جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 11-12-2015
• خصصت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية تغطية واسعة لتصريحات المرشح الجمهوري المحتمل للانتخابات الرئاسية دونالد ترامب التي دعا فيها لمنع المسلمين من دخول أميركا، ووصف الكاتب الصحفي الأميركي توماس فريدمان تصريحات ترامب ضد المسلمين بأنه يتصرف كأنه "عميل للدولة الإسلامية"، وقال في مقال له إن من شأن تلك التصريحات الإضرار بقيادة الولايات المتحدة للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وخدمة الأخير، لأنه يسعى لإقناع كل مسلم في الغرب بأنه معزول ومهمش، وأضاف أنه لو حدث ما يدعو له ترامب، فإن تنظيم الدولة لن يكون بحاجة لبذل أي جهد في تجنيد الأتباع، لأن كل مسلم سوف يكون مهيأ نفسيا لاتباع تعليمات ونهج التنظيم، مشيرا -في السياق نفسه- إلى تعقد الوضع في العراق وسوريا، فالأكراد لا يريدون تحرير الموصل، ثم تقديمها للحكومة "الشيعية" في بغداد، بل سيسعون للاحتفاظ بها، وبيّن أن إيران تتمنى أن ترى تنظيم الدولة قد انهار، لكنها تخاف أن تحل محله قوة متصاعدة للمعتدلين السنة، مما يعرض حلفاءها في العراق وسوريا لتهديد مباشر، بينما تريد المملكة العربية السعودية القضاء على تنظيم الدولة، لكن أولويتها الأولى حاليا الحوثيون في اليمن، الذين يتمتعون بدعم إيراني، أما روسيا فهي تتظاهر بقتال تنظيم الدولة في سوريا، لكنها في الحقيقة تقوم بحماية بشار الأسد، وتسعى لهزيمة معارضيه المعتدلين، وفي ظل هذا المشهد المتشابك، يرى فريدمان أن ترامب لا يقوم بالإضرار بقيم الديمقراطية الأميركية، وتقديم خدمات طوعية لتنظيم الدولة فحسب، بل يعرض قيادة الولايات المتحدة للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة للخطر أيضا.
• اعتبرت صحيفة الغارديان البريطانية أنه في الوقت الذي بدأت فيه القوات الموالية لبشار الأسد باستعادة أجزاء واسعة من مدينة حمص هذا الأسبوع، فإنه من المهم أن نتذكر كيف وصلت سوريا إلى ما هي عليه الآن، وأضافت الصحيفة أنه منذ 5 سنوات تقريباً، خرج مئات الآلاف من السوريين وتظاهروا سلمياً مطالبين بمزيد من الحريات والحقوق وذلك تزامناً مع ثورات الربيع العربي، فما كان من الديكتاتور إلا أن أمطرهم بكم هائل من العنف فقصفهم بصواريخ سكود وبالأسلحة الكيماوية والبراميل المتفجرة، ورأت الصحيفة أن سياسة القتل الجماعي التي انتهجها الأسد أدت إلى مقتل 300 ألف سوري وتشريد 4 ملايين سوري أي نصف عدد المواطنين السوريين وتحويلهم إلى لاجئين منتشرين في أرجاء العالم، كان العامل الأساسي لظهور تنظيم الدولة الإسلامية، مشيرة إلى أن الدعاية التي ينتهجها الأسد – والتي تدعمها روسيا – تؤكد للعالم أنه حليف لا يمكن الاستغناء عنه لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، وأوضحت أن الجيش السوري النظامي وروسيا يستهدفان المعارضة السورية، مضيفاً أن هدف الأسد جعل سوريا خاوية، إلا منه ومن تنظيم الدولة الإسلامية، وأردفت الصحيفة أن الأسد ليس حليفاً، ولا يمكن أن يكون جزءاً من حل طويل الأمد لسوريا، مشيرة إلى أن سوريا ليست العراق في عام 2003، لذا يجب تهيئة الظروف للتأكد من أن سوريا باستطاعتها أن تحيا من دون الأسد.
