تقرير شام السياسي 07-04-2016
المشهد المحلي:
•أكد منذر ماخوس سفير الائتلاف الوطني السوري في فرنسا والمتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات السورية، مشاركتهم في مشاورات جنيف،وقال في مقابلة مع "الحدث" إن الشعب السوري لم يقم بالثورة من أجل مناصب وزارية أو مكاسب سياسية، وهو أمر يحتم على المعارضة عدم القبول بالعملية التفاوضية بصيغتها العبثية،واعتبر ماخوس أن لدى النظام السوري نوايا مبيتة لإجهاض العملية السياسية عبر تفادي الحديث عن رحيل الأسد، وتحويل الأنظار نحو مسألة تشكيل حكومة جديدة تعطى فيها المعارضة مواقع وزارية، وذلك في تصريح لقناة "الحدث"،هذا وحذرت المعارضة السورية من أن أي محادثات لا تبحث مصير الأسد ستلاقي الفشل، وذلك قبل أسبوع من انطلاق جولة مفاوضات جديدة في جنيف،فيما اعتبر نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، أن مفهوم الانتقال السياسي بالنسبة لدمشق يعني تشكيل حكومة تضم المعارضة دون المساس بكرسي الرئاسة.
•أوضح رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أنس العبدة أن الائتلاف يعمل عبر مؤسساته لإعطاء الأهمية للمناطق المحررة ودعمها عبر عدة مشاريع تنموية تعيد الحياة والاستقرار إليها، من خلال استغلال الهدوء النسبي الذي وفره اتفاق وقف الأعمال العدائية،وجاء ذلك خلال لقاء العبدة برفقة الأمين العام عبد الإله الفهد ووفد من الهيئة الرئاسية والسياسية مع إدارة وحدة تنسيق الدعم في مدينة غازي عنتاب، اليوم الخميس، وتم استعراض مجمل أعمال الوحدة من المشاريع التنموية والطبية القائمة التي تعمل الوحدة على تنفيذها بالشراكة مع المجالس المحلية والدوائر الخدمية المنتشرة في المناطق المحررة،وشملت المشاريع كلاً من برنامج اللقاح للقضاء على شلل الأطفال والذي تم تنفيذه في سبع محافظات وهي حلب، إدلب، حماة، اللاذقية، دير الزور، الرقة، والحسكة، إضافة إلى لقاح الحصبة الذي تم على مرحلتين في كل من مدينة اعزاز وجسر الشغور،وشرح القائمون على برنامج الإنذار والاستجابة المبكر للأوبئة عمل البرنامج الذي بدأت فعالياته في الشمال السوري، إضافة إلى صندوق الشتاء وبرنامج جديد لتقييم الاحتياجات، وتم استعراض برنامج "قمح" والذي يهدف لتوفير مادة الطحين طوال العام للمناطق المحررة، والمحافظة على سعره،ويلتقي وفد الائتلاف غداً مع ممثلي المجالس المحلية، ويجرون زيارة جديدة لمخيمات اللاجئين السوريين الموجودة على الحدود السورية التركية.
المشهد الدولي:
•قال المبعوث الأممي، ستيفان دي ميستورا، إن الجولة الجديدة من المحادثات في جنيف بين المعارضة السورية والنظام السوري ستبدأ يوم 13 أبريل بدلاً من11 كما كان مقرراً،ومن المعروف أن موعد بدء الجولة الجديدة من المفاوضات شكلت مطباً كبيراً، بسبب الاختلاف والخلاف بين الوفدين، ففي حين كان من المقرر أن تبدأ تلك الجولة في 9 أبريل، طالب وفد النظام بتأجيلها إلى 14، أي إلى ما بعد انتخابات مجلس الشعب المقررة في 13 أبريل، ما أدى لاعتراض المعارضة بشدة ورفضها التأجيل، ومن ثم تم تحديد 11 أبريل كموعد لبدء تلك الجولة، ولكن دي ميستورا فاجأ الجميع اليوم بقوله إن المحادثات ستبدأ في 13 أبريل،وتنشغل الأوساط السياسية بالحديث عن الضغوط التي مارستها موسكو لما سمته "توحيد المعارضة"، وهو الأمر الذي ترفضه هيئة التفاوض، لأنها شددت وتمسكت بأنها الممثل الوحيد للثورة السورية، بينما الآخرون من معارضي موسكو ومعارضي القاهرة فهم مستشارون لا أكثر، وإن أفلحت ضغوط موسكو ستقع المفاوضات بمأزق لا مخرج له،وقال دي ميستورا في مؤتمر صحافي إنه يعتزم التوجه لدمشق وطهران ولقاء مسؤولين سعوديين للتحقق من مستوى الالتزام بين داعمي المحادثات الدوليين.
