عبّر وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام، محمد المومني، عن رفض بلاده التصريحات التي اتهم فيها، وزير خارجية نظام الأسد، وليد المعلم عمّان بأنها "جزء من عملية إرسال الإرهابيين" إلى سوريا.
وقال المومني، في تصريحات إعلامية: "نرفض هذه التصريحات، وموقف الأردن القومي والإنساني تجاه ما يحدث في سوريا بائن للكافة، وقد تحمل الأردن التداعيات الأكبر في الأزمة السورية، لذلك كان الأشد حرصاً على حل سياسي للأزمة السورية".
وكان المعلم قال، في وقت سابق اليوم، إن بلاده ليست بحاجة لأي قوات برية لمحاربة "داعش"، وذلك رداً على ما تردد عن إمكانية بدء التحالف الدولي أو أطراف فيه بعمليات برية ضد التنظيم الذي يسيطر على مناطق في كل من سوريا والعراق.
وأضاف المعلم، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع فلاديمير ماكيه وزير خارجية بيلاروسيا في دمشق، إن بلاده وجهت دعوة للأردن للتعاون في مجال مكافحة الإرهاب بعد إعدام "داعش" الطيار الأردني معاذ الكساسبة الأسبوع الماضي.
وفي الوقت نفسه اتهم الأردن بأنه جزء من عملية "إرسال الإرهابيين عبر حدوده إلى سوريا بعد تدريبهم في معسكرات داخل أراضيه بإشراف الولايات المتحدة"، مضيفاً "هو يحارب داعش لأسبابه ولا يحارب جبهة النصرة على حدوده".
رأى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن الحل السياسي ممكن في سوريا، شرط رحيل رأس النظام بشار الأسد "لأنه فقد كل شرعيته"، رابطاً هذا الحل بضرورة "تنظيف سوريا والعراق من كل المجموعات الإرهابية الموجودة فيها" على حد تعبيره.
وقال أوغلو في حوار مع "الشرق الأوسط": "يجب أن تكون هناك قوى عسكرية على غرار البيشمركة لحل عسكري يقضي بتنظيف المنطقة من القوى الإرهابية في العراق". ورأى أنه يجب أن يكون الحكم بسوريا حكماً وطنياً شاملاً يحتضن كل فئات الشعب السوري.
ونفى الوزير التركي بشدة الاتهامات الموجهة إلى بلاده بدعم التنظيمات المتشددة في سوريا والسماح بدخول المقاتلين الأجانب إليها، مؤكداً أن هناك عشرة آلاف شخص مُنعوا من الدخول إلى تركيا بسبب هذا الموقف.
وأضاف قائلاً: "قبضنا تقريباً على نحو مائة شخص لديهم نوايا من هذا النوع وطردناهم، أغلبيتهم كانوا من الأشخاص الذين يحاولون أن يتسللوا للدخول إلى سوريا من الأراضي التركية، وبعضهم مقاتلون أجانب حاولوا التسلل إلى تركيا من سوريا".
ولم يستبعد جاويش أوغلو انتقال "الإرهاب" إلى بلاده، قائلاً: "نحن جيران للعراق وسوريا، والمشاكل الموجودة في سوريا متوقع أن تنتقل إلى تركيا، ونحن عبر السنين عانينا كثيراً من مشاكل الإرهاب، ونعلم كم هو مؤلم وصعب هذا الموضوع، لذلك نحن أخذنا احتياطاتنا اللازمة، وعلينا أن نكون متأهبين لحدوث مثل تلك الأمور".
نشر بيانا على صفحات التواصل الإجتماعي يطالب كافة القادات وعناصر لواء ثوار الرقة بقطع استراحاتهم وإجازاتهم والالتحاق باللواء بشكل فوري لخوض المعارك ضد تنظيم الدولة ، ودعا اللواء عبر البيان أيضا إلى نفير عام لكافة كتائبه وعناصره ، بالإضافة للجرحى الذين تماثلوا للشفاء فقد تمت مطالبتهم بالإلتحاق باللواء فور قراءتهم هذا الخبر ، وذلك لضرورة العمل الجهادي حسبما جاء في نص البيان .
أعلنت قيادة الجيش الأول عن نفير عام في الجهة الشمالية من محافظة درعا عبر بيان نشرته ، وذلك لصد محاولات قوات الأسد المدعومة بعناصر من حزب الله بالإضافة لميليشيات إيرانية وإفغانية وعراقية ، حيث يحاول جيش الأسد منذ عدة أيام التقدم على عدة جبات بريف درعا الشمالي الغربي .
و أشار الجيش الأول إلى أن نظام الأسد وبسبب خسائره في عملية كسر المخالب يستخدم كل إمكانياته في الطوق الأخير حفاظا على الخطوط الدفاعية عن العاصمة دمشق .
ودعت قيادة الجيش الأول جميع الفصائل العسكرية التابعة للجبهة الجنوبية في محافظة درعا إلى دعم ومؤازرة الفصائل المقاتلة في المنطقة ، وضرب قوات الأسد في جميع مواقع تحصنه في المحافظة ، و إرسال التعزيزات إلى الجبهات دون إحداث خلل في التوازن العسكري مع قوات الأسد في مناطقها .
