حلب::
بعد معارك عنيفة جدا بدأت مع بزوغ الفجر تمكن تنظيم الدولة من استعادة السيطرة على بلدات براغيدة وكفرغان واكدة بالريف الشمالي وما يزال التنظيم يحاول التقدم الى بلدة حور كلس وذلك بعد إرساله سيارة مفخخة ولكن الثوار تمكنوا من تدميرها قبل وصولها، والملاحظ هو غياب مدفعية الجيش التركي وطيران التحالف الدولي الذي ساند الثوار في الأيام الماضية، فيما نزحت مئات العوائل نتيجة التقدم الذي يحرزه التنظيم في المنطقة، وفي سياق متصل تمكن الثوار من إسقاط طائرة استطلاع تابعة للتنظيم كانت تحلق في أجواء مدينة مارع، وعلى جبهة أخرى في شمال حلب بمنطقة حندرات تواصل قوات الأسد محاولة التقدم في المنطقة تحت غطاء جوي من الطيران الحربي والمروحي وقصف مدفعي عنيف جدا حيث تجري اشتباكات عنيفة جدا تمكن خلالها الثوار من تدمير دبابة ومدفع 57 على تلة المضافة، كما تشن الطائرات الحربية والمروحية غارات جوية على منطقتي الكاستيلو و الملاح وبلدتي حريتان وتل مصيبين، بينما تعرضت أحياء الصاخور والحيدرية وطريق الباب بمدينة حلب لقصف من رشاشات الطائرات الحربية، أما في الريف الجنوبي فتستمر قوات الأسد بقصف بلدة العيس ومحيط خان طومان من الطيران الحربي والمروحي وقذائف المدفعية والصاروخية، وفي الريف الشرقي ألقت روحيات الأسد براميل متفجرة على قرية الشماوية أوقعت أضرار مادية فقط.
حماة::
شن الطيران الحربي غارات جوية على قرية عطشان وبلدة الرهجان بالريف الشرقي.
ادلب::
شن الطيران الحربي غارات جوية على مطار ابو الظهور العسكري بالريف الشرقي، كما شن ذات الطيران غارة على بلدة التمانعة بالريف الجنوبي.
حمص::
شن الطيران الحربي غارات جوية على مدينة تلبيسة بالريف الشمالي أسفرت عن استشهاد شخص وإصابة آخرين، كما شن ذات الطيران غارات على بلدة ديرفول ومزارعها وعلى قرية عسيلة ومنطقة الحولة، بينما ألقت المروحيات براميلها على قرية تيرمعلة.
ديرالزور::
سقطت عدة قذائف هاون على حيي فيلات والجورة الخاضعين لسيطرة قوات الأسد.
الرقة::
شن الطيران الروسي غارات جوية على عدة مناطق في مدينة الرقة وهي (بالقرب من مؤسسة المياه، القصر العدلي، مفرق ثانوية الرشيد، وساحة المجمع، وباب حديقة الرشيد) دون ورود تفاصيل إضافية عن حجم الخسائر في الأرواح والممتلكات.
تعرضت مناطق عدة بريف حمص الشمالي اليوم لقصف جوي ومدفعي مكثف في تصعيد جديد لقوات الأسد وطائراته الحربية أسفرت عن سقوط شهيد وعدد من الجرحى في تلبيسة.
وقال ناشطون إن الطيران الحربي لقوات الأسد استهدف بالصواريخ الفراغية استهدفت كلاً من مدينة تلبيسة ودير فول والحولة وقرية عسيلة والسعن الأسود حيث استهدفت المباني السكنية أدت لاستشهاد مدني وجرح أخرين بينهم أطفال.
كما قام الطيران المروحي بإلقاء البراميل المتفجرة على قرية تير معلة أسفرت عن سقوط عدد من الجرحى بين المدنيين ،في حين تعرضت مدينة الحولة وتلبيسة لقصف بمدافع الهاون والرشاشات المتوسطة.
اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن عدوان بلاده على سوريا هو الذي مهد و هيئ الظروف الملائمة لتحريك الحوار السوري الشامل وعملية السلام التي ستحافظ علاى سوريا كدولة موحدة و مستقلة و علمانية .
وتوعد لافروف ، في كلمة ألقاها في وزارة خارجية منغوليا ، محاولات إقامة "واحات أمن" والتحصن من الإرهاب بالفشل حتما.
و رأى الوزير الروسي أن زيارة نظيره الأمريكي إلى موسكو أظهرت أن الولايات المتحدة تحتاج إلى دعم روسيا والتعاون معها في حل أهم القضايا الدولية ، مشيراً إلى مواصلة التعاون الروسي الأمريكي النشط في سوريا، حيث تمكن الجانبان، وهما رئيسان مناوبان لمجموعة دعم سوريا، من الاتفاق على وضع خارطة طريق للتسوية وتوسيع تقديم المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين وضمان إطلاق العملية السياسية.
و من جهته أكد سكرتير مجلس الأمن الروسي نيقولاي باتروشيف ضرورة تركيز الجهود في سوريا على الالتزام بنظام وقف إطلاق النار، والعمل بحذر وبصورة تدريجية.
وأشار باتروشيف إلى ضرورة إقرار دستور مقبول من جميع السوريين، والعمل على تشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة تحت رقابة دولية صارمة.
وتابع باتروشيف "بالطبع يجب أن يحدد الشعب السوري وحده من سيصبح رئيسا".
حاولت قوات الأسد فجر اليوم التقدم على جبهات الملاح وحندرات بريف حلب تزامناً مع قصف روسي مكثف استهدف المنطقة بعدة غارات جوية.
وقال ناشطون إن الطيران الروسي استهدف مواقع الثوار على جبهات حندرات والملاح بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي مركز تلاها محاولة قوات الأسد التقدم مستغلة انشغال الثوار على جبهات تنظيم الدولة بالريف الشمالي حيث دارت اشتباكات ما زالت مستمرة حتى اللحظة تمكن خلالها الثوار من تدمير دبابة ومدفع 57 وقتل طاقمهما.
وتجدر الإشارة الى أن هجوم قوات الأسد على جبهات الملاح وحندرات تزامنه مع هجوم عناصر تنظيم الدولة اليوم في ريف حلب الشمالي والذي مكنه من السيطرة على عدة قرى جديدة والاقتراب أكثر من مدينة إعزاز.
تمكن تنظيم الدولة ليلاً من التقدم الى عدة قرى وبلدات بريف حلب الشمالي والسيطرة عليها بشكل كامل مقترباً من مدينة إعزاز وسط حركة نزوح كبيرة تشهدها المنطقة.
وقال ناشطون إن التنظيم تمكن من السيطرة على قرى " براغيدة وكفرغان وإيكدة وحوار كلس" بريف حلب الشمالي بعد تمكنه قبل أيام من استعادة السيطرة على عدة مناطق أخر بينها بلدة الراعي الإستراتيجية.
وعلى جبهة مارع تمكن الثوار من اسقاط طائرة استطلاع تابعة للتنظيم حلقت في اجواء المنطقة لرصدها، في حين شهدت جبهات حندرات والملاح مع قوات الأسد تصعيداً مكثفاً من القصف المدفعي والصاروخي وغارات الطيران الحربي بالتزامن مع هجوم التنظيم في الشمال.
وتشهد مخيمات النازحين القريبة من مناطق الإشتباك مع تنظيم الدولة حركة نزوح كبيرة باتجاه مدينة إعزاز خوفاً من وصول التنظيم لأماكن إقامتهم.
أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، مارتن شافر، عدم اعتراف بلاده بـ"الانتخابات البرلمانية" التي يُجريها نظام الأسد، في المناطق الخاضعة لسيطرته، والنتائج التي ستصدر عنها.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي، عقده الوزير الألماني ، في المركز الإعلامي الاتحادي بالعاصمة برلين، للإجابة على أسئلة حول رأي حكومة بلاده بخصوص الانتخابات المذكورة.
