مقالات مقالات رأي بحوث ودراسات كتاب الثورة
١٦ فبراير ٢٠١٥
الليرة السورية بعد تراجع دور «المركزي»

تبدو أحوال الليرة السورية أكثر ما يشغل السوريين المقيمين في مختلف مناطق البلاد، إذ يؤثر حال الليرة السورية على عموم الحياة اليومية للمواطنين. والثبات النسبي لقيمة الليرة السورية قبل الثورة، كان مرهوناً على نحو ما بأداء «مصرف سورية المركزي»، الذي سعى إلى الوصول إلى توازن بين واردات سورية من القطع الأجنبي، عبر عائدات تصدير النفط وبعض المواد الأولية، وإيرادات قطاع السياحة، وصادرات القطاع الخاص، وتحويلات المقيمين في الخارج وغيرها، وبين القطع الأجنبي الخارج من البلد لتسديد قيمة كل ما يستورد من الخارج، سواء كان بتمويل من القطاع العام أو الخاص.

ووفق أرقام المصرف المركزي، نجح الأخير اعتباراً من 2004 وحتى ما قبل الثورة بعام، في زيادة احتياط العملة الأجنبية ليقارب خمسة بلايين دولار عام 2010. إلا ان المصرف المركزي والليرة السورية، مع انطلاق شرارة الاحتجاجات الشعبية، أصبحا تحت ضغط متواصل، ما أدى إلى اختلال التوازن وتراجع دور المصرف، فواردات الدولة من العملة الأجنبية انخفضت في شكل متزايد، ابتداءً بتوقف إيرادات النفط والسياحة وانتهاءً بشح الصادرات السورية، بالإضافة إلى ما استنزف من عملة أجنبية عبر هروب رؤوس الأموال، فقد ازدادت تلك العملية في شكل واضح، إذ نجح المئات من رجال الأعمال والمصارف الخاصة في إخراج الأموال من سورية، فضلاً عن حاجة النظام إلى صرف مبالغ طائلة على صفقات أسلحة ووقود ورواتب لضمان استمرار عمليات جيشه والميليشيات التابعة له.

ما يرجح هنا هو ان المصرف المركزي كان مجبراً، على رغم الدعم المالي الإيراني (العيني والمباشر)، على تغطية العجز الناتج من تفاوت الأرقام بين طرفي المعادلة باستخدام الاحتياط الأجنبي المتوافر لديه بالإضافة إلى ما تضخه المنظمات الدولية ومؤسسات المعارضة. وباستمرار نزيف الاحتياط المذكور فقدَ المصرف أهم أدواته وأمسى غير قادر على إيقاف الانحدار التدريجي لقيمة الليرة السورية، حتى تجاوز سعر الصرف في السوق 230 ليرة سورية للدولار بداية 2015، بينما كان سعر الصرف 48 ليرة للدولار نهاية 2010.

هذا التدهور للعملة السورية سيستمر طالما مدخول المصرف المركزي من العملة الأجنبية بهذا الشح، خصوصاً في ظل غياب أي حل سياسي أو عسكري في أفق الصراع. وأمّا مناورات المصرف المركزي السوري وتدخله لشراء العملة السورية من السوق وضخ نظيرتها الأجنبية، فإنها لا تتعدى كونها مثبطات مؤقتة.

إن تدهور الليرة السورية بالمحصلة يضعف النظام، لكنه يضرّ أيضاً بالآلاف من الموظفين الذين ظلت رواتبهم كما هي، في حين تهاوت القوة الشرائية للّيرة، وعليه فقد خسر كل من كانت مدخراته بالليرة السورية. من البديهي ان تضرر السوريين بسبب تدهور الليرة يعد شيئاً ثانوياً مقارنةً بحجم العنف الذي استخدم من قبل النظام، وأدى إلى تشريد الملايين من المدنيين وتدمير أجزاء واسعة من مدن وبلدات وقرى سورية، ناهيك عن تأثر الكسبة بالانهيار الذي أصاب الاقتصاد والبنية التحتية، الأمر الذي يبرر جزئياً حملات مقاطعة الليرة السورية وشعارات مثل «كيف نتداول عملة النظام الذي يقتلنا وندعم اقتصاده؟».

وبهذا الخصوص يصح القول ان جزءاً من العملة الأجنبية الآتية من مساعدات الدول للمعارضة، لا يزال ينتهي إلى المصرف المركزي السوري. فالأموال المرسلة إلى المناطق التي يحاصرها النظام أو التي تقع تحت سيطرته تحوّل إلى العملة السورية لشراء البضائع من السوق المحلية، أي ان هذه الأموال تدخل السوق ويذهب جزء منها لدعم اقتصاد النظام. ويبقى تأثير هذه العملية محدوداً بكمية الأموال المحوّلة، ويتراجع بفعل النقص الهائل لدى النظام من العملة الأجنبية وابتكار السكان المحليين في بعض المناطق المحاصرة، مثل الغوطة، لمشاريع محلية للاكتفاء الذاتي، أي بقاء العملة في شكل أكبر ضمن تلك المنطقة المحاصرة.

أما بالنسبة إلى المناطق الشمالية المحررة وتجارتها مع تركيا والعالم من خلالها، فساهمت هذه التجارة في الحدّ من التبادل الاقتصادي مع المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، وبالتالي تقليص تدفق العملة الأجنبية إليها. فالتعامل يجري بالدولار بدلاً من الليرة السورية، حتى التجار من الفئة الوسطى باتوا يتعاملون بالدولار بدلاً من الليرة، وكذلك باتت تقتضي سياسة القوى المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد والعديد من المنظمات، الأمر الذي ساهم في تقليص دور الليرة السورية. وهكذا تسير الدولرة الجزئية للاقتصاد في الشمال المحرر بطريقة تدريجية لكن مؤكدة، فإذا استقر الأمن في هذه المناطق وأصبح الإنتاج فيها ممكناً لينافس ما ينتج في مناطق النظام، أمكن ان تصبح العملية عكسية، أي دخول العملة الأجنبية من مناطق النظام إلى المناطق المحررة.

أمّا الأزمة الأخرى التي يعانيها المصرف المركزي فهي عجزه عن طباعة الليرة السورية التي كانت تطبع في النمسا بسبب العقوبات الأوروبية، ما أدّى إلى ظهور طبعة جديدة من فئة 500 ليرة في 2014، والتي لا تشبه النسخ القديمة ويمكن تمييزها. الليرة الجديدة طُبعت على الأرجح في روسيا، ولا قيمة فعلية لها بسبب انهيار الاقتصاد السوري، إذ يستبعد ان تكون هذه العملة قائمة على سندات من العملة الأجنبية أو الذهب لدى النظام.

ويبدو ان ضخ «الطبعة الروسية» في السوق يعتبر احد العوامل التي سرّعت من تدهور الليرة، لكن بما أنها قابلة للتمييز عن «الطبعة النمسوية»، بدأت قوى المعارضة على الأرض بمقاطعتها والتحذير من تداولها، وان استمر المصرف المركزي في ضخ النسخة الروسية فقد يؤدي الأمر في نهاية المطاف إلى طرح سعرين للصرف، سعر للنسخة النمسوية، وسعر للنسخة الروسية.

