تقرير شام السياسي 14-04-2016
المشهد المحلي:
•قال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة الرئيسية في سوريا لوكالة "رويترز" إن الهيئة مستعدة للمشاركة في هيئة حكم انتقالي مع أعضاء حاليين من حكومة رئيس النظام السوري بشار الأسد ولكن ليس الأسد نفسه،وقال المتحدث سالم المسلط في اليوم الثاني من جولة جديدة من المحادثات التي تتوسط فيها الأمم المتحدة في جنيف إن هناك العديد من الأشخاص على الجانب الآخر يمكننا التعامل معهم،وأضاف أن الهيئة لن تعترض طالما لن يرسلوا "مجرمين".
•أكد رئيس الوفد التفاوضي العميد أسعد الزعبي أن المشاركة في الجولة الحالية لجنيف؛ تأتي من أجل التوصل لانتقال سياسي عبر تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات، والتي تتضمن رحيل كل رموز النظام -وعلى رأسهم بشار الأسد- منذ بداية المرحلة الانتقالية، حيث أثبت بشار الأسد أنه هو المرض الذي أصاب سورية، ولن تشفى سورية حتى يزول بشار وكل رموز نظامه، فرحيل الأسد هو مفتاح الحل في سورية،كما أكد الزعبي: "حضرنا لنثبت جديتنا في البحث عن حل سياسي، ونقول للعالم نحن ممثلو الشعب ونعمل لإيجاد حل للحرب التي يشنها النظام ضد هذا الشعب، بينما يتخذ النظام هذه المفاوضات ذريعة للماطلة، ضاربين عرض الحائط بكل القرارات الدولية"،وأضاف الزعبي: نظام الأسد خرق هدنة وقف الأعمال العدائية أكثر من 2000 مرة، وقصف السوريين بـ 420 برميلاً، وهذا يؤكد مرة أخرى على إرهاب النظام وعدم جديته في الحل السياسي، لا سيما وأنه قبل كل جولة تفاوض يقوم بتصعيد عسكري ليعطي رسالة واضحة أنه لا يريد حلاً سياسياً ويصر على الحل العسكري،وأردف الزعبي إنهم بحثوا مع دي ميستورا كل هذه الخروقات من قبل النظام، بالإضافة لضرورة إطلاق سراح المعتقلين لدى نظام الأسد لا سيما الأطفال والنساء،وأشار الزعبي إلى أن إيران وروسيا يزودان الأسد بأطنان من الأسلحة والذخائر، بالإضافة إلى إرسال قوات عسكرية من الحرس الجمهوري الإيراني وقوات القبعات الخضراء والباسيج والميليشيات الطائفية والمرتزقة، وهذا يثبت عدم جدية من قبل روسيا في إرادة الوصول لحل سياسي في سورية.
•يشارك الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة ممثلاً عن الشعب السوري؛ في القمة الثالثة عشر لمنظمة التعاون الإسلامي التي تنطلق أعمالها ، وذلك بناء على دعوة من تركيا باعتبارها الدولة المستضيفة للدورة الحالية للقمة الإسلامية المنعقدة تحت عنوان "الوحدة والتضامن من أجل العدالة والسلام"،ويتألف الوفد المشارك من رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أنس العبدة وأمين سر الهيئة السياسية للائتلاف رياض الحسن ورئيس اللجنة القانونية في الائتلاف هيثم المالح، كما يشارك الدكتور رياض حجاب المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات.
ويذكر أن عدداً من اللقاءات الجانبية ستجرى على هامش القمة بين وفد الائتلاف وعدد من وزراء خارجية الدول الحاضرة.
•دان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية جريمة الحرب النكراء التي ارتكبتها قوات نظام الأسد باستهداف مشفى كفر زيتا بحماة أمس، ما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء بينهم مدير صحة حماة الدكتور حسن الأعرج، بالإضافة إلى عدد من الجرحى،وأكد الائتلاف أن التقديرات الأولية تشير إلى أن الهجوم تم بشكل مدروس ومتعمد بهدف اغتيال الدكتور حسن، الذي يشغل مدير صحة محافظة حماة التابعة لوزارة الصحة في الحكومة السورية المؤقتة،وأشار الائتلاف إلى أن ما يعتمده نظام الأسد من تصعيد سواء بالاستهداف الفردي أو الجماعي للمدنيين، يمثل تهديداً مباشراً للهدنة وعملية وقف إطلاق النار، ومن ثَم تهديداً للمسار السياسي، الذي يفرض على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته وتحمل التداعيات المحتملة لانهيار العملية السياسية.
