تخلصتُ من ظلم زوجي لكنني حُرمتُ من أولادي.. للطلاق ثمن لا يدفعه سوى المرأة
تخلصتُ من ظلم زوجي لكنني حُرمتُ من أولادي.. للطلاق ثمن لا يدفعه سوى المرأة
● تقارير إنسانية ١١ أبريل ٢٠٢٥

تخلصتُ من ظلم زوجي لكنني حُرمتُ من أولادي.. للطلاق ثمن لا يدفعه سوى المرأة

في كل مرة أسمع توسلات بناتي بالقبول بالعودة إلى والدهنَّ بعد طلاق مرَّ عليه 4 سنوات، عندما يتحدثن معي عن طريق الواتس، أتذكرُ على الفور تعامله ضربه المبرح لي. لا يوجد أم في العالم تتنازل عن أطفالها إلا عند تُدهس كرامتها وتتجرع المُرّ. كنتُ أعلم قبل إقدامي على أي خطوة أنني سأكون خاسرة، في حال بقيتُ على ذمته فسوف يستمر بضربي ليلاً ونهاراً، وسوف أبقى مستمرة بالعمل مع الورش الزراعية بناءً على طلبه وبيع المكياج بالتجول بين البيوت بدون أن أسمع كلمة شكر.

"خاسرة في كل الاحتمالات"
أما في حال تطلقتُ منه وأخذتُ الأولاد، فسوف يتنصل زوجي السابق من مسؤوليته كالعادة، وسوف أتحملُ موضوع الإنفاق عليهم وأنا لا يوجد لدي عمل بمدخول ثابت، كما أنه سيحملني نتيجة أي مكروه يلحق بالأولاد حتى لو كان قضاء وقدر، عدا عن إتاحة المجال أمامه لتودد إليّ والضغط عليّ كي أقبل بالعودة إليه، فاخترتُ الاحتمال الثالث أن انفصل عنه وأترك له أولادنا الأربعة. بدأتْ قصتي مع طليقي قبل 14 عاماً، لم أكن أعرفه في السابق، ويكبرني بسبعة عشرة عاماً، زوجني إياه والدي دون أخذ موافقتي. 

"ضربني وأنا عروس"
رضيتُ بقسمتي ونصيبي، وقررتُ أن أبني عائلة معه، ليمدَّ يده عليّ خلال الأسبوع الأول فقط، والسبب تأخري بتحضير الغذاء، تفاجأت حينها بطبعه، ولم أصدق ما حصل "عروس تضرب بأيامها الأولى". اضطررت للصمت لأنه من غير المعقول أن تعود عروس إلى أهلها بعد مرور أسبوع واحد فقط على الزواج. نصحتني أمي بالصبر وباستيعاب طباع زوجي وسماع أوامره. فصارَ ضربي عنده عادة، لألجأ إلى ترك البيت وأذهب إلى منزل أهلي الذين كانوا يعيدونني إليه عندما كان يأتي طالباً السماح. إذ كانوا يخافون علي من كلام الناس إذا تطلقتْ.

"كان ينفس عن غضبه بضربي"
عشتُ معه عشرة سنوات، كل يوم كنت أقول: "سوف يتغير، ربما غداً الله يهديه". أنجبنا أربعة أولاد، صبيين وبنتين، لكن طباعه كانت تزداد سوءاً، حتى نزحنا من قريتنا بريف إدلب الجنوبي في ٱيار عام 2019، وأقمنا في مخيم تابع لمشهد روحين. وبسبب الظروف التي طرأتْ على حياتنا بعد النزوح، أصبحتْ تصرفاته لا تُحتمل، صارَ يفتعل المشاكل كي يضربني وينفس عن غضبه، فصارَ أهالي المخيم يتجمعون على صوتي ويتدخلون لينقذونني من بين يديه.

نفذَ صبري وفررت من الخيمة متوجهةً إلى المخيم الذي يعيش فيه أهلي، كنتُ في حالة يُرثى لها، وٱثار الضرب واضحة على جسدي ووجهي. ولم يتوقف طليقي عند هذا الحد صارَ يتكلمُ بسوء عليّ وعلى عائلتي، هنا قرر والدي تخليصي من العذاب. فرفع عليه دعوى طلاق، وتجاهلَ كل الناس الذين أرسلهم كـ " جاهة" ليصالحني، تنازلتُ له عن حقوقي المصوغات التي بعتها خلال زواجي لأنفق على العائلة، والمهر والأولاد، كل همي كان أن أتخلص منه.

الانتقام بحرماني من أولادي
ما يزال الٱن يُحاولُ أن يُعيدني إلى عصمته، خاصة أن ولا إمرأة قبلت الزواج منه، فالكل يعرفُ طباعه، لذلك انتقمَ مني برفضه إرسال الأولاد إليّ كي أراهم أيام العطل والمناسبات، حتى أن ملابس العيد التي اشتريتها لهم أرجعها ليّ. الٱن أنا أعيش في منزل أهلي، أتابعُ أخبارَ أولادي من الناس، أراهم بالسرّ، أصبرُ على ألم فراقهم، لكن لا يوجد أمامي سوى خيارين أحلاهما مرّ إما أن أتحمل غيابهم، أو أعود إلى رحاب منزل رجل لا يجيد سوى الضرب بالتعامل مع زوجته.

الكاتب: سيرين المصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