نهايةً، يبدو ان لا خيار أمام السوريين في المناطق المحررة سوى الدولرة الجزئية للاقتصاد والتقليص التدريجي لتداول الليرة، من المؤسف القول ان معاناة الشعب ستستمر إلى ان توجد إرادة دولية لإيجاد حلّ للمأساة السورية. عندها يمكن طبع عملة جديدة، لتصبح الليرة التي تحمل صورة الأسد من الماضي.

اقرأ المزيد
١٦ فبراير ٢٠١٥
كيف يرى الأسد "الحرب الأهلية" في سوريا ؟

هل هو كاذب مستهزئ أم رئيس يقاتل من أجل مصلحة بلاده؟ في الوقت الذي تدخل فيه سوريا عامها الخامس على الصراع الدائر بها، ما هو قدر ما يحمله الرئيس بشار الأسد من مسؤولية بحسب اعتقاده فيما يتعلق بأزمة بلاده؟

أتساءل لماذا قال بشار الأسد لي، خلال مقابلتي الخاصة معه، شيئا ليس حقيقيا كما كان واضحا بالنسبة لي.

فخلال مقابلة حصرية أجرتها معه بي بي سي في دمشق سألته بشأن البراميل المتفجرة، وهي تحوي مزيجا من المواد الحارقة والمتفجرة، التي تسقطها القوات المسلحة السورية على مناطق تسيطر عليها المعارضة، وهو ما يحدث أيضا في مناطق يقطنها مدنيون، وقال الأسد إن مزاعم قتل مدنيين ببراميل متفجرة محض هراء.

لكن هناك العديد من اللقطات المصورة التي تبين إسقاط براميل متفجرة، ويمكنكم رؤية بعضها على الموقع الالكتروني لبي بي سي. كما توجد الكثير من الشهادات التي أدلى بها شهود عيان.

ورأيت، مثلما رأى الكثيرون، آثار تلك الهجمات. وفي حالتي كانت الواقعة في دوما، التي تسيطر عليها المعارضة، ودمر التفجير بنايتين متواجهتين في منطقة سكنية.

والبراميل المتفجرة يجري إسقاطها بدون هدف. وهو ما يجعلها بمثابة سلاح يقتل بلا تمييز.

ويدعو القانون الإنساني الدولي الأطراف المتحاربة إلى بذل قصارى الجهود الممكنة لحماية المدنيين. لذا إسقاط براميل متفجرة بدون هدف لا يمكن أن نعتبرها ضمن تلك الجهود المبذولة.

وأشار الأسد، وبالطبع هو على حق، إلى أن المعارضة تهاجم الحكومة وتستولي على أراض وتقتل مدنيين بلا تمييز. وقال إن الموت يأتي مع الحروب. ومرة أخرى هذا صحيح. ولكن خطأ جانبين لا يجعل مما يفعلانه صوابا. فالغرض من القانون الإنساني الدولي هو تنظيم استخدام القوة لحماية الأطراف غير المقاتلة.

وربما كانت تصريحات الأسد بشأن البراميل المتفجرة تستهدف أنصاره في المنازل، لأنه يعلم أن هذه المقابلة ستذاع على التلفزيون السوري وقناة بي بي سي.

وربما كان غير مكترث للأوساط خارج سوريا التي تستقبل تصريحاته بتشكك كما أصفها بلباقة. الأسد شخصية مهذبة، وهو يتمتع بطبيعة ودودة.

ربما يؤمن الرئيس بما يقوله. وربما يقول له جنرالاته إنه لا يقتل مدنيين وهو يصدقهم. ربما هو كاذب مستهزئ. لست أدرى. إنه مجرد تخمين.

حافظ الأسد مع قرينته والأنجال (من اليسار) ماهر وبشار وباسل وماجد وبشرى

منذ أن ورث منصبه من والده حافظ الأسد عام 2000، قضى دبلوماسيون وصحفيون وكل من له اهتمام بسوريا وقتا طويلا لسبر غوار بشار. وأثيرت الكثير من التساؤلات طوال 15 سنة ماضية بشأن قضية محورية هي هل بشار الأسد يزاول مهامه بالفعل؟

ففي بداية توليه الرئاسة، كانت هناك مصاعب أمام بشار، فوالده كان رجلا بارزا وقاسيا، جاء من خلفية فقيرة وبرز نجمه في صفوف القوات الجوية وحزب البعث وجاء إلى السلطة خلال حكم عسكري في عام 1963. وبحلول عام 1970 تولى مقاليد السلطة في البلاد.

ومنذ نهاية الحكم الاستعماري الفرنسي في أربعينيات القرن الماضي، كانت سوريا غير مستقرة وتترنح من انقلاب إلى انقلاب، وكان حافظ الأسد قادرا على تمرير السلطة إلى نجله، لكنه ليس الابن الذي أعده لهذه المهمة.

كان من المفترض أن يخلف باسل، الشقيق الأكبر لبشار، والده في تولي السلطة، لكن في عام 1994 لقي مصرعه في حادث سيارة كان يقودها بسرعة وتحطمت نتيجة الضباب في طريق مؤدي إلى مطار دمشق. كان باسل وسيما وفارسا شهيرا كما كان يتولى قيادة الأمن الشخصي لوالده.

وكان بشار الأسد طبيبا وليس جنديا، وعندما تولى السلطة كان لا يحظى بالاهتمام مثل شقيقه الأكبر ووالده.

بشار الأسد خلال مقابلته مع جيرمي بوين

وتحدث بشار عن الإصلاح. وبدا متناسيا الماضي. وسعى قادة الغرب إلى إقامة علاقات صداقة معه. وفكر توني بلير، رئيس وزراء بريطانيا السابق، في منحه لقب فارس . لكنه بعناده لم يكف الأسد عن معارضته لإسرائيل ودعمه لأعداء اسرائيل.

أعتقد أن بشار على علم بما يفعله، فسوريا هي الشغل الشاغل لعائلة الأسد وقد ورث هو قيادة البلاد . إلا أن هناك إجماعا على حكمه ، فالعائلة وأصدقاؤها الدائمون لديهم فيها مصالح كبرى وكلمة مسموعة.

ويمكن أن يكون أفضل تخمين لي، بالنظر لما أخبرني به، هو أن بشار الأسد يؤمن بشدة أنه في معركة يسعى فيها للحفاظ على كل شيء يهمه، ويمكن لأي أحد أن يستخدم هذه الفكرة لتبرير أي صفقة كبرى.

أما بالنسبة للطريقة الذي ينظر بها بقية العالم إليه، لا أعتقد أن الأسد يولي ذلك أي اهتمام.

اقرأ المزيد
١٥ فبراير ٢٠١٥
آية الله ... أم آية الإرهاب

لعلنا بحاجة لأسفارٍ مسطّرةٍ من الكتب ، و فضاءٍ واسعٍ من مواقع النت للحديث عن أي جانب من جوانب الإرهاب التي مارستها منظومة الديكتاتورية الدينية – العسكرية في  إيران ,على الشعب الإيراني المأسور في مغارة -كحالِ مهدي ملالي الإرهاب و التخلف - و على عدد من شعوب المنطقة الأخرى .

