مساهمات الجيش السوري الحر خلال عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون
صرّح "ميهميت آكف بيركير" نائب الكتلة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري في ولاية "كلس" التركية ببيان لصحيفة "نيويورك تايمز" معلّقاً خلاله على عملية غصن الزيتون التي تنفذها القوات المسلحة التركية في بلدة عفرين السورية، وأفصح فيه عن معارضتهم للحرب إلى جانب صعوبة التعبير عن ذلك، لأن التعبير عن أي شعور ضد عملية عفرين في الزمن الذي ارتفع فيه الفخر الوطني سيؤدي إلى ردود فعل كبيرة.
وعند تحليل البيانات الصادرة عن نوّاب حزب الشعب الجمهوري ضد الجيش السوري الحر نتوصّل إلى النتيجة التالية:
يفرغ نوّاب حزب الشعب الجمهوري غضبهم على الجيش السوري الحر لأنهم لا يستطيعون فعل ذلك تجاه القوات المسلحة التركية، ولا تقتصر المسألة على ذلك، بل يشير وصف نوّاب حزب الشعب الجمهوري لعناصر الجيش السوري الحر بـ "قطيع الكلاب" إلى وجود عداء عميق تجاه العرب أيضاً، إذ لا يوجد تفسير آخر لما وصفه النوّاب بحق الجيش السوري الحر الذي يضحي بدمائه إلى جانب تركيا، في حين لم يسبق أن استخدموا هذا التعبير في وصف بي كي كي الذي سفك دماء الشعب التركي لسنوات عديدة.
بحثت طويلاً عن سبب واقعي يفسر شعور الكراهية الذي ينمّيه حزب الشعب الجمهوري تجاه الجيش السوري الحر، في حين أن الأخير قد حارب إلى جانب القوات التركية في عملية درع الفرات ضد تنظيم داعش الإرهابي وقدم عشرات الشهداء خلالها، كما يستمر في الوقوف إلى جانب القوات المسلحة التركية خلال عملية غصن الزيتون ضد بي كي كي مقدماً العديد من الشهداء أيضاً، كما أنه لم يظهر أي تصرّف يتسبب بإزعاج الحكومة التركية، ويتخذ خطواته في ظل الإدارة التركية وتوقعاتها والاتجاهات التي حددتها مسبقاً، كما أظهرت التحليلات الأخيرة حول التطورات الجارية أن الجيش السوري الحر قد ساهم كثيراً في الحفاظ على أمان الأراضي التركية، ونظراً إلى هذا الواقع لم أتمكن من إيجاد سببا مقنع لهذا الحقد والغضب الذي عمّ في أرجاء حزب الشعب الجمهوري تجاه الجيش السوري الحر والعرب.
نحن نتحدث عن أشخاص يزعمون منذ عشرات السنين إلى الآن أن العرب قد خانوا القوات التركية خلال الحرب العالمية الأولى، ويظهرون عداءهم ل لعرب في كل فرصة، ونتيجة لذلك لا يبدون أي اهتمام للجيش السوري الحر الذي سار في المقدّمة وجعل من نفسه دروعاً بشريةً من أجل حماية القوات التركية خلال عمليات درع الفرات وغصن الزيتون.
يزعم حزب الشعب الجمهوري أن ذكر القوات المسلحة التركية والجيش السوري الحر في الإطار ذاته لا يليق بالجيش التركي، لكنهم لا يدركون أن تنفيذ عملية غصن الزيتون التي تهدف إلى تغيير النظام في بلدة عفرين يحتاج إلى التعاون مع السوريين أيضاً، لأن ذلك يمثل ضرورةً سياسية واجتماعية ونفسية ودبلوماسية.
ونقلاً عن زعيم لحزب الشعب الجمهوري "كمال كليجدار أوغلو":
"يريدون تقديم النجاح الذي حققته القوات المسلحة التركية في الآونة الأخيرة لعناصر الجيش السوري الحر، لكن لماذا يختبئ الجيش التركي خلف الجيش السوري الحر؟ هذا أمر مزعج بالنسبة لنا، ونشعر بالأسى تجاه ذكر الجيش التركي إلى جانب الجيش السوري الحر، وإن أرادت الدولة التركية تنفيذ عملية عسكرية فيتوجّب عليها الاعتماد على قواتها المسلحة فقط دون التعاون مع أي جهة أخرى".
خلال عملية درع الفرات قدمت القوات المسلحة التركية ما يقارب الـ 70 شهيداً، في حين قدم الجيش السوري الحر ما يقارب الـ 60، أما خلال عملية غصن الزيتون فقد كان ثلاثة أرباع الشهداء ينتمون للجيش السوري الحر، نحن لا نفرّق بين الشهداء ونعتبرهم جميعاً في سبيل الله والإسلام، لكن حزب الشعب الجمهوري يفرّق بينهم.
لذلك يجدر بنا توجيه هذا السؤال لكليجدار أوغلو: ماذا كنتم ستفعلون لو أن الجيش السوري الحر لم يشارك في هذه العمليات وبالتالي كان جميع الشهداء من القوات التركية؟.. بالطبع كنتم ستلومون الحكومة التركية على دعمها للجيش السوري الحر منذ بداية الحرب في سوريا، كما ستثيرون الفوضى بحجة أن الجيش التركي ينفذ عملية عسكرية في الأراضي السورية بينما يكتفي الجيش السوري الحر بالمشاهدة.