خطر حقيقي ينتظر تركيا في سوريا
انصب اهتمام الأجهزة المتابعة للشؤون السورية والإيرانية في واشنطن يوم 18 أغسطس/ آب الماضي على المباحثات التي كان أمير أمين، وزير الطرق وإعمار المدن الإيراني يجريها في سوريا.
بموجب المعلومات الواردة إلى واشنطن فإن مباحثات الوزير الإيراني مع الأطراف السورية تمحورت حول إعادة إعمار سوريا عقب التوصّل إلى حل سياسي في البلاد.
ولأن الولايات المتحدة ترغب بالحصول على حصة الأسد من إعادة إعمار سوريا فقد انصب تركيز أجهزة الإدارة الأمريكية على ما تفعله إيران، إلى أن بلغت واشنطن معلومة تفيد بتوصّل طهران ودمشق إلى اتفاق ينص على إعادة إيران إعمار البنية التحتية للمواصلات في سوريا، فضلًا عن بناء 30 ألف مسكن.
خطة إيرانية
بحسب ما ذكرته لي مصادر أمريكية، فإن طهران تسعى إلى دفع شركات إيرانية صغيرة، لا تعمل في السوق الأمريكية، لإنجاز مشاريع إعادة إعمار سوريا، وبذلك ستحمي تلك الشركات من العقوبات الأمريكية، وفي الوقت ذاته ستعمل في الخفاء على توفير دعم حكومي لها.
مخاطر الخطة على تركيا
يتوجب على تركيا مراقبة الحملة الإيرانية في سوريا عن كثب، على غرار ما تفعله الولايات المتحدة، وتعتقد المصادر الأمريكية أن تركيا قد تفقد فرصتها في الحصول على حصة كبيرة من إعادة إعمار سوريا جراء الحملة الإيرانية هذه، على الرغم من التوقعات بأن تلعب تركيا دورًا كبيرًا في إعادة الإعمار لما تمتلكه من موقع لوجستي وخبرة كبيرة في قطاعات البناء.
إيران تلعب بورقة الصين
تعتقد المصادر الأمريكية أن إيران بدأت باللعب على ورقة الصين في الملف السوري، فطهران تبحث مع بكين مشروع خط سكة حديدي ينطلق من إيران مرورًا بالعراق وصولًا إلى غرب سوريا في إطار مشروع طريق الحرير الاستراتيجي. وتقول المصادر إن المشروع سيكون كبيرا جدا، وإن الصين ربما تموّل عملية إعادة إعمار سوريا.
كلفة إعادة الإعمار 350 مليار دولار
بحسب قانون صادر عن الكونغرس الأمريكي تتطلب إعادة إعمار سوريا مبلغًا يتراوح ما بين 200 إلى 350 مليار دولار.
عملية إعادة إعمار سوريا تنطوي على أموال طائلة ومصالح متنوعة، ولهذا على تركيا أن تتابع عن كثب تحركات إيران، وألا تهمل التواصل مع الصين أبدًا.
من جهتها، تسعى الولايات المتحدة لأن يكون للشركات الأمريكية حصّة الاسد من إعادة إعمار سوريا. وتقول المصادر إن الشركات الأمريكية التي ستعمل في إعادة إعمار سوريا ستستفيد كثيرًا من العمل مع نظيراتها التركية، وذلك بحكم خبرة هذه الأخيرة في مجال العمل وموقعها في المنطقة.
تتابع أجهزة الإدارة الأمريكية المعنية عن كثب حملات إيران بشأن إعادة إعمار سوريا، وتأمل من أنقرة أن تحذو حذوها.