ماكين : الضربة الأمريكية بداية جيدة والأسد سيُخلع بأيدي السوريين
قال السيناتور الأمريكي، جون ماكين، رئيس لجنة الشؤون العسكرية التابعة للكونغرس الأمريكي إن الغارة الأمريكية ضد مطار الشعيرات ، في ريف حمص ، ردا على الهجوم الكيماوي في خان شيخون ينظر إليها على أنها بداية جيدة.
وقال ماكين ، في تصريحات لـ سي ان ان : "أعتقد أن علينا مساعدة الناس (السوريين) كما نقوم به حاليا والمساعدة التي نقدمها لهؤلاء الذين يقومون باستعادة الرقة.. بشار الأسد لن يخلع بأيدي قوات أمريكية بل عبر قوات مدربة ومجهزة من الجيش السوري الحر منطلقا من منطقة آمنة."
وتابع قائلا: "السبب الوحيد لبقاء بشار الأسد في السلطة اليوم هو روسيا وإيران وبالتأكيد ليس بسبب السوريين، وأعتقد أنها (الضربة الأمريكية) بداية جيدة وتبعث برسالة في غاية الأهمية، وأنا مسرور بأن الرئيس قام بذلك، ولكن الظن بأن ذلك كل شيء والأمر هو ضربة واحدة لمطار واحد هو بصراحة تفكير خاطئ."
وأضاف: "أنا آمل أن يكون هناك المزيد (الضربات الأمريكية) ولنرى ما ستكون عليه ردود الأفعال، فالموضوع الآن متعلق بأشخاص عانوا من بشار الأسد لثمان سنوات ودون أي رد حقيقي، لنأخذ الموضوع خطوة بخطوة ولكن نؤكد على أن هذه الخطوة كانت صحيحة."
في حين وصف المفكر العربي، عزمي بشارة، الضربة الأمريكية لنظام الأسد بـ"الرسالة التأديبية"، معربا عن اعتقاده أن حل الأوضاع في سوريا بات بيد موسكو وواشنطن وأن الأخيرة "لا تريد إسقاط بشار الأسد بدون اتفاق على البدائل".
وقال بشارة، في تدوينة على صفحته بموقع "فيسبوك"، إن "النظام السوري أُبلغ بالقصف قبل ساعات من وقوعه بواسطة روسيا، وهذا يعني أن الرسالة استعراضية وتأديبية في الوقت ذاته".
وأضاف أن الرسالة الأمريكية "مفادها لا تحرجونا أكثر باستخدام السلاح الكيميائية، فلا يمكن انتقاد (الرئيس الأمريكي السابق باراك) أوباما على تقصيره والسير على خطاه حذو النعل بالنعل".
وحول نتائج الضربة الأمريكية، تابع المفكر العربي "أثرها الرئيسي أن الفاعلين الرئيسيين أصبحوا أمريكا وروسيا، وبينهما سوف تدور المفاوضات المقبلة (..) موسكو ظهرت عاجزة وأنها فاعلة فقط نتيجة امتناع أمريكا عن الفعل".
وقال "لو أرادت الإدارة الأميركية إسقاط الأسد لكان لها ذلك بسهولة، باختلاف عنوان القصف ومدته، لكنها لا تريد إسقاط الأسد بدون اتفاق على البدائل".
وفي قراءته لمستقبل المرحلة المقبلة، أضاف "المرحلة القادمة تتوقف على رغبة الولايات المتحدة وروسيا بوقف التوتر بينهما والتوصل إلى حل في سوريا، أو مواصلة تسجيل نقاط حتى التوصل إلى حل”.
فيما اعتبر خبيران عسكريان مصريان، الهجوم الأمريكي بأنه "تحول في قواعد اللعبة" بسوريا، فيما رآه خبير ثالث "انتهازا" أمريكيا لفرصة الرد على جريمة قديمة لنظام الأسد.
اللواء المتقاعد، عادل سليمان، رئيس منتدى الحوار الاستراتيجي لدراسات الدفاع والعلاقات المدنية العسكرية (غير حكومي/ القاهرة)، قال إن الهجوم الصاروخي الأمريكي على قاعدة الشعيرات الجوية، تحول خطير و"تغير في قواعد اللعبة" في سوريا بعدما كانت روسيا وإيران تهيمنان على الأوضاع.
وأضاف سليمان، للأناضول، أن الهدف الرئيسي هو توجيه ضربة للبنية الرئيسية لنظام الأسد وإعلان أن النظام وتنظيم "داعش" "وجهان لعملة واحدة"؛ لأن الشعيرات هي القاعدة الرئيسية التي يستخدمها الأسد للانطلاق لضرب معارضيه.
واعتبر أن الضربة العسكرية "بداية لخروج نظام الأسد من المعادلة السورية"، كما أنها تحمل رسالة قوية لروسيا لتحجيم دورها وإظهار عجزها، وأن أمريكا لا تزال هي القوة الأولى في العالم وأن اهتماماتها بمنطقة الشرق الأوسط لم تتغير.
وتابع: "ورسالة أخرى لحزب الله وإيران بأنهما ليسا بعيدين عن العقاب، فضلا عن تقوية التحالف مع تركيا والخليج في المنطقة".
وفي رأي العميد المتقاعد، صفوت الزيات، والخبير العسكري والاستراتيجي، أن الرسالة الأهم هي وضع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على نحو خاص في وضع "العاجز" عن حماية النظام السوري؛ لأن صلب المهمة الروسية هي الحفاظ على بقاء النظام وتأمينه عسكريا وسياسيا ودبلوماسيًا.
وأضاف الزيات للأناضول: "أمريكا تقول للعالم لن ننتظر تأكيدا على أن النظام متهم باستخدام الغازات الكيمياوية، ولا توجد جدوى للجان تحقيق، فالاتهام تأكد والعقاب تم”