تضليل وترويج .. "شام" تفنّد سقطات إعلام "قسد" خلال مواجهاتها مع العشائر بديرالزور
تضليل وترويج .. "شام" تفنّد سقطات إعلام "قسد" خلال مواجهاتها مع العشائر بديرالزور
● تقارير خاصة ٥ سبتمبر ٢٠٢٣

تضليل وترويج .. "شام" تفنّد سقطات إعلام "قسد" خلال مواجهاتها مع العشائر بديرالزور

شنت "قوات سوريا الديمقراطية"، معركة إعلامية شرسة لا تقل ضراوة عن هجومها ضد مناطق ديرالزور على الضفة الشرقية لنهر الفرات، حيث شرّعت سواء عبر الإعلام الرسمي أو الداعم لها بنشر معلومات مغلوطة وصلت إلى حد التضليل وتزييف الوقائع خلال معاركها الدائرة للأسبوع الثاني ضد العشائر العربية.

وكان من الملفت إدارة الحرب الإعلامية بشكل منظم لا سيّما بما يتعلق بالاتهامات ضد العشائر العربية وبث أنباء الحسم العسكري والسيطرة على مناطق قبل دخولها، لكن كل ذلك لم يمنع السقوط بهفوات إعلامية أكدت بشكل أو بآخر زيف الرواية الرسمية التي تتبناها "قسد"، ما يدعم موقف العشائر العربية التي تقول إن لديها مظالم لدى "قسد" والأخيرة تضرب بهذه المطالب المحقة عرض وتقابل هذه المطالب العشائرية تروج لمعلومات لتضليل الرأي العام.

شريط مضلل حول عبور مسلحين من قوات النظام لنهر "الفرات"

من بين السقطات التي وقع بها الذراع الإعلامي لقوات "قسد"، بث مقطعاً مصوراً على أنه عبور نهر الفرات من قبل مجموعات عسكرية مسلحة من مناطق سيطرة النظام السوري وإيران، وقالت "قسد" إن هؤلاء المتسللين هم من نحاربهم بريف دير الزور، ومن بين مروجي الشريط المصور "سيامند علي"، المتحدث باسم ميليشيات "وحدات حماية الشعب" (YPG).
إلا أن الفيديو ليس لمجرى نهر الفرات أساساً، حيث يظهر عبور مقاتلين من أبناء العشائر العربية، لنهر الساجور بريف منبج شرقي حلب، الذي ينبع من تركيا ويخترق الحدود السورية، وأثار المقطع الشكوك حول صحته حيث لا يوجد ضفاف متقاربة في نهر الفرات بهذا الشكل.

وتبين نتيجة التحقق منه بأن المقطع منشور ضمن هجوم شنته العشائر ضد مواقع مشتركة لقوات قسد والنظام مطلع أيلول الحالي باتجاه مدينة منبج، الأمر الذي أكده "المركز الإعلامي لمجلس منبج العسكري"، التابع لقوات "قسد"، الذي أعلن وقتلك اندلاع اشتباكات على خطّ نهر السّاجور.

 

ورغم تكرار تداول أنباء عن تسلل مقاتلين من الضفة التي يسيطر عليها النظام إلى مناطق سيطرة العشائر العربية حالياً، لم يشكل ذلك السبب المباشر لهجوم قسد، بالمقابل هناك معلومات نشرتها شبكة "ديرالزور 24"، العاملة بمناطق سيطرة "قسد"، إلى وجود نشاط لنظام الأسد وإيران على الضفة الثانية لنهر الفرات.

وفي هذا السياق صرح شيخ قبيلة العكيدات "إبراهيم الهفل" أن "موقف أبناء العشائر واضح وصريح من نظام الأسد، قائلا: "لا نسمح لأي طرف بالتسلق على مطالب العشائر"، ونفى الشيخ "مصعب الهفل"، وجود أي علاقة لحراك العشائر العربية بالنظام السوري أو إيران.

شبح داعش يظهر.. أخطاء وعثرات تثير الشكوك!

تداولت صفحات ومواقع إخبارية مقربة من قوات "قسد"، مقطع مصور قالت إنه "يظهر عناصر من تنظيم داعش يتوعد التحالف وقسد في معارك ديرالزور"، إلا أن هناك من شكك في هذا التسجيل واتهم "قسد" بالوقف خلفه لتدعيم روايتها واستمرار الدعم الدولي لها بحجة مكافحة الإرهاب.

