جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 6-12-2014
• أشارت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إلى أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تسعى تحت ضغط من الحلفاء إلى تعديل إستراتيجيتها في الحرب ضد تنظيم الدولة في سوريا، وإلى إنشاء منطقة عازلة شمالي البلاد، وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها إلى أن الخطة الجديدة المتمثلة في إقامة منطقة عازلة في شمال سوريا على طول الحدود التركية ربما لن تفيد مصالح الولايات المتحدة الإستراتيجية بالكثير، ولكنها ستعمل على درء كارثة إنسانية في سوريا، وأوضحت أن المسؤولين الأميركيين يدرسون إنشاء منطقة عازلة بعمق 32 كيلومترا داخل الأراضي السورية وبطول 160 كيلومترا على طول الحدود مع تركيا، وذلك كي تكون ملاذا آمنا للاجئين السوريين في المقام الأول والمعارضة "المعتدلة"، وأضافت الصحيفة أن المنطقة العازلة المحتملة ستكون محظورة على طيران "النظام السوري" ومحمية ضد هجماته بالوسائل الأخرى، وذلك من جانب قوات التحالف الدولي والقوات الخاصة التركية، وأشارت الصحيفة إلى أن المنطقة العازلة ستسمح بدخول سياسيين سوريين يعيشون في المنفى ويحاولون إنشاء حكومة بديلة لنظام الأسد، وأنها ستمنح متنفسا إلى الجيش السوري الحر، وختمت بالقول إن القضاء على تنظيم الدولة مرهون بوجود سوريا مستقرة في ظل نظام جديد، وإن على الولايات المتحدة تقبل هذا الأمر عاجلا واتخاذ الخطوات الكفيلة بتحقيقه، وذلك لأنه سيؤدي إلى تخفيض مخاطر الحرب وتكلفتها.
• نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالا اشترك فيه كل من إريك إديلمان ودينيس روس وراي تاكيا، وأشاروا إلى أن المفاوضات بشأن النووي الإيراني استغرقت نحو عقد من الزمان دون أن تسفر عن اتفاق، وأن الولايات المتحدة اعتمدت على سياسة فرض العقوبات الاقتصادية على إيران في سبيل كبح طموحاتها النووية، ولكن دون جدوى، ودعا كتاب المقال الكونغرس الأميركي إلى تفويض الرئيس الأميركي باراك أوباما باستخدام القوة ضد إيران في حال انتهاكها التزاماتها الدولية بشأن النووي، أو إذا واصلت سعيها للحصول على السلاح النووي، وأضافوا أنه يمكن عزل إيران عن محيطها، وأن هذا يتطلب تدخلا أميركيا أكبر في الأزمات التي تعصف بكل من سوريا والعراق والمنطقة، وقالوا إن إقامة منطقة عازلة في سوريا من شأنها أن تثبت لإيران أن كلفة استمرارها في دعم نظام بشار الأسد آخذة بالتزايد، كما دعا كُتاب المقال الولايات المتحدة إلى وضع حد للنفوذ الإيراني في العراق، وأوضحوا أن محور التحالف الأميركي في الشرق الأوسط يجب أن يعتمد على متانة العلاقة مع إسرائيل، وقالوا إنه ينبغي لطهران أن تدرك أن واشنطن لا تتلهف على عقد اتفاق معها، وإن لدى الولايات المتحدة خيارات أخرى أقسى، ولكنها لا تزال تتردد في اتخاذها.