وتابع الوزير قائلا "عندما نأخذ وضع اللاجئين السوريين بعين الاعتبار، فإنه يستحيل إجراء انتخابات حرّة وعادلة وسط حرب أهلية"، مشيرا أن "جميع التقارير، والانطباعات، تؤكد ذلك الرأي".
وكانت فرنسا، وصفت الانتخابات ذاتها، في وقت سابق اليوم بالـ "صورية"، مشددة على إمكانية إجرائها عقب مرحلة الانتقال السياسي والموافقة على دستور جديد للبلاد، بحسب المتحدث باسم خارجيتها.
قال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، إن بلاده وبالتنسيق مع الصين، قدمتا مساء الأربعاء مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي ضد "استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل الإرهابيين في سوريا وكذلك التزامات الدول المجاورة في هذا الصدد".
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها للصحفيين عقب جلسة مشاورات مغلقة لمجلس الأمن بشأن الوضع في سوريا.
وأضاف تشوركين أن "تقديم مشروع القرار في الوقت الحالي لا يستهدف تشتيت الانتباه عن جولة المفاوضات السورية التي انطلقت اليوم في جنيف برعاية مبعوث الأمم المتحدة استيفان دي ميستورا".
وأردف قائلا "لقد قدمنا مع الصين مشروع قرار مشترك إلى مجلس الأمن، بهدف تعزيز أيادينا في الحرب على الإرهاب، ولاسيما ضد التهديدات التي تمثلها الجماعات التي تستخدم الأسلحة الكيمائية".
وأوضح المسؤول الروسي، أن "هناك تقارير وردت مؤخرا بشأن قيام الجماعات الإرهابية في سوريا، وفي العراق المجاورة، باستخدام الأسلحة الكيمائية في دير الزور وحلب، كما أن هناك تقارير أيضا تحدثت عن أن تلك الجماعات تقوم بتجهيز أسلحة كيمائية لاستخدامها".
وأشار إلي قرار مجلس الأمن رقم 2118 الصادر في 27 سبتمبر/أيلول 2013 والذي نص علي أنه " لا يجوز لسوريا أو أي طرف بها استخدام أو تطوير أو إنتاج أو امتلاك أو تخزين الأسلحة الكيميائية أو نقلها بشكل مباشر أو غير مباشر لدول أو أطراف أخرى".
واستطرد المندوب الدائم، قائلا "يبدو أن هناك شيء مفقود في هذا القرار (2118)، والذي تضمن فقرة تطالب كل دولة عضو بإبلاغ مجلس الأمن عن أي مؤشرات تحصل عليها، بشأن استخدام الأسلحة الكيمائية، من قبل أطراف من غير الدول (يقصد الجماعات الإرهابية) في سوريا، وللأسف فإن هذه الفقرة معطلة حاليا".
وحول ردود أفعال ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن إزاء مشروع القرار، قال السفير الروسي، "بعض ممثلي الدول الأعضاء ذكر في المناقشات اليوم، أن مشروع القرار ليس شاملا بما فيه الكفاية وربما كانوا محقين في ذلك، لأننا نعتقد أننا أمام قضية كونية، فيما رأى البعض الآخر، أنه من الأفضل الانتظار حتى المراجعة المتوقع إجراؤها بنهاية هذا العام، بموجب قرار مجلس الأمن رقم (1540) ولكننا للأسف لا نستطيع الانتظار أكثر من ذلك".
أعلن الناطق بإسم الرئاسية الروسية، دميتري بيسكوف، أن روسيا لا تملك خطة تماثل ما يسمى بخطة "ب" التي وضعتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية لمواجهة احتمال انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا.