محطتنا اليوم هي المرأة الإيرانية نصف المجتمع و شقيقة الرجل ، و مدرسة تعد شعباً طيبَ الأعراق، المرأة الإيرانية التي قُمعت حدَّ الرجمِ و القتل و الرش بالأسيد ، و الَّتي هدرت كرامتها حدَّ المتعة .

هل لأحدنا أن يتخيلَ أنه في القرن الحادي و العشرين ، و في بلدٍ تعاورتهُ أيادي الحضارات المتلاحقة الواحدة تلو الأخرى، يتمُ رش النساء و البنات بالأحماض أو الأسيد ليس لعدم ارتدائهن الحجاب ، و إنما لعدم ارتدائه بالطريقة التي فرضها  "آية الله" الذي يتصرف على أنه "الله" و هو في حقيقة الأمر "آية الإرهاب"  ، و هنا نستعرض قول الإرهابي الملَّا علم الهدى ، خطيب جمعة النظام في مدينة مشهد: «مواجهة سوء التحجب والانبطاح أمام الغرب والثقافة الغربية تأتي في اطار مهمة قوات الأمن الداخلي». وأكد يقول: « قوة النظام والاحتفاظ على الاحكام الشرعية والمذهبية على عاتق قوات الأمن الداخلي وقائدها هو الخامنئي وعلينا ان نعمل حسب أوامر قائدنا» .

وسبق وأن أكد الإرهابي الملا موحدي كرماني ، من عصابة الخامنئي قائلا: « ظهو ر السافرات في البلد يعتبر ضحكاً على ذقون النظام… وعلى مسؤولي النظام ان لا يرضوا على ذلك… سوء التحجب ليس ذنبا سرياً لا علاقة له بأحد… اذا ظهر ذنب يسري على الجميع فالجميع يصبحون مذنبين. لذلك يجب اتخاذ اجراءات ضرورية لتجفيف بيئة الذنب».

(وكالة أنباء تسنيم التابعة لقوة القدس الارهابية- 6 تشرين الأول/ أكتوبر -2013).

هذا ما عدا تجنيد النساء في تنظيمات إرهابية خارجة عن نطاق مؤسسات الدولة ، و كثير منهن في كتائب فدائية تمارس القتل في دول الخارج و هي في غالب الأحيان دول الجوار تحت مسميات ثارات الحسين و ثارات زينب ، عدا عن منع المرأة من الترشح للانتخابات في دولة يدعي نظامها بأنه جمهوري ، و هنا نشير إلى ما يحويه الدستور الإيراني في هذا الشأن :

«الرئيس يجب ان يتم اختياره من بين رجال السياسة والدين في البلاد».

عدا عن أعمال الجلد و الرجم العلني ، و في كافة المناطق الإيرانية ، و أعمال الخطف و الاعتقال لا سيما أثناء الثورة الخضراء التي شهدت مشاركة نسائية لافتة للانتباه.

عدا عن الفتاوى الضلالية و التي أصبحت معروفة للقاصي و الداني باسم "فتاوي المتعة " التي تحط من قدر المرأة ، و تبخسها حقها ، و تنال من جوهر دورها و قيمتها.

كل ذلك يتم في إيران باسم الدين الإسلامي الحنيف ، و باسم الحسين بن علي بن أبي طالب حفيد النبي محمد صلى الله عليه و سلم.

فلا غريب بعد كل ذلك أن نرى ممارسات مماثلة في سوريا تقوم بها كتائب الأسد و قطعان الشبيحة التي تتلمذت في عهد الإرهابي بشار الأسد على يد نظام الملالي في إيران ، فكلنا نتذكر كمية النساء و البنات السوريات المعتقلات و المختطفات و المغتصبات و المفقودات ..

كلنا نتذكر هديل كوكي و يمان القادري و دلال العوف وطل الملوحي و مي سكاف و لبنى مرعي و فدوى سليمان وغيرهن الكثير من البنات و النساء اللواتي كُنَّ ضحايا غلمان الملالي في سورية كل واحدة بحسب نصيبها ..

كل ذلك التمادي ما كان ليتم لولا صمت "المجتمع الدولي" بكل مؤسساته و فعالياته و إعلامه ، و تعاميه عن كل ذلك الإرهاب المروع ، تحت ذريعة "التفاوض على حل سلمي للملف النووي ".

اقرأ المزيد
١٤ فبراير ٢٠١٥
يا إيران... حنا معاكي للموت

لقد نجح الغرب في تمكين نظام عرف عنه الإرهاب و الإجرام و الاستبداد و التخلف في بلدٍ اشتهر بمخزونه الحضاري الضخم ، و تنوعه الجميل ، و غناه الاقتصادي و الفكري.

نحن نتحدث عن إيران ، بلد الحضارات المتلاحقة ، و شعب أوكسجينه حب المعرفة ، إيران التي شاء لها الطغيان العالمي و أدعياء الحضارة و حقوق الإنسان و الديمقراطية و الحرية أن تُحكم بمنظومة هي الأكثر تخلفاً و ظلاميةً ، منظومةٌ امتهنت التجارة بالشعارات و الأديان ، البشر فيها ليسوا أكثر من أرقامٍ ، و المرأة فيها ليست لأكثر من المتعة ، و التاريخ فيها ليس أكثر من مزبلة ، و الثقافة عندها لا تتعدى اللطم و الضرب و الرفس و التطبير و التلبيط و السب و الشتم و اللعن ، و رجال الدين فيها هم نخبة اللصوص و الفاسدين المفسدين.

و منذ ذلك اليوم و الإيرانيون أشقاؤنا في التاريخ و الأمجاد و الحضارة كما هم في أحرف الأبجدية ، لا أحد يعلم عنهم شيء!!

و منذ ذلك اليوم و المنطقة تغلي بالفتن و الاستنزاف و الحروب العبثية.

و منذ ذلك اليوم ، أصبحت رؤية أشلاء طفلٍ في أي مكان في شرقنا العظيم أمرٌ جد اعتيادي.

و بعد قيامة الثورة الخضراء المجيدة في إيران ، على يد الشباب الإيراني الأكثر من رائع و الذي فاجأ الدنيا كلها بأنه شعب حي ، شعب لم يتأثر بكل ما خُطط له و بكل ما مورس عليه ، لجأت المنظومة الإرهابية المُنتدبة على إيران إلى لعب الدور المنوط بها و ممارسة ما كان متوقع منها من أساليب قمع و قتل و اعتقال و نفي و تهجير و تشريد....

الحرية لإيران و لشعب إيران و لشباب الثورة الخضراء في إيران.

اقرأ المزيد
١٤ فبراير ٢٠١٥
خنق الثورة ..!؟

شهرٌ وبضع أيام ونبدأ في سنة جديدة من سني الثورة السورية، الثورة التي تعتبر سباقة في كل شيء فهي الأكثر دموية والأكثر تعامل ضدها همجيةً وعنفاً والأكثر خذل والأكثر خسائر.

السنة الجديدة، وقبل بدايتها، قد تكون هي الأصعب والأشد، فالمقدمات تنبئ بأن العالم أجمع سواء أكان دولاً أم على شكل منظمات أو تجمعات قد وصل إلى قرار فعلي وعلني، أن هذه الثورة يجب ان يتم وأدها، كونها تشكل خطراً على كتلة المصالح والمساومات الدولية، التي تسير وفق مبدأ ذهبي " على المرء أن يسير مع مصالحه لا مع مبادئه".

