جسر الشغور حرة .. و"الفتح" مُكمل الطريق
جسر الشغور حرة .. و"الفتح" مُكمل الطريق
● مقالات رأي ٢٥ أبريل ٢٠١٥

جسر الشغور حرة .. و"الفتح" مُكمل الطريق

لم يخلف جيش الفتح وعده بأن مدينة إدلب لن تكون هي الهدف بل هي بداية الطريق لسلسلة من العمليات و المعارك ، لسلسلة من الإنتصارات و الضربات الموجعة للأسد و عصاباته و مليشياته.

الفتح وعد و وفا .. وأضاف لعقد سوريا الحرة نجمة جديدة ، وهي جسر الشغور ، وعينه لازالت شاخصة على ما تبقى في إدلب للأسد ، وماهي إلا بضع نقاط محاصرة و قاب قوسين أو أدنى من التحرير .

(القرميد ، المسطومة ، جبل الأربعين ، أريحا ، محمبل ، المعصرة ، القياسات ، المقبلة ، نحليا ) نقاط في مرمى الثوار التي تدك حصونها التي باتت هشة لاتقي المتختبئين خلفها من الموت القادم .

جسر الشغور لم تكن معركة اعتيادية أو عملية تحرير كلاسيكية ، تمت بخطة مُجربة أو سبق تنفيذها ، فالمعركة هنا كانت خطة جديدة تماماً على العمل العسكري الثوري في سوري ، و كانت " ثلاثية " صاعقة ، مفاجئة ، موجهة .

اعتمد الثوار على ارباك خطوط قوات الأسد و خلط الأوراق و تنويع الجهات و تشتت القوات المدافعة ، فإنطلقت معركة تحرير سهل الغاب بدون اي مقدمات أو إعلان سابق ، تلاها معركة النصر لتحرير جسر الشغور ، و انضم الهجوم على معسكر القرميد و المسطومة إلى الأوكسترا ليعزفوا بشكل متناغم على أجساد و آليات و مناطق سيطرة الأسد بضربات مكثفة و اقتحامات و مفخخات ، جعلت قوات الأسد لا تدرك آلية الرد أو امتصاص الصدمة .

 استراحة قوات الأسد لـ21 يوم بعد تحرير إدلب ، و انتقالهم لمرحلة الهجوم بغية إستعادة إدلب ، بالتزامن مع غارات جوية هي الأعنف على مدى سني الثورة الأربعة ، و تقدم ميداني نحو إدلب و استحواذه على نقاط عدة منها (القياسات ، المقبلة ، نحليا) ، ظنّ المكلف بإستعادة إدلب "سهيل حسن" أن أبواب إدلب باتت قريبة أن السيطرة عليها مسألة ساعات ، و أن سياسة "الأرض المُذابة" التي انتهجها أتت أُكلها ، لكن الإذابة كانت مجردة إعادة ترتب أوراق الثوار و امتصاص الفورة ، و التحضير للإنتقال من المدافع المتلقي للضربات ، للمهاجم الذي وجه صفعات سريعة ، كل صفعة بمثابة ضربة قاضية ، فأوهن الجسد العام لقوات الأسد ، و استحوذ على جسر الشغور كأول مرحلة ، و القائمة لازالت تحوي (القرميد ، المسطومة ، جبل الأربعين ، أريحا ، محمبل ، المعصرة ، القياسات ، المقبلة ، نحليا ).

كالعادة سيكون سيناريو تعامل مؤيدي الأسد مع عملية تحرير جسر الشغور و متابعة القصف على بقية النقاط و الزحف بإتجاهها كالتالي :

- صمت لمدة ساعتين او ثلاثة

- بيانات نفي و تأكيدات ميدانية أن الجيش صد هجوم الإرهابيين و كبدهم خسائر فادحة .

- الطائرات السورية تدك معاقل الإرهابيين و تدمر عشرات الآليات أثناء انسحابهم بعد هجومهم الفاشل على جسر الشغور .

- العودة من جديد للصمت .

- نشر أسماء القتلى .

- هجوم على الإعلام الرسمي لإخفائه الحقيقة.

- عودة للصمت .. لتأتي الفرحة عبر المصدر العسكري لـ"سانا" : تم تنفيذ إعادة تجميع للقوات في جسر الشغور في عملية تدرس في المدارس العسكرية العالمية.

- الهجوم على تركيا و قطر و السعودية لدعهم الهائل براً و بحراً و جواً للإرهابيين .

و لكن سيغيب عنصر اليوم و هو تكليف "النمر" باستعادته مافات ، كون النمر بات الفار و الخاسر و المتلقي الأكبر لإسطورته الخلبية .

هذا الإعلام الموالي للإسد ، و لكن هناك ممن يحسب على الثورة أو على الأقل يعتبر نفسه حيادي ، و هو المرصد السوري لحقوق الإنسان ، يطعن بكل الثوار و يصدر تقرير يحمل عنوان "جبهة النصرة تسيطر على جسر الشغور "!!؟

في تصرف اقل ما يوصف بإن المهنية غائبة ، فلا النصرة أعلنت و لا قال احد بأنها الوحيدة أو أنها رأس الحربة أو الفصيل الرئيسي الوحيد في ملاحم الشمال ، إنما العمل جماعي بحت و تحت مسمى "جيش الفتح" ، و على كل بات معروف أحاديث المرصد و سعيه الدائم للإساءة و تقزيم أي انتصار للثوار و ضخ السم بالعسل .

الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