٢٧ مايو ٢٠١٧
أكدت المسؤولة في الخارجية الأمريكية، "جينفر سميث"، اليوم السبت، أن الولايات المتحدة ستبدأ في جلب اللاجئين، دون التقيد بالحصة الأسبوعية المعمول بها، لمدة سنتين.
وقالت سميث، في تصريح نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، اليوم السبت، إن "معظم المنظمات التي استلمت الرسالة هي وكالات خاصة، تساعد الأفراد الآملين في الدخول إلى البلاد من خلال عملية التطبيق الأمريكية لمدة سنتين".
وأشار أحد المدافعين عن قضية اللاجئين للصحيفة إلى أن عدد اللاجئين الوافدين إلى الولايات المتحدة قد يتضاعف نتيجة رفع القيود، حيث من الممكن أن تزيد أعدادهم من 830 شخصا في الأسبوع إلى أكثر من ألف و500 شخص.
ومرر الكونغرس الأمريكي مشروع قانون الإنفاق في الخريف الماضي، والذي بموجبه فرضت قيود صارمة على ميزانية برنامج وزارة الخارجية لإعادة توطين اللاجئين.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية "الوزارة استشارت وزارة العدل حول حصة اللاجئين قبل اتخاذ القرار لتعديل الأمر".
٢٧ مايو ٢٠١٧
حصلت المخرجة وكاتبة السيناريو السورية،"رنا كزكز"، وزوجها المخرج والمنتج "أَنس خلف"، على جائزة أفضل مشروع لفيلم روائي طويل، من القناة التلفزيونية الفرنسية-الألمانية Arte بفرعها الدولي، عن فيلمها "المترجم"، خلال مهرجان كان السينمائي.
وجرى اختيار مشروع فيلم "المترجم" للمشاركة في ورشة عمل وملتقى المؤسسة السينمائية. والتي تختار سنوياً خمسة عشر مشروعاً من بين آلاف العروض التي تصلها وتحتضنها على هامش المهرجان فاسحة المجال أمام مخرج ومنتج لكلّ فيلم مشارك بمقابلة الشركاء المناسبين من منتجين وموزّعين. وتهدف ورشة العمل إلى دعم المواهب الشابة والمساهمة.
يروي مشروع فيلم "المترجم" قصة أخوين، أحدهما مترجم، رافق الفريق الأولمبي السوري إلى أستراليا في عام 2000، استفاد من هذه الفرصة كي يقدم اللجوء ويستقر في بلده الجديد ويتزّوج ويعمل في قناة تلفزيونية محلية.
وعند اندلاع الثورة في سوريا، يرى المترجم أخاه معتقلاً في أحد أشرطة الفيديو التي كان يترجمها. فيقرر أن يعود إلى سوريا لمساعدة عائلته
٢٦ مايو ٢٠١٧
أكد مكتب التحقيقات الجنائية في مدينة دسلدورف الألمانية، اليوم الجمعة، أن اللاجئين القصَّر غير المصحوبين بذويهم، يتركون نزل اللاجئين للبحث عن ذويهم.
وقال مكتب التحقيقات، بحسب موقع ألماني DW، هناك ارتفاع في عدد حالات اختفاء اللاجئين القصر غير المصحوبين بذويهم خلال العام الماضي، إذ يغادرون نزل اللاجئين بمفردهم، ويتم فيما بعد تسجيلهم في عداد المفقودين.
وأشار مكتب التحقيقات، إلى انه يتم العثور على هؤلاء الأطفال فيما بعد في معظم الحالات، لكن مازال حوالي 64 قاصراً و32 قاصرة من هؤلاء اللاجئين في عداد المفقودين.
وبحسب اللوائح الرسمية يعد الأطفال مفقودين رسمياً عندما يغادروا أماكن إقامتهم المعتادة، ولا يُعرف أماكن تواجدهم، وإذا لم يظهروا ثانية خلال يوم أو يومين من تاريخ اختفائهم، يتراجع احتمال العثور عليهم وهم على قيد الحياة حسب المتحدث باسم مكتب التحقيقات الجنائية.
وطالبت منظمات حماية الطفل بتسريع عمليات لم شمل العائلات وتسهيلها داخل ألمانيا وأوروبا، وذلك للحد من ظاهرة هروب الأطفال بمفردهم من نزل اللاجئين.