• نقلت صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن محللين قولهم: إن الاقتصاد السوري يشهد حالة من الفوضى، لافتين إلى أن نظام الأسد يكافح بشكل متزايد لإيجاد موارد لسحق التمرد المستمر منذ 4 أعوام، وقالت الصحيفة إن "الحكومة السورية" اضطرت إلى تقليص الدعم للمواطنين بدءا من الماء وحتى زيت التدفئة خلال الأشهر الستة الماضية، ما أثار غضب السوريين، الذين يعانون بالفعل من التضخم وارتفاع نسبة البطالة إلى %50 وأضرار واسعة النطاق للصناعة ناجمة عن الحرب الأهلية، فضلا عن تفاقم أزمة انقطاع الكهرباء ونقص المواد الغذائية، ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم: إنه مع إضعاف المعارضة، ينبغي أن يكون "الجيش السوري" قادرا على توجيه ضربات قاضية ضد المتمردين، لكن قوات الأسد لا تمتلك كثيرا من الأموال، ونقلت عن رياض قهوجي، المحلل بمعهد التحليلات العسكرية في الشرق الأدنى والخليج، قوله: إننا نشهد استمرار الانشقاقات بين صفوف المعارضة، ولكن النظام فشل في الاستفادة من أوجه القصور لدى خصومه، وأضاف قهوجي إن هناك مشاكل اقتصادية أخرى مثل انخفاض عائدات الضرائب، وانهيار العملة وارتفاع فواتير الواردات وضعت النظام في الإنعاش، وأوضحت واشنطن بوست أن الأثر التراكمي لهذه الأزمة لا يمثل فقط ضغطا على الحكومة بل تسبب في مزيد من معاناة السوريين، ونقلت عن سوري يدعى عبدالعزيز (29 عاما) قوله: إن الناس لا تستطيع العيش، ونقلت عن أمجد 24 عاما قوله: كنا نأكل اللحوم يوميا، الآن نأكلها مرة واحدة في الأسبوع، وأشارت الصحيفة إلى أن ارتفاع أسعار الوقود بشكل متزايد أثار غضب السوريين في المناطق التي يسيطر عليها النظام ونزلوا إلى الشوارع للاحتجاج ضد الحكومة وهو أمر نادر.
• نشرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية مقالا للكاتب روبرت زارتسكي أشار فيه إلى ما سماه شغف الشباب الفرنسي بالانضمام إلى صفوف تنظيم الدولة، وأضاف الكاتب أن تنظيم الدولة أجرى إعدامات ميدانية لعدد من الرهائن دون أقنعة على وجوههم، وأن اثنين من الذين ظهروا في تقارير فيديو يحملان الجنسية الفرنسية، وأشار إلى أن "شغف" الشباب الفرنسي للالتحاق بتنظيم الدولة جاء نتيجة للانتصارات التي حققها التنظيم في شمال سوريا وفي العراق، وإلى الأثر الذي تتركه هذه الإنجازات في نفوس الفرنسيين بشكل عام، وأوضح الكاتب أن هؤلاء الشباب الفرنسيين المغرمين بالالتحاق بصفوف تنظيم الدولة هم عادة من المهاجرين من أصول تعود إلى شمال أفريقيا، والذين نشأوا في بيئة بائسة في ضواحي فرنسا، وأنهم يبحثون عن حياة أفضل.
