جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 24-01-2015
• اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في تقرير لها أن دعم الولايات المتحدة لاثنين من المبادرات الدبلوماسية السورية، يعكس تغير وجهات النظر حيال كيفية إنهاء الحرب في سوريا، وتراجع الغرب بهدوء عن مطالبه بشأن تنحي بشار الأسد عن السلطة، وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن هذا التحول يأتي مصحوباً بتحركات أمريكية أخرى يفسرها أنصار ومعارضو الأسد على حد سواء بأنها دليل على اقتناع واشنطن الآن بأنه في حالة إطاحة الأسد لن يكون هناك رادع للفوضى والتطرف المتصاعد، إذ تتقاسم الطائرات الحربية الأمريكية الآن الأجواء السورية مع طائرات النظام لقصف متشددي تنظيم "داعش" داخل البلاد، في حين يُطمئن المسؤولون الأمريكيون الأسد عبر وسطاء عراقيين بأنهم لن يستهدفوا "الجيش السوري"، ولفت تقرير الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة ودولاً أخرى أعلنت حالياً عن ترحيبها بمبادرات إحداهما مقدمة من الأمم المتحدة، والأخرى من روسيا، تؤجل أي محاولة لإحياء محادثات جنيف التي دعت إلى نقل السلطة بشكل كامل إلى هيئة تدير المرحلة الانتقالية، وأشارت الصحيفة إلى أن مبادرة الأمم المتحدة تدور حول تجميد القتال على الأرض، بداية في مدينة حلب ذات الأهمية الاستراتيجية، وتهدف المبادرة الروسية، وهي أهم داعمي الأسد، إلى إجراء محادثات بين أطراف الصراع في موسكو أواخر شهر يناير (كانون الثاني) الجاري، لكن المقترحات الدبلوماسية تواجه تحديات خطيرة، بحسب الصحيفة، حيث تعتمد على زعيم دولة متداعية تدعمه قوى أجنبية وتحاصره قوة متطرفة متنامية وفعالة تريد بناء دولة خلافة، كما لفتت الصحيفة إلى أن الجيش السوري الحر المدعوم من قبل الولايات المتحدة يواجه وضعاً لا يحسد عليه في شمال سوريا، حيث كان أحد أهم معاقله، في حين يختلف الثوار فيما بينهم حول الاستراتيجية العسكرية والسياسية التي ينبغي اتباعها، علاوة على ذلك، يسيطر تنظيم "داعش" على نصف الأراضي السورية، وتمكن من تعزيز قبضته على البلاد حتى في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها القضاء عليه.
• كتبت مجلة فورين بوليسي الأمريكية أن وفاة الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز تأتي في وقت حساس للمملكة الغنية بالنفط التي تصارع تأثير انخفاض أسعار النفط محليا وصعود تنظيم "الدولة الإسلامية"، وإيران التي يتعاظم نفوذها عبر الشرق الأوسط مع قيام وكلائها بأدوار قوية متزايدة في العراق ولبنان وسوريا، وأضافت أن خليفته سيواجه أيضا أزمة متزايدة في اليمن الذي أطيحت بحكومته بواسطة جماعة الحوثيين المدعومة إيرانيا، وتعتقد المجلة أن انخفاض أسعار النفط يمثل تحديين للملك سلمان: الأول أن المملكة كانت لعقود تشتري استقرارها الداخلي من خلال نظام رعاية اجتماعية سخي يقدم للمواطنين رعاية صحية وتعليما ومزايا أخرى مجانا ومن ثم سيصير الأمر أكثر صعوبة مع بقاء أسعار النفط على هذا النحو المتدني، والثاني أن السعودية استخدمت نفطها لبناء جيش قوي مزود بأحدث الأسلحة الأميركية، كما زادت من التزاماتها المالية لثوار سوريا الذين يعملون على الإطاحة بنظام بشار الأسد، وللحكومة المصرية الجديدة التي تعتبرها حصنا منيعا ضد عودة الإسلاميين الذين سيطروا على البلاد أثناء الحكم القصير للرئيس السابق محمد مرسي.
