جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 20-12-2015
• نشرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية مقالا تحليليا مطوّلا اشترك في كتابته كل من ليسيلي غيلب وروبرت غراد وجون جونز، دعوا فيه كلا من الرئيس الأميركي باراك أوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى ترك خلافاتهما جانبا والتركيز على تدمير تنظيم الدولة، وأوضحت المجلة أن هجمات باريس والهجمات التي شهدها لبنان ومالي وحادثة إسقاط الطائرة الروسية في أجواء شبه جزيرة سيناء المصرية كلها تشكل اهتمامات مشتركة لدى الأمم المتحضرة من أجل بذل الجهود لإلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة، وأشارت إلى أن الخلافات بين البيت الأبيض والكرملين لا تزال قائمة، وخاصة بعد التوغل الروسي في أوكرانيا وتدخل موسكو العسكري في سوريا، ولكن هذه الخلافات لا تمنع من تعاون البلدين من أجل تحقيق مصالحهما المشتركة، وضربت فورين بوليسي مثالا على التعاون المشترك بالرغم من الخلافات العنيفة، وقالت إن الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي السابق اتفقا على الحد من التهديدات النووية عندما شعرا أن حربا نووية قد تؤدي إلى هلاك البلدين، وأضافت أن الدولتين تعاونتا أيضا من أجل تقييد البرنامج النووي الإيراني، ومن أجل محاولة وضع حد للحرب التي تستعر في سوريا منذ نحو خمس سنوات، وأشارت إلى أن اللقاء الذي جمع بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو قبل أيام لبحث كيفية مواجهة تنظيم الدولة يمكن أن يصب هذا الاتجاه.
• في تصريحات لمجلة فورين بوليسي الأمريكية انتقد وزير الدفاع الأميركي السابق تشاك هيغل الرئيس باراك أوباما بسبب تراجعه صيف عام 2013 عن تهديداته بضرب النظام السوري في حال استخدم الأخير الأسلحة الكيميائية ضد شعبه، مشيرا إلى أن ذلك أضر بمصداقية الرئيس وثقة العالم بواشنطن، وقال هيغل، وهو يبدي عدم رضاه عن إستراتيجية إدارة أوباما تجاه الأزمة السورية، إنه إبان كان في منصبه كان ينتظر أوامر الرئيس لبدء الضربات الجوية ضد نظام بشار الأسد، وأشار أيضا إلى أنه سبق لأوباما أن وضع خطا أحمر أمام الأسد محذرا إياه من استخدام أسلحة كيميائية ضد الشعب السوري، ولكن الأخير استخدمها غير آبه للتحذيرات الأميركية، مما حدا بأوباما إلى الإعلان عن عزمه قصف النظام السوري، ولكنه سرعان ما تردد وتراجع عن القرار، وأشارت فورين بوليسي إلى أن هيغل كان قد عاد للتو بالثلاثين من أغسطس/آب 2013 من رحلة خارجية مضنية، وأنه كان يتناول طعام الغداء مع زوجته بمطعم إيطالي في فرجينيا الشمالية، وذلك عندما رن هاتفه ليقول له البيت الأبيض إن الرئيس أوباما يود التحدث إليه، وأضافت فورين بوليسي أن هيغل أمضى بقية اليوم يراجع الخطط النهائية لتوجيه وابل من صواريخ كروز إلى مواقع تابعة للنظام السوري، وأن المدمرات الأميركية كانت عام 2013 بعرض المتوسط تنتظر الأوامر لبدء توجيه ضربة قاصمة للنظام السوري، وأشار هيغل إلى أن الرئيس أوباما سرعان ما تخلى عن قراره الذي سبق أن أعلنه للعالم، مما شكل ضربة قاسية لمصداقية كل من الرئيس والولايات المتحدة، وخاصة أمام حلفائها في شتى أنحاء العالم، وقال وزير الدفاع الأميركي السابق هيغل إن نظراءه بالعالم أخبروه لاحقا أن ثقتهم بسياسة واشنطن قد اهتزت، وأوضح أن كلمة الرئيس تعني الشيء الكثير، وأنه ما كان ينبغي لأوباما أن يرجع عن قراره، وخاصة بعد أن كان الأسد استخدم الأسلحة الكيميائية ضد الشعب السوري بالـ21 من أغسطس/آب 2013، وأضاف وزير الدفاع السابق أنه ليس لدى الرئيس أوباما إستراتيجية مناسبة لإيجاد حل للأزمة السورية حتى هذه اللحظة.