الأيام الأخيرة كشفت الأمور بشكل فاضح، قرار بمجلس الأمن لتجفيف منابع الإرهاب وخص علناً "داعش" وحمل في طياته ابهاماً يجعل أي ثائر، هدفاً مباحاً لقانون تمت صياغته بمنتهى المكر من روسيا ومساندة أمريكية بشكل يجمل كل من يحمل السلاح في وجه نظام الأسد هي مستهدف.

القرار الأممي رافقه تصريحات خبيثة صدرت من دي مستورا المبعوث الأممي والذي اعتبر أن الأسد جزء من الحل ليقلب الطاولة ويبعثر الأوراق من جديد ويعيدنا لنقطة البدء.

و بين هذا و ذاك بدأت في درعا معركة ما يسمى "محور المقاومة" باشتراك فعلي و علني و رسمي من إيران التي لم تتوان عن الإعلان عن تدخلها، ليس كما كانت تدعي كإشراف و مساندة سياسية، إنما هذه المرة بشكل كامل "مال – عتاد – مقاتلين" الغاية المعلنة (وطبعاً كاذبة) هي السيطرة على المناطق المحيطة بالحدود السورية الإسرائيلية، و إن كان الهدف ذو شقين الأول توسيع الطوق الآمن حول دمشق، و الثاني ضرب الثورة من مشكاتها "درعا"، وهو نصرٌ يسعى إليه محور الشر و الإرهاب (بقيادة إيران).

إذاً الحالة في مجملها عبارة عن عملية خنق كامل للثورة خارجياً وداخلياً وتضييق الخناق عليها بكل مكوناتها البشرية والمالية ، كله لكي ترضخ وتقبل بأن تدفن في التراب.

الوضع يدفع للتشاؤم أكثر مما يدفع للتفاؤل في ظل معطيات تتجه نحو الأكثر سلبية، لكن لازال الأمل موجود، وقد تكون تلك المقدمات طريق الخلاص والاعتماد على الذات والموارد المتوافرة.

فالخذلان اعتدنا عليه والتخلي عنا في أحلك الظروف كذلك من ضمن المعتاد، ورغم كل ذلك لم تتراجع الثورة عن مشوارها، قد توهن أو ترهق، لكنها تعود من جديد.

اقرأ المزيد
١٣ فبراير ٢٠١٥
حيث تلتقي واشنطن والنظام السوري.. و'داعش'

لا يمكن عزل تمدد 'داعش' دون معالجة الأساس. هذا الأساس متمثل في وجود نظام سوري لا يقل خطورة عن 'داعش' ووضع عراقي يساهم، بدعم من إيران، في إثارة الغرائز المذهبية.

التقط النظام السوري الرسالة الأميركية. كشف أنّه في مركب واحد مع واشنطن… ومع “داعش”، وذلك بعد إحراق التنظيم الإرهابي الطيار الأردني معاذ الكساسبة.

هناك، بكل بساطة، غياب للمنطق الأميركي في شأن كلّ ما له علاقة بالحرب على “داعش”. غياب المنطق الأميركي حمل النظام السوري على الإعلان بلسان وزير الخارجية وليد المعلّم أنّه ضد أي عمليات برّية تستهدف “داعش”. هذا يعني، في طبيعة الحال، وجود وحدة حال بين النظام السوري والإدارة الأميركية في ما يخصّ التنظيم الإرهابي. الجانبان مع إطالة الحرب على “داعش” إلى ما لا نهاية.

بعد إحراق الطيّار، يتصدّى الأردن وحده تقريبا بإمكاناته المحدودة لهذا التنظيم الإرهابي الذي دلّت تصرفاته على أن هناك من يريد الإساءة إلى الإسلام والمسلمين قبل أيّ شيء آخر.

في الواقع، لم يكن الأردن وحيدا تماما، ذلك أن دولة الإمارات العربية المتحدة سارعت إلى إرسال سرب من طائراتها إلى المملكة الأردنية الهاشمية. ونفّذت طائرات من السرب سلسلة طلعات ووجّهت ضربات إلى “داعش”. جاء ذلك لتأكيد أنّ هناك بين العرب من يسعى إلى أن تكون هناك استراتيجية متكاملة في شأن كلّ ما له علاقة بتخليص المنطقة من وباء “داعش” السنّية والدواعش الشيعية.

لعب التحالف الدولي دوره في التصدي لـ“داعش” والحد من تمدّده. نجح في ذلك نسبيا. ما لم ينجح فيه هو الخروج بأجندة حقيقية تؤدي إلى اقتلاعه من جذوره. لا وجود لرغبة في عمليات برّية للانتهاء منه. وهذا ما جعل النظام السوري يلتقي مع الإدارة الأميركية في إطالة الحرب على “داعش” خدمة لمصالحه.

اعتمدت الإدارة الأميركية، أقلّه إلى الآن، على توجيه ضربات إلى مواقع التنظيم الإرهابي من دون أخذ في الاعتبار للأسباب التي مكنته من إيجاد بيئة حاضنة له في سوريا والعراق. أكثر من ذلك، هناك رغبة أميركية، ظهرت من خلال تصرّفات المسؤولين في الإدارة، في اقتصار الدور العربي على ما تطلبه واشنطن وما يخدم توجّهاتها فقط. يبدو مطلوبا، أميركيا، من العرب توفير الغطاء لضربات جوّية أميركية من دون أي مشاركة فعلية في القرار السياسي.

بكلام أوضح، مطلوب من العرب أن يكونوا تابعين للولايات المتحدة، وليسوا شركاء لها. وهذا ظهر بوضوح عندما أسرت “داعش” الطيار الأردني. كشف ذلك، غياب ما يمكن وصفه بإجراءات يمكن أن توفرّها الإمكانات العسكرية الكبيرة التي تمتلكها الولايات المتحدة من أجل حماية الطيارين المشاركين في العمليات.
    
    

هناك باختصار رفض عربي للعب دور التابع المساهم في المماطلة التي لا تخدم سوى النظـام السوري مـن جهة، والميليشيات التابعة للأحزاب المذهبية العراقية التي تلعـب دورا مهما في انتعاش “داعش”. همّ هـذه الميليشيات يبـدو محصـورا في تطهيـر بعض المنـاطق العـراقية، على رأسهـا بغداد والمناطق المحيطة بها من أي وجود سنّي تحت غطـاء محـاربة “داعـش”.

يعبّر السرب الإماراتي الموجود في الأردن عن رفض لكلّ هذه التوجّهات الخاطئة. هذا السرب يؤكّد وجود قرار عربي مستقلّ يخدم المصلحة العربية التي لا تفرّق بين إرهاب وإرهاب، بغض النظر عن توجّه الإدارة الأميركية الحائرة التي تعتبر أنّ الملف النووي الإيراني يختزل كلّ قضايا المنطقة ومشاكلها.