وقال دميتري بيسكوف في جواب على أسئلة الصحافة مساء الأربعاء: "عند الطرف الروسي خطة واحدة ثابتة تتلخص في بذل قصارى الجهد لمساندة مساعي حل القضية السورية بالطرق السلمية، ومواصلة الكفاح ضد الإرهاب، ومساندة السلطات الشرعية السورية أثناء مكافحة الإرهاب".
وتابع بيسكوف: "وفيما يخص عملية السلام في سوريا، يرى الطرف الروسي أنه من الضروري أن تشارك كافة المجموعات الدينية والإثنية السورية في محادثات السلام".
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" قد نشرت بعض تفاصيل ما يسمى بـ"خطة ب" التي يجب أن توضع موضع التنفيذ في حال انهيار الهدنة في سوريا.
وحسب الصحيفة، فإن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وضعت خطة لتسليح المعارضة المعتدلة السورية لمواجهة النظام، وذلك في حال انهيار اتفاق وقف إطلاق النار المستمر في سوريا منذ ستة أسابيع.
وذكرت الصحيفة أن الاستعدادات لما يوصف بخطة "ب" تركز على تزويد المعارضة السورية بأنظمة أسلحة تساعدهم على توجيه هجمات لمواقع طائرات ومدفعية قوات النظام.
حذر المعارض السوري، ميشيل كيلو في لقاء تلفزيوني ، من أن السوريين لن يسمحوا بإقامة كيان مشابه لإسرائيل على أرض سورية، مشيراً إلى مشروع الفيدرالية الذي أعلنت عنه تشكيلات سياسية وعسكرية في شمال شرق سورية بقيادة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وذراعه العسكري وحدات حماية الشعب.
وأكد كيلو أنه لا توجد أرض كردستانية في سورية، بينما يوجد مواطنين أكراد لهم كل الحقوق القانونية وحقوق المواطنة، وأن لهم الحق في أن يديروا شؤونهم بأنفسهم ضمن توافق سوري عام على شكل الدولة، لكن لا توجد أي وثيقة دولية تتحدث عن أرض كردستانية في سورية.
وأضاف كيلو، بحسب ما نقلت وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، أن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري الذي يترأسه صالح مسلّم “لن يستطيع انتزاع أرض سورية، ونحن لسنا إسرائيل، ولن نسمح بإسرائيل ثانية في المنطقة”، مشيراً إلى أن غالبية المقاتلين في صفوف وحدات حماية الشعب “غير سوريين، ولا يعرفون التحدث بالعربية لأنهم قدموا من إيران وتركيا”، على حد وصفه.
واتهم المعارض السوري الولايات المتحدة وروسيا بإدخال حزب الاتحاد الديمقراطي بمشروع الفيدرالية من أجل الضغط على إيران وتركيا، محذراً من أن أي مشروع لإقامة كيان مشابه لإسرائيل في المنطقة العربية لن يمر.
كيلو أوضح، أن عدم قبول ما أسماه بـ (فيدرالية حزب الاتحاد الديمقراطي)، “ليس رفضاً لمبدأ الفيدرالية التي قد تكون خيار الشعب السوري”، إنما لأنه “يتم تحت وصاية روسية وأمريكية، وجزء من مشروع إقليمي، كما أنه يخالف كل التقاليد الكردية السياسية للعمل الوطني والديمقراطي الكردي في سورية، خاصة وأن نضال الأكراد لم يكن على أساس أن هناك كردستان في سورية أي اقليم كردي يحق لهم إقامة أرض عليه، بل كان نضالهم باعتبارهم مواطنين سوريين محرومين من حقوقهم”، وفق قوله.
قال وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف إن الانتخابات البرلمانية التي يُجريها نظام الأسد، تهدف إلى تجنب حدوث فراغ قانوني في البلاد.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك، عقده الوزير الروسي، مع نظيرته الأرجنتينية "سوزانا مالكورا"، مساء الأربعاء ، في العاصمة الروسية موسكو، لفت فيه الأول، أن تلك الانتخابات "ستُسهل عمل مؤسسات الدولة".
