جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 30-12-2014
• أشار تقرير مجلة فوريس بوليسي الأمريكية إلى أن الحرب السورية تتجه نحو نقطة اللاعودة وأن تقدم تنظيم "الدولة الإسلامية" في شرق وشمال البلاد وانتعاش التنظيمات الجهادية في شمال غرب سوريا يدفع بقايا المعارضة المسلحة "المعتدلة" دفعا باتجاه التصادم مع "النظام السوري"، ومن ثم فإن أي أمل في إمكانية أن تحكم أي حركة قومية علمانية سوريا بعد نظام الأسد يتضاءل بسرعة، ومع ذلك، ترى المجلة أن قوة هامة في جنوب البلاد يمكن أن تمثل بديلا لما وصفته بوحشية النظام والجهاديين، إشارة إلى تحالف من الثوار العلمانيين والقوميين المعروف باسم "الجبهة الجنوبية" الذي تمكن من السيطرة على الأراضي لعدة أشهر بمحافظة درعا (جنوب دمشق)، وأضافت أن هذا التحالف الذي يضم نحو خمسين جماعة مسلحة قد أنشأ مثلا فريدا للحكم المدني العسكري بسوريا حيث شكل "طريقا ثالثا" للحكم المحلي الذي يهدد تصوير الأسد لحركة المعارضة كمتطرفين وإرهابيين.
• تحدثت صحيفة الإندبندنت البريطانية عن مدينة كوباني السورية، التي تقع على الحدود مع تركيا، مشيدة بصمودها فى مواجهة المحاولات الشرسة لتنظيم "داعش" للسيطرة عليها، خلال الشهرين الماضيين، وتقول الصحيفة إن المدينة الكردية، تمثل دليلا حيا على إمكانية هزيمة التنظيم الإرهابي الأكثر وحشية، وتضيف أنه على الرغم من دمار المدينة لكن الروح المعنوية لسكانها مرتفعة نتيجة للانتصار الذي حققوه في مواجهة "داعش"، وتشير الصحيفة إلى وحدات الشعب الديمقراطي الكردي السوري التي تتصدى لعناصر "داعش" منذ محاولة الأخير السيطرة على المدينة قبل ثلاثة أشهر، وتقول إنه قبل أن تقود الولايات المتحدة غارات التحالف الدولي مطلع أكتوبر، خاضت الوحدات الكردية معارك ضارية ضد عناصر "داعش" طيلة 45 يوما، فلم يكن هناك مزيد من السلاح والمقاتلين، حتى أن أحدا لم يتوقع للمدينة أن تنجو من التنظيم الإرهابي، وتشير الإندبندنت إلى أن شعب كوبانى يشعر بالتفاؤل على نحو متزايد نتيجة لهذا النجاح الذي حققته وحدات الشعب الديمقراطي الكردي، فبحلول منتصف ديسمبر استطاعت القوات الكردية استعادة السيطرة على 70% من المدينة، على الرغم من أن الخطوط الأمامية لا تزال ملتهبة، ذلك بحسب وزير دفاع كوبانى عصمت شيخ حسن.
• نطالع في صحيفة الرأي الأردنية مقالا لطارق مصاروة بعنوان "خارطة طريق سورية!"، أشار فيه إلى أن المطروح الآن من موسكو هو "الحوار" وليست "المفاوضات" حيث استقبلت موسكو عددا من المعارضين، واستقبلت الحكم، وأغلب الظن ان واشنطن لا تعارض اذا كانت القاهرة وعمان تحمل المسعى ذاته، معتبرا أن الغريب هو أن رئيس الائتلاف ما يزال يمارس "الغباء" فيقول من القاهرة: لم تطرح موسكو صيغة واضحة للمفاوضات، ولفت الكاتب إلى أن كل معاهدات السلام في المنطقة والعالم بدأت بالحوار بين الأعداء، وأن اخطرها سلام فيتنام فقد تحاور كيسنجر ولي دوك تو في باريس، ثم بدأت المفاوضات بين فيتنام الشمالية والولايات المتحدة لا الفياتكونغ ولا فيتنام الجنوبية، ورأى أن المطلوب الآن هو حوار بين النظام والمعارضة برعاية روسية، وتفاهم واسع أميركي–إيراني–سعودي–أوروبي–تركي، وأوضح الكاتب أنه لا يمكن أن تكون "داعش" والنصرة طرفاً، ولكن من المؤكد أن المعارضة المدنية والمسلحة والنظام هما طرف الحوار، مشددا على أنه لابد أن يتجه الضغط الدولي على الجميع للوصول إلى رسم خارطة طريق واضحة تجند الجميع للقضاء على الإرهاب أولا.
