قبوات تؤكد في قمة الدوحة التزام سوريا بتوسيع برامج الحماية الاجتماعية وتمكين المرأة
شاركت سوريا، ممثلة بوزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل هند قبوات، في أعمال مؤتمر القمة العالمية الثاني للتنمية الاجتماعية الذي انطلقت فعالياته اليوم في العاصمة القطرية الدوحة، وذلك بمشاركة واسعة من وفود حكومية ومنظمات دولية ومؤسسات مجتمع مدني.
وأكدت الوزيرة قبوات، خلال كلمتها في الجلسة الافتتاحية، أهمية تعزيز الشراكات الدولية لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية المشتركة، مشيرةً إلى الخطوات التي اتخذتها سوريا لتطوير برامج الحماية الاجتماعية، وتوسيع فرص التمكين الاقتصادي للمرأة والشباب، إضافة إلى تعزيز مظلة الرعاية للفئات الأكثر احتياجاً.
ويطرح المؤتمر سلسلة من الجلسات الحوارية التي تتناول محور العدالة الاجتماعية، وتمكين الفئات الهشة، وتطوير سياسات مستدامة للتنمية، حيث يركز المشاركون على تبادل الخبرات وتفعيل نماذج تعاون تسهم في تحقيق تنمية أكثر شمولاً وعدالة تعكس تطلعات الشعوب نحو الاستقرار والإنصاف.
وتستمر أعمال القمة حتى السادس من الشهر الجاري، بمشاركة أكثر من ثمانية آلاف ممثل عن الدول والحكومات، والمنظمات الأممية، والمجتمع المدني، والقطاع الخاص، والأوساط الأكاديمية والشبابية، بهدف تجديد الالتزام الدولي بمبادئ العدالة الاجتماعية، ودفعها باتجاه خطوات عملية تضع الإنسان في مركز عملية التنمية المستدامة.
وسبق أن أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل السورية، هند قبوات، أن مشاركتها في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة المعني بالمرأة تمثل «لحظة تاريخية»، كونها أول وزيرة سورية تتحدث من هذا المنبر منذ بدء الثورة السورية قبل أكثر من أربعة عشر عاماً.
أصوات النساء السوريات والغزيات والسودانيات واليمنيات
وقالت قبوات في كلمتها خلال الاجتماع المنعقد في نيويورك بمناسبة الذكرى الثلاثين للمؤتمر العالمي المعني بالمرأة: «لا أقف هنا بمفردي، بل أحمل معي أصوات النساء السوريات، إلى جانب أصوات النساء في غزة والسودان واليمن».
وأضافت أن الأسبوع الماضي أبلغتها نساء نازحات في إدلب أن خوفهن الأكبر ليس من الخيام التي تأويهن، بل من غياب المدارس لأطفالهن وغياب العيادات لعائلاتهن، واعتبرت كلماتهن «تحذيراً لنا جميعاً».
تكريم نساء سوريا في كل الأدوار
تابعت قبوات: «أنا هنا لأكرّم النساء السوريات في كل أدوارهن: النساء اللواتي اعتقلن أو تعرضن للتعذيب ثم عانين مرة أخرى من وصم مجتمعاتهن، اللواتي حملن أطفالهن عبر القصف والنزوح والمنفى، واللواتي أعدن بناء بيوتهن من الركام وحوّلن الخيام إلى مدارس وصنعن الكرامة من العدم، والأمهات اللواتي ما زلن ينتظرن خبراً عن أبنائهن وأزواجهن المفقودين، أو اللواتي اتخذن القرار الأصعب بإرسال أبنائهن بعيداً ليعيشوا في أمان بدل إبقائهن بجوارهن في الخطر، وهؤلاء جميعاً يطالبن بمكانهن المستحق كشريكات متساويات في صياغة مستقبل سوريا».
التعليم والخدمات أساس الكرامة والتمكين
وأشارت قبوات إلى أنه بدون التعليم والصحة والخدمات الأساسية «لا طريق إلى الكرامة ولا إلى التمكين»، لافتة إلى أن تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لسوريا لا يتجاوز 20 بالمئة فقط، واعتبرت ذلك «اختباراً لمصداقية المجتمع الدولي، وقياساً لمدى ترجمة الوعود إلى أفعال».
إدماج المرأة شرط لتحقيق الاستقرار
وقالت الوزيرة: «هل يمكن لسوريا أو لأي بلد أن يحقق السلام إذا استُبعدت النساء اللواتي حملن العائلات طوال سنوات الحرب من قاعات صنع القرار؟»، مؤكدة أن إدماج المرأة شرط أساسي لتحقيق الاستقرار والسلام. وختمت قبوات كلمتها بتكريم النساء السوريات في مختلف أدوارهن، من الأمهات والمربيات إلى الفنانات والصحفيات وصانعات الأفلام.
مؤتمر عالمي للنضال من أجل المساواة
ويُشار إلى أن المؤتمر العالمي الرابع المعني بالمرأة يعد من أهم المؤتمرات في النضال من أجل المساواة بين الجنسين وتحسين وضع المرأة في جميع أنحاء العالم، ما يجعل مشاركة سوريا في هذا المحفل الدولي إشارة إلى مرحلة جديدة في تمثيل المرأة السورية على الساحة العالمية.