• نطالع في صحيفة الديلي تلغراف البريطانية تقريراً لجو شات بعنوان "شباب سوريا الضائع الذي أجبر على ترك بلاده بسبب الحرب"، وتناول كاتب التقرير قصة شابين سوريين اضطرا إلى الهروب من سوريا، وفي مقابلة أجراها كاتب التقرير مع الفتى حسام مولى (12 عاما)، قال فيها إنه ومنذ 3 سنوات، اعتقدت أن الحرب في سوريا قد شارفت على النهاية، مضيفاً أنني شاهدت بأم عيني مجموعة غريبة من المقاتلين تستولى على قريتي الواقعة في محافظة حلب، الذين ما لبثوا أن أعلنوا السيطرة عليها ثم بدأوا ينشرون الرعب في قلوب الأهالي حيث انتهجوا سياسة الإعدامات والجلد في الأماكن العامة، وأضاف حسام أنه شيئاً فشيئاً بدأ يفهم معنى علم تنظيم الدولة الإسلامية، ويروي حسام التجارب المريرة التي عاشها في قريته إذ أرسله والده لشراء الخبز، وعوضاً عن الرجوع مباشرة توقف مع رفيقه ليدخن السيجارة، فما كان أن توقفت أمامهم سيارة وترجل منها أربعة من تنظيم الدولة الإسلامية، ووقف أحدهم والسيف بيده وكيس باليد الأخرى، عندها أحس حسام بأنه سيعدم، إلا أنهم قطعوا يده عوضاً عن ذلك، وبعد هذه التجربة، قرر والده بيع مزرعة العائلة لتأمين المبلغ المطلوب لتهريبه إلى خارج البلاد، واليوم حسام في النمسا بعد رحلة شاقة استمرت 3 اسابيع، والتحق بحسام أخيه محمد (18 عاما) الذي شاهد بعينيه كيف ذبح صديقيه على أيدي عناصر تنظيم الدولة الإسلامية، وتعمل جمعية CARE في النمسا على رعاية اللاجئين الأطفال في فيينا الذين وصلوا اليها من دون أي مرافق راشد، إذ أن البلاد لجأ اليها 5 ألاف طفل سوري.
• أشارت صحيفة الغارديان البريطانية إلى أن أزمة اللاجئين ليست ظاهرة حديثة لكنها جديدة على أوروبا، وتساءلت عن سبب استيقاظ أوروبا لوجودها الآن، وأجابت بأن السبب الأول لذلك هو الطبيعة العنيدة للحرب الأهلية السورية، حيث إن أغلبية القادمين من سوريا يئسوا من عدم وجود ما يبشر بانتهاء الحرب، والسبب الثاني هو عدم وجود أمل لهم في دول الشرق الأوسط المجاورة، لأنه في هذه المرحلة يكاد يستحيل على السوريين الحصول على دخول قانوني لمعظم الدول العربية الأخرى، حيث إن هناك نحو أربعة ملايين تمكنوا بالفعل من دخول تركيا ولبنان والأردن، ومع ذلك تظل أوروبا خيارا جذابا لهم بشكل متزايد بما أنهم ليس لديهم وضع قانوني آمن في الدول التي يعيشون فيها الآن، وبشأن المشاكل التي تعترض اللاجئين في أوروبا أشارت الصحيفة إلى أن سياسات اللجوء فيها تتقاسم الكثير من اللوم، لكن ليس بالطريقة التي قد يعتقدها معظم الانعزاليين في القارة، وأوضحت الصحيفة أن الأزمة وصلت أوروبا ليس لأن السياسيين لم يدافعوا عن حدودهم، فقد فعلوا ذلك بإقامة الأسوار في بلغاريا وإسبانيا والمجر، ولكن لأن هذه الدفاعات لا تنفع في نهاية المطاف مع أناس في حاجة ماسة لاجتيازها، وختمت بأن النتيجة هي عاصفة هوجاء لا يجد فيها اللاجئون سببا للبقاء ودول الشرق الأوسط ليس لديها الحافز لمنعهم من المغادرة، وأوروبا ليست لديها الوسائل لعرقلة طريقهم.
