جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 11-12-2014
• في صحيفة التايمز البريطانية نطالع تقريرا بعنوان "قنابل كلور نظام الأسد تمطر رعبا صامتا على دمشق" أعده للصحيفة حنا لوسيندا سميث وتوم كوغلان، يقول التقرير إن أول علامات قنابل الكلور كانت "الصمت"، مضيفا أن ماجد خالد راقب من خلال منظاره طائرة مروحية تلقي ما ظنه برميلا متفجرا، وانتظر صوت الانفجار، لكنه لم يسمع شيئا، حيث لبس خوذته وهرع إلى الموقع، وكثيرا ما يفعل هذا متطوعو الدفاع المدني في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، يهرعون إلى مكان القصف على أمل إنقاذ الضحايا، يقول التقرير، حيث لم يسمع انفجار، لكن أمكن الشعور برائحة حمضية على بعد كيلومتر من مكان سقوط البرميل، ونقل التقرير عن خالد أن رائحة الكلور كانت واضحة في الجو، وحين اصبحت الرائحة قوية لاحظ الموجودون أنهم بدأوا يواجهون صعوبة في التنفس، أما الضحايا فظهرت عليهم كل آثار السلاح الكيماوي: احمرار في العينين، وسيولة في الأنف واحمرار في الشفاه وبدأ البعض يحس بالاختناق، ويشير التقرير إلى أن حكومة الأسد وقعت على اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية عالم 2013 خوفا من هجوم عسكري عليها، ووعدت بتسليم ترسانتها من الأسلحة الكيماوية بعد مقتل 1500 شخص في غوطة دمشق بعد استنشاقهم غاز السارين، لافتا إلى أن صحيفة التايمز حصلت على أدلة على أن نظام بشار الأسد قد أطلق هجمات كيماوية على شعبه في إبريل/نيسان عام 2013.
• في مقاله بصحيفة العربي الجديد والذي جاء بعنوان "أردأ معارضة لثورة كبيرة"، تطرق سلامة كيلة إلى المسافة الكبيرة التي تفصل بين الثورة السورية والمعارضة، حيث الشعب الذي يشعر بالقوة، وهو يسعى إلى إسقاط النظام، والمعارضة التي تحسّ بالوهن والهزال أمام السلطة، والتي لم ترَ في هذه الثورة سوى وسيلة لانتقام من سلطة استبدادية، لكن، ليس بقوتها هي، أو بتفاعلها مع الثورة، بل بالاتكاء على قوى خارجية، ولفت الكاتب إلى أن هذه المعارضة تصارعت وتشكلت في تكوينات عديدة، لكنها لم تفارق ذلك كله، ولم يكن الخلاف يطال ذلك، ومن ثم باتت تخضع لسياسات قوى إقليمية ودولية (كما خضعت السلطة)، موضحا أن الذين شكلوا المجلس الوطني السوري قد راهنوا على تدخل تركيا وقطر وفرنسا، ومن ثم دخلت أميركا على الخط، وبات للسعودية "رِجل" ثقيلة فيها، وكان يظهر، دائماً، أن جماعة الإخوان المسلمين تريد الهيمنة، مدعومة من تركيا التي لم تجد غيرهم بديلاً عن بشار الأسد الذي قدّم لها الكثير مما يخدم مصالحها، بالضبط للحفاظ على مصالحها، واعتبر الكاتب أنه إذا كان إبعاد هؤلاء عن السيطرة نتيجة ضغط أميركي دفع إلى تشكيل الائتلاف، من أجل التخلص من هذه السيطرة، بعد أن ظهر أن أميركا تريد تسهيل "الحل الروسي"، فإن عودة الحلم التركي بدعم أميركي لشروطها التي تقوم على إسقاط بشار الأسد، وفرض منطقة آمنة، دفع إلى السعي لإعادة فرض هيمنة الإخوان المسلمين على الائتلاف، وعلى الحكومة المؤقتة، مشددا على أن الخيار التركي، قد أضرّ أصلاً بالثورة، منذ تشكيل المجلس الوطني، ولا يبدو أن لتركيا بديلا آخر عن هؤلاء، على الرغم من أن تركيا دولة علمانية، و"الإخوان المسلمين" يريدون إقامة دولة دينية.
