
أغطية الريكارات في اللاذقية: سرقة مستمرة ومخاطر على السلامة العامة
يعاني سكان مدينة اللاذقية من تكرار ظاهرة سرقة أغطية الريكارات (فتحات الصرف الصحي)، حتى بات من المعتاد أن يسير المرء في الشوارع ويصادف فتحات مكشوفة دون أي وسيلة حماية، هذه الظاهرة لا تُشكّل تهديداً مباشراً على سلامة المارة فحسب، بل تنذر أيضاً بعواقب بيئية وخدمية خطيرة، نتيجة دخول الركام والنفايات إلى شبكات الصرف.
وبينما تتزايد الحوادث المرتبطة بها، تتفاقم الحاجة إلى حلول جذرية فعّالة تعالج هذه المشكلة بوصفها قضية أمنية وخدمية في آنٍ معاً، تتعدد دوافع سرقة أغطية الريكارات، رغم ما تسببه من مخاطر جسيمة على السلامة العامة، ففي بعض الحالات، يُقدم أفراد على انتزاع هذه الأغطية لبيعها كخردة معدنية بأسعار مغرية.
وفي حالات أخرى، تلعب الأوضاع الاقتصادية المتردية دوراً محفزاً، حيث تدفع البطالة وضيق سبل العيش بعض الأشخاص إلى ارتكاب هذه الأفعال بدافع الحاجة، في ظل غياب حلول اقتصادية واجتماعية فعالة تكفل الحد من هذه الظواهر السلبية.
إلى جانب الدوافع الاقتصادية، يُلاحظ أن بعض الأشخاص يرتكبون مثل هذه السرقات بدافع السلوك الإجرامي المتكرر، لا سيما أنهم لا يقتصرون على سرقة أغطية الريكارات فحسب، بل يتعدون ذلك إلى الاستيلاء على ممتلكات عامة وخاصة في مناطق مختلفة. هذا النمط السلوكي يعكس غياب الوازع الأخلاقي والاستهانة بحقوق الآخرين، مما يؤدي إلى تفاقم الظاهرة ويزيد من صعوبة معالجتها في ظل غياب الرقابة والمحاسبة الفاعلة.
وأعرب الأهالي عن قلقهم المتواصل إزاء تكرار سرقة أغطية الريكارات في منطقتهم، مشيرين إلى أن الفتحات المكشوفة بعد السرقة تشكل تهديداً مباشراً للسلامة العامة. فقد تؤدي هذه الحفر إلى حوادث مرورية، وتعرض حياة الأطفال، الذين قد لا يدركون خطورة الفتحات، وكبار السن، المعرضين للسقوط، لمخاطر جسيمة.
إضافة إلى المخاطر الأمنية، يؤدي غياب أغطية الريكارات إلى تسرب الأوساخ والأخشاب والأتربة إلى شبكات الصرف الصحي والمطري، ما يسبب انسدادات متكررة ومضاعفات خلال فصل الشتاء. وأوضح عدد من الأهالي حرصهم على إيجاد حل عاجل قبل حلول موسم الأمطار، لتفادي الحوادث الناتجة عن الفتحات المكشوفة والحفاظ على سلامة المواطنين.
أكد سكان المنطقة الذين تحدثنا معهم أنهم بذلوا جهوداً كبيرة للحد من مخاطر الحفر المكشوفة بعد سرقة أغطية الريكارات، فقاموا بتغطية بعض الفتحات بقطع بلاستيكية أو إطارات سيارات كحل مؤقت. ورغم ذلك، أشاروا إلى أن بعض هذه التغطيات المؤقتة تعرضت للسرقة أيضاً، مما يفاقم التحديات ويزيد الحاجة إلى حل دائم وفعّال.
كما عمل الأهالي على التنبيه المستمر لسكان المنطقة والزوار بوجود الحفر المكشوفة، خصوصاً خلال ساعات الليل، وقدموا شكاوى متكررة للجهات المعنية، طالبين إعادة تركيب الأغطية أو تغطية الفتحات بشكل مؤقت لضمان السلامة العامة.
وفي خطوة للحد من سرقة أغطية الريكارات وضمان السلامة العامة، قامت دائرة الشؤون الصحية في مجلس المدينة، بتوجيه من محافظ اللاذقية ورئيس الوحدات الإدارية، بإزالة وتشميع أماكن وتجمعات بيع الخردة المخالفة.
وباتت سرقة أغطية الريكارات مشكلة متكررة يشتكي منها الأهالي في اللاذقية، ويطالبون الجهات المعنية بإيجاد حل فعّال لها، خاصة أنها تهدد أمن السكان، وتسبب لهم مشكلات صحية وبيئية متزايدة.