وأعلن مركز الإحصاء الأوروبي "يوروستات"، أن 63 ألف قاصر من المهاجرين من دون مرافق دخلوا إلى دول الاتحاد الأوروبي عام 2016، بينهم 19% يحملون الجنسية السورية.
٢٦ مايو ٢٠١٧
أصدر التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، اليوم الجمعة، بياناً أكد فيه قتل ثلاثة من قادة تنظيم الدولة في ثلاث ضربات جوية منفصلة استهدفتهم في ثلاثة أماكن متفرقة في سوريا والعراق.
وقال البيان إن مقتل القياديين الثلاثة في تنظيم الدولة يأتي في سياق إضعاف قابلية التنظيم على التخطيط وتنفيذ الهجمات في العراق وسوريا.
وأشار البيان، أن التحالف قتل "مصطفى غونيز" وهو سوري مسؤول عن تسهيل العمليات الخارجية للتنظيم في ضربة جوية قرب مدينة الميادين (شرقي سوريا) في الـ27 من أبريل/نيسان الماضي، واستهدف بضربة جوية في 11 مايو/ أيار، "أبو عاصم الجزائري"، وقتلته قرب مدينة الميادين السورية، وهو من أصل جزائري ومسؤول عن التخطيط للعمليات الخارجية.
أما القيادي الثالث في التنظيم، فقد قتل في العراق، "أبو خطاب الراوي" في 18مايو/أيار الجاري، وهو عراقي ومن القيادات العسكرية في التنظيم.
وتجدر الإشارة إلى أن طائرات التحالف ارتكبت مجازر بحق المدنيين بعد قصف مدينة الميادين خلال الأيام الماضية، وراح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى بينهم أطفال.
٢٦ مايو ٢٠١٧
عبر النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد للبرلمان الروسي، "فرانس كلينتسيفيتش"، اليوم الجمعة، عن قلق موسكو من قرار حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الانضمام للتحالف الدولي، معتبراً أن هذه الخطة هدفها إسقاط بشار الأسد.
وقال كلينتسيفيتش، "لا يمكن لهذا القرار أن لا يقلقنا، من الواضح أن أهداف محاربة الإرهاب هي الأهداف المعلنة فقط، وفي الواقع فإن هذا القرار اتخذ من أجل تعزيز دعم المعارضة بهدف إسقاط الأسد".
واعتبر المسؤول الروسي، بحسب ما صرح لوكالة أنباء روسية، أن المسألة هي "مسألة وقت" وأضاف "لكن بما أن هذا القرار سيخالف القوانين الدولية، فإننا سنطرح هذه المسألة على المنظمات الدولية، وفي المقام الأول الأمم المتحدة".
من جهته، أعلن رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الدوما الروسي، "ليونيد سلوتسكي"، أن انضمام حلف الناتو إلى التحالف بقيادة الولايات المتحدة في سوريا، على الأغلب يحمل طابعاً "سياسياً شكلياً"، وأن القوات الأجنبية الوحيدة التي تتواجد في سوريا علي أساس شرعي، هي القوات الروسية.
وكان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، "ينس ستولتنبرغ"، أعلن منذ يومين انضمام الناتو، للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة في سوريا والعراق.
٢٦ مايو ٢٠١٧
اعترفت وزيرة الجيوش الفرنسية، سيلفي غولار، لأول مرة ، بوجود قوات خاصة لبلادها في سوريا تسهم ضمن التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة .
وقالت غولار، في تصريحات نقلتها إذاعة “أوروبا” المحلية ، “لدينا قوات خاصة في سوريا تقوم بعمليات دقيقة”.
وأضافت أن “فرنسا تبذل ما بوسعها في إطار التحالف الدولي لمحاربة داعش، وطائراتنا تقوم بعملها، ويجب على الجميع أن يعززوا تواجدهم عبر المزيد من المساهمة الفعالة بمحاربة التنظيم”.
ويعتبر تصريح الوزيرة الأول من نوعه، حيث لم يسبق لأي مسؤول فرنسي أن اعترف بوجود قوات خاصة لبلاده في سوريا، رغم ما راج حول الموضوع من جدل في الإعلام الدولي.
