للاستمرار بقتل السوريين دون إعاقة دولية ... روسيا تنتقد دعوة مفوض حقوق الإنسان لتقييد "الفيتو"
انتقد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة السفير فيتالي تشوركين، دعوة مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد بن رعد، بشأن الحد من استخدام حق النقض من قبل الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (روسيا وأمريكا وبريطانيا وفرنسا والصين) فيما يتعلق بـ "الأزمة السورية"، وذلك بهدف الاستمرار بقتل المزيد من الشعب السوري بدون حسيب أو رقيب وبموافقة أممية.
وقال السفير الروسي في تصريحات للصحفيين بمقر المنظمة الدولية بنيويورك، اليوم الثلاثاء: "ليس من مسؤوليات المفوض السامي لحقوق الإنسان التحدث عن استخدام حق النقض في مجلس الأمن".
وأضاف السفير الروسي والذي تتولي بلاده الرئاسة الدورية لأعمال مجلس الأمن للشهر الجاري: "للأسف إن صديقي تجاوز خطوط عمله وليس من مسؤولياته الحديث عن حق النقض في مجلس الأمن".
وكان زيد بن رعد، أصدر بيانا في وقت سابق اليوم، حول "مأساة حقوق الإنسان التي تتكشف في حلب"، ودعا فيه إلى ضرورة "الحد من استخدام" حق النقض أو الفيتو من قبل الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي، بخصوص سوريا.
وناشد بن رعد المجتمع الدولي بسرعة التحرك لمواجهة التصعيد المكثف للقتال في مدينة حلب، حيث حوصر حوالي عشرات الآلاف في شرق المدينة.
وتتمتع الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي بحق النقض أو حق "الفيتو" وهو الحق الذي يتيح لأي من هذه الدول عرقلة صدور أي قرار من المجلس لا تري فيه تحقيقا لمصالحها.
وحتى الآن، أعاقت الانقسامات حول سوريا بين الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن جهود وقف القتال.
واستخدمت روسيا خلال السنوات الخمس الماضية، حق النقض الذي تمتلكه لإحباط صدور قرارات عن مجلس الأمن تدين حليفها الأسد الذي تدعمه ماديا وعسكريا وسياسياً.
ومنذ إعلان نظام الأسد في 19 سبتمبر/أيلول الجاري انتهاء هدنة توصل إليها الجانبان الروسي والأمريكي في 9 من الشهر ذاته، تشن قواته ومقاتلات روسية، حملة جوية عنيفة متواصلة على أحياء حلب المحاصرة والخاضعة لسيطرة الثوار، تسببت بمقتل وإصابة مئات المدنيين، بينهم نساء وأطفال، بعد وقف هش لإطلاق النار لم يصمد لأكثر من 7 أيام.
والجدير بالذكر أن مدينة حلب وريفها تتعرض لقصف همجي جوي من قبل نظام الأسد وحليفه الروسي منذ عدة أشهر، حيث أدى القصف لسقوط مئات الشهداء وآلاف الجرحى، فضلا عن تدمير كبير في منازل المدنيين والنقاط الطبية والمرافق الحيوية، بالإضافة للحصار البري المفروض عليها منذ سيطرة نظام الأسد على معبر الراموسة.