ليس سرّا أنّه سبق للعرب الواعين أن رفضوا سيطرة الإخوان المسلمين على مصر خلافا لتوجّه إدارة باراك أوباما التي كانت تمتلك كمّية لا بأس بها من الأوهام في شأن دور الإخوان وما يمثّلونه في الدول العربية، خصوصا في مصر.

كان رأي إدارة أوباما، وربّما لا يزال، أنّ في استطاعة الإخوان لعب “دور إيجابي” على صعيد تعزيز الديمقراطية في كلّ دول المنطقة.

كان لا بدّ من ثورة مصر كي يتبيّن أن هذا ليس صحيحا، وأنّ المصريين يرفضون، بأكثريتهم الساحقة، رفضا قاطعا حكم الإخوان الذي لا يختلف في شيء عن حكم العسكر. بل إنّه أكثر تخلّفا بكثير من حكم العسكر. الفارق الوحيد بين الانقلابات العسكرية وحكم الإخوان يتمثّل في أنّ العسكر يستولون على الحكم عن طريق الانقلابات والبيان رقم واحد، في حين أنّ الإخوان يتسللون إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع، ويرفضون، بعد ذلك، أيّ تداول سلمي عليها.

كان تأييد ثورة الشعب المصري بمثابة نقطة تحوّل على الصعيد العربي. كشف هذا التأييد الذي جاء على الرغم من الموقف الأميركي المؤيّد للإخوان أنّ هناك موقفا عربيا مستقلّا.

هذا الموقف قادر على مقاومة الضغوط الأميركية وتأكيد أنّ لا شيء يعلو على الأجندة العربية، مهما فعلت إدارة أوباما ومهما مارست من ضغوط.

ما نشهده، حاليا، هو متابعة لتكوين القرار العربي المستقلّ في ما يخصّ الحرب على “داعش”.ليس هناك من يستخفّ بالدور الأميركي والقدرات العسكرية للولايات المتحدة. على العكس من ذلك، سيكون هناك دور أميركي حاسم في هزيمة “داعش” ولكن لا يوجد هناك، بين العرب الواعين، من لديه أيّ وهم في شأن الحاجة إلى مقاربة شاملة للحرب على هذا التنظيم الإرهابي المتخلّف. مثل هذه المقـاربة تتطلّب أوّل مـا تتطلّب الاعتراف بأنّه جزء من المشكلة وليس كلّ المشكلة. لا يمكن عزل تمدّد التنظيم من دون معالجة الأساس. هذا الأساس متمثّل في وجود نظام سوري لا يقلّ خطورة عن “داعش” ووضع عراقي يساهم، بدعم من إيران طبعـا وتشجيع منها، في إثارة الغرائز المذهبية.

ليس أمام العرب الواعين، على رأسهم دولة الإمارات والأردن، سوى أخذ العلم بذلك وبأنّ لا مجال للاكتفاء بلعب دور الغطاء لسياسة أميركية ليس معروفا هل هي مع “داعش” أو ضدّه.

جاء إحراق الطيّار الأردني، لحسن الحظ أو لسوئه، ليكشف كم الحاجة كبيرة إلى أجندة عربية مستقلّة وإلى دور أميركي مختلف في حال كان مطلوبا اجتثاث “داعش” بدل الرهان على احتوائها خدمة لأهداف أخرى. من بين هذه الأهداف تفتيت سوريا، بدل السعي إلى لملمة الوضع فيها عن طريق حلّ سياسي يؤمّن أساسا قيام دولة مدنية بعيدا كلّ البعد عن النظام الطائفي القائم الذي لا مستقبل له.

ليس ما يخدم النظام الذي أخذ على عاتقه الانتهاء من الكيان السوري بشكله الحالي، سوى إطالة عمر “داعش”. ولذلك يقف وزير خارجية النظام، الذي لا حول له ولا قوّة، في وجه أي عملية برّية. هل “داعش” نقطة التقاء بين النظام السوري، الذي لم يعد سوى دمية إيرانية، والإدارة الأميركية؟ يبدو أن على العرب الواعين لخطورة “داعش” التفكير في هذا السؤال طويلا ومليّا.

اقرأ المزيد
١٢ فبراير ٢٠١٥
"درعا" يجب أن ..

تثير معركة درعا حالياً و لنقل معركة الجنوب السوري حالة من جديدة في مسيرة الثورة السورية و قد تكون المنعطف الأهم لأول منطقة أعلنت تمردها الفعلي و أخذت حريتها بالدم، و أثبت أنها قادرة على إدارة المناطق المحررة وإدارة الحياة العامة و ضبط الأمن .....الخ.

قتل لعناصر لحزب الله والحرس الثوري الإيراني، بيد شريك الخفاء (إسرائيل)، يتلوه رد قزيم في لبنان، حمل في إعلانه أنه البيان رقم واحد، دعوة لإكمال الردود ولكن هذه المرة ليس على الشريك الخفي، بل على العدو المشترك، السوريين طبعاً.

معركة درعا اليوم لم تعد من تلك المعارك التي اعتدنا، نحارب قوات الأسد مع بعض المرتزقة تزيد أو تنقص نسبتهم على حسب أهمية المنطقة المستهدفة من الناحية الطائفية.

لكن اليوم في درعا شهدنا أول إعلان رسمي و علني و على الملء من جميع المليشيات الطائفية على رأسها حزب الله الإرهابي، و الحرس الثوري الإيراني، الذي قال أن الرد على مقتل جنراله " الله دادي" سيكون هنا.

إذا معركة درعا لها تبعيات خطيرة سواء استراتيجية أو معنوية ولا تقتصر على فئة معينة أو منطقة، بل قد تكون كما اعتدنا درعا، نقطة التحول في مسيرة الثورة ووضع المنطقة ككل من حيث التوزع الطائفي الهادف لإنهاء وجود السنة أو الحد من سلطاتهم ليكونوا عبارة عن أداة لاحول ولا قوة لها.

لست هنا أبحث عن بث روح التفاؤل المفرط أو التشاؤم القاتل، ولكن درعا اليوم بحاجة لوقفة حقيقة وليس وقفة من خلال شحن وأحاديث ومؤتمرات صحفية وطبعاً بيانات وما إلى ذلك، فمقتل النظام وكل من يسانده يتمثل في تعدد الجبهات وانتشارها سواء في المنطقة الواحدة أو في مناطق متقاربة أو متباعدة.

ولا بد ان يتم ضرب النظام سواء في مناطق أخرى في درعا وريف دمشق والقلمون وفي كل رقعة على أرض سوريا، ليكون اختيار مكان المعركة بأيدي الثوار على اختلاف ايدولوجياتهم لا بيد المليشيات الشيعية، وهنا يكون الخروج من دائرة الدفاع للهجوم.

درعا اليوم كما هي دوماً .. لن تنكسر .. بل تنتصر

اقرأ المزيد
١٠ فبراير ٢٠١٥
دوما تضعنا أمام مفترق طرق ..

تخطئ الحروف دوماً في وصف دوما .. فليست حالة أو أمر عابر اعتدناه على مدى السنوات الأربع التي قاربت على النهاية.

مررنا بلحظات أشد حنقاً و ألماً و لكن لم يعد للوجع مكان .. فجاءت دوما لتملئ ما تبقى من قلوب السوريين على الخصوص والشعوب العربية على وجه العموم.