وكثيرًا ما تكتمت فرنسا على مسألة إرسال قوات خاصة إلى سوريا، والمقدرة بالعشرات على الأراضي السورية، وفق الإعلام المحلي.
من جانبها، نشرت الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرًا 900 من المستشارين العسكريين والقوات الخاصة و المدفعية البحرية، في شمال شرقي سوريا.
٢٦ مايو ٢٠١٧
دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، "زيد بن رعد "، اليوم الجمعة، كل القوى الجوية العاملة في سوريا إلى إيلاء اهتمام أكبر بالتمييز بين الأهداف العسكرية المشروعة والمدنيين عند تصعيدها للضربات الجوية التي تستهدف تنظيم الدولة.
وقال بن رعد، في بيان أن "أعداد حالات القتلى والمصابين المتزايدة بين المدنيين التي نجمت بالفعل عن ضربات جوية في دير الزور والرقة تعطي انطباعا بأن التدابير التي اتخذت في الهجمات ربما لم تكن كافية".
وقال المتحدث باسم مفوض الأمم المتحدة، "روبرت كولفيل"، في تصريح صحفي، "هناك قوى جوية متعددة عاملة في هذا الجانب من سوريا منها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، ونحن ندرك أيضا أن هناك طائرات عراقية كذلك".
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش، قد دعت أستراليا، لاتخاذ التدابير الممكنة لحماية المدنيين خلال عملياتها العسكرية ضمن قوات التحالف الدولي ضدّ تنظيم الدولة في سوريا والعراق، بعد ان اتهمتها بأنها الدولة الأقل شفافية فيما يتعلق باستهداف المدنيين.
٢٦ مايو ٢٠١٧
أكد وزير الدفاع الايراني، "حسين دهقان"، ان ايران لن تسكت عن أي تهديد وإساءة، مشدداً على أن تصنيع ايران لمختلف انواع صواريخ 'ارض –ارض' و'بحر – بحر' يعني أنها في ذروة اقتدارها العسكري.
وشدد دهماق، في كلمة له يوم الخميس، على ان القوى العالمية الكبرى تنظر الى ايران نظرة احترام واضاف، ان قوة الشعب المستمدة من سنوات الدفاع المقدس الثماني (1980-1988) ادت الى ان تنظر القوى الكبرى كلها نظرة احترام للشعب الايراني.
وأفاد دهقان، أن الشعب الايراني اثبت من خلال الانتخابات بان ايران لا تحتمل التهديد والاساءة.
وصرح دهماق، بان وسائل الاعلام الصهيونية تحول الظالم الي مظلوم، معتبراً أن حرية الفكر والتعبير ليست مهمة بالنسبة لقوى الهيمنة والصهيونية العالمية، بل ان مصالحها هي التي تاتي في الاولوية، مضيفاً "فجميع الطغاة مستعدون لسحق حقوق الانسان في الدول الاخرى من اجل تحقيق مصالحهم ومآربهم".
ودعا دهقان،الحكام العرب الى النزول عند رغبة شعوبهم وعدم العمالة للقوى الاجنبية، مشيراً الى ان مصير صدام هو ابرز عبرة لحكام السعودية رغم انه كان "غارقا في العمالة".
وندد الوزير الايراني، بالحكومة البحرينية، وسحقها لحقوق الانسان باعتقالها "عالما ربانيا"، معتبراً أنه "انتهاك صارخ لحقوق الانسان".
٢٦ مايو ٢٠١٧
رفضت الولايات المتحدة الأمريكية للمرة الثانية منح زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي ، الذي تتبع له وحدات حمابة الشعب المكردية ذات النزعة الانفصالية ، دون أن توضح الشبب ، في الوقت الذي اتهم مسلم تركيا أنها تقف وراء هذا المنع.
وكان مسلم ينوي المشاركة في مؤتمر "تأثير المساعدات العسكرية الأمريكية للكرد على الشرق الأوسط" الذي عقد في واشنطن ، يوم زمس ، مما دفعه للمشاركة عبر السكايب.
وقال مسلم إن "الولايات المتحدة لم تمنحي تأشيرة الدخول لزيارتها"، لافتاً إلى أنه "كان للوبي التركي في أمريكا دوراً في رفض منحي التأشيرة".
