حرق النفايات: حلّ مؤقت يتحول إلى خطر صحي وبيئي يُهدد السكان
حرق النفايات: حلّ مؤقت يتحول إلى خطر صحي وبيئي يُهدد السكان
● أخبار سورية ٥ نوفمبر ٢٠٢٥

حرق النفايات: حلّ مؤقت يتحول إلى خطر صحي وبيئي يُهدد السكان

يعاني سكان بعض المناطق السورية من ظاهرة حرق النفايات بعد تراكمها، حيث يلجأ البعض إلى هذا التصرف ظناً منهم أنهم يحافظون على نظافة المكان ويحمون أسرهم من مخاطر القمامة، غير مدركين أن هذه الممارسة تتحول إلى تهديد حقيقي للصحة العامة، وتساهم في تلوث الهواء وانبعاث الروائح الكريهة.

كيف يتم حرق النفايات؟
وغالباً ما يتم حرق النفايات في الأماكن المهجورة أو البعيدة أو على أطراف الشوارع بعد جمعها وإشعال النار فيها للتخلص منها. وعادةً ما يتم ذلك دون اتخاذ أي إجراءات وقائية أو امتلاك الخبرة الكافية، مما يعرض من يقومون بهذه العملية مباشرة للتلوث والدخان والحرارة، ويؤثر بشكل سلبي على صحتهم.

دوافع الأهالي لحرق النفايات
وبحسب مصادر محلية، يلجأ الأهالي إلى حرق القمامة لعدة أسباب، أبرزها تأخر جمع النفايات ونقص الحاويات المخصصة لها، ما يؤدي إلى تراكمها وانتشارها في الشوارع بشكل يصعب تحمّله. 

كما يخشى السكان من انتشار القوارض والكلاب الضالة والحشرات الناقلة للأمراض الناتج عن تجمع النفايات، الأمر الذي يدفعهم إلى اتخاذ هذا الإجراء بشكل فردي للتخفيف من ذلك العبء.

المخاطر الصحية والبيئية لحرق النفايات
وتؤدي هذه الممارسة إلى آثار سلبية واضحة على البيئة وصحة السكان، إذ تُعد حلاً مؤقتاً يخلق مشكلات أكبر على المدى الطويل. وبحسب الأطباء، فإن حرق النفايات يسبب العديد من المشاكل الصحية، أبرزها الأضرار التي تلحق بالجهاز التنفسي نتيجة استنشاق الدخان والغازات المتصاعدة، ما يؤدي إلى التهابات رئوية وضيق في التنفس، خاصة لدى الأطفال وكبار السن. 

كما أن التعرض المباشر للدخان والرماد يتسبب في تهيج الجلد والعينين، فيما قد تؤدي المواد السامة الناتجة عن احتراق البلاستيك والمخلفات الكيميائية إلى أمراض مزمنة على المدى البعيد، مثل السرطان واضطرابات الكبد والكلى.

مطالب شعبية 
يطالب الأهالي في تلك المناطق الجهات المعنية باتخاذ إجراءات عاجلة للحد من ظاهرة حرق النفايات، وذلك من خلال تحسين خدمات جمع القمامة وتوفير عدد كافٍ من الحاويات، بما يمنع تراكمها وانتشارها داخل الأحياء.

وفي هذا السياق، نظم سكان حي الشيخ سعيد والمناطق المجاورة في مدينة حلب وقفة احتجاجية يوم الثلاثاء الماضي، 4 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، مطالبين بتدخل رسمي للحد من تلوث الهواء الناجم عن معامل صهر الرصاص وعمليات حرق النفايات في المنطقة، لما تسببه من أضرار صحية وبيئية تهدد الأهالي.

تُعدّ ظاهرة حرق النفايات بعد تراكمها ممارسة تؤثر سلباً على صحة السكان والبيئة المحيطة، مما يستدعي تدخّلاً جاداً وسريعاً من الجهات المعنية لإيجاد حلول مستدامة تحدّ من تراكم النفايات وتمنع اللجوء إلى حرقها.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