ومن بين العثرات الكثيرة التي تكاد أن تنسف الفيديو، أنه لم ينشر عبر أي من معرفات تنظيم داعش، وهذا ما تأكدت منه "شبكة شام الإخبارية"، حيث لم يرد الفيديو عبر منصات "أعماق، النبأ، الناشر، الرّعود"، التي تعد من المنصات الرسمية الناطقة باسم "داعش".

ومن أخطاء التسجيل القاتلة أيضًا، هي ذكر المتحدث كلمة "دير الزور" التي لا يعتمدها التنظيم أبدا في خطابه الإعلامي حيث يطلق على المحافظة اسم "ولاية الخير"، ولم يرد في الحصيلة الأسبوعية الأخيرة الصادرة عن صحيفة النبأ إلا عملية واحدة في "ولاية البركة" التسمية التي يطلقها التنظيم على الحسكة.

ومن بين العثرات التي تنسف حقيقة صدور التسجيل عن خلايا داعش، تسمية "قوات سوريا الديمقراطية" بأنها أحزاب كردية، إلا أن التنظيم في خطابه الرسمي يقول عن "قسد"، "PKK المرتدين"، وكذلك شكك ناشطون بصحة الشريط المصور استنادا إلى ورود جملة "صدق الله العظيم"، الأمر الذي ينكره التنظيم ويعتبره "بدعة"، ويضاف إلى سقطات إعلام قسد إذا صح أنها تقف خلف هذا التسجيل.

 

البيان الأخيرة لداعش حول دير الزور صادر بتاريخ 14 آب/ أغسطس الماضي - رصد شام.

 

على طريقة "مرتضى".. إعلام "قسد" تلوح بداعش

نشر الإعلامي التابعة لقوات "قسد" هاوار هبو مدير "وكالة نودم روجافا"، معلومات قال إنها نقلا عن "مصادر ميدانية"، ذكر فيها أن "داعش يتوجه من البادية السورية إلى شرق الفرات واستغلال الأحداث في دير الزور"، وعلاوة على ذلك سقط "هابو" كغيره الكثير من إعلاميي "قسد" بتوجيه إهانات وتطاول على المكون العربي بشكل فج.

واعتبر ناشطون سوريون في تهديد مبطن لاقى هجوما واسعا في الردود على منشوره، الذي يعتمد على أسلوب الوعيد على طريقة "حسين مرتضى" بوق النظام السوري وإيران الذي هدد بداعش بمواجهة أهالي السويداء جنوبي سوريا.

وطالت انتقادات لاذعة لتعطي إعلام "قسد" مع الهجوم الذي شنته على مناطق واسعة بدير الزور، وسط تخبط إعلامي واضح، وقال الكاتب والحقوقي الكوردي السوري "حسين جلبي" إن بي كي كي لا زال يدير معاركه بعقلية النعامة، ويكذب ويصدق كذبته.

"التحالف" يساند "قسد" في معركتها.. ما الحقيقة؟

على الرغم من تأكيد قوات التحالف الدولي في بيانات منفصلة تناولت الأوضاع الأخيرة في ديرالزور، على أهمية شراكتها مع "قسد"، إلا أنها لم تدعم الهجوم البري لقوات "قسد" بأي غارة جوية رغم رصد تحليق مكثف لطيران التحالف في سماء المنطقة.

وقال "مظلوم عبدي"، القائد العام لقوات "قسد" إن التحالف الدولي دعم "قسد" جوياً ضد "المسلحين" في دير الزور، وفق مقابلة مصورة مع قناة "الحدث"، وتكرر ذلك على لسان مراسل قناة "روناهي"، التابعة لقوات "قسد" الذي قال إن "عملية تعزيز الأمن تتم بدعم جوي من التحالف الدولي".

وبعيدا عن دليل تفنيد هذا الادعاء بواسطة نفي نشطاء المنطقة الشرقية تسجيل أي غارة جوية باستثناء المسيرات محلية الصنع التي تطلقها "قسد"، يأتي تكذيب دعم التحالف الدولي جويا لعملية "قسد"، على لسان الناطق الرسمي باسمها، حيث أكد ذلك في مقابلة رصدتها "شام"، قبل أيام قليلة.