• في صحيفة الغارديان البريطانية نطالع مقالا لسايمون تيسدال بعنوان "إيران تقول ضعوا يدكم في يدنا لهزيمة تنظيم الدولة إلإسلامية"، ويقول تيسدال إن إيران دعت بريطانيا والولايات المتحدة أن تنضما لطهران في مسعى مشترك لهزيمة تنظيم "الدولة الإسلامية" وإنهاء الحرب في سوريا، وتعهد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، بينما اجتمع السفراء إلى الأمم المتحدة للتوصل إلى قرار لمجلس الأمن بشأن عملية السلام في سوريا، بدعم جهد دولي مكثف للانتصار فيما أسماه معركة وجود، وقال ظريف إن على الجميع أن يوحد جهوده لوضع نهاية فورية لإراقة الدماء في سوريا، ويقول تيسدال إن إيران وروسيا هما الدعمان الرئيسيان لبشار الأسد، ولطالما أكدت إيران أن الشعب السوري وحده هو من يحدد مدى استمراره في السلطة، ويضيف أن ظريف لم يذكر الأسد ولم يكرر ما أكدت عليه بلاده سابقا وهو أنه يجب بقاؤه في السلطة حتى إجراء انتخابات جديدة، ولكنه دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار دون شروط مسبقة، وتقول الصحيفة أنه على الرغم من أن ظريف لم يعط تعريفا لما قال إنه "وضع اليد في يد إيران"، ولكن ذلك قد يعني أن إيران قد تقبل التعاون الأمني على الأرض مستقبلا في سوريا بالإضافة للتعاون السياسي والدبلوماسي، ولكن إيران ما زالت تعارض إي تدخل عسكري غربي جديد في المنطقة.
• نطالع في صحيفة الحياة اللندنية مقالا لإلياس حرفوش تحت عنوان "قرار روسي إيراني للحل في سورية"، الكاتب أشار إلى أن هناك التقاء بين موقفي روسيا والولايات المتحدة بشأن الأزمة السورية، وهو ما سمح بالتصويت بالإجماع على القرار 2254، ولفت إلى أن الدولتان اللتان ظلت مواقفهما متباعدة من هذه الأزمة، خصوصاً بالنسبة إلى المسؤولية عن تنامي التنظيمات الإرهابية وعن استمرار الحرب، بالإضافة إلى الخلاف على مستقبل بشار الأسد، تريدان الإيحاء الآن وكأنهما تقودان السفينة إلى ما يفترض أنه حل سياسي للحرب التي يقترب عمرها من خمس سنوات، معتبرا أن ما سمح بذلك هو تراجع في مكان ما من قبل إحدى الدولتين أو كليهما، مرجحا أن الطرف الأميركي هو الذي قدّم التنازلات الأكبر، مقارنة بالتسهيل الروسي، ورأى الكاتب أنه يمكن تحديد أبرز نقطتين للتنازل من جانب الأميركيين: أولاً، مستقبل بشار، الذي تم تجنب الإشارة إليه عمداً في القرار الدولي الأخير، وثانياً وضع محاربة الإرهاب كأولوية بالنسبة إلى الدول الكبرى، وأوضح أنه في هاتين النقطتين نجح النظام السوري وأنصاره في تسويق الخطة التي وضعوها منذ تعثرت قدرتهم على إسكات المعارضة بقوة الصواريخ والبراميل المتفجرة، مبينا أن هذه الخطة تقوم على دعوة العالم إلى الوقوف مع النظام في حربه المزعومة على الإرهاب، ثم دعوة العالم إلى دعم الشعار الذي رفعه بشار الأسد وأيده فيه الروس والإيرانيون، وهو أن تقرير مصير الرئيس السوري يجب أن يكون حقاً حصرياً للسوريين، وشدد الكاتب هنا على أن هذا الشعار "الديموقراطي" من حيث الشكل، يُغفل الطريقة التي جاء بها بشار أصلاً إلى الحكم، كما يتجاوز العوامل التي سمحت له بالاستمرار منذ اندلعت الانتفاضة الشعبية ضده في ربيع عام 2011.