دان الائتلاف الوطني السوري كافة العمليات التي ينفذها نظام الأسد مستهدفاً المناطق السكنية والمدارس والمشافي وأي أماكن أخرى يمكن أن يتواجد فيها مدنيون، في إشارة إلى المجازر التي وقعت اليوم في دوما والباب وإنخل.
وأكد الناطق الرسمي باسم الائتلاف سالم المسلط على أن "استهداف المواقع المدنية من أي طرف هو أمر مدان أيضاً بطبيعة الحال"، مشددا على "التزامنا بالاتفاقيات الدولية ذات الصلة"، ومشيرا إلى أن "الأهداف المشروعة للجيش السوري الحر كانت ولا تزال المواقع العسكرية ومراكز القيادة التي تعتبر مصدر الإرهاب والدمار فقط وأن أولويته كانت ولا تزال حماية المدنيين في كل مكان".
وأشار المسلط إلى أن الائتلاف الوطني وقيادة الأركان في الجيش السوري الحر "ملتزمة بشكل كامل بالمعاهدات الدولية"، لافتاً إلى "إدانة كل خرق يطال ميثاق جنيف، وسائر القوانين والمعاهدات الضامنة لحقوق الإنسان ومحاسبة كل من يخرقها"، مؤكدا على "وجوب تحييد المدنيين عن الصراعات العسكرية والحفاظ على حياتهم ووضع سلامتهم في المقام الأول".
رأى أحمد الريسوني، نائب رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إن نظام الأسد هو "الرابح الأكبر من داعش، فقد أنقذه من ورطة خانقة، بل من موت محقق".
وأضاف الريسوني، في بيان أصدره اليوم بعنوان "المشروعية من الحرب ضد داعش"، قائلا "الحرب على داعش، هي بالدرجة الأولى صناعة أمريكية غربية، وهي بالدرجة الثانية صناعة إيرانية طائفية، وأما الشعوب العربية وعموم المسلمين، فليس لهم في هذه الحرب ناقة ولا جمل، ليس لهم فيها قرار ولا تخطيط ولا قيادة ولا مصلحة، بل هي عبارة عن قتل المسلمين بالمسلمين بأموال المسلمين، فهي وبال عليهم في دينهم ودنياهم".
وقال نائب رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين "العشرات ممن استمعت إليهم من العلماء والأكاديميين وقادة العمل الإسلامي، خاصة من العراق وسوريا، مجمعون على أن داعش مدعومة ومخترقة وموجهة، من عدة جهات معادية للعرب والمسلمين، هي نفسها التي تتصدر الآن ما يسمى بالحرب على داعش، وأن نظام بشار الأسد هو المحتضن الأول والراعي المباشر لولادة هذا التنظيم ونشأته".
ومضى الريسوني قائلا "الدول الاستعمارية تصر على أن يكون القرار قرارها، وأن يكون زمام الحروب بيدها، وأن يكون السلاح تحت تحكمها وإمرتها، ولصالحها ولصالح إسرائيل، ففي هذا الإطار وُجدت داعش، وفي هذا النطاق تجري الحرب على داعش. وهذا هو لب المسألة وجوهر المشكلة".
وصف مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، مساعي واشنطن الرامية إلى رحيل الإرهابي بشار الأسد من منصبه بأنها مساعي" وقحة".
وقال تشوركين في مقابلة مع قناة "روسيا 24" الإخبارية: "الولايات المتحدة تتصرف بوقاحة عندما تصر على عدم رؤية مخرج من هذه الأزمة دون رحيل الأسد".
وأضاف تشوركين: "الاختلاف في النهج كبير نسبيا، ولكنه في ذات الوقت توجد إمكانية للتعاون، بما في ذلك حول الأزمة السورية، مع الأمريكيين وغيرهم من أعضاء مجلس الأمم".
دمشق::
استهدف الثوار معاقل الاسد في شارع نسرين بعدة قذائف هاون، في حين سقطت قذيفة هاون في منطقة دف الشوك وفي حي الزاهرة، كما استهدفت قوات الأسد حي التضامن ومخيم اليرموك بقذائف الهاون ، ومن جهة أخرى فقد تمركز حاجز مؤقت لقوات الأسد بعد "التاون سنتر" على طريق أتستراد "دمشق -درعا" باتجاه صحنايا ، وقام عناصره بإيقاف السيارات وتفتيشها والتدقيق على بطاقات ركابها الشخصية.
ريف دمشق::
تدور اشتباكات عنيفة على أطراف بلدات (دير ماكر - الدناجي - الهبارية - ماعص - حمريت -الطيحة - سبسبة ) بريف دمشق الغربي في محاولات من قوات الأسد لاقتحامها بالتزامن مع معارك عنيفة على الجانب الاخر بمحافظة درعا، وتتعرض مناطق الاشتباكات لقصف عنيف جدا، وقد تمكن الثوار جراء المعارك من تدمير عدة آليات وقتل وجرح أعداد كبيرة من قوات الأسد وشبيحته ومليشيات حزب الله ولواء أبو الفضل العباس الإرهابيين، واعتنموا أليات وذخائر ، ، كما إستهدف الثوار معاقل قوات الأسد في الفوج 137 بفذائف الهاون وبالرشاشات الثقيلة ، وتمكنوا من تدمير مدفع ميداني داخل رحبة الفوج ، وفي موضوع اخر فقد حدثت مجزرة مروعة في مدينة دوما، حيث وصل عدد الشهداء الى اكثر من 23 شهيدا، استشهد 18 جراء قصف السوق الشعبي بقذائف الهاون، و5 شهداء جراء الغارات الجوية، في حين القى الطيران المروحي 4 براميل متفجرة على مدينة داريا ، و تعرضت المزارع الشرقية لمخيم خان الشيخ و محيط أوتستراد السلام لقصف مدفعي من قبل قوات الأسد ، في حين قامت قوات الأسد بإحتجاز سرفيس وركابه من أبناء مخيم خان الشيح واقتادتهم لجهة مجهولة ، و أقامت حاجز مؤقت بجانب مطعم الربوة قام بتفتيش السيارات والتدقيق على البطاقات الشخصية للمارة ، بينما أفاد مكتب تنسيقية عربين باختطاف طاقمه من قبل عناصر تابعين لأحد المحسوبين على لواء الأسلام وقاموا بتكسير وتخريب ومصادرة المعدات ، و أفاد ناشطون بقيام قوات الأسد بمنع دخول سيارات البضائع والمواد الغذائية إلى مدينة التل ، .