• نطالع في صحيفة الحياة اللندنية مقالا لوليد شقير تحت عنوان "عن رفض موسكو النفوذ الخارجي في سورية"، الكاتب رأى أن هناك عاملان رئيسيان يتحكمان بالسياسة الروسية حيال سورية والمنطقة، يعكسان تفضيلها تحقيق الأهداف المرحلية، مع تأجيلها البحث بأهدافها الاستراتيجية الكامنة وراء تحركاتها العسكرية والسياسية والديبلوماسية في الشرق الأوسط، والمتعلقة بمقاومتها تمدد النفوذ الغربي والأطلسي في دول أوروبا الشرقية، وأوضح الكاتب أن العامل الأول هو المواجهة المستجدة بين الجانبين الروسي والتركي التي حولها حادث إسقاط أنقرة طائرة «سوخوي» إلى صراع مفتوح، مع ضوابط لا تقود إلى الحرب بين الدولتين، أما العامل الثاني فهو أن لا حديث في نظر موسكو عن أي أمر في ما يتعلق بسورية والحل السياسي فيها وفي مستقبل المنطقة، إلا مواجهة الإرهاب، الذي التقطت حاجة الغرب الى إعطائه الأولوية بعد جرائم «داعش» في باريس والعديد من أنحاء العالم، وبين الكاتب أنه بناء على هذين العاملين تسلك موسكو في دعايتها الإعلامية طريقاً يرفض منطق «النفوذ التركي المشروع» في الأراضي السورية، بحكم وجود أقلية التركمان والعلاقات التاريخية مع الشمال السوري، مبرزا أن موسكو تقفز فوق تواجدها العسكري على الأرض السورية وزيادة عتادها وعديدها العسكري، قبل إسقاط طائرة «سوخوي» وبعده، لتدحض الاتهامات الموجهة إليها بأنها تسعى الى تثبيت نفوذها في بلاد الشام، وتبرر بذلك اعتراضها على الطموحات التركية بالنفوذ في سورية.
• في صحيفة الغد الأردنية نقرأ مقالا كتبه صبري الربيحات تحت عنوان "سورية.. هل اقترب الحل؟"، وسلط الكاتب في مقاله الضوء على مؤتمر المعارضة السورية في الرياض، ولفت إلى أن الجديد في المؤتمر أنه يحظى بمباركة اللاعبين الأساسيين على الساحة السورية، منوها إلى أن هذا المؤتمر ينعقد في مرحلة تتعزز فيها مخاوف العالم من إرهاب الجماعات التي تسيطر على غالبية الأراضي السورية، وتمدد نفوذها، إضافة إلى تفاقم مشاكل اللجوء السوري، وأشار الكاتب إلى أن هناك شبه إجماع في العالم اليوم على أهمية إيجاد حل للصراع، ووقف أعمال القتل والتدمير، والسعي إلى الخلاص من المجموعات الإرهابية التي باتت تشكل خطرا أعمى على مستقبل البشرية، وأوضح أن بقاء أو رحيل الأسد لم يعد الأولوية التي تحدد مواقف الفرقاء من الصراع، كما كان الأمر قبل سنوات، مبينا أن الأولويات الجديدة التي تظهر في لغة السياسيين تتمثل في إيجاد آلية لوقف الصراع والقضاء على الجماعات الإرهابية، مع الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وأكد الكاتب أن مؤتمر الرياض يحمل بارقة أمل لسورية وأبنائها والمنطقة؛ ليس بسبب تقارب المواقف وتنازل البعض عن مطالبه، بل نتيجة وصول الفرقاء السوريين إلى حالة من الإجهاد واليأس، وتخلي العديد من القوى العالمية عن مواقفها الحدية السابقة حيال الصراع، واستعداد الجميع لإبداء مرونة في التعاطي مع الأطروحات الجديدة، مبرزا أن النجاح في إيجاد كيان سياسي يتحدث باسم المعارضة السورية، يمثل خطوة تحمل في طياتها بذور الحل، وتعبر عن وصول الأطراف الداعمة للمعارضة إلى درجة من التوافق تسمح باتخاذ خطوات جدية نحو الحل.