يشار إلى أن هذه هي المرة الثانية التي يطلب فيها صالح مسلم زيارة الولايات المتحدة وسط غموض أسباب رفض أمريكا ذلك في حين أن السلطات الأمريكية لم تدرج الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي على قائمة الإرهاب.
٢٥ مايو ٢٠١٧
قال أمين عام حلف شمال الأطلسي (ناتو) "ينس ستولتنبرغ"، إن انضمام الحلف للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة سيبعث برسالة وحدة سياسية قوية.
جاء ذلك في تصريح صحفي أثناء دخوله المقر الجديد للحلف الذي يستضيف قمة "الناتو" في العاصمة البلجيكية بروكسل، أمس الخميس.
وأوضح ستولتنبرغ، أن مساهمة "الناتو" في مكافحة الإرهاب، وتقاسم أعباء زيادة الانفاق العسكري، تأتي على رأس جدول أعمال مباحثات القادة في القمة.
وأضاف: "كل حلفاء الناتو، جزء من التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة، هذا أمر مهم بالنسبة لأمننا وسيبعث برسالة وحدة سياسية قوية".
وفي وقت سابق اليوم، أعلن ستولتنبرغ، انضمام الناتو، للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، دون المشاركة في القتال.
وأشار ستولتنبرغ، إلى أنه سوف يتم إنشاء وحدة خاصة للاستخبارات في مقر "الناتو"، متعلقة بالمقاتلين الأجانب الإرهابيين.
وتابع أنه سيتم في الوقت نفسه تعيين منسق لتنظيم أنشطة مكافحة الإرهاب.
وبين أن "الناتو"، سيساهم في مكافحة الإرهاب "دون قتال"، وسيقوم بتدريب القوات المحلية، وتعزيز نظام التحذير المبكر "أواكس" في إطار محاربة "داعش".
٢٥ مايو ٢٠١٧
قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، اليوم الخميس، إن هدف قوات الحماية الشعبية "واي بي جي" في مدينة الرقة ه السيطرة على الأرض، لا محاربة تنظيم الدولة الإرهابي.
وجاء ذلك في مقابلة للوزير التركي مع صحيفة "لاستامبا" الإيطالية شدّد فيها على ضرورة إدراك أن دعم "واي بي جي" هو "دعمٌ للتنظيمات الإرهابية".
ورداً على سؤال حول تقييم الدور الروسي في الأزمة السورية، قال جاويش أوغلو إن بلاده لا تحبذ فرض عزلة على روسيا، ولا تؤمن بسياسة فرض العقوبات.
وبيّن جاويش أوغلو أن تركيا لم تكن راضية عن سياسة موسكو في سوريا منذ البداية، وهي غير راضية عن تلك السياسة في الوقت الراهن أيضاً.
وأوضح أن عدم رضا أنقرة لا يعرقل العلاقات الجيدة بين البلدين، مؤكداً أن بلاده تسعى إلى توسيع علاقات التعاون مع روسيا بشكل أكبر.
وأوضح الوزير التركي أن هدف جهود بلاده هو التوصل إلى حل سياسي يحفظ وحدة تراب سوريا.
وعن تقييم الدور الإيراني في هذه المرحلة، استذكر جاويش أوغلو أن إيران بلد جار لتركيا، وتربطهما علاقات متجذرة في التاريخ.
وأضاف: "طموحات إيران المفرطة تعتبر خطراً على استقرار المنطقة، إلا إننا ضد فرض عزلة عليها".
وقال: "نعتقد أنه يتعين على إيران تغيير سياستها في سوريا والعراق، إلا أن قنواتنا للحوار الثنائي مع هذا البلد مفتوحة، حتى وإن كانت الأمور معقدة على الأرض إلا إننا نتوافق في الآراء خلال لقاءاتنا مع الإيرانيين على مستويات مختلفة".
٢٥ مايو ٢٠١٧
ترجع موقع "السوري الجديد" مقالاً هامه كتبه "ستيف فينارو" ، وهو كاتب مخضرم لصالح مجلة ESPN وقد حاز على جائزة الكتابة الأدبية الرياضية فيها ، تحدث فيه باستفاضة عن استغلال الأسد و نظامه للرايضيين و الأنشطة الرياضية و كذلك المنشآت الرياضية لدعم ممارسته القمعية و الوحشية ضد الشعب السوري .
