وزير التربية: نمد يدنا إلى العالم لأن العلم هو طريق السلام وبناء الإنسان
أكد وزير التربية والتعليم محمد عبد الرحمن تركو أن سوريا تمد يدها إلى العالم أجمع، انطلاقاً من إيمانها بأن الشراكة في العلم تمثل أرقى أشكال السلام وأكثرها تأثيراً في بناء الإنسان والمجتمع، مشدداً على أن الاستثمار في التعليم هو الأساس المتين لأي مشروع تنموي مستدام.
استراتيجية وطنية بثلاثة محاور
وأوضح الوزير تركو، في كلمة سوريا أمام الدورة الثالثة والأربعين للمؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، المنعقدة في مدينة سمرقند بأوزبكستان، أن وزارة التربية وضعت استراتيجية وطنية شاملة لتطوير القطاع التعليمي، تقوم على ثلاثة محاور رئيسية تستهدف تحديث البنية التعليمية، ومواءمة المناهج مع متطلبات العصر، وتعزيز قدرات الكوادر التربوية بما يتناسب مع الظروف الراهنة والتحولات التربوية الحديثة.
وأشار إلى أن هذه الاستراتيجية تتناغم مع رؤية الدولة السورية الجديدة في بناء الإنسان كقيمة مركزية في مشروع التنمية الشاملة، مؤكداً أن التعليم هو حجر الأساس لإعادة الإعمار الفكري والاجتماعي، ووسيلة لترسيخ قيم المواطنة والتسامح والتنوع الثقافي.
التعليم والتنمية المستدامة
ولفت الوزير إلى أن الاستثمار في التعليم يشكّل ركيزة أساسية للتنمية المستدامة، مشيداً بالتعاون البنّاء بين سوريا ومنظمة اليونسكو في إعادة تأهيل المرافق التراثية والتعليمية التي تضررت خلال الحرب، معتبراً أن هذا التعاون يجسد الحرص المشترك على صون الهوية الثقافية وحماية الإرث الإنساني الذي يمثل جزءاً أصيلاً من ذاكرة الشعوب وحضارتها.
وأضاف تركو أن دمشق تنظر إلى التعليم على أنه "الطريق الأهم نحو السلام الدائم"، موضحاً أن مشاركة سوريا في مؤتمر اليونسكو تأتي لتأكيد التزامها الكامل بالمعايير الدولية في التعليم والثقافة والبحث العلمي، وحرصها على أن تكون جزءاً فاعلاً في صياغة مستقبل تربوي عالمي أكثر عدلاً وشمولاً.
حضور سوري فاعل في اليونسكو
وانطلقت أعمال الدورة الثالثة والأربعين للمؤتمر العام لليونسكو في 30 تشرين الأول/أكتوبر بمشاركة 194 دولة، وتستمر حتى 13 تشرين الثاني الجاري، حيث تمثل سوريا في جلساته وفوداً رسمية وخبراء تربويين.
وتُعقد هذه الدورة الاستثنائية للمؤتمر لأول مرة خارج مقر المنظمة في باريس منذ نحو أربعين عاماً، وتهدف إلى مراجعة أوضاع المنظمة وتقييم قرارات المجلس التنفيذي السابقة، في إطار بحث السبل الكفيلة بتطوير سياسات التعليم والثقافة على مستوى العالم.
وأكد الوزير تركو في ختام كلمته أن سوريا الجديدة تسعى لتكون جسراً للحوار الثقافي والتربوي، وأن بناء الإنسان السوري الواعي والمتعلم هو الضمانة الحقيقية لسلام دائم وتنمية شاملة.