• في مقاله بصحيفة الشرق الأوسط والذي نشر بعنوان "هل يحل بوتين عقدة بشار الأسد؟"، أشار راجح الخوري إلى أنه من الضروري الانتباه أمام الانكفاء الأميركي إلى الاندفاع الروسي نحو الحلبة السورية تحديدا، بعد فترة من الابتعاد النسبي فرضتها ظروف التورط العميق والمكلف في أوكرانيا، منوها إلى رؤية بعض المراقبين بأن أفكار المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا التي تدعو إلى "تجميد" القتال في حلب ربما انطلقت من جليد روسيا، التي بدأت منذ أشهر حركة اتصالات ومشاورات بهدف استنساخ صيغة جديدة لمؤتمر جنيف ولكن تحت مظلّة موسكو هذه المرة، ولفت الكاتب إلى أن المعلومات التي وردت في تقارير دبلوماسية عليا أجمعت في الأسابيع القليلة الماضية قبل زيارة المعلم إلى موسكو وزيارة بوتين إلى أنقرة، على أن الدب الروسي يقظ وواعٍ إلى درجة أنه لن يفوّت الفرصة التاريخية السانحة على الساحة السورية، موضحا أنه إذا كان أوباما يحاذر التورط في سوريا ويفضل الانغماس في النوويات الإيرانية وما لها من تداعيات سلبية ستترك فراغا استراتيجيا عند حلفائه خصوصا في الخليج، وإذا كانت إيران تتحسّب وتعّد لدور محوري على مستوى الإقليم، يمكن أن يتناقض لا بل يَرث النفوذ الروسي في سوريا، فإن بوتين لن يتراجع لحظة عن توظيف كل ما يملك من أوراق الضغط لإنجاح تسوية سلمية في سوريا سيكون ثمنها بالتأكيد رأس الأسد ولو في مرحلة لاحقة، وبعد طرحة للسؤال: هل تستطيع روسيا أن تشتبك مع الأسد مباشرة لإنجاح تسوية شرطها الأساس إقصاؤه، ومع حلفائه الإيرانيين في الكواليس الذين سيخسرون نفوذهم الطاغي في سوريا إذا خسروه؟، رأى الكاتب أن من يقرأ كلام المعلم عن شروط النظام لقبول مقترح دي ميستورا بتجميد الصراع، ويكتشف أنه يريد استسلاما كاملا واستباقيا للمعارضة، يعرف مدى الصعوبة التي تواجه الاندفاعة الروسية الاستئثارية في سوريا.
• نطالع في صحيفة الحياة اللندنية مقالا للكاتب لؤي حسين بعنوان "المخاطرة الروسية لحل الأزمة السورية"، كتب فيه أن الحديث عن حوار سوري- سوري في موسكو ليس جديداً، فمنذ ثلاث سنوات حاولت القيادة الروسية الدعوة إلى مثل هذا الحوار لكنها لم تنجح، إذ اعتذرت أطراف المعارضة المدعوة عن عدم المشاركة، لافتا إلى أن التحرك الروسي يأتي الآن انطلاقاً من حاجة موسكو الماسة لاستعادة دور مركزي لها في الساحة السورية بعدما نجحت واشنطن بإقصائها كلياً عن المعركة العالمية التي تقودها ضد "داعش" في سورية والعراق، ليبقى دور موسكو مقتصراً كلياً على دعم النظام المبعد في شكل مطلق عن "شرف" المشاركة في المعركة، والعاجز تماماً عن فرض حضوره فيها أو فتح معركته الخاصة الموازية لها، وأشار الكاتب إلى أن موسكو تحتاج كذلك إلى تخفيف أعباء معركة أوكرانيا وتبعات العزلة الدولية التي تزداد تضييقاً عليها، موضحا أنها لا تجد أمامها خيارات كثيرة، وتبدو مضطرة لخوض غمار مخاطرة كبيرة متمثلة بفتح ملف حل الأزمة السورية، مغامرة بكل وجودها ودورها في سورية وربما في الشرق الأوسط عموماً، ونوه الكاتب إلى أن موسكو تنوي المضي قدماً في هذا المنحى بحركة التفافية علنية على واشنطن، فلا تشاورها ولا تقيم لها أهمية أو وزناً، بل تحاول أن تقصيها نهائياً عن كل دور في مبادرتها، مبرزا أن هذا سيفرض على موسكو أن تتضمن مقترحاتها إغراءات جدية كفيلة بجذب الأطراف المعارضة وبعض الدول الإقليمية، ويتطلب امتلاك موسكو الكثير من الجرأة والمقدرة والإمكانات التي لا يوجد حتى الآن ما يكفي للتدليل على امتلاكها لها، ودعا الكاتب في نهاية مقاله جميع القوى السورية، إن وجدت في المبادرة الروسية المتوقعة حداً أدنى من الجدية، أن تشارك بقوة لإنجاحها غير آبهة بأيٍ من الدول هي التي تحقق انتصاراً على غيرها في النهاية، مشددا على أن اهتمامنا يجب أن يقتصر في شكل قطعي على إنهاء أزمتنا بما يكفل وقف الخراب والقتل والمهانة والاستبداد.
