنظيم العلاقات بين بيروت ودمشق، بعد أكثر من ثلاثة عقود على تأسيس المجلس الأعلى في 22 أيار/مايو 1991، بموجب معاهدة الأخوّة والتعاون والتنسيق الموقّعة بين الرئيسين اللبناني إلياس الهراوي والسوري حافظ الأسد عقب انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية.

وشكّل المجلس حينها الإطار المؤسسي الأعلى لتنظيم العلاقات بين البلدين، وأسهم في متابعة تنفيذ الاتفاقات الثنائية وتنسيق التعاون السياسي والاقتصادي والأمني بين العاصمتين، وتولّى إدارته لسنوات طويلة الأمين العام نصري خوري.

وخلال تسعينيات القرن الماضي وأوائل الألفية الجديدة، كان المجلس أحد أبرز أدوات التنسيق بين بيروت ودمشق، خاصة في ظل الوجود العسكري السوري في لبنان، إذ أشرف على ملفات حساسة تتعلق بالأمن والتجارة والطاقة، وأسهم في صياغة اتفاقات ثنائية ما زال بعضها ساري المفعول حتى اليوم.

إلا أن انسحاب القوات السورية من لبنان عام 2005 أدى إلى تراجع دور المجلس بشكل تدريجي، واقتصر نشاطه في السنوات التالية على مهام رمزية وإدارية محدودة، دون صدور قرار رسمي بإلغائه آنذاك.

ويتكوّن المجلس الأعلى اللبناني – السوري من رئيسي جمهوريتي البلدين، ورئيسي حكومتيهما ونوابهما، إضافة إلى رئيس مجلس النواب اللبناني ورئيس مجلس الشعب السوري، وتتمثل أبرز صلاحياته في وضع السياسة العامة للتعاون والتنسيق في المجالات كافة، والإشراف على تنفيذها. وتُعد قراراته **إلزامية ونافذة المفعول ضمن الأطر الدستورية لكل من البلدين.

وكان وصل وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى العاصمة اللبنانية بيروت على رأس وفد رسمي يضم وزير العدل مظهر اللويس، ورئيس جهاز الاستخبارات السورية اللواء حسن السلامة، ومساعد وزير الداخلية اللواء عبد القادر طحان، إضافة إلى وفد سياسي رفيع المستوى.

جاءت الزيارة تلبية لدعوة من وزير الخارجية والمغتربين اللبناني يوسف رجي، وتهدف إلى **بحث آليات إعادة تفعيل العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ومناقشة الملفات المشتركة، وفي مقدّمتها ترسيم الحدود، وملف الموقوفين، والتعاون الاقتصادي والأمني.

وتستمر الزيارة يوماً واحداً، بدأها الوزير الشيباني من مطار بيروت بالتوجّه مباشرة إلى وزارة الخارجية اللبنانية حيث استقبله نظيره يوسف رجي، قبل أن يتوجّه إلى قصر بعبدا للقاء الرئيس جوزيف عون، ثم إلى السرايا الحكومية للقاء رئيس الحكومة نواف سلام.

وتُعد هذه الزيارة، وفق مصادر دبلوماسية لبنانية، منعطفاً مهماً في العلاقات السورية – اللبنانية، وتأتي في سياق تطبيع تدريجي للعلاقات الرسمية بين البلدين، بعد إعلان دمشق تعليق عمل المجلس الأعلى واعتماد القنوات الدبلوماسية المباشرة كإطار أساسي للتواصل بين الجانبين.

 

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