• تحت عنوان "2014 .. التأسيس للمستقبل السوري" كتب غازي دحمان مقاله في صحيفة العربي الجديد، اعتبر فيه أنه يمكن اعتبار 2014 سنة مفصلية وفارقة في الحدث السوري، بالنظر للوقائع التي أسسها الصراع الجاري، وطبيعة الرهانات التي عملت أطراف على تطويرها، فضلا عن الآليات المستخدمة في الصراع، موضحا أن هذه التوليفة قد شكلت ديناميكة صراعية، يقدّر أنّه سيكون لها تأثير مباشر على مسار الأحداث وتشكيل المستقبل السوري، وربما المحيط الإقليمي في المرحلة المقبلة، حيث يفيد تفحص الديناميات المشغّلة للحدث السوري بأن محركات الصراع ازدادت شراسة ورسوخاً، ما يجعل إمكانية نزع مفاعيلها أمراً غير ممكن، في الأمد المنظور، في مقابل ضعف في محفزات السلام، وغياب أية قوة وأفكار مؤثرة في هذا الاتجاه، ولفت الكاتب إلى أن 2014 سلطت الضوء على التفاعلات المتشابكة والمعقّدة التي أفرزتها الحرب في سورية، وخصوصاً على صعيد التحوّلات الإقليمية، ولمح إلى أنه قد تمظّهرت، بشكل كبير، الصراعات الطائفيّة والإثنيّة التي صارت تملك شرعيّة وحضوراً وجرأة في الإعلان عن نفسها، وهي تضيف تعقيدات عديدة على المشهد الإقليمي وممكنات الحل فيه، وفي مقابل ذلك، يرى الكاتب أنه قد تأكد في سنة 2014 استحالة حصول توافق دولي للحل في سورية، وترسخّت حقيقة النزاع الدولي الذي تشعّب على طيف عريض من القضايا والملفات العديدة، بحيث تحوّلت الساحة السورية جراءها إلى ساحة هامشية، بعيدة عن الاهتمامين، الإعلامي والشعبي، فيما خطفت الحرب على "داعش" الأضواء عن القضية السورية التي ستتحوّل إلى مجرد مشكلة على هامش الأزمة التي تثيرها "داعش"، سواء فيما تعلّق بأمن الأقليات في المنطقة، أو فيما خصّ قضيّة المجاهدين القادمين من أوروبا وأولئك الذين من المحتمل عودتهم، وخلص الكاتب إلى أنّ ما أسّسته سنة 2014 سيحمل تأثيراته الكبيرة على الواقع السوري، والأكيد أنّ بعضها ستبدأ بالتمظهر في 2015.
• طالعتنا صحيفة الوطن السعودية تحت عنوان "سورية.. تداعيات الكيماوي تطل على أرض الواقع"، أنه منذ اندلاع الثورة السورية وحتى الآن، لم يكن نظام بشار سوى ميليشيا عسكرية منظمة، تعد واجهة لإيران وروسيا، موضحة أن بقاء "النظام السوري" حتى الآن كان بفضل هاتين الدولتين، مثلما ساعده تخاذل المجتمع الدولي، وتردد إدارة أوباما في إنهاء الأزمة قبل عامين، ولفتت الصحيفة إلى أن نظام الأسد، وبعد أن فقد شرعيته، وفقد ولاء شعبه، اضطر إلى التحالف مع نظامي طهران وموسكو، وبقاء النظام كان مرهونا ببيع الوطن السوري، ليتحول هذا البلد إلى ساحة للصراع والمواجهة بين القوى الدولية والإقليمية، ولأن الأنظمة القمعية - حال نظام البعث - هشة وكرتونية ولا تقوم على أسس من المواطنة والعدل والشرعية فقد عمد نظام بشار إلى لغة السلاح مباشرة، وأشارت الصحيفة إلى أنه في 2013 هاجم "النظام السوري" الغوطة الشرقية بالأسلحة الكيماوية، وقتل على إثر ذلك الهجوم أكثر من 1500 مدني، ما دفع بأوباما إلى التهديد بضربة نوعية لمواقع حساسة تتبع لـ"نظام السوري"، لكنه عدل عن ذلك وتراجع، وكانت الإشاعات قد صدرت أن هذه الأسلحة ما هي إلا كذبة أميركية أخرى في المنطقة، منوهة إلى أن سورية الآن تمثل أعقد ملف سياسي دولي، مثلما تمثل أصعب وضع إنساني، وما يزيد من تعقيد أزمتها استمرار أعداد القتلى والنازحين، والانسداد السياسي الواضح لإيجاد مخرج حقيقي لهذه الأزمة.