وفيما يلي التقرير كاملاً ، الذي ترجمه عبد الرزاق اسكيف في موقع السوري الجديد ، http://bit.ly/2qJ5yDT
بدعمٍ ضمنيّ من قِبَلِ الفيفا، أقحمت حكومة بشار الأسد في سوريا كرة القدم في حملتها القمعية المروعة، مسببةً بذلك شرخاً كبيراً في جيلٍ كاملٍ من اللاعبين.
في فترة الظهيرة الباردة من أحد أيام شهر شباط/ فبراير، جلس أحد أفضل لاعبي كرة القدم في سوريا خارج مُجمّعٍ تجاريّ في الخليج العربي، وقد أخذ منه التفكير ما أخذ حول قراره الذي كان يخشى أن يتسبب بمقتله.
خمس سنوات وفراس الخطيب لازال مقاطعاً منتخب سوريا الوطني محتجَّاً على الديكتاتور بشار الأسد، الذي قام بقصف مسقط رأسه وتجويع أهله.
والآن، وبشكلٍ مفاجئٍ، يبدو أن تغيّراً ما حدث في قلب الخطيب. إنه يفكر بالعودة إلى سوريا من أجل المضي قدماً بهدف التأهل إلى كأس العالم السنة القادمة. أسبابه معقدة، وفراس مترددٌ في التعبير عنها.
"أنا خائف، أنا خائف،" يقولها بلغة إنجليزية رسمية جداً. "في سوريا الآن، إن تكلمتَ، سيقتلك شخصٌ ما—بسبب ما تفوهت به، بسبب ما تفكر به. وليس بسبب ما تقوم به. بل سيقتلونك بسبب ما تفكر به."
الخطيب شخصٌ ملتحِ، قصير القامة، بشعرٍ مجعّدٍ بني اللون وعينين لطيفتين. وقد كسب الملايين من اللعب الاحترافي في الكويت. يعطي المركز التجاري الفخم لمحة عن حياته المريحة هنا: يخوتُ تتمايل على المياه الزرقاء الصَّدَفية، ورجال ونساء بملابس أنيقة يدخنون الأراجيل. لكن يبدو أنّ الخطيب يكاد يتحطّم لحجم المأزق الذي يناقشه خلال يومين من المقابلات. "كل يوم وقبل أن أنام، أقضي ساعةً وربما ساعتين، أفكر بهذا القرار."
يُخرِجُ الخطيب جواله ليعرض صفحته على الفيس بوك، حيث يتلقى مئات الرسائل كل يوم. حتى أقرب أصدقائه منه مستعدون لمعاداته. أحد اللاعبين اللذين ترعرع معهم، وهو نهاد سعد الدين، يقول إنه في حال عاد الخطيب إلى سوريا فسيُلقى به "في مزبلة التاريخ هو وكل شخص يدعم القاتل بشار الأسد." يقسم سعد الدين أنه لن يتكلم مع الخطيب مرة أُخرى.
في لحظةٍ ما من الست وثلاثين يوماً التالية، حين يلعب المنتخب السوري مباراته المقبلة، سيكون على الخطيب أن يختار بين شرّين عظيمين يصيبان العالم المعاصر بالبلاء.
فإن عاد وانضم للمنتخب السوري مرةً أُخرى، فسيكون كابتن الفريق واللاعب الأهم في سعي بلده للوصول لكأس العالم للمرة الأولى. وسيمثل الحكومة—التي عدا عن استخدامها لغاز الأعصاب، تقوم بتعذيب واغتصاب وتجويع وقصف المدنيين— التي استخدمت كرة القدم كسلاحٍ للترويج لحكم القاتل.
وإن استمر في مقاطعته للمنتخب، فسوف ينخرط في حركةٍ معقدةٍ بدأت بمظاهرات سلمية وانشقت بعدها لتشمل القاعدة وداعش. لقد استخدمت داعش كرة القدم كخلفية لبعض أبشع جرائمها، بما في ذلك تفجيرات 2015 في ستاد دو فرانس وتفجيرات 2016 في مباراة لكرة القدم للشباب في العراق أدت إلى مقتل 29 طفلاً.