وأضاف أنه لم يطلب موعداً للقاء الأسد خلال زيارته دمشق وسيلتقي وزير الخارجية ونائبه، وأشار إلى أن وقف إطلاق النار تحقق بفضل إشراك الأطراف داخل وخارج سوريا.
•قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن العملية العسكرية الروسية في سوريا عززت الدولة السورية "وحكومتها الشرعية"، مشيرا إلى أنه من السابق لأوانه التحدث عن انفراج حاسم للعملية الروسية هناك رغم تحقيق أهدافها،وتابع بوتين في تصريحات من بطرسبورغ أن الجيش السوري يحرر بدعم من روسيا مناطق جديدة من قبضة من وصفهم بـ"الإرهابيين" رغم سحب الجزء الرئيسي من التشكيلات الجوية الروسية، معتبرا أنه من السابق لأوانه الحديث عن تحقق انفراجة،وأضاف أن كل الأطراف المعنية -بما فيها الولايات المتحدة والدول الأوروبية- أقرت بأن القوات السورية "تكافح المنظمات الإرهابية على شاكلة تنظيم الدولة الإسلامية"، مشيرا إلى أنه لا يمكن الآن تجاهل أهمية نجاحات القوات الروسية في سوريا،وأشار بوتين إلى إنشاء مركز لتبادل المعلومات مع الولايات المتحدة وإجراء مشاورات ووضع آليات فعالة للرقابة على تنفيذ الهدنة، قائلا "إن هذا العمل يجري باستمرار، والأهم الآن يتمثل في ترسيخ أسس العمل في اتجاه التسوية السياسية"،وقال الرئيس الروسي إن جهود روسيا في مكافحة "الإرهاب الدولي" ساهمت بدرجة ما في تطوير علاقاتها مع أكبر الدول في هذا المجال.
•قال جينادي جاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي إن مصير الرئيس السوري بشار الأسد ليس محل نقاش في الوقت الحالي، حسب ما نقلت وكالة الإعلام الروسية،وأضاف جاتيلوف "لا أحد يتحدث عن شخصيات الآن.. لهذا فإن هذا السؤال المتعلق بالمستقبل -من سيكون الرئيس وكيف سيكون الوضع برمته؟- هو أولا وقبل كل شيء أمر متوقع كنتيجة لمفاوضات بين السوريين".
يذكر أن الجولة السابقة من المفاوضات -التي أجريت من الـ14 إلى الـ24 من مارس/آذار الماضي في جنيف- انتهت من دون تحقيق أي تقدم ملموس، وسط خلافات على بحث موضوع الانتقال السياسي، وعلى رأسه مصير الأسد.
•قال السفير الأميركي في تركيا جون باس إن مسؤولين أميركيين يبحثون مع نظرائهم في الجيش والحكومة التركية إمكانية دعم المعارضة السورية المعتدلة في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا،ونفى باس في حديثه للصحفيين أن تكون الولايات المتحدة قد زودت وحدات حماية الشعب الكردية بأسلحة وذخيرة في القتال ضد تنظيم الدولة، مضيفا أن واشنطن تعارض جهود أي جماعة سورية لإحداث تغيير ديمغرافي بالمنطقة "وراء ستار" قتال التنظيم،وكرر باس دعوة لحزب العمال الكردستاني -الحليف الوثيق لوحدات حماية الشعب الكردية- لإلقاء السلاح والتوقف عن شن هجمات على تركيا،وتتهم تركيا وحدات حماية الشعب الكردية بارتكاب "تطهير عرقي" في بلدات يقطنها عرب وتركمان في سوريا، كما تتهمها بتنفيذ اعتداءات داخل الأراضي التركية، من بينها الضلوع في هجوم بسيارة ملغمة استهدف حافلات عسكرية في قلب أنقرة الشهر الماضي، وتسبب في مقتل 28 شخصا، جلهم عسكريون،كما سبق أن انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشدة الدعم الأميركي لحزب الاتحاد الديمقراطي السوري الكردي، وقال في خطاب ألقاه الشهر الماضي إن عجز الولايات المتحدة عن فهم طبيعة حزب الاتحاد الديمقراطي السوري الكردي وحزب العمال الكردستاني أدخل المنطقة في "بحر من الدماء"،وخير أردوغان واشنطن بين دعم بلاده في الحرب على الإرهاب، ودعم مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية ضد تنظيم الدولة.