توفي الطفل "محمد عبد السلام" اليوم الجمعة، بسبب الجفاف الناتج عن نقص التغذية والدواء في مدينة سقبا في الغوطة الشرقية، مسجلاً حالة وفاة جديدة ليست الأولى بسبب ماتعانيه الغوطة الشرقية من حصار خانق يمنع دخول الغذاء والدواء لأكثر من 350 ألف مدني شرقي دمشق.
وقال ناشطون إن حالة الطفل البالغ من العمر ثلاث سنوات تدهورت بالأمس ونقل إلى مشفى سقبا الجراحي، يعاني من نقص تغذية حاد، لم يستطع الأطباء تقديم أي علاج له بسبب عدم توفر الإمكانيات الطبية إلا بعض السيرومات، إلا أن الموت كان أقرب له.
وكان توفي طفل لم يبلغ الشهر من عمره بسبب الحصار الخانق والجائر الذي يفرضه نظام الأسد على الغوطة الشرقية منذ عدة أعوام، فيما تم نقل طفلة لمركز طبي في الغوطة بسبب تدهور حالتها الصحية.
ونشر ناشطون صورة للطفل "عبيدة" بعد وفاته إثر معاناة مع سوء التغذية الذي أصابه نتيجة الحصار المفروض على الغوطة، كما نشر صورة لطفلة من الغوطة تدهورت حالتها الصحية وتم نقلها لأحد المراكز الطبية، حيث تعاني من سوء التغذية أيضا.
وتعاني الغوطة الشرقية بشكل عام من تبعات الحصار الذي يفرضه نظام الأسد منذ عدة أعوام، حيث توفي العديد من المدنيين بسبب تعذر علاجهم داخل الغوطة، وخصوصا الجرحى الذين أصيبوا بجراح خطرة ناجمة عن القصف الهمجي الذي يشنه الأسد منذ بدء الثورة السورية.
الشبكة السورية لحقوق الإنسان وثَّقت في تقرير لها استشهاد ما لايقل عن 397 مدنياً، بينهم 206 طفلاً، و67 سيدة بسبب الجوع ونقص الدواء تحديداً منذ بداية الحصار على الغوطة الشرقية في تشرين الأول 2012 حتى 22/ تشرين الأول/ 2017، كما نوَّه إلى أنَّ معظم الوفيات حصلت بين الفئات الهشَّة، كالأطفال الرضع، وكبار السن، والمرضى، والجرحى.
وتعيش الغوطة الشرقية للعام الخامس على التوالي حصاراً خانقاً من قبل نظام الأسد لأكثر من 350 ألف مدني، يكابدون الموت جوعاً وقصفاً منذ سنوات على مرأى ومسمع العالم أجمع، والذي لم يحرك ساكناً لتخفيف الحصار عن المدنيين لاذنب لهم إلا أنهم ثاروا على نظام استبد بهم، فكان رد الأسد بسياسة الجوع أو الركوع من خلال الحصار الجائر والذي لم يكسر عزيمتهم خلال خمس سنوات مضت.
نقلت وكالة "إباء" التابعة لهيئة تحرير الشام عن مسؤول أمني في الهيئة، ان عدد من عناصر تنظيم الدولة في ريف حماة الشرقي سلموا أنفسهم خلال المواجهات التي تشهدها المنطقة بين الطرفين منذ أكثر من أسبوع.
وقال "أبو مالك الشامي" هو مسؤول أمني في هيئة تحرير الشام بريف حماة أن عناصر من تنظيم الدولة سلموا أنفسهم خلال الفترة الماضية حيث كانت البداية بانشقاق مجموعة من 11 شخصاً، ثم مجموعة أخرى من 5 عناصر، و 2 منهم وصلوا بعد هروبهم بسيارة تابعة للتنظيم، والبقية بشكل فردي، ليصل عدد الذين سلموا أنفسهم الى 24 شخصا بحسب ما نقلت "إباء".
ونبه "الشامي" إلى صعوبة هروبهم، لضعف ثقتهم ببعضهم وكلّما اشتد الخناق عليهم زاد عدد الفارين، وهناك تنسيق وتواصل مع أعداد أخرى يريدون تسليم أنفسهم والهيئة مستمرة باستقبالهم بحسب قوله.
