
عين العرب , كوباني .. بحر من الرمال المتحركة !
سنتكلم هنا عن السياسة وعن الواقع وليس عن الأمنيات .
طالعنا منذ يومين الرئيس التركي أوردوغان عن اقتراحه للجانب الأميركي بالسماح لإدخال 200 مقاتل من أكراد العراق مع سلاحهم الثقيل إلى عين العرب , كوباني.
ولكن ! هل هذا الكلام كان كل الإقتراح ! أم هناك بنود أخرى لم يأتي الرئيس التركي على ذكرها !؟
الأتراك يعلمون تماما أن قيام كيان كردي في جنوب تركيا سيكون سكينا في خاصرتها , كلما أرادت أمريكا أن تزعج تركيا لأي سبب من الأسباب فإن هذا السكين سيقوم بما يتوجب عليه حسب تعليمات الأميركان " نتكلم هنا في الواقع وعن طريقة تفكير الأتراك وكيف ينظرون إلى قيام الكيان الكوردي " .
واستجابة للضغوط وتهدئة للأكراد الأتراك اضطر إلى الإعلان عن السماح بمرور الـ 200 مقاتل كوردي مع أسلحتهم عبر الأراضي التركية .
ولأن أوردوغان وتركيا لن يسمحوا بقيام الكيان الكوردي " طبعا مع ماتحمله مسألة دخول مقاتلين أكراد من أكراد كوردستان العراق إلى عين العرب , كوباني من تواصل بين أكراد العراق وسوريا ومناطق الجنوب التركي ذي الأغلبية الكوردية " .
ليلة الأمس خرج علينا العقيد " عبد الجبار العكيدي " معلنا عن خطط لإرسال 1300 مقاتل من الجيش الحر , وطالب بدعم هؤلاء المقاتلين من قبل الدول الغربية .
بكل تأكيد العقيد العكيدي لايمكنه القيام بهكذا تصريح بدون الإتفاق مع الجانب التركي , خصوصا وأنهم سيدخلون عين العرب , كوباني عبر الأراض التركية .
وعلى الأغلب أن يكون الطرف التركي هو من اقترح هذا الإقتراح على العقيد العكيدي والجيش الحر .
وبهذا تكون تركيا قد منعت الأكراد من الإستفراد بعين العرب , كوباني , وأخرجت هذه السكين من خاصرتها , و "ربما " أمنت دعما عسكريا للجيش الحر ببعض الأسلحة النوعية .
في السياسة لايوجد شيئ نهائي ولاشيئ مؤكد , فهي رمال متحركة .