حلب::
سقط 3 شهداء و5 جرحى جراء غارة جوية على مدينة الباب ، في حين تمكن الثوار من قتل عنصر من قوات الأسد صباح اليوم قنصا في منطقة باب الفرج .
حماة::
تمكن الثوار من تفجير سيارة يقلها 3 عناصر من قوات الاسد بعبوة ناسفة وضعت على طريق السقيلبية ادت لمقتلهم، كما جرت إشتباكات عنيفة بين الثوار وقوات الأسد في المنطقة الواقعة بين قريتي جنان وزبادي، واستهدفوا بقذائف "مدفع 130 "معاقل قوات الاسد في مدينة محردة، بينما أغارت الطائرات الحربية على قرية حمادة عمر وناحية عقيربات ، وتعرضت مدينة اللطامنة لقصف مدفعي وبالرشاشات الثقيلة.
ادلب::
شن الثوار هجوماً مباغتاً على معاقل قوات الأسد والميليشيات الطائفية الموالية له في منطقة دير زغيب الاستراتيجية ، و الواقعة جنوب غرب قرية الفوعة الموالية أيضا والتي تقع على طريق الإمداد بين "قرية الفوعة ومدينة إدلب" الخاضعة كليا لسيطرة جيش الأسد، تمكن الثوار من خلالها من السيطرة على دير زغيب، بالإضافة لتمكنهم من قتل 15 عنصر على الأقل واغتنام أسلحة خفيفة، كما و قام الثوار أيضا بتفجير خمسة مباني لجنود الأسد وشبيحته بعد تلغيمها ليسقط كل من بداخلها قتلى، و دك الثوار و بالتزامن مع هذه المعارك قرية الفوعة بالقذائف وحققوا إصابات مباشرة أسفرت عن مقتل عدد من الجنود ، ومن جهة أخرى فقد شن الطيران الحربي عدة غارات على محيط مطار أبو الظهور العسكري مما أدى لإرتقاء شهيد وسقوط جرحى .
حمص::
اطلاق نار من الرشاشات الثقيلة على المدنيين في حي الوعر ، في حين تعرضت منطقة الحولة وبلدة السعن الأسود لقصف بقذائف الدبابات وبالرشاشات الثقيلة.
درعا::
يشهد ريف درعا الغربي معارك وصفت بالعنيفة جدا وغير المسبوقة، في محاولة من قبل قوات الأسد إعادة سيطرتها على هذه الأماكن الاستراتيجية والتي تشكل هاجس خوف وقلق لارتباطها بريف دمشق الغربي ، حيث تقع الاشتباكات في اللحظات في بلدات ديرالعدس وكفرناسج ومدينة كفرشمس، وحسب ناشطين من داخل مدينة الصنمين الواقعة تحت سيطرة قوات الاسد، فإن مشفى المدينة العسكري يغص بقتلى وجرحى غير سوريين مثل اللبنانيين والعراقيين والأفغان والإيرانيين وجميعهم من الطائفة الشيعية هم عناصر لحزب الله ولواء أبو الفضل العباس، جراء المعارك الدائرة في ريف درعا الغربي ، كما تمكنوا من تدمير عدد من الآليات والعتاد الثقيل، و شوهدت 5 سيارات إسعاف من تخرج من المشفى العسكري في مدينة الصنمين بإتجاه العاصمة في حين سقط 4 شهداء من الثوار لغاية الان.
ومن جهة أخرى جرت إشتباكات بين الثوار وقوات الأسد على أطراف حي المنشية بدرعا البلد، كما استهدفوا بقذائف الهاون معاقل الاسد في مشفى الصنمين العسكري وفي حاجز الـ400، وألقى الطيران المروحي براميله المتفجرة على بلدة كفرناسج وعلى تل عنتر وعلى مناطق الاشتباكات بريف درعا الغربي، وقصفت مدفعية الأسد ورشاشاته مدينتي انحل و الحارة وأحياء مدينة درعا البلد .
ديرالزور::
اشتباكات بين تنظيم الدولة وقوات الاسد على أطراف قرية الجفرة المحاذية لمطار ديرالزور العسكري و بالقرب من قرية الجنينة ، في حين ألقت مروحيات الأسد برميل متفجر على منطقة حويجة صكر وشنت طائرات الأسد غارات جوية على بلدات المريعية والجفرة وحوايج ذياب، وسقط عدد من الجرحى في بلدة الخريطة جراء قصف مدفعي على المدنيين، وبدورها تعرضت أيضا قرية الجفرة وبلدة عياش لقصف مدفعي وبقذائف الهاون.