وقال "فرهاد الشامي"، الناطق باسم "قسد"، في رده على سؤال "هل تتلقى قوات "قسد" دعما عسكريا من القوات الأمريكية في هذه المعارك؟ أجاب: "لا حقيقة "قسد" هي المعنية بهذه المسألة  بشكل مباشر لطالما الأمر يتعلق بملاحقة عناصر مجلس ديرالزور العسكري ومسلحين يتبعون للنظام السوري، المتهمين بإحداث هذه الفتنة.

واستدرك بقوله إن قوات "قسد" تعتمد على نفسها بهذه العملية لكن هذا لا يمنع بطبيعة الحال التنسيق والتشاور مع التحالف الدولي، مشيرا إلى عقد عدة اجتماعات مع التحالف لمناقشة هذه المسألة وأكد وجود قلق من عودة داعش.

ومن المعروف أن نظام الأسد عمل على استثمار الحدث منذ اللحظات الأولى وحتى الآن وأكد ناشط في منشورات لهم عبر موقع فيسبوك و منصة (إكس- تويتر سابقا) أن ‏النظام وقسد يديرون الحرب الاعلامية بشكل محترف لتضليل الرأي العام، وأن الحرب الإعلامية والمعنوية مستمرة.

 

"قسد" تعلن  مواجهة "مرتزقة" وإعلامها ينشر صورة مقاتل أجنبي بصفوفها!!

تداول ناشطون سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي، صورا تُظهر مقاتل بملامح أجنبية ضمن صفوف قوات "قسد"، قيل إنه مقاتل "آسيوي"، في مشهد يكشف عن استعانة قوات "قسد"، بالأجانب في مواجهة قوات العشائر العربية، رغم أنها تصف من تقاتلهم بأنهم مرتزقة.

وبالتدقيق في مصدر الصور تبين أنها متداولة عبر حسابات لناشطين وصحافيين داعمين لقوات "قسد"، وتعليقا على ذلك قال ناشطون في شبكة "مراسل الشرقية الرسمي"، المعنية بأخبار المنطقة الشرقية، إن المقاتل الظاهر في الصورة هو من مرتبات الكتيبة الأممية التي ينحدر مقاتليها من جنسيات متعددة غير عربية.

وبحسب موقع "بيلينغ كات" الاستقصائي، فإن “قسد” مؤلفة من عدة كيانات عسكرية، بينها "كتيبة الحرية الأممية"، التي تضم أنصارا للفكر الشيوعي من دول أوروبا والشرق الأوسط، حاربوا إلى جانب "قسد" ضد داعش، ويرون أنهم يقومون بـ"واجب أممي، دفاعاً عن أكراد سوريا، وغيرهم من الأقليات الدينية والعرقية".

 

حملة إعلامية مضادة لحراك العشائر.. "قسد" أمل الشعوب؟!

أطلقت عشرات الحسابات الإعلامية الداعمة لقوات "قسد"، هاشتاغ تحت مُسمى "قسد أمل الشعوب لا للفتنة"، وتداولت عبر الكثير من المعلومات والصور التي تروج لقوات سوريا الديمقراطية، ومن أبرز الصور المتداولة رسم كاريكاتير يظهر جندي يحمل فأس حاد ويرتدي زيا عسكريا عليه شعار "قسد"، وهو يقوم بقطع "يد الفتنة"، التي تحمل سكين ملطخ بالدماء، حاولت عبور نهر الفرات شمال شرقي سوريا، وفي الطرف الآخر يظهر أن هذه اليد تعود إلى العديد من الجهات بينهم راية الثورة السورية و"داعش والنصرة وتركيا وإيران والنظام".

 


ونفت ميليشيات ما يسمى بـ"قوات سوريا الديمقراطية"، (قسد) أنها تحارب العشائر العربية ضمن عملية "تعزيز الأمن" التي دخلت الأسبوع الثاني على التوالي، وإلى جانب العملية أطلقت "قسد" العديد من الاتهامات إلى الطرف الآخر، على لسان الإعلام الرسمي والداعم لها.