• فيصل القاسم في مقاله بصحيفة القدس العربي والذي جاء تحت عنوان "النظام قرر إحراق سوريا قبل اندلاع الثورة"، أشار إلى أنه عندما سألت جريدة "وول ستريت جيرنال" الأمريكية بشار الأسد قبل أشهر من الثورة عن إمكانية اندلاع الثورة في سوريا بعد تونس، قال وقتها إن "سوريا ليست تونس"، لافتا إلى أن البعض قد ظن أن الأسد كان يقصد أن السوريين راضون عن القيادة، وأن النظام يعتبر نفسه قائداً للمقاومة والممانعة في العالم العربي، وبالتالي فلا يمكن أن يثور عليه الشعب، ولكن اليوم، يقول القاسم فإن الأسد وحسب اعترافات وكشوفات جديدة، كان يقصد شيئاً آخر تماماً، وهو أن نظامه، على عكس النظامين المصري والتونسي، لن يسمح للثورة بأن تنتشر، وتتطور فيما لو اندلعت، وأنه مستعد لسحقها في مهدها بإطلاق الرصاص الحي على كل من يخرج للشوارع، وحتى تدمير المدن فورق رؤوس ساكنيها، وأشار القاسم إلى أن الإيرانيين قالوا للبشار الأسد: "نحن استطعنا القضاء على الثورة الخضراء عام 2009 خلال فترة قصيرة، ودفنا الثورة إلى غير رجعة، وأنت بإمكانك أن تدفن الثورة السورية بنفس الطريقة"، موضحا أن ذلك بدا واضحاً منذ اليوم الأول للثورة السورية، حيث بدأت المخابرات بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين، ومن ثم كانت تنسبها لما يسمى بالعصابات المسلحة، ورأى أن ذلك يعني أن النظام لم يفكر إلا بالحسم العسكري وإخضاع السوريين بالحديد والنار عندما اشتم رائحة الثورات في بعض الدول، فإذا كان النظام لا يريد سوى الحسم العسكري، فكيف نصدق الداعين إلى الحل السياسي الآن من الإيرانيين والروس؟، وخلص القاسم إلى أن الداعين إلى الحل السياسي الآن يفعلون ذلك فقط لأن مشروع سحق الثورة فشل فشلاً ذريعاً، ولم يعودوا يجدون أمامهم سوى الهزيمة، ولهذا كل من يتفاوض مع النظام الآن يخدم النظام، وينقذه من ورطته.
• نطالع في صحيفة الحياة اللندنية مقالا لمحمد مشموشي بعنوان "من القنيطرة إلى صنعاء: المخطط واحد!"، رأى فيه أن المسألة ليست أن يرد "حزب الله" أو نظام "ولاية الفقيه" في إيران على الغارة الإسرائيلية التي استهدفت 12 مقاتلاً لبنانياً وإيرانياً في منطقة القنيطرة السورية، ولا هي أين وكيف ومتى يتم هذا الرد، معتبرا أن المسألة هي أن جندياً سورياً واحداً لم يكن ضمن القافلة المستهدفة من جهة، بما يعني أن سيطرة الحرس الثوري الايراني على الجزء السوري (غير الخاضع للمعارضة) من الجولان باتت كاملة، وأن وضعاً إقليمياً جديداً نشأ فيه شبيه بما هي عليه حال الجنوب اللبناني ودور إيران فيه من جهة ثانية، وأشار الكاتب إلى أنه لم يعد سراً أن بشار الأسد ونظامه تحولا إلى ما يشبه "شاهد الزور" الذي لا يملك من السلطة إلا ما يعطيه إياه الولي الفقيه علي خامنئي، والذي يحميه حتى جسدياً أفراد من من الحرس الثوري و"حزب الله" بعد أن قالا علناً أنهما أنقذا نظامه من السقوط، وعملياً، مؤكدا أن الغارة الإسرائيلية على قافلة القنيطرة لم تكن إلا تأكيداً لهذا الأمر الواقع الذي أرادته وسعت إليه إيران منذ دخول مقاتلي "حزب الله" إلى داخل سورية.
• في مقالها بصحيفة النهار اللبنانية والذي جاء تحت عنوان "الجولان ساحة صراع إسرائيلي - إيراني"، اعتبرت رندة حيدر أن الهجوم الإسرائيلي على القنيطرة عملية معقدة استهدفت تحقيق أكثر من هدف وتوجيه أكثر من رسالة، موضحة أنه صحيح بأن هدفها الأول والأساسي كان احباط النشاط العسكري لـ"حزب الله" على جبهة الجولان السورية، بيد أن الهدف الآخر الذي لا يقل أهمية عنه هو كشف نشاط الحرس الثوري الإيراني في الهضبة وعرقلة المساعي التي يبذلها الطرفان لإقامة قاعدة عسكرية قوية في تلك المنطقة من الجولان السوري لاستخدامها في عملياتهما الموجهة سواء ضد إسرائيل أو ضد قوى المعارضة السورية المنتشرة هناك، وأشارت الكاتبة إلى أن إسرائيل أرادت أن توضح لإيران أن عدم تدخلها في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا منذ أربعة اعوام، ووقوفها مع الحرب التي تخوضها الولايات المتحدة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سوريا، الذي تتماهى معه جبهة النصرة التي تسيطر على قسم أساسي من هضبة الجولان السورية، لا يعنيان اطلاقاً التساهل مع تمدد "حزب الله" والحرس الثوري في هذه المنطقة، موضحة أنه في نظر إسرائيل فإن الخطر العسكري الذي يمثله "حزب الله" أكبر بكثير من خطر التنظيمات الجهادية، وخلصت الكاتبة إلى أن إسرائيل باتت تنظر إلى الجولان السوري على أنه ساحة مواجهة خلفية مع إيران مثلما تنظر إلى المواجهة مع "حزب الله" في لبنان.