الرقة::
شنت طائرات حربية غاراتها على مدينة الرقة وأطرافها .
بث تنظيم الدولة لتقرير أعده الصحفي البريطاني الأسير لدى التنظيم "جون كانتلي" بعنوان "من داخل حلب" الذي تم تصويره في مدينة الباب في ريف حلب ، حيث يسيطر التنظيم.
و أشار التقرير، الذي مدته 12 دقيقة، إلى أن المنطقة تحولت إلى ركام بفعل المعارك و القصف العنيف من طائرات الأسد و من بعده طائرات قوات التحالف، ولفت كانتلي إلى الدمار هو الذي يبطئ تقدم تنظيم الدولة باتجاه حلب.
وأشار التقرير إلى أن الزراعة هي العمل الأبرز وان جهود التنظيم منصبة في هذا الاتجاه بغية تزويد الأهالي وتقوية اقتصاد التنظيم، وتطرق التقرير إلى صوامع الحبوب والمواشي.
وتحدث كانتلي عن المساجد وتحولها إلى مدارس للتعليم وفق مناهج وصفها بـ"لا يتوافق مع ما يريده الغرب"، و يتركز التعليم على القرآن و اللغة للأطفال الذي سيكونون "المجاهدي في المنطقة للأجيال القادمة".
ورصد كانتلي في تقريره مرور الطائرات بدون طيار التي قال أنه شاهدها في الموصل و في الشمال السوري، مؤكداً أن الحياة مستمرة و أن " المجاهدين لا يهمهم كم عدد العيون التي تراقبهم".
ولفت كانتلي خلال تغطية قصف للطائرات بأنها تابعة لنظام الأسد في حين أن الطائرات بدون طيران تابعة للتحالف و تساءل: "ما الذي يحصل؟ شخص ما يتعاون مع شخص آخر ليتم قصف منطقة مدنية و يموت مدنيون".
وتضمن التقرير إشارات إلى "المجاهدين" لا يخشون القصف وهم يستمتعون بالجو و المناظر الجميلة في ريف حلب كما يقومون بالصيد و شرب الشاي.
و في المحكمة الشرعية في المدينة قال كانتلي أن الشرع المطبق هو شرع وضع من 1400 عام ولا يمكن تغيره لأنه من "الله"، على عكس باقي التشريعات التي تتغير بشكل مستمر.
وفي لقاء مع أحد مقاتلي التنظيم الذي أكد أن القتال مستمر ولا يتوقف على أحد، وأنهم مستمرون في القتل في سبيل الله، ومقتل أي قائد لا يؤثر على التنظيم فكلما قتل قائد خرج العشرات غيره، وفق ما وصف أحد عناصر التنظيم.
وشملت جولت كانتلي على النقاط الإعلامية التي تتمثل بأكشاك يتم فيه توزيع إصدارات التنظيم و نشرات الأخبار، لمواجهة الهجمة الإعلامية الغربية على التنظيم.
وقال أحد عناصر التنظيم و هو فرنسي الجنسية أنه سعيد بالعمليات التي ينفذها البعض في بلاد الغرب، داعياً الجميع للقيام بواجب "الدفاع عن الدين" في أماكن تواجدهم في حال لم يتسر له الطريق للالتحاق بـ"الدولة الإسلامية".
نشر المكتب الإعلامي لولاية دمشق التابع لتنظيم الدولة شريط مصور يظهر ما قالوا أنه إعدام لأحد "المرتدين الذين غدروا بالمجاهدين" في منطقة بير قصب بريف دمشق، وأظهر الفيديو شخص إسمه "حسين الحوراني" يدلي بإعترافاته حيث قال أنه يعمل تحت إمرة "أبو علي إدارة" نائب قائد جيش الإسلام التابع للجبهة الإسلامية ، علما أن على وجهه أثر للكمات وإزرقاق ، و أضاف الحوراني أيضا أن زهران علوش القائد العسكري للجبهة الإسلامية كان يأمرهم بقتال عناصر تنظيم الدولة .
و قال "الحوراني" أن زهران علوش كان يأمرهم بالانسحاب من الجبهات في الغوطة بطرق غير مباشرة ، وأكد أيضا على أن زهران علوش والنظام يحاصران معا غوطة دمشق الشرقية ، مشيرا إلى أن عناصر تنظيم الدولة تمكنوا من القبض عليه بعد اقتحام مقراتهم ، وفي آخر الشريط ظهر أحد عناصر التنظيم يقوم بإطلاق العديد من الرصاصات على رأسه ليرديه قتيلا .
وُلدوا منذ أكثر من 100 عام؛ بعضهم يتحسر على الماضي. والبعض الآخر يصلّي من أجل السلام؛ ويحلم كثيرون بالعودة إلى ديارهم لمرة أخيرة.
هم الناجون الأكبر سنّاً من الحرب السورية. رجال ونساء وأجداد وأزواج وزوجات. يفوق سنّ كلٍّ منهم المئة عام، وهم يعيشون بعيداً عن منازلهم.
