ترامب يستعد لسحب المصادقة على الاتفاق النووي الإيراني فما هي خياراته؟
يستعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب الجمعة لسحب المصادقة على الاتفاق النووي الإيراني أمام الكونغرس الأميركي، علما أن سحب المصادقة والانسحاب من الاتفاق هما أمران منفصلان، وتبقى الأسئلة:
هل ستنسحب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني؟
يرمي ترمب بإعلانه سحب المصادقة الكرة بملعب المشرعين، ويعطيهم 60 يوماً للتصرف، لكن هذا لا يعني أن الولايات المتحدة ستنسحب من الاتفاق، لأن الطريق الوحيد لذلك سيكون بإعادة فرض أميركا للعقوبات التي كانت قد علقتها عام 2005 بعد توقيعه، ومن غير الواضح بعد إن كانت واشنطن ستفعل ذلك، بحسب العربية نت.
على أي أساس سيسحب ترمب مصادقته للاتفاق؟
ومن المفترض أن ترمب إما سيخبر الكونغرس أن إيران غير ملتزمة بشروط الاتفاق، أو أن الاتفاق لم يعد في مصلحة الأمن القومي الأميركي، أو كليهما، لكن هذه الخطوة بحد ذاتها مثيرة للدهشة كما تقول كيلسي دافنبورت، العاملة ضمن جمعية الحد من انتشار الأسلحة، وقالت إن الرئيس قام بالمصادقة على الاتفاق أمام الكونغرس أكثر من مره منذ توليه الرئاسة، وتابعت: "ليس هناك أي سبب منطقي لسحب المصادقة، حيث أن إيران ملتزمة بالاتفاق ليس فقط حسب المفتشين الدوليين وحسب الاتحاد الأوروبي، بل أيضاً حسب وزير الخارجية الأميركية نفسه".
وما هي الخيارات المتوفرة أمام الكونغرس بعد سحب ترمب لمصادقته؟
أمام الكونغرس 3 خيارات هي: إما إعادة فرض العقوبات ذاتها التي علقت بعد الاتفاق، أو فرض عقوبات جديدة غير مرتبطة بالبرنامج النووي، أو عدم التصرف إطلاقاً. وتابعت دافنبورت: "يبدو أن الكونغرس لا يريد الخوض في الخيار الأول، فليس هناك أصوات كافية لإعادة فرض العقوبات، حيث يعترف الديمقراطيون ومعهم مجموعة من الجمهوريين بأن إعادة فرض الولايات المتحدة للعقوبات يعني أن واشنطن ستلام على انهيار الاتفاق، والكونغرس لا يريد أن تكون الولايات المتحدة هي اللاعب الذي يخرق الاتفاق أولاً".
ماذا عن فرض عقوبات جديدة؟
جوناثان شانزر و هو باحث كبير في معهد حماية الديمقراطيات يقول إن "فرض عقوبات غير متعلقة بالبرنامج النووي، إضافة إلى الضغط على الأوروبيين قد يدفع الأطراف إلى الطاولة مره أخرى لمعالجة التخوفات الأميركية، وهذه هي النتيجة المبتغاة"، لكن هذا الخيار معقد، حيث أن الولايات المتحدة لا تستطيع إعادة فرض نفس العقوبات المعلقة بحجج جديدة. لأن هذه العقوبات المعلقة مرتبطة بقدرة أطراف غير أميركية، مثل البنوك والشركات الأوروبية والصينية والروسية بالتعامل مع إيران. بالتالي ستضطر واشنطن إلى التفكير بعقوبات جديدة وفعالة.
ما هو الخيار الأكثر واقعية؟
الخيار الثالث، أي عدم التصرف الفعلي، قد يتمثل في عقد الكونغرس لجلسات استماع و التصويت على قوانين غير ملزمة "رمزية" ليس لها أثر حقيقي على التزام الولايات المتحدة بالاتفاق.
ما هو هدف ترمب النهائي؟
في نهاية المطاف الرئيس ترمب يريد أن يضغط على إيران للموافقة على إضافة شروط على الاتفاق تتعلق بالبرنامج النووي والتدخل الإيراني في الشرق الأوسط وبقدرة إيران الصاروخية. لكن المراقبين يقولون إن استخدام العصا بدون الجزرة قد لا يكون كافياً لإقناع طهران القبول بذلك.