دوما التي تتربع في غوطة دمشق .. عُرف عنها النخوة و المروءة، الشهامة و الرجولة، العفاف و الكرامة.

يمكن صفاتها دفعت وحرّضت، وشجعت كل أسفاه الأرض لضربها، لحصارها، لإيلامها ... ليقرروا الآن إبادتها.

لا أظن أن دوما خصوصاً والغوطة على وجه العموم بحاجة لكلماتي أو كلماتكم ، إنما هي بحاجة لما يشبه المعجزة لتنجو.

المعجزة الحقيقة هي الصادرة عن الله بأن يؤلف بين قلوب من يحمل السلاح و يمتلكه لينتفض من جديد بعيداً عن أي توجيه أو خوف من الطعن بالظهر.

فدوما إما أن تكون أطلال نشاهدها من بعيد أو بعد حين لنراجع ذكريتنا أو تكون منارة لإعادة الحياة من جديد للثورة لتكمل المشوار.

دوما تضعنا أمام مفترق طرق .. إما الانتفاض أو الاندثار ...

اقرأ المزيد
٨ فبراير ٢٠١٥
هل "تستحق الثورة الاستمرار" !؟

السؤال الذي يتبادر للجميع .. هل من إجابة حاسمة أم التردد سيبقى العنوان الأبرز لنا كما جرت العادة ...؟

عندما نطرح هذا السؤال يتبادر لأذهاننا آلاف الصور عن التشرد و الضياع و الجوع و التعب و الإرهاق و التلوث و الترّبح و الاتكال و السرقة و الخيانة، صورٌ عن التدخلات و التداخلات و التخبط و غياب التنسيق و الخطط و الاستراتيجية، و قد يكون هناك آلاف الصور الأخرى التي لا تسعفني الذكرة لذكرها.

و قد يكون هناك أحلام الماضي تدغدغنا هنا و هناك و تذكرنا بأن الحياة كانت جميلة و كنا "عايشين".

نعم الأحلام و "لو" و "يا ريت" تجتاحنا عند السؤال .. هل "تستحق الثورة الاستمرار" !؟.

قد يكون كل ما ذكر صحيحاً وواقعياً و هو الطاغي، لكن هل هو حقيقي..؟

لنراجع قليلاً تلك الصورة التي همشناها أو نسيناها أو بالأحرى و الأصدق تناسيناها ... آلاف الشهداء و أضعافهم من المغيبين في غياهب المعتقلات و ملايين المشردين، الأرقام الغبية تبقى عاجزة عن تحديد رقم واحد يحصر ما حصل.

هل "تستحق الثورة الإستمرار" !؟

كم لهذا السؤال من آلاف الأفكار و الإتجاهات و الوجع و الألم ..

لكن هناك ما يستحق لأن تستمر الثورة لأجله .. هناك دموع الأطفال و هناك حرقت قلوب الأمهات و هناك قهر الرجال و يوجد كسر الكهولة و يوجد ألف سبب و سبب لأن تستمر الثورة..

ولا يوجد سؤال حول... هل "تستحق الثورة الإستمرار" !؟

و لكن الأهم كيف سنكمل الثورة..!؟

اقرأ المزيد
٨ فبراير ٢٠١٥
هل هناك منطق وراء همجية "داعش"؟

لماذا فعلوا ذلك؟ ما النتائج التي كان تنظيم داعش يعتقد أنه سيجنيها من خلال إعدامه لطيار أردني أسير بالحرق حيًّا؟

لن أستخف بغياب المنطق والتشويق المنحط الهائل لطائفة ظافرة تكشف عن همجيتها. لكنني لن أبالغ في تقدير ذلك أيضاً. إنك لا تستطيع اجتياح الكثير من أراضي سوريا والعراق دون أن تنشر تفكير تكتيكي واستراتيجي متحمس.

إذن ما هو الهدف من هذه الهمجية؟ أعتقد أن داعش تريد زعزعة استقرار الأردن بجرّها إلى عمق الصراع.

تبدو هذه الفرضية غير قابلة للتصديق للوهلة الأولى. لكن الإعدام الوحشي قد أدى إلى حشد الأردن ضد تنظيم داعش ومنحها التضامن ووحدة الهدف.

نعم هو كذلك، في الوقت الراهن. ولكن ماذا بعد ستة أشهر من الآن؟ سيتلاشى التضامن ووحدة الهدف بسرعة. فكّر كيف تبدد الحماس الأمريكي بعد أحداث 9/11 خلال سنوات من الصراع غير المحسوم، مما أسفر عن إرهاق حربي اليوم. وكيف أدى ذبح الصحافيين الأمريكيين إلى إثارة البلاد ضد تنظيم داعش، ولكن بعد أقل من خمسة أشهر، أدت الطبيعة المحبِطة لتلك المعركة إلى خلق انقسامات داخلية.

تعتبر الأردن هدفًا أكثر بعداً لأن استقرارها يمكن أن يتأثر على عكس الولايات المتحدة. منذ ما يقرب من قرن من الزمان، لكن من المهم الإشارة إلى وجود جماعة الإخوان المسلمين التي تتمتع بتواجد قوي فضلاً عن وجود عناصر جهادية أكثر تطرفًا، والذي يتعاطف بعضهم تنظيم داعش. وقد انضم ما يقدر بنحو 1500 أردني بالفعل إلى تنظيم داعش. ولا تزال عناصر أخرى في الداخل، لكنها على استعداد إلى الظهور عندما يحين الوقت المناسب.

إن توقيت ظهور هذه العناصر اليوم غير مناسب. فهناك غضب عارم يسود الشارع الأردني. لكن يكمن الخطر في أن أي هجوم للأردنيين- اليوم جوًّا، وغدًا برًّا- يمكن أن يؤدي إلى مشاركة مطولة قد تستنزف النظام وتضعفه، وهو النظام الذي يُعد أحد الحصون الكبرى ضد التطرف في المنطقة بأسرها.

ينبغي أن نكون حذرين فيما نتمناه. يتمسك الأمريكيون بالتعددية. وتقضي استراتيجية الرئيس أوباما تجاه الدولة الإسلامية بخلق تحالف واسع تكون الطليعة فيه للجيوش العربية/الكردية وتقوده أمريكا من الخلف بالقوة الجوية.

تفيد التقارير بأن هذا التحالف مكون من 60 دولة قوية. (ولكنهم ماذا يفعلون؟). برغم تفاخر الإدارة الأمريكية بذلك، كانت المشاركة العربية في الخطوط الأمامية ضئيلة جداً ورمزية.

لم تحقق استراتيجية أوباما النجاح المأمول. فمنذ إطلاق هذه الاستراتيجية، تضاعف نطاق الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم داعش في سوريا تقريبًا. ومن الصعب أن نرى نجاحًا للقوات الأردنية السعودية فيما فشلت في تحقيقه حتى الآن الميليشيات العراقية الشيعية والجيش العراقي والأكراد والقوات الجوية الأمريكية.

ما نفتقده بالطبع هو وجود قوات على الأرض، مثل متمردي سوريا غير الجهاديين، والذين رفض أوباما مساعدتهم بازدراء وتركهم ليتلاشوا. يبدي الأكراد استعدادهم وقدرتهم على القتال، لكنهم يعانون من نقص الإمدادات من قِبَل هذه الإدارة بصورة فاضحة.