• نطالع في صحيفة الرأي الأردنية مقالا لصالح القلاب بعنوان "لا جديد وموسكو تتلاعب بعامل الوقت!"، اعتبر فيه أن ما يُطرح دولياً لحل الأزمة السورية المتفاقمة من خلال مبعوث الأمم المتحدة الجديد ستيفان دي ميستورا هو مجرد إضاعة للوقت وحقيقة أنه كـ"الكيِّ تحت الذَّيْل" كما يقول أبناء البادية عندما لا يرون أي جدوى من محاولة استعراضية لمسألة معقدة وملتوية فشلت عند أقدامها كل الحلول، موضحا أن دي ميستورا هذا الذي جرى تلميعه أكثر من اللزوم قبل مجيئه إلى هذه المنطقة التي سبقه إليها كثيرون منذ انفجار الأزمة السورية، ورأى القلاب أن رحلات دي ميستورا المكوكية هدفها عزل الثورة السورية وخلق شرخ واسع بينها وبين حاضنتها الشعبية، مؤكدا أن مبادرته لا غاية لها إلاَّ تحريض أبناء الشعب السوري على ثورتهم والقول لهؤلاء إن "ثوار الفنادق" لا يريدون نهاية للويلات التي تعيشونها ولذلك فإنهم يرفضون خطة وقف إطلاق النار في حلب التي جاء بها مبعوث الأمم المتحدة والتي من المفترض تعميمها على باقي المناطق السورية الملتهبة، وشدد القلاب على أن كل هذه "الدربكة" هي في حقيقة الأمر كالقفز فوق حبل مشدود في المكان ذاته، منوها إلى أن الموقف الروسي الفعلي هو تأكيدات بوتين للرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال زيارته "الاقتصادية" الأخيرة إلى أنقره التي قال فيها أن بلاده ستواصل وقوفها إلى جانب سوريا وبالطبع فإن المقصود هو الوقوف إلى جانب نظام بشار الأسد ، وخلص القلاب إلى أن الأزمة السورية غدت مرتبطة بالأزمة الأوكرانية وهذا يعني أنَّ كل هذه "المبادرات" التي يجري الحديث عنها هي بالفعل كـ"الكيِّ تحت الذيْل" ولذلك فإنه لا حلَّ إلاَّ حلّ جنيف الأولى الذي تستوجب العودة إليه مضاعفة الضغط على موسكو بالمزيد من العقوبات الاقتصادية.
• شددت صحيفة عكاظ السعودية على أن القمة الخليجية، نجحت بامتياز، في الخروج بموقف خليجي موحد حول عدد من الملفات المهمة لعل أبرزها تعزيز الموقف إزاء التهديدات الإرهابية وخاصة إرهاب تنظيم "داعش" وخطره على الدول العربية والمجتمع الدولي، والإدانة الصريحة لجرائم نظام الأسد بحق الشعب السوري الذي يواجه آلة الحرب الأسدية البغيضة، وإعلان مساندة المجلس الكاملة ووقوفه التام مع مصر حكومة وشعباً في كل ما يحقق استقرارها وازدهارها، ودعم برنامج الرئيس عبدالفتاح السيسي المتمثل في خارطة الطريق وتقديم الدعم الكامل للسلطة الفلسطينية إزاء إنشاء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس ورفض التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية والخليجية ودعم المؤسسات الشرعية في اليمن، وأشارت إلى أن والمطلوب بعد انتهاء القمة، العمل على تنفيذ قراراتها لكي يتحقق النجاح وتعيش المنطقة في أمن وأمان.
• دعا مأمون فندي في مقاله المعنون "قمة الحد الأدنى في الدوحة" في جريدة الأهرام المصرية المواطن العربي عامة والخليجي خاصة بتخفيض سقف توقعاته بالنسبة للقمة، ويوضح فندي أن الاختلاف بين دول مجلس التعاون الست به جزء يخص الخليج أما الجزء الأكبر منه فهو يخص موقف دول مجلس التعاون من دول الربيع العربي من تونس مرورا بمصر واليمن إلى سوريا، ويضيف فندي أنه ورغم أن قمة المصالحة في الرياض ركزت كثيرا على موقف قطر تجاه مصر إلا أن الخلاف الخليجي بدا واضحا في اسطنبول تجاه ما يحدث في سوريا، إذ تبنت قطر وتركيا تسليم سوريا للإخوان بعد بشار الأسد بينما رفضت السعودية والإمارات هذا التوجه ولهذا ربما نرى ما نراه في سوريا حتى اليوم، ورأى الكاتب أن قمة الحد الأدنى في الدوحة ربما لا تكون هي نتيجة لموقف تكتيكي قطري لا يعكس أي توجه أو التزام حقيقي ببنود اتفاق الرياض بقدر ما أراد أن تعقد القمة في الدوحة بأي ثمن وبعدها تعود ريما إلى عادتها القديمة.
