
ليس كل واصل إلى أوربا بـ"لاجئ" أو "سوري" ..
تفيض وسائل الإعلام بمصطلح أصلي مع تبعية لازمة و ضرورية وأساسية ، ينتشران في كل نقطة على الشبكة العنكبوتية أو المرئية أم المسموعة ، "أزمة اللاجئين" و الإرتباط مع جنسية بعينها "السورية " .
أرقام مبعثرة ، صوراً تنثر في كل مكان و تنقلها رياح المغردين و الناشرين و العارضين ، و تشحذ فيها همم الإنسانيين ، وتجمع لأجلها الملايين ، تعقد لحلها القمم و المؤتمرات ، و تخرج التوصيات ، تُعدل القوانين ، وتزال العراقيل .
و في نفس الوقت ، تنتفض دول تبحث عن مكان لها في ساحة القرار و السيادة ، وأخرى تضرب طوقاً حول نفسها كأنها تصنع أمجاد التاريخ .
و لكن هل كل المهاجرين إلى أوربا و الواصلين هم لاجئين !؟
وهل كل اللاجئين أو المهاجرين سوريين !؟
الصور تشي بشيء غير الحقيقة ، المصطلحات المستخدمة ، التركيز على القضية ، جعل منها أمراً غير مستساغ ، ولا يعني لي أي نظرية من إفراغ سوريا أو خطف عقولها أو ... أو ... ، لكن الأهم هو خطف إسم سوريا من جديد ، و إدخاله في مزاد جديد ، تغيير البوصلة و الوجهة التي خرج من أجلها السوريين و قدموا مئات الآلاف من الشهداء و المغيبين ، و ملايين المشردين.
الذي يهم أن من بين أولئك المهاجرين ، مئات الآلاف من العراقيين و الأفغان و المصريين و الليبيين ، و كل ما يمكنه الوصول إلى الشواطئ الأوربية .
ولعل النقطة التي بحاجة لدراسة مستفيضة ، هل كل سوري وصل أو يصل إلى أوربا هو لاجئ من الظلم بالفعل ، أم أنه "شبّح" حتى ملّ ، و الآن جاء دور التنعم بحياة هانئة .
الذي يتجول في المدن التركية و الأردنية و اللبنانية و مناطق الشريط الحدودية و المناطق المحررة و المخيمات المبعثرة في كل حدب و صوب ، يجد ملايين اللاجئين الحقيقين ، و يجد المعاناة الحقيقة ، والألم الفعلي ، و العجز الكامل عن كل شيء ، ففي كل هذه الأمكنة ، لا يوجد من يملك بضع دولارات للطعام ، لا يجد قبعة تقيه حر الشمس ، ولا "سترة" تستره في الشتاء .
عذراً .. ليس كل واصل إلى أوربا بـ"لاجئ" أو "سوري" ..