ليس لكبار السن الضعفاء، تماماً كاللاجئين السوريين الأصغر سنّاً، القدرة على الهرب والصراع من أجل إعادة بناء حياتهم بعد أن استُؤصلوا مما يألفونه. قام عشرات الآلاف بالرحلة المحفوفة بالمخاطر إلى بر الأمان وهم عاجزون وضعفاء، محاولين الهرب من العنف والاضطراب الاجتماعي الذي يقسّم بلادهم. حتى إن بعضهم حاول البقاء. هل من نقاط تفتيش، هل يمكننا العودة، هل يمكننا أن نغادر اليوم؟
المُعمّرون الإثنا عشر الذين نقدّم لمحةً موجزةً عن كلٌّ منهم في ما يلي، هم من بين أكبر اللاجئين السوريين سناً. وبما أنّهم ولدوا منذ ما يزيد عن المئة عام، فقد عاشوا الحربيْن العالميَتَيْن. واليوم، ومع معايشتهم صراعاً وحشياً آخر بدأ منذ ثلاثة أعوام ونصف، فإنهم يشعرون بالقلق على أحفادهم وعلى مستقبل سوريا.
دغا مئة وعامّ
اعتادت دغا، 101 أعوام، أن ترتي الملابس وهي تسمع صوت القذائف التي تسقط في سوريا من مأوى عائلتها في شمال لبنان. تعاني اليوم من شللٍ جزئي.
اعتادت دغا سماع صوت القذائف المتساقطة في سوريا من الخيمة الصغيرة التي تقطنها عائلتها في لبنان. كانت ترتي الثياب، جالسة بهدوء على التلة ومحاولةً معرفة المنطقة التي تنطلق منها القذائف في بلادها. أُصيبت دغا بسكتة دماغية.
وبما أنّها تعاني اليوم من شللٍ جزئي، لا تقوى إلا على الضغط على أيدي أفراد عائلتها والأصدقاء الذين يأتون ليقبّلوها. وكل أسبوع تصلها أخبار جديدة عن المزيد ممن توفوا في قريتها ومن بينهم بعض أقاربها. وبحسب أفراد عائلتها فإنها غالباً ما تبكي أثناء النوم.
".ادفنوني في مكان آخر عندما أموت. ادفنوني في سوريا. أرجوكم عِدوني بأن تدفنوني في بلادي"
وتقول فاطمة حفيدة دغا: "خوفها الوحيد هو أن تموت في لبنان. وقبل إصابتها بالسكتة الدماغية، أي عندما كانت تستطيع التحدّث بوضوح تماماً كما لو كانت شابّة، كانت تقول لنا: " ادفنوني في مكان آخر عندما أموت. ادفنوني في سوريا. أرجوكم عدوني بأن تدفنوني في بلادي".
غتوان 100 عام
استمر زواج غتوان، 100 عام، وخدوج فترة طويلة من الزمن. فقد تزوجا منذ 72 عاماً في ذروة الحرب العالمية الثانية.
تزوّج غتوان وزوجته منذ زمنٍ طويل؛ قبل 72 عاماً، أي في ذروة الحرب العالمية الثانية. ولم يستطع الصراع الدائر في سوريا تفريقهما. فعندما دمّر القصف منزلهما، هربا سوياً إلى لبنان.
واليوم، يعيش الزوجان مع عائلتهما في مأوى مؤقت تحت مرآبٍ للسيارات في صيدا، بجنوب لبنان. ينقطع التيار الكهربائي بصورة متكررة في هذا المأوى ويمضي أبناء أحفاد غتوان معظم الأمسيات متحلقين حوله بينما يأخذ قسطاً من الراحة- جيلان يعيشان في هذا المأوى المؤلف من غرفتَيْن والذي تخفت فيه الإضاءة.
يصدح صوت الآذان في منزلهم ويظن غتوان أحياناً أنّ مصدر هذا الصوت هو مسجد قريته في سوريا. ويصطحبه أحد جيرانه اللبنانيين أحياناً، في محاولة لتهدئته، إلى حقله حيث يقف بين الحيوانات ويشعر وكأنّه في دياره.
حامدة 106 أعوام
تغير الكثير منذ 45 عاماً، عندما زارت حامدة، 106 أعوام، لبنان للمرة الأخيرة. فقد توفي زوجها وفقدت بصرها، وهي الآن لاجئة.
الكثير تغيّر منذ 45 عاماً، عندما زارت حامدة، 106 أعوام، لبنان للمرة الأخيرة. فقد توفي زوجها الذي أقامت معه في بلدة بر الياس في سهل البقاع، وفقدت بصرها. واليوم، ومع استمرار الحرب في سوريا، أصبحت حامدة لاجئة.
تقول حامدة من المنزل الصغير المستأجر الذي تتقاسمه حالياً مع ابنها الأصغر وعائلته: "لعلّ الله سلبني بصري قبل أن أرى الدمار في بلادي".
"حتّى لو انتهت الحرب وأعدنا بناء منازلنا، ثمة أشياء أخرى كثيرة لن نستطيع إعادة بنائها."
أُجبرت حامدة على العودة إلى بر الياس بعد أن دُمّرت قريتها القريبة من الحدود اللبنانية السورية. "في البداية، كنّا نسمع القصف من بعيد، ولكنه طاول قريتنا في غضون بضعة أسابيع. لهذا السبب فررنا". انقلب عالمها رأساً على عقب بين ليلة وضحاها.