والآن، في سوريا، يوجد الكثير من القتلة، ليس واحد فقط أو اثنين،" يقول الخطيب، و"أنا أكرههم جميعاً."
يعيش الخطيب حالة ضياع.
"مهما حدث، فسوف يحبني اثنا عشر مليون سوري،" يقول الخطيب، "أما الاثنا عشر مليون سوري الباقون فإنهم يريدون قتلي."
في قلب حرب سوريا الأهلية تتجسّدُ حربٌ أهليةٌ مصغرةٌ: معركة مؤلمة وأحياناً تكون دمويةً في سبيل روح الرياضة الوطنية.
وقد ألّبَت تصفيات كأس العالم التي بدو في غير محلّها بالنسبة إلى الوضع في سوريا اللاعب ضد اللاعب والمدرب ضد المدرب- انقسامات تعكس الصراع الذي يعيد صياغة الكثير حول العالم. فخلال ست سنواتٍ من الحرب الأهلية، لقي ما لا يقل عن 470,000 سوري مصرعهم، وانخفض مستوى العمر المتوقع في البلاد من 70 سنة حتى 55 سنة. وكونه فريقاً يمثّل بلداً يضم أكثر من اثني عشر مليون نازح، أي ما يقارب نصف عدد السكان، فإن المنتخب الوطني لكرة القدم يجسد مع ذلك ساحة قتالٍ أخرى بين أتباعِ الأسد ومعارضيه.
كما تؤكد الحكومة السورية أنّ كرة القدم هي الشيء الوحيد الذي بإمكانه أن يجمع السوريين بكل انتماءاتهم. كرة القدم هي "حلمٌ يجمع الناس مع بعض. وهي التي تعطي الابتسامة للناس وتساعدهم على نسيان رائحة الدمار والموت، يقول بشار محمد، الناطق باسم منتخب سوريا الوطني لكرة القدم.
وعلى أرض الواقع، فإن النظام السوري الذي يتلقى دعماً ضمنياً من الفيفا قد أقحم كرة القدم في حملته القمعية برعاية الحكومة، كما أظهر التحقيق الذي أجراه البرنامج الرياضي "أوتسايد ذا لاينز" ومجلة ESPN.
لقد قامت الحكومة السورية بقصف وتعذيب وإطلاق النار على ثمانية وثلاثين لاعباً على الأقل من لاعبي الدرجتين الأولى والثانية من الدوري السوري للمحترفين وعلى عشرات اللاعبين من الدرجات الأخرى، وفقا لمعلومات جمعها أنس عمو، الكاتب الرياضي السابق من حلب، والذي يوثّق انتهاكات حقوق الإنسان الخاصة بالرياضيين السوريين. يوجد على الأقل ثلاثة عشر لاعباً مفقوداً. على الرغم من أن قوى المعارضة قامت بقتل لاعبي كرة القدم على نطاق أصغر— فقد عزى عمو أربعاً من حالات القتل هذه لداعش—وقد أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن حكومة الأسد "قد استخدمت الرياضيين والأنشطة الرياضية لدعم ممارساتها القمعية الوحشية." لقد استُخدمت ملاعب كرة القدم كقواعد عسكرية لشن الهجمات على المدنيين. فمنذ بداية الحرب، وفقاً لما ذكره اللاعبون، أُجْبِرَتْ الفرق الرياضية على المشاركة في مسيرات دعم الأسد، بحمل اللافتات أحياناً وبارتداء قمصان عليها صورة الرئيس أحياناً أُخرى. "كان الأسد حريصاً أن يُريَ الناسَ أن الرياضيين يؤيدونه بقوة لأن هؤلاء هم الأشخاص ذوي النفوذ الكبير في الشارع،" يقول عمو. "كانت المسيرات إجبارية."
استند التحقيق الذي أجرته مجلة ESPN على مقابلات مع لاعبين حاليين وسابقين، ومسؤولين سوريين حاليين وسابقين في كرة القدم، وأصدقاء وأقارب الضحايا، بالإضافة إلى استعراض دراسات الحالة وأشرطة الفيديو المتاحة والتي أكد صحتها مراقبو حقوق الإنسان. أُجريت المقابلات بين سبتمبر 2016 ومارس 2017 في ماليزيا، ألمانيا، تركيا، السويد، الكويت وكوريا الجنوبية.
