العنف والتوبيخ: الطرق الخاطئة التي تكسر ثقة الطالب بنفسه
العنف والتوبيخ: الطرق الخاطئة التي تكسر ثقة الطالب بنفسه
● أخبار سورية ٤ نوفمبر ٢٠٢٥

العنف والتوبيخ: الطرق الخاطئة التي تكسر ثقة الطالب بنفسه

يحرص معظم المعلّمين خلال مسيرتهم التعليمية على أن يكون الطلاب ملتزمين ومهتمين بدروسهم وحصصهم، وينجزون المهمات والواجبات الدراسية في وقتها. ولذلك، يلجأ بعضهم إلى استخدام أساليب متنوعة لضبط الصف وتحفيز الطلاب على الالتزام.

إلا أن بعض المعلمين يرتكبون أخطاء تربوية في التعامل مع طلابهم، فيلجأون إلى أساليب غير مناسبة أحياناً بدافع حسن القصد، أو نتيجة ضغط المسؤولية، أو لقصور في الوعي بأساليب التربية الحديثة. 

ممارسات خاطئة يرتكبها المعلمون
ورغم ذلك، فإن هذه الممارسات تترك آثاراً نفسية سلبية، تضعف ثقة الطالب بنفسه، وتشوه صورته أمام زملائه والمحيط الاجتماعي، بل وتجعل بعض الطلاب ينفرون من المدرسة ومن العملية التعليمية ككل، ويفقدون الشعور بالأمان تجاه المعلم نفسه.

من الأساليب الخاطئة التي يلجأ إليها بعض المعلمين: استخدام العنف الجسدي واللفظي، طرد الطالب من الصف، أو جعله يقف بجانب سلة النفايات. ومنهم من يلجأ إلى تصوير الطالب وإرسال هذه الصور أو الملاحظات عبر مجموعة التواصل الخاصة بالصف، مع كتابة تفاصيل عن سلوكه السلبي. 

تداعيات سلبية
تؤدي هذه التصرفات إلى إحراج الطالب أمام زملائه وأسرته، وقد تمس سمعة العائلة أمام أولياء الأمور الآخرين، خاصة عندما تكون هذه المجموعات نشطة وتتداول الصور والمعلومات بسرعة.

في هذا السياق، تروي آلاء الموسى تجربتها الشخصية مع مثل هذه الممارسات، فتقول: "قبل عامين، لم يلتزم ابني بمذاكرته وحصل على علامة صفر، فقام معلمه بنشر هذا الأمر عبر مجموعة الواتساب الخاصة بالصف. وحتى الآن، ما يزال أقاربي يتحدثون عن هذه القصة، مما يجعلنا نشعر بالحرج".

وسائل تأديبية أخرى بعيدة عن العنف والإحراج
يشير التربويون إلى أن هذه الأساليب خاطئة لأنها تؤثر على نفسية الطالب بشكل سلبي، وتضعف ثقته بنفسه، وتؤثر على علاقته بالمعلم والمدرسة. ويقترحون بدائل أكثر فعالية، تتمثل أولاً في الحوار الخاص مع الطالب لفهم أسباب تقصيره قبل العقاب، والابتعاد تماماً عن التوبيخ أو العقاب الجسدي أمام زملائه.

كما يؤكدون على أهمية تشجيع الطالب وتحفيزه بشكل إيجابي، واستخدام كلمات المدح عند قيامه بأمور إيجابية. إلى جانب استخدام عقوبات تربوية، مثل واجبات تصحيحية تشجع الطالب على التعلم، مع التواصل مع أولياء الأمور بطريقة خاصة ومحترمة.

وأخيرا، ينصح التربويون ببناء بيئة صفية آمنة ومحفزة، من خلال وضع قواعد واضحة للصف متفق عليها مسبقًا بين المعلم والطلاب، والقيام بأنشطة جماعية لتقوية روح التعاون بينهم، ومنح الطالب شعوراً بالمسؤولية بدل الإحباط والخوف.

خلاصة القول، العقوبات الجسدية، والتوبيخ أمام الزملاء، كلها ممارسات خاطئة تترك آثاراً نفسية سلبية على الطالب، وتمس أحياناً عائلته. لذلك، يجب على المعلم البحث عن وسائل تأديبية أخرى، تحفز الطالب على حب المدرسة والالتزام بواجباته، بعيداً عن أي شكل من أشكال القسوة أو الإهانة.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