والأهم من ذلك كله هو خسارة تركيا. فهي وحدها تمتلك الحجم والقوة التي تمكّنها من الحمل على تنظيم داعش. لكن القيام بذلك من شأنه أن يعزز، وفي الواقع ينقذ، عدو تركيا الرئيسي، وهو نظام بشار الأسد المدعوم من ايران في دمشق.

شرط تركيا للتدخل هو أن تلتزم أمريكا بالمساعدة في إسقاط الأسد. وقد رفض أوباما هذا الشرط. لذا تجلس تركيا في وضع المتفرج.

لماذا لا يوافق أوباما؟ ألم يقل أن الأسد يجب أن يرحل؟ يعود السبب إلى عدم جرأة أوباما على إغضاب رعاة الأسد، وهم رجال الدين الإيرانيين، الذين يحلم الرئيس الأمريكي بعقد صفقة تقارب كبيرة معهم.

بالنسبة لأوباما، هذه هي تذكرته إلى جبل رشمور ليحتل مكانًا بين رؤساء أمريكا الخالدين. ولذا في إطار مساعيه للتقارب مع إيران على غرار رحلة نيكسون إلى الصين التاريخية، يقوم أوباما بتجنب مطلب تركيا، التي تعتبر الحليف المحتمل الأكثر شراسة لدينا ضد كل من الدولة الإسلامية والأسد.

ماذا بقي مع أوباما؟ دول عربية في خط المواجهة، مثل الأردن.

ومع ذلك، فإن هذه الدول متأثرة بشدة من سعي أوباما الأعمى لإحداث انفراجة مع طهران، وهو ما سيجعل الملالي يسعون للهيمنة على الشرق الأوسط العربي. ولذا، فإن العرب، وبخاصة السعوديين، يتراجعون عن أي التزام عسكري كبير معنا. من الممكن للأردن، التي تألمت لمقتل طائرها الآن، أن تبدي شجاعة وتتقدم للمعركة من تلقاء نفسها، ولكنها خطوة محاطة بخطر عظيم وفرص ضئيلة للنجاح في نهاية المطاف.

اقرأ المزيد
٦ فبراير ٢٠١٥
داعش نمرٌ من ورق

لقد ملأ أنصار داعش الدنيا ضجيجاً وزعموا أنها قوة لا تُقهَر، ثم اتضح أخيراً أنها ليست سوى نمر من ورق!

انهارت داعش في كوباني بعد مئة وثلاثين يوماً من القتال اليائس وبعد خسارة ثلاثة آلاف مقاتل وما لا يُحصى من الأسلحة والعتاد، وقبلَها عجزت داعش عن احتلال عدة كيلومترات مربعة في وسط الصحراء، في منطقة شاعر النفطية بريف حمص، وهي منطقة مكشوفة من جهاتها الأربع وتُعتبَر هدفاً سهلاً بكل المقاييس العسكرية. يا للعار!

وما تزال داعش تحقق إخفاقات متتالية في مدينة دير الزور ومطارها، وقد انسحبت أخيراً من مناطق واسعة في العراق، في ديالى والموصل وصلاح الدين وسنجار، وتركت أهلَها السنّة (الذين جرّدتهم من الأسلحة عندما احتلت مناطقهم من قبل) تركتهم لإجرام وانتقام العصابات الطائفية الرافضية، ولعصابات اليزيديين الذين استباحوا نساء السنّة رداً على حماقة الدواعش الكبرى التي لم يسبق لها مثيلٌ في التاريخ المعاصر. يا للعار!

عجزت داعش عن احتلال بلدة صغيرة على الأرض ففتحت في الخيال ولاية خراسان، وهلّل الحمقى من أتباعها وأنصارها وكبّروا وناموا على وسائد وفُرُش من الترّهات والأكاذيب. كل داء له دواء إلا الحماقة ليس لها دواء.

* * *

لقد كان الاختبار الحقيقي لداعش هو معركتها في حقل الشاعر ومعركتها في كوباني، هنا اختبرنا داعش وهنا عرفنا قوتها الحقيقية، وفي الحالتين لم تستطع داعش الفاشلة تحقيقَ أي إنجاز؛ في الحالة الأولى فشلت في تحرير عدة كيلومترات مربعة في وسط صحراء حمص، وفي الثانية فشلت في احتلال بلدة عين العرب الصغيرة. من ثَمّ فإننا نتساءل: كيف نجحت إذن في احتلال نصف العراق بغمضة عين وكيف انتزعت من ثوار سوريا ثلاثةَ أرباع الأراضي التي بذلوا في سبيل تحريرها عشرات الآلاف من الشهداء؟

فأما انتصارات داعش الخُلّبية في العراق فقد كانت مسرحية سخيفة، ولعل أكثر ما يزعج فيها هو الإخراج الرديء الذي يدل على استغباء المخرج لجمهوره واستهتاره بعقول المشاهدين والمتابعين، ولو أنه احترم عقولهم لحاول أن يضفي بعض الجدية والمصداقية على طقوس الاستلام والتسليم المفضوحة السخيفة التي صارت طرفة يتندّر بها أهل السياسة والإعلام. وأما انتصارات داعش في سوريا فسوف نقف أمامها مليّاً، لأنها درسٌ قاسٍ ينبغي أن نتعلم منه الكثير.

لقد اجتاحت داعش أراضينا المحررة واحتلّت ثلاثة أرباعها بضَعْفنا لا بقوّتها، وبتخاذل مجاهدينا لا بإقدام مقاتليها، والسبب هو "العقيدة القتالية العَرجاء" التي حملها مجاهدونا في مقابل "العقيدة القتالية المنحرفة" التي حملها مقاتلو العصابة الداعشية. فأما هم فقد كانوا مستعدين لاستهداف أيّ مجاهد في أي فصيل، من الجيش الحرّ إلى أحرار الشام، استهدافه بنيّة القتل العمد، وأما نحن فقد تعفّف مقاتلونا وتحرّجوا حتى عن الدفاع عن أنفسهم، وفضّلوا الموت ظلماً على إطلاق النار على البغاة المعتدين.

* * *

لن نستطيع تغيير الأفعال ما لم نغيّر الأفكار، وهذا هو المطلوب من شرعيّي الفصائل وقادة الجهاد وعلماء الأمة. لقد قاتل الدواعشُ مقاتلينا وقتلوهم بدم بارد لأنهم تشرّبوا عقيدةَ التكفير ورُبّوا على فكرة احتكار الحق وعلى نفسيّة الكِبْر والعلوّ على المخالفين، وحفظوا قاعدةً إبليسيةً تقول إن قتال المرتدين من أهل الشام مقدَّم على قتال الكفرة الأصليين، فاستباحوا الفصائل وأوغلوا في الدم الحرام وذبحوا المجاهدين ذبح النعاج والدجاج، ولم يرمش لهم جفن ولا اختلجت قلوبُهم الفاسدة الميتة بخلجة رحمة على الضحايا الأبرياء.

