تأسيس معهد مختص لتعليم أبناء الشهداء
انتشرت في حي الوعر آخر الأحياء القابعة تحت سيطرة الثوار في حمص ظاهرة الجهل لدى الأطفال , حيثُ فرضت عليهم قذائف النظام التزام بيوتهم وعدم الخروج منها , طالت هذه المدة فبتنا نرى في الحي أطفالاً دونَ سنِّ الخامسة عشر لا يجيدون القراءة والكتابة .
واتبع معهد سياسة في الحيّ المحاصر لضمان التعليم أبناء الشهداء , من الفئات العمرية من سن الخامسة حتى السابعة عشر ، هكذا بدأت "عبير" مديرةٌ للمعهد الوحيد الذي اختصَّ بمتابعة وتعليم أبناء الشهداء حديثها لشبكة شام .
و تابعت عبير حديثها : لجئنا لأسلوب المستويات العلمية وليسَ للأسلوب التقليدي الذي يكون بحسبِ عمر الطالب والسبب في هذا أنّ معظم الأطفال في الحي لم يتلقونّ تعليمهم بشكلٍ كاملٍ وصحيح وهناكَ من لم يذهب للمدرسة أبداً , فنحنُ لدينا ثلاث مستويات المستوى الأول يشمل الروضة من عُمرِ أرفع سنوات حتى عمر السبع سنوات والمستوى الثاني من عمر ثمان سنوات حتى عمر الحادية عشر والمستوى الثالث يشمل الفئات العمرية فوق سن الحادية عشر هذا بالنسية للأطفال الذين يدخلوا المدارس منذُ بداية الحصار على الحيّ .
وأضافت " عبير " عدد الأطفال في المعهد "150 طفل" وهو قابلٌ للزيادة والسببُ في ذلكَ هوَ عدم قبولِ العديد من الأطفال في المدارس لعدة أسبابٍ منها عدم توفر أوراق ثبوتية للطفل , وكبر سنهم والحالة النفسية السيئة التي وصل لها الطفل في هذه الحرب .
سبَبَ عدم قبول العديد من الأطفال في المدارس الموجودة لتحطيم كامل لمعنويات الطالب مما زرع في رأسه فكرة الابتعاد عن المدرسة .
وسردت "عبير" قصة أحد الأطفال الذين سجلوا في المعهد يدعى "أحمد" لهُ من العُمر أربع عشر عاماً تركَ دراستهُ وهو في الصف الثالث منذُ انطلاق شرارة الربيع السوري تقدم للتسجيل في أحد مدارس حي الوعر فتمَّ رفضهُ لعدم امتلاك أهلهِ أوراق ثبوتية فقد احترقّ منزلهم بإحدى القذائف الغادرة , تكمل "عبير" بلهجةٍ غاضبة "حاج نظلم الأطفال ونستغلون لازم نهتم بتعليمون بصدق " لدينا في المعهد صفاً خاصاً لتعلم الأطفال الذين يتشابهونَ مع حالة "أحمد"
تنهي حديثها قائلة " أقل حق للطفل أن يكون متعلم يجب علينا أن نقدم لكل طفلٍ حقه" .
"عُمر الساروت" مدرسُ اللغة الإنكليزية في المهد حائزٌ على شهادةٍ جامعية في السياحة , كثرةُ المشاريع التعليمية هي أحد الأسباب المؤدية لجهلِ معظم الأطفال حيثُ أصبحت تجارة رابحة عندَ البعض وكوادرها غيرُ مختصة لا تستطيعُ إيصال المعلومة المطلوبة للطفل.
يذكر أنَ حي الوعر يحتوي على خمسة عشر ألف طفلاً ونسبةٌ لا بأس بها مهددة بالجهل وفقد التعليم في حال استمر الأمر هكذا