نتنياهو يرسل سكرتيره العسكري إلى موسكو وسط تحركات إسرائيلية لإبقاء سوريا ضعيفة
نتنياهو يرسل سكرتيره العسكري إلى موسكو وسط تحركات إسرائيلية لإبقاء سوريا ضعيفة
● أخبار سورية ٢ مارس ٢٠٢٥

نتنياهو يرسل سكرتيره العسكري إلى موسكو وسط تحركات إسرائيلية لإبقاء سوريا ضعيفة

قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أرسل سكرتيره العسكري اللواء رومان جوفمان إلى موسكو، خلال الأيام الأخيرة، لإجراء سلسلة اجتماعات أمنية وسياسية مع مسؤولين روس.

وأشارت الصحيفة إلى أن تل أبيب تسعى عبر هذه الزيارة للحفاظ على النفوذ العسكري الروسي في سوريا، في محاولة منها لضمان إبقاء دمشق تحت نفوذ موسكو، وهو ما ترى فيه إسرائيل مصلحة لها في مواجهة النفوذ التركي المتزايد في سوريا.

وذكرت الصحيفة أن إسرائيل تمارس ضغوطًا على الولايات المتحدة لضمان بقاء سوريا “ضعيفة”، وذلك عبر السماح لروسيا بالحفاظ على قواعدها العسكرية هناك.

وأضافت أن تل أبيب تحاول دفع موسكو لممارسة ضغوط على حركة حماس من خلال وسطاء روس، في إطار مفاوضات صفقة الأسرى الجارية بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.

وأكد التقرير أن المسؤولين الإسرائيليين أبدوا انزعاجًا واضحًا من سقوط نظام بشار الأسد، في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، وأن تل أبيب كانت تعتبره “لاعبًا مفيدًا” لضمان استقرار الأوضاع في سوريا وفق مصالحها.

كما أشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل لم تكتفِ بالتعبير عن استيائها، بل استغلت الوضع الجديد في سوريا عبر قصف مئات المواقع العسكرية، واستهداف مخزونات الأسلحة الاستراتيجية التي كانت تابعة للجيش السوري السابق، خشية وقوعها بيد القوات الجديدة في دمشق.

وذكرت الصحيفة أن إسرائيل قامت بعد سقوط الأسد باحتلال المنطقة السورية العازلة، وأعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974، في خطوة تهدف إلى تكريس واقع أمني جديد في المنطقة.

وكانت تل أبيب قد صعّدت من لهجتها ضد الحكومة السورية الجديدة، حيث هددت، في 24 شباط/فبراير الماضي، بأنها “لن تسمح” للجيش السوري الجديد بالانتشار جنوب دمشق، مدعية أنها “لن تقبل بأي تهديد لأبناء الطائفة الدرزية في جنوب سوريا”.

من جانبها، أكدت السلطات الجديدة في سوريا على احترامها لحقوق جميع الطوائف، وشددت على أن سياستها قائمة على عدم المساس بأي مكون سوري، في إطار الحفاظ على وحدة البلاد وسيادتها.

وكانت وكالة “رويترز” قد ذكرت في تقرير سابق لها أن إسرائيل تمارس ضغوطًا على الولايات المتحدة لإبقاء سوريا ضعيفة ومقسمة، بما يشمل السماح لروسيا بالحفاظ على قواعدها العسكرية هناك، بهدف مواجهة النفوذ التركي المتزايد في المنطقة.

وأشارت الوكالة، نقلًا عن مصادر مطلعة، إلى أن إسرائيل ترى في وجود روسيا العسكري في سوريا عاملًا يساعدها على تحقيق توازن إقليمي يمنع الحكومة السورية الجديدة من الحصول على دعم إقليمي واسع، ويدفع أنقرة إلى الحد من تدخلها في الشأن السوري.

وأوضحت أن إسرائيل أوصلت وجهة نظرها إلى كبار المسؤولين الأمريكيين خلال اجتماعات جرت في واشنطن في شباط/فبراير الماضي، وكذلك في لقاءات لاحقة بين مسؤولين إسرائيليين وأعضاء من الكونغرس الأمريكي.

كما نقلت “رويترز” عن مصادر إسرائيلية أن تل أبيب تعتبر أي دور تركي داعم للحكومة السورية الجديدة تهديدًا مباشرًا لها، وتخشى أن يتحول الجنوب السوري إلى “قاعدة لأنشطة معادية لإسرائيل”، وفق زعمها.

وذكرت الوكالة أن إسرائيل تسعى أيضًا لإقناع واشنطن بالإبقاء على العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، رغم أن بعض الدول الإقليمية، مثل السعودية، بدأت بالتفاوض مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لرفع بعض هذه العقوبات في إطار دعم إعادة الإعمار.

وأضاف التقرير أن إسرائيل، في إطار سعيها لإبقاء العقوبات، وجهت انتقادات للسياسة الأوروبية تجاه دمشق، حيث اعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أن “الثقة بالحكومة السورية الجديدة خطأ كبير”، زاعمًا أنها “مجرد امتداد لفصائل إسلامية متشددة”.

وخلص التقرير إلى أن إسرائيل تعمل على عرقلة أي جهود دولية لتمكين دمشق من استعادة سيادتها بشكل كامل، وتراهن على استمرار العقوبات الغربية، إلى جانب الوجود العسكري الروسي، لإبقاء سوريا ضمن دائرة النفوذ الإسرائيلي غير المباشر.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