•أكد نائب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية موفق نيربية أن تحقيق الانتقال السياسي في سورية هو حاجة ملحة وعاجلة، من أجل حماية الشعب السوري مما يتعرض له من سفك للدماء يصل أحياناً إلى حد الإبادة، على يد نظام الأسد والميليشيات المساندة له، ومن أجل تخليص سورية من حكم ديكتاتوري استبدادي تسلط عليها منذ خمسين عاماً،وقال نيربية: إن الهجمات المتصاعدة التي ينفذها نظام الأسد ضد مختلف المناطق في سورية، تهدد وقف إطلاق النار، مضيفاً: لقد مر على دخول قرار وقف الأعمال العدائية حيز التنفيذ 47 يوماً، ولم يطرأ أي تحسين مقبول على الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها شعبنا، والتي نص عليها قرار مجلس الأمن 2254 ، وتحديداً في البندين 12 و 13،حيث قتل نظام الأسد خلال منذ بداية الهدنة أكثر من 1400 شهيد من المدنيين، 300 منهم من النساء والأطفال، و53 ضحية استشهدوا تحت التعذيب في المعتقلات،وشدد نيربية على أن نظام الأسد لم يلتزم بالحد الأدنى من متطلبات وقف الأعمال العدائية، بل على العكس فإنه يستغل التزام الثوار بالاتفاق من أجل تحقيق مكاسب عجز عن تحقيقها قبل دخول الاتفاق حيز التنفيذ،وأضاف: لا نريد وقفاً مؤقتاً للأعمال العدائية، بمقدار ما نريد حلاً شاملاً ينقذ الشعب السوري بشكل نهائي من العنف الذي يمارسه النظام، ويضمن تنفيذ الانتقال السياسي.
المشهد الدولي:
•ذكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن جيش بشار الأسد بات قادرا على “تحرير أراضي البلاد”، لكنه أكد أن موسكو تراهن على العملية السياسية لتسوية الأزمة السورية وليس على العمليات العسكرية،وقال بوتين خلال حواره السنوي المباشر مع المواطنين الذي تبثه القنوات الروسية : “نعول كثيرا على أن يقود امتناع قوات أطراف النزاع السوري بدعم (اللاعبين الخارجيين) بمن فيهم نحن، ليس إلى التهدئة فحسب بل وإلى عملية سياسية. لكن يجب الجلوس إلى طاولة المفاوضات وتبني دستور جديد، وإجراء انتخابات مبكرة على أساس هذا الدستور، والخروج من الأزمة بهذه الطريقة”،وذكر أن قرار موسكو سحب الجزء الأساسي من قواتها التي كانت منتشرة في سوريا، لم يؤد إلى تراجع قدرات الجيش النظامي،وأوضح: “لقد سحبنا جزءا كبيرا من مجموع قواتنا في سوريا. لكننا بعد سحب القوات الأساسية، تركنا الجيش السوري في حالة تسمح له بإجراء عمليات هجومية واسعة النطاق بدعم قواتنا المتبقية في سوريا. وبعد انسحاب قواتنا الأساسية، استعاد الجيش السوري تدمر”،وأكد الرئيس أن موسكو ستبذل كل ما بوسعها من أجل الحيلولة دون تدهور الوضع الميداني في سوريا ولاسيما في ريف حلب، قائلا إن الوضع في هذه المنطقة الاستراتيجية معقد جدا،وفي معرض تعليقه على سؤال حول المواعد المحتملة لـ “تحرير حلب” قال بوتين: “الوضع في محيط حلب معقد جدا.. إنها منطقة ذات أهمية استراتيجية وحلب هي العاصمة الصناعية للبلاد”،وأوضح أن “ما يسمى المعارضة المسلحة موجودة في هذه المنقطة وبجوارها توجد جبهة النصرة وهي تنظيم معترف به دوليا أنه إرهابي. ومن الصعب أن نفرق بينهم، ولهؤلاء تصرفات متفاوتة، وهم يحاولون في الوقت الراهن تحسين وضعهم واستعادة ما فقدوه سابقا”،وأضاف أن الأطراف التي تخوض المعارك في ريف حلب هي الفصائل الكردية وبعض التشكيلات المسلحة الأخرى بالدرجة الأولى وليس الجيش وذكر بأن هذه التشكيلات تشتبك مع بعضها البعض ومع الفصائل الكردية أيضا،وأضاف بوتين: “إننا نراقب هذه التطورات عن كثب، ونفعل كل ما بوسعنا لمنع تدهور الوضع”.
•قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن القوات الجوية الروسية سمحت بتهيئة الظروف الملائمة لتحريك الحوار السوري الشامل وعملية السلام،وقال لافروف إن موسكو تأمل أن تكون المفاوضات السورية في جنيف فعالة،مؤكدا أن العملية الروسية سمحت بتهيئة الظروف لتفعيل العملية السلمية الحقيقية والحفاظ على سوريا دولة موحدة ومستقلة وعلمانية،وأشار إلى مواصلة التعاون الروسي الأميركي في سوريا حيث تمكن الجانبان من الاتفاق على وضع خارطة طريق للتسوية وتوسيع تقديم المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين وضمان إطلاق العملية السياسية.
•أعرب الموفد الدولي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا عن خيبة أمل وإحباط مجموعة العمل الإنسانية حول سوريا جراء النقص الحاصل في إيصال المساعدات إلى مناطق محاصرة من قوات النظام بمعظمها،وقال دي ميستورا لصحافيين عقب اجتماع عمل عقدته المجموعة التي تضم ممثلين عن 17 دولة بينهم الولايات المتحدة وروسيا: "لا يمكنني أن أنكر أن الجميع يشعر بخيبة الأمل وعدد كبير (من أعضاء المجموعة) يشعر بالإحباط جراء النقص في إرسال قوافل مساعدات جديدة إلى المناطق المحاصرة"،وأضاف: "حتى الآن لم نتمكن من الوصول إلى دوما وداريا وحرستا"، أبرز معاقل الفصائل المقاتلة في ريف دمشق المحاصرة من قوات النظام، متابعاً: "علينا القيام بالمزيد من أجل الفوعة وكفريا والزبداني ومعضمية الشام"،وتمكنت الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية منذ مطلع العام من إيصال مساعدات إلى 154 ألف شخص في مناطق محاصرة وقرابة 246 ألف شخص في مناطق يصعب الوصول إليها،وأعلن رئيس مجموعة العمل يان ايغلند في وقت سابق أن تحقيق الهدف الذي أعلنته الأمم المتحدة بإيصال المساعدات إلى أكثر من مليون شخص محاصرين قبل نهاية أبريل لن يكون ممكنا إذا لم يبدِ النظام السوري تعاونا أكبر،وأفاد دي ميستورا عن نجاح ثلاث عمليات إنزال جوي للمساعدات الغذائية جوا إلى المدنيين المحاصرين من تنظيم "داعش" في مدينة دير الزور، كان آخرها اليوم عبر برنامج الأغذية العالمي. وقال إنه تم إيصال 55 طنا من المساعدات الغذائية على أن "تتضمن المساعدات المقبلة مساعدات طبية"،وعلى صعيد المساعدات الطبية أعلن دي ميستورا أنه حصل خلال زيارته الأخيرة إلى دمشق على وعد بأن يسمح النظام بإدخال مساعدات تتضمن مستلزمات طبية إلى المناطق المحاصرة، من دون أدوات ومستلزمات الجراحة ومادة الأتروبين (تستخدم لمعالجة المصابين باستنشاق الغازات بينها السارين والمواد التي تضرب الجهاز العصبي) والحبوب المهدئة،ووسعت الأمم المتحدة عمليات إيصال المساعدات الى سوريا بعد بدء سريان اتفاق وقف الاعمال القتالية في 27 فبراير، وتأمل في أن تساعد الإمدادات الملحة في دعم مفاوضات السلام الجارية في جنيف.
•قال دي ميستورا إنّ كل موسكو وطهران وحتى دمشق وافقت على أجندة الأمم المتحدة لتحقيق الانتقال السياسي في سوريا،وأضاف في مؤتمر صحفي عقب انتهاء جولة المحادثات الأولى مع وفد المعارضة أنّه لا يعرف كيف يمكن لأي شخص أن يشكك في أنّ الانتقال السياسي جزء من أجندة المفاوضات،وكان المبعوث الدولي قد أنهى جولة شملت كلا من موسكو وعمان ودمشق وطهران ووصل إلى جنيف،ونقل مراسل الجزيرة بجنيف عن مصدر دبلوماسي غربي على علاقة بملف المحادثات تأكيده أن الجولة الراهنة ستبحث عملية الانتقال السياسي رغم اليقين بأن وفد النظام سيقدم طروحات بهدف المماطلة وتضييع الوقت،من جهته قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن الفرصة سانحة خلال الجولة الحالية من محادثات جنيف للتفاوض على عملية انتقال سياسي في سوريا،وطالب كيري في مؤتمر صحفي من واشنطن جميع الأطراف في سوريا بالالتزام بوقف القتال وإعطاء فرصة لمحادثات السلام التي تقودها الأمم المتحدة.