• في صحيفة الغد الأردنية يتساءل فهد الخيطان: "هل اقترب الحل في سورية؟"، ورأى أن قرار مجلس الأمن الدولي حول سورية في الجوهر ليس سوى بداية لعملية طويلة وشاقة، قد تنهار في أية لحظة، وربما لن تبدأ أصلا، أما من الناحية العملية لايحمل جديدا يذكر؛ فهو ترجمة أمينة للعناصر التي وردت في خريطة الطريق التي توافقت عليها القوى الكبرى في اجتماعي فيينا الأول والثاني، ويستند في فلسفته لبيان جنيف2، وأوضح الكاتب أن هذا القرار لايبني على مقررات تلك الاجتماعات، إنما أعاد صيغتها على شكل قرار يحظى بموافقة القوى الدولية، منوها إلى أن القضايا التي كانت محل خلاف في السابق ماتزال على حالها بعد القرار الأممي، والمتمثلة بـ مصير الأسد، وتصنيف التنظيمات الإرهابية، وطبيعة الحل السياسي المقبل، وأشار الكاتب إلى أن الظروف التي أدت إلى فشل المباحثات بين وفدي المعارضة والنظام في جنيف قبل ثلاث سنوات ماتزال قائمة، لا بل أكثر تعقيدا اليوم، بالنظر إلى التطورات الميدانية، وبالنسبة لضمان وقف إطلاق النار، اعتبر الكاتب أنه يكاد يكون أمرا مستحيلا قبل اتفاق القوى الإقليمية والدولية على قائمة موحدة للتنظيمات الإرهابية، مبرزا أن الخلاف قد بدا واضحا على القائمة "التجميعية" التي نسقها الأردن، وقدمها للشركاء الدوليين، وبعد أن لفت إلى أن هذا القرار قد وضع سقوفا زمنية لعملية الانتقال السياسي؛ وحكومة انتقالية في غضون ستة أشهر، وانتخابات عامة خلال 18 شهرا، ختم الكاتب متسائلا: هل يمكن لسورية المحطمة اليوم أن تشهد انتخابات بعد سنة ونصف؟ وشدد على أن تقبّل مثل هذا الاحتمال يحتاج لخيال واسع.
• نقلت صحيفة الشروق المصرية عن مسؤول رفيع المستوى أن مصر لن ترسل بأي حال من الأحوال جنديا واحدا للقتال في سوريا، وكشف المصدر أن مشاركة مصر في التحالف الإسلامي العسكري الذي أعلنت عنه المملكة العربية السعودية، لا يعني بالضرورة إرسال قوات برية إلى الأماكن التي يوجد فيها تنظيم الدولة الإسلامية، خصوصا سوريا والعراق، مضيفا أن البعض سبق له إشاعة أخبار تتحدث عن إمكانية إرسال قوات عسكرية إلى العراق، لكن هذا لم يحدث، وتابع المصدر أن التحالف الجديد أشبه بغرفة عمليات لتبادل المعلومات، خصوصا الاستخبارية، والتنسيق في مواجهة جميع التنظيمات الإرهابية.
• تحت عنوان "التحالف الإسلامي.. ضرورة ورسالة"، اعتبرت صحيفة الوطن القطرية في مقال لها أن التحالف الإسلامي العسكري، الذي أعلن عن قيامه مؤخرا، ليس هدفه فقط محاربة "داعش" وكل التنظيمات المتطرفة والإرهابية، بل إن الهدف الأسمى هو تلك الرسالة العاجلة التي أراد أعضاء الحلف إرسالها إلى العالم: نحن المسلمون ومن نحارب التطرف والإرهاب الذي يرتكب باسمنا ونحن منه براء، فالتحالف الإسلامي العسكري، تضيف الصحيفة، يشكل تحولا، ومنعطفا تاريخيا مهما، وإن كانت فرضته الظروف الحالية التي تمر بها الأمة الإسلامية، فإنه ضرورة كانت يجب أن توجد منذ زمن، وهو ضرورة يجب أن تعيش، فهو ضمان وقف استنزاف هذه الأمة، مبرزة أن هذا التحالف سيكون الرصاصة الأخيرة في يد هذه الأمة لضمان تواجدها الوسطي بين الأمم، والضامن الوحيد لعدم تقسيم منطقة الشرق الأوسط من بوابة ما يجري في سوريا والعراق.