وتقول حامدة: "حتّى لو انتهت الحرب وأعدنا بناء منازلنا، فثمة أشياء كثيرة أخرى لن نستطيع بناءها. لم ينقسم السوريون يوماً، ولكن للأسف لن يعود الوضع يوماً إلى سابق عهده".
سعدى 100 عام
مُنيت سعدى بخسارةٍ كبيرةٍ في سنواتها التي تخطت المئة بعامين، ولكنّها لا تزال تحافظ على رباطة جأشها بفضل من حولها من أفراد عائلتها وجيرانها، في سهل البقاع في لبنان.
خسرت سعدى الكثير في حياتها؛ فقد توفيّ سبعة من أولادها العشرة، كما فقدت زوجها والآن منزلها. ولكنّها اليوم محاطة بعائلتها وجيرانها في سهل البقاع في لبنان، وتحافظ على رباطة جأشها من خلال استعادة ذكريات الأيام الجميلة التي قضتها في سوريا. وتقول: "لم يكن لأي شخص الوقت لافتعال الحروب في ذلك الحين. كنّا نستيقظ قبل طلوع الفجر ونذهب للعمل في الحقول. وفي نهاية اليوم، كان التعب يأخذ مني كل مأخذ فأغفو على ظهر الحمار في الطريق إلى المنزل".
في البداية، ترددت سعدى في المغادرة. وحتى عندما بدأ القصف، استمرت ببساطة باتّباع روتينها اليومي. وأخيراً، نجح حفيدها في إقناعها بالفرار، ولكن بعد أن وعدها بأن يعيد جثمانها إلى سوريا ويدفنها بالقرب من أخيها عندما تحين ساعتها.
صعب عليها ترك منزلها. تقول سعدى: "لولا مساعدة المفوضية، لمتنا جميعاً من الجوع هنا. ولكن الطعام ليس الحاجة الوحيدة للإنسان، فهو يحتاج إلى التفاعل مع أشخاص آخرين ليشعر أنه ما زال إنساناً وأنه ليس مجرد رقم".
بهيرة 100 عام
اضُطرت بهيرة، 100 عام، للفرار إلى العاصمة اللبنانية بيروت مع عائلتها في العام الماضي، وقد فقدت الأمل بالعودة إلى سوريا.
تجلس بهيرة على كرسيها البلاستيكي المتهالك على شرفة في الطابق الرابع، وتنظر إلى مدينة بيروت، لبنان حيث لجأت العام الماضي. وتقول بحزن ناظرةً إلى الشوارع غير المألوفة في الأسفل: "سوريا تحفة فنية خلقها الله. شعور رائع يخالجك لرؤيتها".
تريد بهيرة أن تعرف:"هل من نقاط تفتيش؟ هل يمكننا العودة، هل يمكننا أن نغادر اليوم؟
يحيط ببهيرة أبناؤها وأحفادها وأبناء أحفادها- وعددهم كبير بحيث يصعب عدهم أحياناً. في سنها، يفترض أن تستمتع بحياتها مع هذه العائلة الكبيرة والمحبّة. ولكنّها تشعر بأسى كبير على وطنها.
وبالرغم من أنّها لا تشكو، يقول ابنها إنّه يستيقظ أحياناً في منتصف الليل فيراها تبكي وحدها على الأريكة. ويقول: "تسألنا دوماً عن أقاربنا في سوريا، وعما إذا فُتح طريق القرية. تريد أن تعرف ما إذا كان ثمة نقاط للتفتيش وإذا كان بإمكاننا العودة والمغادرة اليوم؟"
خالدية، 103 أعوام
عمّرت خالدية، 103 أعوام، والتي التُقطت لها هذه الصورة في منزل ابنها المستأجر في شمال لبنان، أكثر من أشقائها جميعهم. وقد فرت من سوريا منذ عامين.
لدى خالدية صورة مفضلة يظهر فيها أخواها التوأمان واقفين بجانب والدتهما وممسكين بيدَيْها. وبالرغم من أن أخوَيْها توفيا ومن أن الصورة فقدت في عجلة فرارها من سوريا، فهي لا تزال تتخيلها كلّ صباح.
وصلت خالدية إلى لبنان منذ عامين، ولا تزال في حالة عقلية جيدة، حيث أنّها تستطيع تلاوة أسماء أبنائها الاثنَيْ عشر وأحفادها الثلاثين، فضلاً عن عدّة من أسماء أبناء أحفادها. وبما أنّها تعيش مع عائلة ابنها، فقد رجتهم بيع خاتم زواجها لتغطية نفقاتهم، ولكنّم رفضوا.
كان زوج خالدية الراحل يصغرها بعشر سنوات، وكان برتبة لواء في الجيش. وتروي بفخر: "كان الجميع يسخرون منه لأنّه تزوج من امرأة تكبره سناً، ولكنّه كان يحبّني". ومن أغلى ذكرياتها معه على قلبها، هي حين كان يشتري لها برتقالةً كل يوم. وتتذكر قائلةً: "كان يقشرها ويقدّمها لي. على الرجال دائماً تقشير البرتقال للنساء".
مفلح، 103 أعوام
يعيش مفلح 103 أعوام، في لبنان مع العائلة نفسها التي أنقذها منذ ست سنوات. حاول العودة إلى سوريا مرتَيْن.
