"رش الرز" سياسة داعش ضد المناطق المحررة
"رش الرز" سياسة داعش ضد المناطق المحررة
● مقالات رأي ١٦ يونيو ٢٠١٥

"رش الرز" سياسة داعش ضد المناطق المحررة

تشير الخريطة التي يسير عليها داعش في خطى ثابتة ، واضحة ، مدروسة ، و المتمثلة بأن يكون لـ"الخلافة" السيطرة الكاملة على منابع الطاقة و الثروة ، وكما قال لي أي أحد مؤيدي "الخلافة" يجب أن نسيطر على "أراضي الرز لنستطيع التحكم بالرش" ، وعملية الرش هذه تخضع لفتاوي الشرعيين ، الذين لهم شؤونهم و أهوائهم ، و طبعاً لا يدخل في الحسبان أي جانب إنساني ، و إنما تلعب "المصالحة" الدور الأبرز.

مع دخول حرب داعش على المناطق المحررة في ريف حلب اسبوعها الثالث طفت إلى السطح أصعب أزمة إنسانية تشهدها تلك المناطق و إمتدادت إلى جبال اللاذقية ، نظراً لإتخاذ داعش سياسة إيقاف "رش الرز" ، و المعاقبة بكيفية الرش و لى من و متى سيتم التوقف أو معاودة الضخ ، عشرات المخابز توقفت ، والمشافي باتت قاب قوسين أو أدنى من التوقف ، فلا مصادر للطاقة باتت موجودة ، والموت بحصار من نوع لا يتقنه إلا كل "مصلحي" أو "عنصري" أو "طائفي" أو أي شخص لا يفهم لغة الخلاف و لو كان شكلياً.

"رش الرز" سياسة لا نعرف على أي مبدأ تعتمد ، أو اي مقياس يحكمها ، فأيقاف "رش الرز" لا يكون إلا ضد المناطق المحررة ، و إيقاف "رش الرز" لا يكون إلا مع الثوار ، و إيقاف "رش الرز" لم يكن إلا ضد المدنيين ، كما يحدث في دير الزور الذي تم اتخاذ قرار بإيقاف "رش الرز" في حين مطار ديرالزور العسكري يتمتع بالرز و يستخدمه في التحليق و القصف .

في جغرافية مصادر الطاقة في سوريا ، لم يبقى لدى نظام الأسد إلا الفتات القليل جديداً و اللهم إلا حقل "جزل" للغاز في ريف حمص ، بينما تم إخراج كل المصادر الأخرى من يده لصالح داعش وبات يتربع على عرش الطاقة في سوريا ، و لكن رغم هذا التربع لم يتأثر النظام و مناطقه كثيراً كما هو الحال في المناطق المحررة ، فمازال مركباته تسير و عنفاته تدور و مولدات الكهرباء تعمل ، و لو إنخفضت لكنها لم تتوقف و لا يتوقع أن تقف فهنا إيقاف "رش الرز" لا مكان له ، فالعراب الذي يبرم الصفقات بين الجانبين "النظام – داعش" يملك مفاتيح شرعي داعش الذين يروا أن المصلحة موجودة مع العدو الوهمي بينما هو منفية مع العدو الفعلي "الثوار و المناطق المحررة".

المصدر: شبكة شام الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