• تحت عنوان "العبرة عند المتقاتلين" كتب سمير العيطة مقاله في صحيفة السفير اللبنانية، أشار فيه إلى أن التفاوض بين السوريين، وبين القوى التي تتصارع على سوريا عبرهم، يتمّ اليوم عبر السلاح، ليس فقط بين الجيش النظاميّ والمعارضة المسلّحة، بل أيضاً مع "داعش" وجبهة النصرة، وأوضح الكاتب أنه بدأت تتشكّل قناعة بأنّ هذا "التفاوض" القاتل عبثيّ، ولن يُسمح لأيّ طرفٍ أن ينتصر على الآخر، وإنّ ظنّ في مرحلةٍ ما أو في أخرى أنّه يستطيع الحسم عسكريّاً، وبالتالي فإنّ المسار نحو الحلّ يعني انتقال وسيلة التفاوض من السلاح إلى السياسة، على أسسٍ لا يُمكن أن تكون سوى الحرص على الإبقاء على سوريّا موحّدة وآمنة شعباً وأرضاً، ورأى أنه ومن هنا يصعب على أيّ طرف تصوّر مثل هذا الانتقال إلى ساحة السياسة مع "داعش"، لأنّ مشروعها غير سوريّ، أمّا جبهة النصرة فبعد أن احتضنتها بعض أطياف المعارضة، في أفضل الأحوال لالتباسها حول مشروعها الحقيقيّ، اختارت هي أيضاً أن تنحو منحى "داعش"، خارجةً عن أيّ مشروع وطنيّ، واعتبر الكاتب أن مبادرة المبعوث الأمميّ حول "تجميد الصراع في حلب" تبقى طرحاً خياليّاً، إذا اقتصرت على التجميد ووقف إطلاق النار، وعلى حلب وحدها، من دون أن يكون هذا التجميد وما يحيط به هو بالتحديد عمليّة سياسيّة تنطلق من التفاوض بين المتقاتلين لتصنع حلاًّ سياسياً ذي مضمونٍ حقيقيّ، مبينا أن الهدنة يُمكن أن تريح المواطنين أيّاماً أو أسابيع قبل أن يعود الصراع ليتفجّر بشكلٍ أكبر، وخلص الكاتب إلى أنه لا بدّ من ترسيخ القناعة بأنّ وثيقة "جنيف 1" قد تمّ تخطّيها، وهي التي جرى وضعها عندما لم يكن الصراع في سوريا حرباً، وأنّ ما يجب بناؤه هو عمليّة سياسيّة توقف الحرب وتبني الثقة لمواجهة التطرّف.
• هل يعكس كلام سعود الفيصل تغييراً سعودياً حيال سوريا؟ بهذا السؤال عنونت موناليزا فريحة مقالها بصحيفة النهار اللبنانية، تطرقت فيه إلى كلمة وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أمام المؤتمر الدولي للدول المشاركة في الائتلاف ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، لافتة إلى أنها قد أثارت تساؤلات لجهة اقراره بأن جهود التصدي للإرهاب في سوريا تتطلب وجود قوة قتالية على الأرض، واعتباره خصوصاً أنه لتحقيق هذه الغاية لا بد من تقوية قوى الاعتدال وضمها مع القوات النظامية، وقالت الكاتبة متسائلة: فهل يعكس كلام الوزير السعودي تغييرا في موقف المملكة إزاء الحل الممكن للأزمة السورية أم أنه لا يتعدى كونه تكراراً للموقف السعودي، وخصوصا أن رئيس الديبلوماسية السعودية ربط الاقتراح في إطار هيئة الحكم الانتقالي؟، وأشارت الكاتبة إلى أن كلام الفيصل جاء في ظل مسعى مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دوميستورا إلى إعادة تحرك الجهود الدولية لحل الأزمة السورية، انطلاقاً من اقتراح يشمل خصوصاً "تجميد النزاع" في حلب، كما تزامن كلامه والجهود الروسية الرامية إلى عقد مؤتمر للمصالحة على أرضها يجمع النظام والمعارضة كصيغة بديلة من مؤتمر "جنيف 3"، منوهة إلى أنه وفي هذا الإطار، ثمة من رأى في كلام الأمير سعود الفيصل تغييراً ما.