• رأت صحيفة الرأي الأردنية، في مقال بعنوان "نحن وعشائر سورية والعراق"، أن التمكين للسنة العرب عنوان ربما هو جزء من الحل للحالة العراقية، وأيضا جزء من الحرب على الإرهاب وتنظيماته، ولابد من دمج لأبناء هذا المكون في المؤسسة العسكرية والأمنية، دمج يصاحبه نهج وطني وليس طائفيا في التعامل مع كل مكونات المجتمع والدولة، ولا بد من إنصاف سياسي وخدماتي، يصاحبه برنامج سياسي مع العشائر باعتبارها العنصر الجامع في تلك المنطقة، وقالت الصحيفة إن ما أشار إليه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني قبل أيام من ضرورة فتح الأبواب مع العشائر في العراق وسورية ودعمها جزء من الحلول الهامة للتعامل مع تنظيمات التطرف والإرهاب، مضيفة أن فتح هذه الأبواب يحتاج إلى أدوات والأهم أن يكون ضمن نهج لإدارة مشاكل المنطقة، والغاية ليست صناعة مراكز نفوذ للدول بل الاستفادة من هذه المؤسسة الاجتماعية الهامة في وقت ضاعت فيه معظم المؤسسات الأخرى باستثناء الميليشيات وتنظيمات التطرف.
• كشفت مصادر خاصة لصحيفة السياسة الكويتية عن مقتل قيادي كبير في "حزب الله" برصاص عناصر من الحزب في منطقة السيدة زينب بريف دمشق، وفي التفاصيل، أوضحت المصادر أن "حزب الله" عمد خلال الأشهر القليلة الماضية إلى اعتماد إستراتيجية تبديل مجموعاته المنتشرة في منطقة القلمون السورية المحاذية للحدود اللبنانية الشرقية، بهدف استيعاب حالة الاضطراب والإحباط في صفوف عناصره الذين يرفض كثير منهم الانتشار في هذه المنطقة، سيما أن غالبية المواجهات التي يخوضونها ليست ضد مقاتلي تنظيم "داعش" التكفيريين الإرهابيين، وإنما ضد مجموعات مسلحة غالبيتها مكونة من سوريين من أبناء منطقة القلمون لا علاقة لهم بالتنظيمات الإرهابية، وأضافت مصادر الصحيفة أنه في إطار تبديل المجموعات على جبهة القلمون، طلب قيادي كبير في "حزب الله" يدعى أبو الزهراء وهو من آل رمال، من عناصر الحزب الخاضعين لإمرته في منطقة السيدة زينب جنوب دمشق، بالاستعداد للانتقال إلى جبهة القلمون، إلا أن المفاجأة كانت أن عدداً كبيراً من العناصر دخلوا في مشادة كلامية معه وأبلغوه برفضهم الذهاب إلى جبهة أخرى غير الجبهة المتواجدين فيها، وشددوا على أن قتالهم في سورية مرتبط بحماية الأماكن المقدسة- ضريح السيدة زينب- وليس بحماية النظام، وبحسب المعلومات الخاصة لـ"السياسة"، تطورت الأمور إلى تضارب بالأيدي ثم إلى إطلاق النار، ما أدى إلى مقتل القيادي الكبير في الحزب برصاص العناصر المفترض أنها تخضع لإمرته سيما أنه المسؤول عن منطقة دمشق وريفها، وأكدت المصادر أن عناصر "حزب الله" في القلمون يعانون من حالة إحباط شديدة بسبب حرب الاستنزاف التي يواجهونها من قبل مجموعات المعارضة السورية، التي لجأ مقاتلوها في الأسابيع الأخيرة إلى شن هجمات مباغتة على مواقع الحزب واستخدام أسلوب القنص على نقاطه وحواجزه المتمركزة على أطراف بلدات القلمون، ما أدى إلى وقوع عدد كبير من القتلى، وبحسب المصادر، فإن حالة التوتر والهلع التي أصابت ميليشيات الحزب دفعت عناصرها لاتهام عناصر "الدفاع الوطني"- الشبيحة- بالتواطؤ ضدها، سيما في اختطاف قيادي كبير قبل أسبوعين في يبرود.