يحصد مفلح ما زرع؛ فبعد أن استضاف عائلة من اللاجئين من لبنان في حرب العام 2006 مع إسرائيل، لجأ الآن إلى هذه العائلة نفسها. ويقوم بلال الذي كان لا يزال طفلاً عندما لجأت عائلته إلى بيت مفلح في سوريا، بالاعتناء بمفلح طوال الوقت.
منذ ثماني سنوات، استقبل مفلح في منزله في سوريا عائلة من اللاجئين اللبنانيين. واليوم، لجأ إلى منزل العائلة نفسها في لبنان.
ولكن مفلح فقد الأمل بالعودة إلى سوريا حيث قُتل طفلان من أبناء أحفاده جراء القصف. حاول الهرب مرتَيْن حتى إنه يحمل بطاقة هويته الصادرة منذ 70 عاماً في جيب قميصه. ويصرّ قائلاً: "سأعود إلى سوريا، لذا يجب ألا أضيعها".
أحياناً يطلق مفلح العنان لحنجرته، فيغني للحبّ المفقود والفرص الضائعة. يقول من دون أن يتوجّه بالحديث إلى شخص محدّد: "أشعر أنّني هنا منذ 500 عام. إنها فترة طويلة جدّاً".
فطومة 102 عام
كانت فطومة، 102 عام، الأكثر نشاطاً في قريتها في سوريا قبل أن تُضطر إلى الفرار في العام 2013. واليوم، تعاني فطومة التي تعيش كلاجئة في لبنان من حالة صحية سيئة.
فطومة أشبه بأسطورة في قريتها. فقبل ظهور الآليات الثقيلة، كانت الأكثر نشاطاً في قريتها، ولطالما تفوقت على الرجال في الاهتمام بالحقول. وتقول ضاحكةً: "كان الرجال يحصدون رقعة واحدة بينما أحصد أربع رقع في المقدار نفسه من الوقت."
فرت فطومة من شمال سوريا إلى لبنان في أوائل العام 2013 على متن حافلة مع ابنها محمد، وعمره 66 عاماً، وزوجته وأطفالهما الخمسة. واليوم، تشعر بالمرض الشديد ولكنّها لا تعرف السبب. تقول: "لا يمكن للأطباء معالجة المرض الذي أعاني منه".
يحتفظ محمد بكافة وثائق العائلة معاً في حقيبة صغيرة يُخرج منها أحياناً بطاقة هوية والده ويعيطها لفطومة لتمسكها بيدَيْها. تقبّل صورة زوجها كلّما رأتها. ويقول محمد: "كانت ملكة العالم، وها هي هنا اليوم من دون عرش".
سعدى 102 عام
تستلقي سعدى، 100 عام، على فراش صغير في المنزل الذي تتقاسمه مع ابنها في سهل البقاع في لبنان. تفتقد حريتها ومنزلها في سوريا.
تستلقي سعدى على فراشها المتواضع في المنزل الصغير الذي تتقاسمه مع ابنها وزوجته في سهل البقاع اللبناني. "هل حان وقت الصلاة؟ هل بدأ الآذان؟" هذه هي الكلمات الوحيدة التي تنطقها. وبعد أن فقدت بصرها منذ 14 عاماً، وبما أنّها أيضاً صماء بالكامل تقريباً، فإن حياتها روتين ثابت يتمحور حول الصلاة وتناول الطعام أحياناً وذكريات الحنين إلى الحياة في سوريا.
ويقول ابن سعدى: "هنا تشعر فقط أنها تنتظر ساعتها. حتى إنها تصلي لتحين ساعتها قريباً".
قبل أن تفرّ من سوريا مع ابنها منذ سنتَيْن، كانت سعدى تستمتع بالمشي على شرفة منزلها. أمّا النشاط الوحيد الذي تقوم به حالياً فهو النهوض للاغتسال لكي تتمكن من الصلاة خمس مرات في اليوم.
ويقول ابنها إنّها لا تتكلم إلا لتلاوة الصلوات أو لعن الحرب. ويقول متأمّلاً: "إنها تفتقد حريتها ومنزلها، فهي تشعر فعلاً أنّها على قيد الحياة هناك. ولكنّها هنا تشعر فقط بأنها تنتظر ساعتها. حتى إنها تصلي لتحين ساعتها قريباً".
أحمد 102 عام
يقول أحمد، 102 عام: "يقولون إنّ الله يمدّ بعمرك إذا كان يحبّك. ولكنّني كنتُ أتمنّى لو أنّه لم يحبّني إلى هذا الحدّ".
يقول أحمد من مأواه البلاستيكي في سهل البقاع: "يقولون إنّ الله يمدّ بعمرك إذا كان يحبّك. ولكنّني كنتُ أتمنّى لو أنّه لم يحبّني إلى هذا الحدّ. كنت أتمنى لو أنّني لم أعِش لأرى بلادي مدمرة".
هرب أحمد من سوريا لأسبابٍ صحية بعد أن حالت الحرب دون خضوعه لجراحة البروستات التي كان يحتاج إليها. وهو حالياً عاجز عن العودة. "سوريا هي وطني وبلدي وأنا أعبد ترابها. ولكن في الوقت الحالي فإنّ المكان الوحيد الذي أستطيع أن أدعوه وطناً، هو هذه الخيمة الصغيرة".
