سورية إلى مستوى آخر من الدمار
ما يخشاه المرء أن تتطور الأمور في سورية، أن تشتبك الأزمة السورية مع الصراع الروسي الأميركي، عبر الأميركيون كثيراً عن محدودية اهتمامهم بالشأن السوري، يكفيهم تدمير داعش مع بعض الترتيبات على الأرض ولكن الإدارة الحالية أضافت هدف خروج إيران من سورية أو إضعافها.
الدول الكبرى لا تلتقي أو تصطدم مع أصدقائها وخصومها في موضع واحد، قضايا الالتقاء أو الاختلاف تمتد بينها على مستوى العالم، تشابك العلاقة بين أميركا وروسيا على سبيل المثال لا يبقى في حدود أزمة أو أزمتين، ثمة مطاردة واسعة النطاق بين الدولتين، الهدف النهائي غير المعلن هو إضعاف كل طرف الطرف الآخر. نسمع عن قصة التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية والعقوبات الاقتصادية التي أوقعتها أميركا ضد روسيا، ومع الإدارة الحالية حدث تطور كبير، إذ امتدت العقوبات الأميركية لتشمل الصين على خلفية شرائها معدات عسكرية من روسيا، يبدو أن هذه المطاردة ارتفعت إلى مستوى جديد سوف تلقي بظلالها على الأزمة السورية.
أسقطت الدفاعات الجوية السورية طائرة عسكرية روسية، أكد التقرير الروسي أن سبب سقوط الطائرة خيانة إسرائيلية للاتفاقات المبرمة بين الدولتين.
قد يكون هذا الاتهام صحيحاً وقد يكون ذريعة لعرقلة المخططات الأميركية الموجهة ضد إيران، مثلما أن إيران وضعت حزب الله شوكة في حلق إسرائيل لعل روسيا تريد أن تضع إيران بأسرها شوكة في حلق الأميركان، تزويد النظام السوري بدفاعات جوية متطورة سيقدم حماية للوجود العسكري الإيراني في سورية.
هذا الاتجاه في الأزمة السورية يذكرنا بالحرب الفيتنامية الأميركية، أوقع السوفييت خصومهم الأميركان في المستنقع الفيتنامي، زود الروس الفيتكونج بالأسلحة والتدريب والمعلومات، بعد سنوات من الحرب الشرسة والمميتة أقر الأميركان بالهزيمة ورحلوا لا يلوون على شيء. انتظرت أميركا عقداً من الزمان ليقدم لها المجاهدون الأفغان الفرصة للانتقام.
اجتاحت القوات السوفييتية أفغانستان فزودت أميركا المجاهدين الأفغان بصواريخ ستينغر المضادة للطائرات، أصبحت الطائرات السوفييتية في مرمى هذه الصواريخ فأضعفت فعاليتها في المعركة، في النهاية فرّ السوفييت وتركوا أفغانستان لمن يريدها.
صواريخ إس 300 الروسية لم تفصل على الطائرات الإسرائيلية، قادرة كما يقول أصحاب الشأن على ضرب الطائرات المعادية أياً كانت جنسيتها، لن يتردد الأسد في استخدامها لحماية نفسه وحماية حلفائه.
هل تريد روسيا صد الطائرات الإسرائيلية فقط انتقاماً لجنودها الذين قضوا في الطائرة المنكوبة أم تريد نقل الأزمة السورية إلى مستوى آخر رداً على الاستهداف الاقتصادي الأميركي المتتابع على روسيا؟ هذا ما أراه في الأيام المقبلة، الله يعين الشعب السوري إذا كانت وجهة نظري هذه صحيحة.