تقرير شام الاقتصادي 23-10-2022
تراجعت الليرة السورية خلال اليوم الأحد حيث سجلت مستويات قياسية تضاف إلى مراحل انهيار قيمة الليرة المحلية تزامنا مع تدهور الأوضاع المعيشية وغلاء الأسعار المتصاعد في عموم سوريا.
وبحسب موقع "الليرة اليوم"، سجّلت الليرة السورية اليوم مقابل الدولار في دمشق سعر للشراء 5110 وسعر 5080 للمبيع، وسجلت مقابل اليورو سعر 5040 للشراء، 5005 للمبيع، بتراجع يقدر بنسبة 0.40 بالمئة.
ووصل في محافظة حلب، سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي، سعر 5070 للشراء، و 5090 للمبيع، وسجلت أمام اليورو 5020 للشراء ،و 5000 للمبيع حيث شهدت الليرة اليوم انخفاضا في قيمتها أمام سلة العملات الأجنبية الرئيسية.
وبلغ سعر الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي بمدينة إدلب سعر 5120 للشراء، و 5110 للمبيع، وسجلت مقابل الليرة التركية 275 ليرة، والعملة التركية متداولة في المناطق المحررة شمال سوريا وينعكس تراجعها أو تحسنها على الأوضاع المعيشية بشكل مباشر.
من جانبها أبقت جمعية الصاغة بدمشق، تسعيرة الذهب دون تعديل مع تحديد غرام الـ 21 ذهب، بـ 227500 ليرة شراءً، 228000 ليرة مبيعاً، كما بقي غرام الـ 18 ذهب، بـ 194928 ليرة شراءً، 195428 ليرة مبيعاً.
ويحصل باعة الذهب في مناطق سيطرة النظام على أجرة صياغة يتفاوضون حول قيمتها مع الزبائن، بصورة تضمن لهم تحصيل سعر يتناسب مع سعر الصرف المحلي للدولار، نظراً لأن التسعيرة الرسمية، في معظم الأحيان، لا تكون واقعية.
بالمقابل، كشف مدير عام شركة سكر حمص "ياسر أيوب"، عن تحقيق أرباح بقيمة 850 مليون ليرة منذ بداية العام وحتى نهاية أيلول الماضي بينما بلغت مبيعات الشركة من منتجاتها من الخميرة الطرية والكحول الطبي وزيت القطن المكرر والصابون والكسبة وغاز الكربون والكحول الصناعي 11 ملياراً و 175 مليون ليرة في نفس الفترة
وذكر أن معمل السكر متوقف حالياً لعدم توفر المادة الأولية اللازمة للتصنيع وهي السكر الأحمر الخام و يتم الإعلان وبشكل مستمر لشراء 25 ألف طن من السكر الخامي عن طريق المؤسسة العامة للسكر ومؤخراً تم الإعلان عن طريق المؤسسة العامة للتجارة الخارجية كما تم الإعلان للتشغيل للغير عن كمية 25 ألف طن سكر خامي.
ولفت إلى أن معمل الكحول بحالة جيدة ويتم تشغيله حسب الحاجة حيث يرتبط الإنتاج بالطلب على المنتج ووصلت الكمية المنتجة خلال الفترة المذكورة إلى 440 طناً من الكحول الأبيض و 48 طناً من الكحول الصناعي إضافة إلى أكثر من 70 طناً من غاز الكربون.
نقلت جريدة تابعة لإعلام النظام عن مدير الشركات في وزارة التجارة الداخلية "زين صافي"، إحصائية تفيد بأن هناك ما يزيد عن 100 شركة تم تأسيسها في الأشهر الثلاثة الماضية، وتم حل 50 شركة في الفترة ذاتها، وهو رقم كبير قياساً بعدد الشركات المنحلة منذ بداية العام، والذي يبلغ 79 شركة، أي 75 بالمئة من مجمل العدد، فقط في آخر ثلاثة أشهر.
ورغم رفض أصحاب الشركات المنحلة التصريح للجريدة قال حول الأسباب، أكد الخبير الاقتصادي الدكتور "حسن حزوري"، أن الأسباب التي قد تدفع المستثمرين إلى حل شركاتهم أو نقل استثماراتهم خارج البلد متعددة، منها ارتفاع أسعار وتكاليف مستلزمات الإنتاج الصناعي والزراعي، سواء كانت مستوردة أم منتجة محلياً، مما ينعكس على تكلفة المنتج النهائي، نتيجة عدم استقرار سعر الصرف.
في حين انتشرت تحذيرات من بعض المطلعين على الشأن الاقتصادي في سوريا من مشكلة تكدس السيولة النقدية بالمصارف، مع تأكيدات على أنها ستشكل سببًا وجيهًا لمزيد من الانهيار الذي ستشهده الليرة السورية.
في تفاصيل أبرز ما جاء في هذا الصدد، كشفت وزيرة الاقتصاد السابقة "لمياء عاصي"، أن المصارف السورية "متخمة بالسيولة النقدية"، وإذا لم يتم التصرف بشكل صحيح فإن مزيدا من الانخفاض ينتظر العملة السورية قريباً.
ونقل موقع موالي للنظام عن الوزيرة السابقة قولها بأن هناك سيولة ضارة في البنوك، لأن الجهات العامة والنقابات ملزمة بإيداع أموالها كاملة هناك، وتلك الأموال لم تستثمر في مشاريع خدمية وإنتاجية وعقارية، حيث أن المعوقات الموجودة إما في أنظمة الجهات المودعة أو لدى الدولة ذاتها كانت السبّب بعدم استثمار هذه الأموال.
هذا وتوقع تقرير اقتصادي وصول الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي إلى 5 آلاف ليرة سورية مقابل الدولار الواحد، وهي القيمة التي سوف تستقر عندها حتى نهاية العام الجاري 2022، هذا ويرافق انهيار قيمة الليرة ارتفاعاً كبيراً في أسعار السلع والمواد الغذائية، وباتت تسجل السوق الرائجة أكثر من 5,100 ليرة سورية للدولار الواحد.