وتشهد قرى عدة بريف حماة الشرقي اشتباكات عنيفة بمختلف أنواع الأسلحة منذ أكثر من أسبوع بين هيئة تحرير الشام وعناصر تنظيم الدولة الذين تسللوا للمحرر قادمين من منطقة عقيربات عبوراً بمناطق سيطرة قوات الأسد، ساعدت الخلايا النائمة التابعة لهم في المحرر على انتشارهم وتمكنهم من السيطرة على قرى عدة.
باتت سياسة "التعفيش" لمنازل المدنيين في المناطق التي تنتقل السيطرة فيها عسكرياً، سياسة مشتركة لدى قوات الأسد والميليشيات الانفصالية الكردية، نشطت عناصر الطرفين في تعفيش منازل المدنيين بعد دخولهم لمناطقهم التي يدخلون إليها محتلين لامحررين.
أخر مناطق التعفيش نشاطاً اليوم لميليشيات قسد هي مدينة الرقة التي احتلتها مؤخراً بعد اتفاق مع عناصر تنظيم الدولة أفضى لتسليم المدينة لميليشيات قسد بعد ان خلت من أهلها وسكانها، فباتت منازلها وكل مافيها من ممتلكات غنيمة لميليشيات قسد التي بدأت منذ اليوم الأول للسيطرة عليها بحملات تعفيش كبيرة لمنازل المدنيين التي سلمت من القصف.
وتعمل قوات قسد على سلب كل ماتجده من ممتلكات عامة وخاصة لاسيما منازل المدنيين وماتحويه بعد أن رحل عنها أهلها مجبرين يحملون همومهم وأوجاعهم دون تمكنهم من حمل أي من متاعهم وممتلكاتهم بسبب ماتعرضت له المدينة من قصف وقتل يومي من قبل التحالف الدولي وقوات قسد.
باتت المدينة بكل مافيها تحت رحمة عصابات تعمل على نقل كل الممتلكات باتجاه مناطق سيطرتها في الحسكة وبيعها في أسواق كبيرة خصصت لذلك بأسعار ترجع عائداتها لقادة الميليشيات وعناصرها المشاركين في التعفيش.
سياسة التعفيش التي كانت حكراً على ميليشيات الأسد انتهجتها منذ سنوات عدة في نهب خيرات وممتلكات المدنيين في المناطق التي كانت تسيطر عليها، حتى باتت سياسة متبعة في جميع المناطق ولدى جميع الميليشيات، أصبحت اليوم تشاركية مع قوات قسد المحتلة للمناطق العربية، لم تكن مدينة الرقة أول منطقة تطالها عمليات التعفيش بل سبقها عشرات القرى والبلدات العربية التي نالت نصيبها من التعفيش والسلب وطرح أهلها والسيطرة على كامل مقدراتها.
أكدت ممثلية روسيا الدائمة لدى الأمم المتحدة، أن موسكو تدرس التقرير الجديد لخبراء الأمم المتحدة، ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، حول الهجمات الكيميائية في سوريا.
وقال الناطق الصحفي للممثلية، "فيودور سترجيجوفسكي"، "بدأنا دراسة دقيقة للوثيقة التي تحمل طابعا تقنيا شاملا. ومن الضروري إجراء دراسة كهذه بالاستعانة بخبراء من مختلف المؤسسات".
جاء هذا التصريح بعد أن قدمت لجنة التحقيق الدولية تقريراً حول استخدام أسلحة كيماوية بسوريا المعروفة اختصاراً بـ(جيم)، مساء أمس الخميس، وأكدت أن "نظام الأسد" هو المسؤول عن الهجوم الكيماوي على بلدة خان شيخون في أبريل الماضي، والذي راح ضحيته أكثر من 100 مدني، وأصيب ما يزيد على 500 آخرين.
وأضاف الدبلوماسي الروسي، "يثير دهشتنا مرة أخرة، أن وكالات أنباء غربية تنشر بلا خجل، اقتباسات مباشرة من وثيقة داخلية لمجلس الأمن الدولي".، في اشارة منه الى نقل وكالة فرنس بريس لمضمون التقرير في وقت سابق، وتأكيدها أن نظام الأسد هو المسؤول عن الهجمات على خان سيخون.
وقال ممثل منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية لدى الأمم المتحدة، "لوي تشاربونو"، إن التقرير "يجب أن ينهي النقاش بشأن من هم المسؤولون عن هجوم خان شيخون، لقد أظهر التقرير بوضوح أن الحكومة السورية استخدمت الأسلحة الكيماوية في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي".