وأشار "لافروف" أنه "من المتوقع أن تتفق الأطراف السورية المتفاوضة في جنيف، على مسودة دستور جديد"، مؤكداً أن "ذلك الدستور سيُعتمد كأساس للانتقال إلى النظام الجديد، على أن تُنظم عقب ذلك انتخابات مبكرة".
تعهد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو بمواصلة محاربة محاور الشر التي تستهدف مواطني بلاده، متوعداً المهاجمين بدفع ثمن باهظ، وذلك عقب سقوط صواريخ على مدينة كليس من الجانب السوري لليوم الثالث على التوالي، أسفرت عن سقوط جرحى وقتلى.
وقال دواد أوغلو: "سنواصل محاربة كل محاور الشر التي تستهدف مواطنينا حتى الحصول على نتيجة"، مؤكداً أن تلك المحاور ستصبح قريباً في وضع لن يمكنها من إلحاق الضرر بتركيا.
وأفاد أن القوات المسلحة التركية قصفت مواقع تابعة لتنظيم الدولة في سوريا رداً على صواريخ سقطت من الجانب السوري على مدينة كليس(جنوب)، وذلك وفقاً لقواعد الاشتباك.
وأشار رئيس الحكومة التركية أنهم يتخذون كافة التدابير من أجل الدفاع عن بلادهم، وضمان أمن المواطنين الأتراك واستقراراهم، متوعداً الذين قاموا بالهجوم على كليس بدفع ثمن باهظ.
وقتل مواطن تركي يوم الثلاثاء، وأصيب سبعة آخرون بجروح جراء سقوط صاروخين من الجانب السوري على مدينة كليس جنوبي تركيا.
هي الأكبر منذ محاكم نورمبرغ هكذا وصفت صحيفة نيويورك الأمريكية، في تحقيقها الاستقصائي تحت عنوان "ملفات الأسد"، أضخم "وثائق سرية مسربة" تثبت ارتباط رئيس النظام السوري، بشار الأسد، بعمليات التعذيب والقتل الجماعي.
قد تشكل تلك الملفات مع الصور التي التقطها "قيصر"، الضابط المنشق عن النظام السوري، لضحايا التعذيب في المعتقلات، أكبر ملف قضائي منذ محاكمات نورمبرغ الخاصة بمقاضاة زعماء النازية عقب الحرب العالمية الثانية.
حيث تمكن الصحفي بن توب، معد التحقيق، من الاطلاع على ما وصفه بـ"الكنز"، بعد دعوة من المحقق في جرائم الحرب، بيل ويلي، الذي يعمل في محاكم دولية لمعاينة عمل لجنة أسسها لتحضير الدعوى ضد مسؤولين كبار في النظام، شرط ألّا يكشف موقع المقر والحكومات التي تساعده وأسماء العاملين معه، عدا بعض الاستثناءات.
ويقول المحقق ويلي فيه إنه أشرف، بناءً على طلب الحكومة البريطانية، على تدريب مجموعة من السوريين في إسطنبول على جمع أدلة قد تكون مفيدة في دعاوى جرائم الحرب، وكلّف مستشاراً أمنياً باختيار بعض الناشطين السوريين والمحامين طالباً تجنيد أصدقاء "موثوق فيهم".
إدانة الأسد
وأكد التحقيق أن الدعوى حاضرة لإحالتها إلى المحكمة، وأن اللجنة تعتقد أنها تملك أدلة كافية لإدانة الأسد بـ"جرائم ضد الإنسانية".
وأضاف: "إن عمل اللجنة توج أخيراً بملف قانوني من 400 صفحة تربط التعذيب المنهجي وقتل عشرات آلاف السوريين بسياسة مكتوبة وافق عليها الرئيس السوري، بشار الأسد، ونسقتها الوكالات الأمنية والاستخباراتية، ونفذها عملاء للنظام كانوا يرفعون تقارير عن عملياتهم إلى دمشق".