وماذا كان حال مجاهدينا بالمقابل؟ لقد استكبروا أن يرفعوا السلاح دفاعاً عن النفس لأن العدوّ رفع راية الإسلام وردّد هتافات المسلمين. حتى قال لي أحدُ القادة ذات مرة: لو هاجمَنا الدواعشُ وأمرت عناصري بالدفاع عن مواقعنا فسوف يفضّلون أن ينسحبوا أو يُقتلوا ولا يَقتلوا برصاصهم أحداً من المهاجمين.

من هنا أُتينا ومن هنا انتصرت داعش علينا، ليس بقوّتها وإنما بهذا الضعف فينا، الضعف الذي أدركه أعداؤنا منذ وقت مبكر وأحسنوا استغلاله، حتى لقد أخبرني أحد المجاهدين الثقات في أواخر عام 2013 أن أحد الدواعش حاجَّهُ فقال: سوف نهزمكم لا محالة، فنحن عندنا فتوى بقتالكم وقتلكم وأنتم ليست عندكم فتوى بقتالنا وقتلنا. وصدق عدوّ الله، فهذا ما كان.

* * *

يا أيها المجاهدون الصادقون في الشام المباركة: اعلموا أن داعش عدو هزيل وأنها نمر من ورق، لو كان فيها خير لما انسحبت من ديالى وسنجار وتركت أهلنا العزل لعصابات الشيعة واليزيديين تفعل بهم الأفاعيل، ولو كان فيها بأس لما فشلت طوال أحد عشر شهراً في السيطرة على حقل نفطي صغير، ولما عجزت بعد خمسة أشهر من القتال المرير عن احتلال بلدة صغيرة طولها ثلاثة أكيال وعرضها ثلاثة أكيال.

لقد خدعتكم داعش باسم الله فظننتم أن مقاتليها من جند الله وما علمتم أنهم من أعدى أعداء الله، فأخليتم لهم المواقع وانسحبتم أمام زحفهم الباغي الآثم. فلا تخدعْكم رايتُها بعد اليوم فإنها راية البغي والخيانة، ولا تظنوا أن الدواعش أقوى منكم، بل أنتم حين تؤمنون بحقكم الذي تعلمون أقوى منهم حين يؤمنون بباطلهم الذي يزعمون.

قاتلوا دفاعاً عن أنفسكم، قاتلوا دفاعاً عن حقكم، لا تنسحبوا أمامهم بعد اليوم، لا تنسحبوا أمام معتد أو باغٍ كائناً مَن كان، حتى لو رفع رايةً نُقشت عليها راية التوحيد. لاتغرنّكم الأسماء والصفات، انظروا إلى الأفعال والتصرفات ولا تنظروا إلى الرايات والشعارات. لن ينتصر الغُلاة والبُغاة ولن يعيش الباطل إذا دافع أهلُ الحق عن حقهم. دافعوا عن أنفسكم ودافعوا عن حقكم وأنتم -بإذن الله- المنتصرون.

اقرأ المزيد
٦ فبراير ٢٠١٥
جبهة النصرة تخلع ثوب "القاعدة"

تستعد جبهة النصرة حالياً للخروج من دائرة القاعدة وصناعة وجود منفرد بشكلٍ تظهر فيه أنها شيءٌ مغاير تماماً عن الفكر السلفي المتشدد الذي ساء صيته و بات محارب من الجميع سواء من قبل القاعدة أم داعش.

والتأكيدات تشير إلى أن الجولاني سيظهر في وقت قد يكون قريباً جداً ليعلن عن انفصاله عن تنظيم القاعدة و انفراده بالعمل بشكل مستقل تماماً.

و هذا الإعلان سيرافقه اندماجه مع فصيل سوري، و ليكلل إعلاناته بتشكيل إمارة الشام و جيش الشام.

ولعل التفسيرات التي تساق في هذا الموضوع تتمثل في سعي الجبهة للخروج من المستنقع الذي سقط به داعش أو الذي اصطنعه داعش لنفسه و لتنظيم القاعدة ككل خلال الشهور القليلة من إعلان الخلافة وإطلاق دولته.

أخطاء داعش والتراكمات التي خلفتها وجعلت مجرد ذكر السلفية الجهادية المتشددة، بأن شيء سيء للغاية ولا يمكن الاقتراب بأي طريقة أو وسيلة، وحمل وزر كهذا سبب إرهاق كبير للجبهة التي باتت تحت ضغط مزدوج هو الخلاف مع داعش الذي تصفهم بـ"الخوارج"، ورد الفعل الشعبي اتجاه أي صفة أو صلة داعش و تنظيم القاعدة ككل.

إذاً الجبهة تسعى للخروج بأي شكل من الأشكال لتأمن من تمرد قريب للحاضنة الشعبية التي قد تحول الأرض من تحته إلى نيران تضاف إلى النيران الآتية من داعش وفصائل الثورة السورية ومن نظام الأسد إضافةً طبعاً للتحالف الدولي الذي لم يوفر أو يدخر جهد في توجيه ضربات عديدة للجبهة.

طبعاً لا تقتصر الأسباب على ما ذكرته آنفاً بل إن الأمر يصل إلى الوعود التي حصلت عليها الجبهة من إمكانية مدها بالدعم الذي تحتاجه، لتكون القوة الضاربة والوحيدة على الأرض، فالواعد يبحث عن وجود شكل واحد على الأرض قادر على تحقيق الأهداف في ضرب داعش، و الحد من قدرات نظام الأسد، و يكون أيضاً قادر على مسك زمام الأمور في المناطق التي تخضع لنفوذه دون وجود أي منافس.

اقرأ المزيد

مقالات

عرض المزيد >
● مقالات رأي
٢٤ يناير ٢٠٢٥
دور الإعلام في محاربة الإفلات من العقاب في سوريا
فضل عبد الغني - مؤسس ومدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان
● مقالات رأي
١٦ يناير ٢٠٢٥
من "الجـ ـولاني" إلى "الشرع" .. تحوّلاتٌ كثيرة وقائدٌ واحد
أحمد أبازيد كاتب سوري
● مقالات رأي
٩ يناير ٢٠٢٥
في معركة الكلمة والهوية ... فكرة "الناشط الإعلامي الثوري" في مواجهة "المــكوعيـن"
Ahmed Elreslan (أحمد نور)
● مقالات رأي
٨ يناير ٢٠٢٥
عن «الشرعية» في مرحلة التحول السوري إعادة تشكيل السلطة في مرحلة ما بعد الأسد
مقال بقلم: نور الخطيب
● مقالات رأي
٨ ديسمبر ٢٠٢٤
لم يكن حلماً بل هدفاً راسخاً .. ثورتنا مستمرة لصون مكتسباتها وبناء سوريا الحرة
Ahmed Elreslan  (أحمد نور)
● مقالات رأي
٦ ديسمبر ٢٠٢٤
حتى لاتضيع مكاسب ثورتنا ... رسالتي إلى أحرار سوريا عامة 
Ahmed Elreslan  (أحمد نور)
● مقالات رأي
١٣ سبتمبر ٢٠٢٤
"إدلب الخضراء"... "ثورة لكل السوريين" بكل أطيافهم لا مشاريع "أحمد زيدان" الإقصائية
ولاء زيدان