وأضاف تشاربونو، في تصريح مكتوب، "السؤال المطروح الآن هو هل سيتحرك أعضاء مجلس الأمن، بما في ذلك روسيا، ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، لحماية قاعدة دولية رئيسية ومحاسبة السلطات السورية؟".
من جهته، أكد الأمين العام للأمم المتحدة، "أنطونيو غوتيريش"، ثقته الكاملة باحترافية آلية التحقيق المشتركة، وموضوعيتها وعدم تحيزها، بحسب ما صرح به نائب المتحدث الرسمي باسمه فرحان حق.
وعلقت السفير الأمريكية لدى الأمم المتحدة، "نيكي هايلي"، على التقرير، حيث قالت في بيان: "مرة أخرى نرى تأكيدا مستقلا لاستخدام نظام الأسد الأسلحة الكيميائية".
وأضافت "على الرغم من هذه التقارير المستقلة، ما زلنا نرى بعض البلدان تحاول حماية هذا النظام؛ وهذا يجب أن ينتهي الآن".
وكان مجلس الأمن أخفق، يوم الثلاثاء، في تجديد تفويض مهمة التحقيق في استخدام أسلحة كيماوية بسوريا، بسبب استخدام روسيا لحق النقض الـ"فيتو" ضد مشروع قرار أعدته الولايات المتحدة.
وفي جلسة التصويت حصل مشروع القرار على موافقة 11 دولة من إجمالي أعضاء المجلس الـ15 دولة، لكن حق النقض الذي مارسه المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير "فاسيلي نيبنزيا"، حال دون صدور مشروع القرار.
وبحسب ميثاق الأمم المتحدة، يقتضي تمرير مشروع القرار بالمجلس حصوله على موافقة 9 أعضاء على الأقل، شريطة ألا تعترض عليه أي من الدول الخمس دائمة العضوية بالمجلس، وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا.
وتشكلت آلية التحقيق المشتركة التي تضم بعثة الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية عام 2015، وجرى تجديد تفويضها عاماً آخر في 2016، حيث تنتهي ولايتها بحلول 17 نوفمبر المقبل.
كشف وزير الداخلية الفرنسي، "جيرار كولومب"، أن أكثر من 240 شخصا عادوا من مناطق القتال في سوريا والعراق منذ 2012.
وقال كولومب، في إفادة له أمام مجلس الشيوخ، إن فرنسا تتكفل بمعالجة قضايا العائدين بشكل كامل، مشيرا إلى أن الاتفاقات الموقعة بين فرنسا وتركيا لضبط تدفق المهاجرين تسمح لباريس بأن تراقب عن كثب هؤلاء الذين يعودون من ساحات القتال في سوريا والعراق، والذين يمكن أن يرتكبوا اعتداءات في فرنسا.
وأضاف كولومب أن أكثر من 130 شخصا من العائدين يقبعون في السجون حاليا، فيما يواجه الباقون الملاحقة القضائية، أو الإدارية من قبل جهاز الاستخبارات.
قال وزير الخارجية البريطاني، "بوريس جونسون"، عقب نشر تقرير آلية التحقيق المشتركة التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في سوريا، أن هذا التقرير توصل لاستنتاج واضح، ان نظام الأسد استخدم غاز الأعصاب السارين ضد أهالي خان شيخون في سورية يوم 4 إبريل/نيسان.
وأدانت الخارجية البريطانية، في بيان صادر عنها مساء الخميس، هذا الانتهاك لقواعد الحرب، ودعت المجتمع الدولي لإبداء وحدته في محاسبة نظام الأسد عن أفعاله.
وقال البيان، ان روسيا وعدت في 2013 بضمان أن يتخلى نظام الأسد عن كافة أسلحتها الكيميائية، ومنذ ذلك الحين وجد المحققون تورط نظام الأسد باستخدام غازات سامة في أربعة اعتداءات مختلفة.
وتابع جونسون، "قد حاولت روسيا مرارا وتكرارا عرقلة جهود التوصل للحقيقة بشأن الاعتداء في خان شيخون، نافية حتى استخدام غاز السارين، ومن ثم استخدمت حق النقض الفيتو يوم الثلاثاء ضد قرار كان سيمدد عمل فريق التحقيق. لقد اختارت روسيا باستمرار التغطية على أفعال الأسد".