بدوره قال المدعي ستيفن راب، الذي رأس فرق الادعاء في المحاكمات الجنائية الدولية لرواندا وسيراليون سابقاً، والسفير الأمريكي المتجول لمسائل جرائم الحرب: إن "الملفات الموجودة في حوزة لجنة العدالة والمساءلة الدولية أغنى من أي شيء رأيته، ومن أي أمر حققت فيه في هذه المنطقة".
تجدر الإشارة إلى أن مجلس الأمن وحده من يستطيع إحالة الأسد إلى المحكمة الجنائية الدولية، وهو ما منعته روسيا والصين باستخدام حق الفيتو، في أيار/مايو 2014؛ إذ رفضت قراراً يمنح المحكمة حق التحقيق في جرائم الحرب التي ترتكبها كل الأطراف.
600 ألف صفحة إدانة
وتمكن المحققون من نقل 600 ألف صفحة من الوثائق الحكومية إلى خارج سوريا، من خلال عمليات سرية عبر تركيا خصوصاً، ولكن غالباً ما كانت قوات الأسد تحاول تدمير كل الملفات التي تعجز عن حملها إذا اضطرت إلى الانسحاب.
وكان "المحققون" السوريون يرافقون مجموعات من المقاتلين المعتدلين في هجماتهم على مقرات للمخابرات السورية، وقد سُجل ضحايا بين المحققين أولهم قضى بالرصاص عام 2012 عندما كان يركض محاولاً تهريب حقيبة مليئة بالوثائق، وجرح اثنان آخران لاحقاً، في حين قضى شقيق نائب رئيس اللجنة في كمين نصبته قوات الأسد.
الجزء الأصعب من مهمة المحققين تمثل في نقل الوثائق إلى الحدود، عملية تطلبت آليات وعمليات استطلاع لتحديد هويات نقاط التفتيش وعددها؛ الأمر الذي اضطر اللجنة إلى الدفع لمقاتلي المعارضة، ويقول ويلي: "أنفقنا مبالغ ضخمة لنقل هذه الوثائق".
وعندما تُخرج الوثائق من سوريا كانت تنقل إلى مكتب في أوروبا، حيث تولى محللون ومحامون دراستها بعناية ودقة، ووظف ويلي محللين سياسيين وعسكريين ومحققين مترجمين ومحامين في أوروبا، دأبوا على تحليل تلك الملفات والوثائق لإعداد دعوى ضد الأسد.
أوامر التعذيب
الجديد في التقرير هو ربط هذا التعذيب، الذي كان معروفاً في سوريا، بأوامر موقعة، إذ قال ستيفن راب، الذي قاد فرق التحقيق للجان الدولية في رواندا وسيراليون لستة أعوام سفيراً الأمم المتحدة في "قضايا جرائم الحرب: "إن هذه الحالة هي المرة الأولى التي يتم بها تحقيق بلجنة مستقلة تمولها حكومات لكن دون محاكمات".
كما أن مؤسس اللجنة بيل ويلي، محقق جرائم الحرب الكندي الذي عمل مع لجان تحقيق عالية المستوى، غضب من "الشريط الأحمر الجيوسياسي" الذي يشكل متابعة قضايا من هذا النوع؛ ما دفعه إلى البدء بالعمليات الإجرائية من جمع الأدلة وتنظيمها ضمن قضايا، حتى قبل أن تصدر الإرادة الدولية بملاحقتها.
وقال ويلي لـ"نيويوركر": "إن اللجنة حددت عدداً من المجرمين الحقيقيين من أجهزة الاستخبارات، الذين دخلوا أوروبا، وهو يسعى للحصول على الدعم المحلي بالتحقيقات".
وتعمل هذه اللجنة في سوريا، التي أصبح عدّ قتلى أزمتها مهمة شبه مستحيلة توقفت عنها الأمم المتحدة قبل عامين، لكن لجاناً حقوقية سورية تقدر عدد القتلى بنحو نصف مليون إلى مليون تقريباً، فضلاً عن مئات آلاف المفقودين.