• قالت صحيفة القدس العربي إن مؤتمر المعارضة السورية في الرياض تعرض إلى محاولة تأثير عليه من جهة وازنة على الساحة السورية هي حزب "الاتحاد الديمقراطي" الكردي و"وحدات الحماية الشعبية" المقاتلة التابعة له، والذي أقام مؤتمرا موازياً لمؤتمر الرياض في الحسكة، شدّد فيه على "أولوية النضال ضد النظام السوري"، في نوع من المزايدة اللفظية على مؤتمر الرياض الذي صرّح العديد من المشاركين فيه أن هذا الحزب الذي يسيطر على مناطق من سوريا ويقيم فيها شكلاً إدارياً حكومياً، يجب أن يتمثّل في وفد النظام وليس المعارضة، واعتبرت الصحيفة أن دخول "أحرار الشام" في المباحثات، محاولة جريئة لتوسيع بيكار تمثيلية المؤتمر لضمّ أهم الأطراف العسكرية والسياسية الفاعلة، مبرزة أن النتائج التي توصل إليها المؤتمر قدّمت أعلى سقف ممكن لتجمع واسع من الفصائل السياسية والعسكرية السورية مما يعطي مصداقية ذات وزن لهذا التجمع باعتباره الجسم الأكبر للمعارضة السورية الذي يلقى إجماعاً عربياً وإقليمياً وغطاء عالمياً لتحرّكه التفاوضي المقبل، ورأت أن التشديدات على رحيل الأسد لا تغيّر من واقع أن مفاوضات المعارضة السورية ستكون مع نظام يقبض الأسد على أنفاسه، مشيرة إلى أن الدعوة إلى رحيله كونها مطلباً أساسياً للمعارضة وحلفائها الإقليميين والدوليين، تكتسب قوّة أخلاقية كبرى بوصفه مسؤولاً مباشراً عن المآل الكارثيّ لسوريا، وهي أيضا دعوة للقوى القادرة على التأثير في النظام، وبالتحديد روسيا وإيران لإيجاد مخرج لهذا الاستعصاء السياسي البنيوي الذي لا يمكن تجاهله، والذي سيكون خزان تفجير لأي إمكانية تقدم في حلّ الأزمة السورية سياسيا.
• تحت عنوان "عادل الجُبير" كتب علي نون مقاله في صحيفة المستقبل اللبنانية، اعتبر فيه أن مؤتمر الرياض للمعارضة السورية ما كان ليحظى بخلاصة مكثّفة أكثر فصاحة وحصافة من كلام وزير الخارجية السعودي عادل الجُبير عن حتمية رحيل بشار الأسد، إن من خلال "الحل السياسي" الذي يشكّل عنواناً راهناً لكل تحرك المعنيين بالنكبة السورية، أو من خلال "حل عسكري" لا مهرب منه، ولفت الكاتب إلى أنه سبق للوزير الجُبير أن قال الكلام نفسه في أكثر من مناسبة، ولكن أهمية تكرار الموقف بالأمس من الرياض، مُضاعفة تبعاً لاعتبارين أساسيين، موضحا أن الاعتبار الأول، لتأكيده الالتزام المكين بالعلّة الأولى لثورة السوريين بعد أربع سنوات ونحو عشرة أشهر على انطلاقها وبما يعيد الاعتبار إليها وإلى تضحياتها الهائلة مثلما، يعيد الاعتبار إلى الأساس الذي هو الانتهاء من سلطة المافيا الأسدية، وليس الانخراط فقط في قصة محاربة الإرهاب، أو السماح باستمرار استخدامها كستار يحجب ما لا يُحجب من إجرام وفظاعات، وتابع الكاتب أن الاعتبار الآخر الذي يعطي الموقف الرسمي السعودي أهمية استثنائية مضاعفة، هو أنه يتوّج اجتماعاً غير مسبوق للمعارضة عشية التوجّه إلى استئناف "مؤتمر فيينا" في نيويورك في الثامن عشر من الجاري، والذي يُقال، إن الخلاف على مصير الأسد لا يزال العقبة الكأداء أمام نجاحه التام، مبرزا أن المملكة تضع سقفاً وتقول بالفم الملآن، إنها وغالبية شعب سوريا والعرب وأكثرية المسلمين وكل حلف الضمائر الرافض للسكوت عن هذه النكبة الفظيعة، لن ينزلوا تحته، أيًّا تكن سيبة الإجرام المضاد مرتفعة، وأيًّا تكن الطموحات والمشاريع و"العواصف" الروسية وغير الروسية، سارحة على مداها.