• كشفت صحيفة القدس العربي من خلال مراسلها رائد صالحة في حديث مع السيناتور الأمريكي بوب كوركر عن أن الجيش الأمريكي استعد بالفعل لإطلاق عملية عسكرية مكثفة وسريعة ضد "الحكومة السورية" بسبب استخدامها الأسلحة الكيميائية، قبل دعوة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لوقف الهجوم في اللحظات الأخيرة، وقال كوركر ممثل ولاية تينسي إن هذه الساعات كانت اسوأ لحظة في تاريخ السياسة الخارجية الأمريكية حيث كان الجيش يستعد لعملية مدتها 10 ساعات، بعد اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة وكان الجميع على أهبة الاستعداد، ولم يكن أي أحد منهم يعلم شيئا عن قرار أوباما إلا عندما شاهدوه على قناة "سي.أن.أن"، وقالت الصحيفة إن هذه التصريحات تسلّط ضوءا جديدا على المدى الذي وصلت إليه مخططات الجيش الأمريكي للقيام بالهجوم بعد أن تجاوز بشار الأسد "الخطوط الحمراء" التي تحدث عنها أوباما بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية ضد الجماعات المتمردة في الحرب الأهلية بالبلاد، وأضاف كوركر في كلمة ألقاها بمنتدى مبادرة السياسة الخارجية في واشنطن العاصمة أن العملية كانت على وشك ان تكون مختصرة جدا ومركزة للغاية وكنا نأمل أن يكون لها تأثير كبير، ونقلت الصحيفة عن النائب الديمقراطي فان هولن قوله إنه يدعم تدريب وتجهيز القوات العراقية لمحاربة "داعش" في العراق، ولكنه يعتقد بأن تدريب المعارضة السورية المعتدلة سيسحب الولايات المتحدة بشكل عميق إلى حرب أهلية مع الأسد، مؤكدا أن تدريب المعارضة سيجلب عواقب سلبية غير مقصودة.
• أوضحت صحيفة الوطن السعودية، أن وجود عدو مشترك، وأهداف مشتركة، قد تجمع بين النقائض السياسية، في زمن معلوم، وحول قضايا محددة، يعد من الثوابت السياسية، وهذا يفسر التقارب الظاهري بين: الولايات المتحدة، وإيران، حول المواجهة مع "داعش"، ورأت أن الاتفاق ظاهري، لأن للطرفين هدفاً واحداً، لكن كلا منهما يسير نحوه متخذاً طريقاً مغايرة، بمعنى أنّهما اتفقا في النّوايا، ولم يتفقا في الأفعال، وإيران، بحسب مسؤولين عسكريين أميركيين، نفذت ضربات جوية داخل الأراضي العراقية، وخصوصا المناطق الشرقية من العراق، لكن إيران نفت ذلك، ورأت الصحيفة أن إيران لو أنها فعلت شيئاً شبيها بهذا في وقت سابق، ضد أي طرف من أطراف الصراع في العراق، لما مرت فعلتها بسلام، وهي المتهمة بتعبئة الميليشيات الشيعية ضد القوات الأميركية، بيد أن وجود خطر مشترك يبيح المحظورات، وهو ما ظهر في التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري، حين قال: أعتقد أنه إذا كانت إيران تستهدف تنظيم "داعش" في أماكن معينة ويقتصر دورها على استهداف التنظيم، وهو أمر مؤثر وسيكون مؤثرا... فإن المحصلة النهائية إيجابية، وبينت أنه مهما يكن من أمر فإن النفي الإيراني ذو دلالات مهمة على اهتزاز الثقة، وعدم الاتفاق، حتى في حال اتفاق المصالح، ووجود عدو مشترك.