وقالت "قسد" في بيان لها إن الاشتباكات الجارية في دير الزور هي مع "مرتزقة الاحتلال التركي"، و"عناصر تابعة لجهات أمنية لحكومة دمشق"، لتضاف إلى قائمة الاتهامات التي أصدرتها "قسد"، حيث قالت إنها تلاحق "خلايا تنظيم داعش" و"العناصر الإجرامية الخارجية عن القانون" و"مجموعات من الفاسدين وعصابات التهريب".

وزعمت أنه ليس هناك أي خلاف أو أي مشكلة بين شعب دير الزور وقوات سوريا الديمقراطية، وادعت وجود تواصل دائم مع العشائر، وذكرت أن قوى خارجية مختلفة تدخلت بعد إطلاق عملية "تعزيز الأمن"، ضد خلايا تنظيم داعش والعناصر الإجرامية، واتهمت العشائر العربية التي تقاتلها بالعمالة لنظام الأسد وتركيا.

وقال "فرهاد الشامي"، الناطق باسم "قسد"، بأن الأخيرة "بدأت بالحسم، وهناك فرصة أخيرة للمسلحين الدخلاء للاستسلام في الشحيل والذيبان"، وفي مقابلة مصورة قال إن مجموعة صغيرة تتبع للنظام دخلت إلى المنطقة وحاولت جر "قسد" لمواجهات بين المدنيين لكن "قسد" لم تستخدم العنف المفرط، وفق تعبيره.

وقدر أن العملية التي انطلقت منذ 27 آب الماضي، جاءت للقضاء على خلايا داعش التي نفذت أكثر من 60 هجوما منذ بداية 2023 في دير الزور، إضافة إلى ملاحقة العناصر الإجرامية التي ارتكبت الانتهاكات بما فيها قائد مجلس ديرالزور العسكري المعزول "أحمد الخبيل" الملقب بـ"أبو خولة".

وذكر "شامي"، أن "الخبيل" متهم بقتل واغتصاب فتاتين ولدى "قسد" أدلة بهذا الشأن، إضافة إلى وثائق تتعلق بتواصله مع جهات معادية بما فيها النظام السوري لإحداث الفوضى والفتنة في المنطقة الشرقية.

واعتبر أن العملية كانت في أول يومين ناجحة جدا، لكن هناك جهات يبدو أنها متضررة من هذه العملية، وبشكل خاص ميليشيات الدفاع الوطني لدى النظام التي تسللت إلى الشحيل والبصيرة بريف ديرالزور، تضامنا مع بعض المستفيدين من "أبو خولة" في المنطقة.

وحسب "شامي" فإنّ "قسد" تواجه خلايا داعش من جهة ومسلحين يتبعون للنظام السوري بعد تسللهم للمنطقة من جهة أخرى، وقدر أن 5 قرى فقط بدير الزور تعرضت للتوتر من أصل 127 قرية تخضع لسيطرة "قسد" على الضفة الشرقية لنهر الفرات.

واتهم "غرف استخباراتية" بطرح مصطلح أن القتال بين قوات "قسد والعشائر"، مؤكدا استمرار سيطرة "قسد"، على منابع وآبار النفط، باستثناء تعرض نبع للضرر بعد إحراقه على يد مسلحين يتبعون لقائد مجلس ديرالزور المعزول، وفق تعبيره.

وحول إمكانية وقدرة "قسد"، على استعادة المناطق التي خسرتها بريف ديرالزور، قال "شامي"، إن "قسد بارعة في القضاء على هذه المجاميع المسلحة لكنها لم تلجأ بعد إلى الحزم تفاديا لإراقة الدماء، وإعطاء الفرصة لعقلاء ووجهاء العشائر الذين هم أساسا في صفوف "قسد" وكانوا على إطلاع بهذه العملية.

ويذكر أن منذ 27 آب/ أغسطس الماضي، اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات العشائر العربية، وبين قوات "قسد"، أشعل فتيلها اعتقال قادة مجلس ديرالزور العسكري، وسط تطورات متسارعة حولت الصراع إلى مواجهات مفتوحة بين العشائر و"قسد" فيما تزعم الأخيرة أنها تلاحق "خلايا داعش والفاسدين وتجار المخدرات والتهريب والمخربين والخارجين عن القانون والعناصر الإجرامية والمرتزقة والعملاء للنظام السوري وتركيا".

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