• "هل سيفعلها الإسرائيليون في دمشق فعلا؟" بهذا السؤال عنون داود البصري مقاله في صحيفة السياسة الكويتية، تطرق فيه إلى أن ثمة أخبار خاصة تسربت عن اتصالات إسرائيلية – إيرانية بعد الغارة الأخيرة على القنيطرة السورية التي ادت الى مصرع عدد من قيادات "حزب الله" اللبناني وعدد آخر من عناصر حرس الثورة الإيرانيين، موضحا أن إسرائيل أرسلت رسالة واضحة وصريحة لطهران تقول: في حال نفذ "حزب الله" تهديداته وضرب المصالح الإسرائيلية, فإن الرد لن يكون في لبنان فقط كما كانت عليه الحال في المرات السابقة! بل سيكون في قلب دمشق ذاتها وعبر عملية توغل واسعة هدفها إسقاط حكم نظام دمشق، وبعد أن أشار إلى أن نظام دمشق يلعب بورقة الجولان, و"حزب الله" بمهارة من أجل محاولة لفت انتباه الغرب لأهميته والتلويح لإسرائيل بتلك الورقة لكي تبقى بعيدة عنه، لفت الكاتب إلى أن "النظام السوري" بدأت تفلت من يديه قواعد اللعبة والسيطرة على مجريات الأمور, وبأن الإيرانيين من خلال مستشاريهم أو قواتهم الحرسية, أو عناصر "حزب الله" اللبناني باتوا هم الذين يخططون الخطط والأهداف العسكرية لـ"النظام السوري" الذي وهنت قبضته كثيرا على الأمور, ولم يعد في الوضع الذي يستطيع فيه ضمان الأمن الإسرائيلي, وهو مادفع الجيش الإسرائيلي للتحرك العاجل ورصد النشاطات الإيرانية العسكرية المتنامية، وأبرز الكاتب أن التقييم الاستراتيجي لأوضاع "النظام السوري" تؤكد أنه قد تحول لحمولة ثقيلة ولنقطة سوداء لزيادة هيمنة النظام الإيراني وتدخلاته في الشؤون السورية, موضحا أن ليس مستبعدا قيام الجيش الإسرائيلي بنقلة تعبوية كبرى تنقله من مواقع الدفاع لمواقع الهجوم المتقدم, واجتياح دمشق وإسقاط "النظام السوري" بعملية عسكرية خاطفة ستفاجئ العالم بأسره, وتحقق هدفا استراتيجيا طال انتظاره في ظل حالة السلبية العربية وعدم القدرة على حسم الخيارات.
• تحت عنوان "عندما انحرفت بندقية حزب الله" كتب أسامة أبو ارشيد مقاله في صحيفة العربي الجديد، حيث أشار إلى أن عملية الاغتيال التي نفذتها إسرائيل، عبر غارة جوية، الأحد الماضي، ضد مجموعة من قيادات الحزب وكوادره، بالإضافة إلى عناصر من الحرس الثوري الإيراني، في مدينة القنيطرة السورية، قرب الجولان المحتل، أبرزت التحول الكبير في الموقف والمزاج الشعبي العربي، بغالبيته السنية، من الحزب وراعيه الإيراني، موضحا أن مواقف الشماتة كانت واضحة في تعابير كثيرين ونبرتهم، ذلك أن الحزب وإيران حرقا جُلَّ مراكبهما مع جماهير عربية كثيرة، ولفت الكاتب إلى أنه ليس صحيحاً، هنا، أن من شمت في "حزب الله" وإيران انطلق في موقفه من افتراض أن إسرائيل حليف، أو أنها أقل عداوة للعرب منهما، بل إن منطلق عدم التعاطف، على الأقل، جاء تعبيراً عن انحراف بندقية "حزب الله"، تحديداً، عن وجهتها الأساس، والتي كانت السبب الرئيس لتلك الشعبية الهائلة التي كان يتمتع بها حتى وقت قريب، وخلص الكاتب إلى أنه لن يُشفع لإيران و"حزب الله" دعمهما المقاومة الفلسطينية، من أجل مصالح سياسية وحسابات استراتيجية خاصة بهما، في حين أنهما يمزقان سورية والعراق واليمن ولبنان، ويسفكان دماء أبنائهم، منوها إلى أن فلسطين ليست نهراً يُطَهِّرانِ به إفسادهما، وهذا ما تدركه الغالبية الجماهيرية العربية، فهل يدركان هما ذلك قبل انكشافهما أكثر وفوات الأوان!؟