تم تسليم الادعاءات بأن سوريا تنتهك قوانين الفيفا التي تحظرُ التدخل السياسي في المسائل المتعلقة بكرة القدم إلى منظمة الفيفا في عام 2015. وقد استشهدت الفيفا بهذه القوانين 20 مرة على مدى العقد الماضي لمنع دول معيّنة من اللعب في مباريات دولية.
أمّا في الحالة السورية، والتي وردت في وثيقة من عشرين صفحة تحمل عنوان "جرائم الحرب ضد لاعبي كرة القدم السورية،" فقد قام الفيفا بالرد بأن "الظروف المأساوية ... تتجاوز المسائل الرياضية" وأوجز الأمر قائلاً بأن القضية كانت خارجة عن إرادته.
ورفض مسؤولو الفيفا إجراء مقابلات معهم من قبل ESPN، ولكنهم أصدروا بياناً قالوا فيه إن الاتحاد محدود في سلطاته وفي "قدرته على التحقق من أي مزاعم في مثل هذا الوضع المعقد".
"يوجد تناقضٌ بين قرارات الفيفا وقوانينه،" يقول أيمن قاشيط، اوهو لاعب سوري سابق سلّم الادعاءات بيده إلى المقر الرئيس للفيفا في زيورخ.
ويضيف قاشيط، "إنهم يُصْدِرونَ توجيهات لتجميد اتحادٍ رياضيٍّ ما بسبب التدخل السياسي، في الوقت الذي تحدث فيه حربٌ شاملةٌ في بلدٍ تُسْتَخْدَمُ فيه الملاعب لتخزين المعدات العسكرية، حيث يُلاقي الأطفال ولاعبي كرة القدم دون سن 18 عاماً الموت، حيث يتم إيداع لاعبي كرة القدم في السجن. كل ذلك يحدث وهناك أدلة وفيرة عليه، ولكن أين هو القرار؟ هذا هو النفاق بعينه".
مارك أفيفا، محامي من لندن متخصص في القانون الرياضي ودرس قوانين استقلال الفيفا، يتفق مع الراي الذي يقول إنَّ سوريا تمثل "حالة واضحة من التدخل النظامي للدولة في كرة القدم المحلية والدولية، ومع ذلك اختارت الفيفا عدم التصرف. ببساطة، لا يوجد لدى الفيفا الاستعداد للانخراط فيما هو واضح بأنه قضية مشينة للغاية."
كما رفض فادي دباس، نائب رئيس الاتحاد السوري لكرة القدم ورئيس وفد المنتخب الوطني، كل هذه الحسابات ويقول إنها "غير صحيحة على الإطلاق" ويقول إنّ من قام بها هم لاعبون منفيون كونهم معارضين لنظام الأسد. "يحمي النظام السوريين، وتكمن مشكلتهم أنهم موجودون خارج سوريا وهم يمثلون أنفسهم فقط،" يقول دباس.
لقد خلق وجود سوريا في مشهد كأس العالم صراعاً أخلاقياً ليس فقط على صعيد الفيفا، بل على صعيد اللاعبين والمشجعين. لقد هرب مئات اللاعبين السوريين إلى البلدان المجاورة وإلى أوروبا. من ضمنهم لاعبون، مثل فراس الخطيب، ممن رفضوا تمثيل النظام السوري. وقد قام أحد لاعبي الدفاع، وهو فراس العلي، بالهرب من المنتخب الوطني خلال المعسكر التدريبي، وهرب من البلاد بعد وقت قصير عندما عَلِمَ أن ابن عمه البالغ من العمر ثلاثة عشر عاما قد قُتِلَ في هجوم نفّذته قوات الأسد.
يعيش العلي الآن في خيمةٍ مع زوجته وثلاثة أطفال في مخيم اللاجئين في كركميش جنوب تركيا. وفي مقابلةٍ معه أجرتها ESPN، قال "إنّ اللعب في صفوف منتخب سوريا الوطني يُعْتَبَرُ عاراً. أن أشارك في اللعب في صفوفه شيءٌ لم أستطع القيام به. شعرت بأنني سأخون كل أبناء بلدنا اللذين قتلهم الطاغية لو أنني قد فعلت. هؤلاء اللاعبون يحملون راية الموت."