• تحت عنوان "أفق الحل السياسي في سوريا"، كتبت صحيفة الشرق السعودية أن الثورة السورية لم تعد موجودة بعد أن تم توكيل التنظيمات المتشددة من قِبَل جهات إقليمية ودولية لمواجهة النظام، ووُضِع الائتلاف السوري في موقف أضعف بكثير عما كان عليه في "جنيف2"، وأشارت الصحيفة إلى أن واشنطن التي تخلت عن أي دور في سوريا وتركت موسكو تلعب الدور الذي تريده؛ لا يبدو أنها ترى في رحيل الأسد شرطاً لأي حل سياسي، كما أنها وطهران لا تعتبران أن لوجود المليشيات الطائفية التي أدخلها الأسد علاقة بالحل السياسي، وأضافت أنه من الضروري هنا أن نذكر أن ممثلي طهران في دمشق باتوا مؤثرين في القرار السياسي للنظام مع وجود عشرات الآلاف من المقاتلين من "حزب الله" والحرس الثوري الإيراني على الأرض، إضافةً إلى ما تم تشكيله من تنظيمات تمهيداً لتحويلها لكيانات سياسية تابعة لإيران، كما حدث ويحدث في العراق، وخلصت الصحيفة إلى أن السوريين قادرين على الوصول إلى حل سياسي لمأساة بلدهم التي وضعهم فيها الأسد مهما كانت صعوبات ذلك، لكن أي حل في سوريا لا يضمن رحيل الأسد والمليشيات الطائفية لن يُكتَب له النجاح.
• قالت صحيفة العرب اليوم الأردنية إن الأردن أبلغ الجهات المعنية (داخل التحالف الدولي ضد داعش) بأن الطائرات الأردنية لن تستأنف المشاركة قبل الكشف عن كل التفاصيل ومعرفة الأسباب وراء سقوط الطائرة بالرقة السورية، ونقلت الصحيفة، عن مصادر، لم تسمها، أن لجنة تحقيق رفيعة المستوى شكلت في الغرفة المشتركة لعمليات التحالف للتحقيق بأسباب إسقاط أو سقوط الطائرة الأردنية، ومعرفة مواطن الخلل التي أصابت الطائرة بعدما شاركت في العمليات، بعد نجاحها في كل فحوصات واختبارات الأهلية، وأضافت الصحيفة أنه هنا تبرز السيناريوهات التي يتنافس فيها احتمال الخلل الفني الطارئ، مع احتمال إسقاطها بتقنية روسية – سورية، في إشارة ضمنية إلى تورط نظام بشار الأسد وحلفائه في الحادث، وتابعت أنه لا توجد معلومات أكيدة تصادق على السيناريو القائل إن الطائرة الأردنية أسقطت بتكنيك روسي رفيع المستوى، استعملته قاعدة للدفاع الجوي السوري، قبل أن تستدرك: لكن توجد قرائن متعددة خلف الكواليس تفيد أن هذا السيناريو أحد الاختيارات، ويخضع للاختبار بكل الأحوال، ضمن سلسلة نظريات تدرس حاليا على مستوى التحالف الدولي، وليس على مستوى الحكومة الأردنية فقط.