على الرغم من ذلك، يستمد أحمد القوة من ذكرياته وعائلته. فلديه 11 ولداً وعدداً أكبر من الأحفاد وأبناء الأحفاد بما يفوق قدرته على التذكّر. ويقول ضاحكاً: "بالطبع لا أستطيع تذكرّ أسماءهم جميعاً".
تمام 104 أعوام
تقول تمام، 104 أعوام: "أنا أشعر بالأسى على حال أحفادي وأبناء بلدي. لقد دُمّر مستقبلهم. أنا عشت حياتي ولكنّهم لن يتمكّنوا من عيش حياتهم".
تستعيد تمام التي وُلدَت في العام 1910 ذكريات شبابها في سوريا حيث كانت تعيش حياة بسيطة. كانت تستيقظ فجراً وتربط صغيرها على ظهرها وتعمل في الحقول. وتتذكّر تمام: "لم نكن نعرف المرض لأّننا كنّا نأكل ما نزرعه في أرضنا. كانت الحياة آمنة للغاية، كنا نخرج في منتصف الليل لإحضار الحطب..."
في العام الماضي، هربت تمام مع ابنها إلى سهل البقاع في لبنان. فالاضطرابات التي شهدتها السنوات الأخيرة تزعجها كثيراً. "يستمع أحفادي إلى الأخبار ويسألونني،"حبيبة ما معنى السُّنة والشيعة؟ فهم لا يعرفون. لم نكن نتناول هذه الأمور قط. كنّا جميعاً سوريين وكان هذا كافياً بالنسبة إلينا".
"عشتُ حياتي وكانت طويلة بما يكفي، ولكنّني أشعر بالأسى تجاه أحفادي وأبناء بلدي".
ترتفع درجات حرارة النهار في المأوى المصنوع من القماش المشمع والذي تتشاركه تمام مع ابنها وعائلتها الممتدة في سهل البقاع في لبنان. وإذ تجلس بجانب النافذة الصغيرة على أمل أن تستنشق بعض الهواء النقي، تضيف قائلةً: "لا أعرف متى ستحين ساعتي لمغادرة هذه الحياة؛ قد يحدث ذلك في أي لحظة. لا يهمّني المكان الذي أمضي فيه أيامي الأخيرة".
تتوّقف وتضيف: "عشتُ حياتي وكانت طويلة، ولكنّني أشعر بالأسى تجاه أحفادي وأبناء بلادي. لقد دُمّر مستقبلهم. أنا عشت حياتي ولكنّهم لن يتمكّنوا من عيش حياتهم."
خضرا 104 أعوام
في سوريا، كانت خضرا تعيش في منزلٍ تملكه وكانت تطهو وتقوم بأعمال التنظيف وتمشي حتّى 2 كلم يومياً. أمّا الآن فها هي تعيش في مخيمٍ في لبنان.
في سوريا، كانت خضرا تعيش في منزلٍ تملكه وكانت تطهو وتنظف وتمشي حتّى 2 كيلومتر يومياً. كانت تتمتع بقوة وطاقة لا محدودة. وصلت الحرب إلى بلدتها، ففرت إلى مخيم في سهل البقاع في لبنان.
تسأل: "هل تستطيع رؤية ما في قلب الآخرين؟ أنا لا أستطيع رؤية ما في قلبك ولا أنت تستطيع رؤية ما في قلبي. ولكن لو استطعت ذلك، سترى قلباً أسود؛ قلباً يبكي باستمرار على أولادي ومستقبلهم".
في البداية، كانت خضرا مصممة على البقاء في سوريا، ولكنّ القصف أجبرها على المغادرة. يقول ابنها: "منذ أن أتت إلى هنا وخسرت منزلها، فإنها دائماً حزينة. فهي لا تخرج من الخيمة أبداً، وقد بدأت صحتها تتدهور". يتذكر اليوم الذي استعادت فيه والدته وعيها قبل دفنها بساعة في العام 1980. ولكن خضرا تومئ له بالتوقف عن الكلام وتقول: "مَن يهتمّ لما إذا كنتُ قد مُتُّ منذ ألف سنة. أنا أموت كلّ يوم أمضيه في هذا المخيم".
إرتقى 23 شهيدا وسقط عدد كبير من الجرحى اليوم في مدينة دوما الواقعة بالغوطة الشرقية ، وذلك جراء شن طائرات الأسد الحربية غارات جوية عنيفة إستخدمت فيها الصواريخ المظلية شديدة الإنفجار والتدمير ، التي ضربت فيها قوات الأسد حي جوبر في وقت سابق ، وتبع ذلك قصف بقذائف الهاون على ساحة الغنم المكتظة بالمدنيين والتي إرتقى فيها العدد الأكبر من الشهداء ، في حين لا يزال البحث جار تحت الأنقاض لإنتشال جثث الشهداء .
وإستهدفت قوات الأسد من خلال هذا القصف نقطة الإسعاف المركزية في المدينة بالإضافة لنقطة الإستشفاء فيها بشكل مباشر ، مما أدى لإغلاقهما وتوقفهما عن العمل ، حيث أعلن المكتب الطبي عن توقف العمل بسبب عجزه على استقبال الجرحى بسبب الأعداد الكبيرة من الجرحى ، والتي يحتاج بعضها لعمليات جراحية عاجلة وضرورية ، وتعاني مدينة دوما منذ عدة أيام من قصف طائرات الأسد وقصف الهاون والمدفعية في ظل الحصار الخانق على المنطقة .