واعتبر البيان أن هذا التصرف "يقوض الإجماع الدولي ضد استخدام الأسلحة الكيميائية"، مطالباً روسيا بالتوقف عن حماية حليفها (الأسد) والإبقاء على التزامها بضمان عدم استخدام الأسلحة الكيميائية مرة أخرى نهائيا.
وشدد الوزير البريطاني، على أن استخدام تنظيم الدولة للكيماوي، "يعتبر فظيعا – بغض النظر عن المسؤول عنه – ولا بد وأن يتوقف تماما وإلى الأبد".
وأكد التقرير بأن تنظيم الدولة مسؤول عن تنفيذ اعتداء باستخدام غاز الخردل في قرية أم حوش في سبتمبر/أيلول 2016.
أكد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، "زيد بن رعد الحسين"، اليوم الجمعة، إن الوضع الإنساني في الضواحي المحاصرة شرقي دمشق صادم ، مطالباً بالسماح بدخول المواد الغذائية الى الغوطة الشرقية.
وقال الحسين، إن "على أطراف الصراع أن تسمح بدخول المواد الغذائية والأدوية إلى ما لا يقل عن 350 ألف سوري محاصر".
وأكد الحسين في بيان، "الصور الصادمة التي ظهرت في الأيام الأخيرة لأطفال يبدو أنهم يعانون سوء تغذية بالغاً مؤشر مخيف على محنة سكان الغوطة الشرقية الذين يواجهون الآن حالة طوارئ إنسانية".
ويعاني المدنيين في الغوطة من حالة انسانية صعبة، بعد الحصار المطيق الذي يفرضه نظام الأسد عليهم، ما أدى لانتشار أمراض سوء التغذية في المنطقة لا سيما بين الأطفال، وموت عدد منهم بسبب عدم توافر المواد الغذائية والأدوية اللازمة للعلاج.
عقد عدد من النشطاء الإعلاميين اجتماعاً في مدينة إدلب الأمس الخميس تحت عنوان "المؤتمر الإعلامي العام"، برعاية الهيئة التأسيسية المشكلة في المؤتمر السوري العام الذي عقد في 16 أيلول الماضي، نتج عنه الإعلان عن انتخاب هيئة تأسيسية تمهد لتشكيل حكومة داخلية تتضمن عدة وزارات وكيان إعلامي، مهدت له بعدة ورش إعلامية كانت من ضمن المؤتمر السوري العام.
أكدت مصادر ميدانية في إدلب أن قرابة 40 ناشطاً إعلامياً من محافظات عدة اجتمعوا في مدينة إدلب قبل أيام بورشة إعلامية هدفها تشكيل كيان إعلامي موحد ومنظم بتوجيه من الهيئة التأسيسية، تمخض عنه تشكيل "لجنة تحضيرية" تمهد للمؤتمر الإعلامي العام، قامت اللجنة بتوجيه دعوات لنشطاء في محافظات الشمال ريف إدلب وحماة وحلب واللاذقية للتفاعل في تأسيس كيان إعلامي جامع تحت عباءة الهيئة التأسيسية.
عقد "المؤتمر السوري العام" أولى اجتماعاته الأمس الخميس في السادس والعشرين من شهر تشرين الأول في مدينة إدلب، بحضور باهت لقرابة 40 ناشطاً وصحفياً عاملين في المجال الإعلامي، غابت عنه النخب الإعلامية، من بين الحضور مسؤول العلاقات الإعلامية في هيئة تحرير الشام "عماد الدين مجاهد"، وعدد من النشطاء من ريفي إدلب وحلب.
وجاء في البيان الختامي لـ"المؤتمر الإعلامي العام" أن الأمانة العامة للمؤتمر العام للإعلاميين عقدت اجتماعها الأول في محافظة إدلب بتاريخ 26/10/2017، لتشكيل كيان إعلامي عام وذلك بعد توجيه دعوات عامة للإعلاميين والناشطين للمشاركة بصياغة المشروع و وضع الأسس الناظمة لعمله و تم إقرار الاسم بعد التصويت وفق الأغلبية على أن يحمل الكيان اسم "المؤسسة السورية للإعلام".
كما خلص المؤتمر إلى انتخاب رئيس للمؤسسة وأعضاء لمجلس الإدارة تشمل مكاتب العلاقات العامة وأمانة السر والتصوير والمونتاج والمكتب التقني والتوثيق والأرشفة والتحرير والنشر وشؤون الإعلاميين والإعلاميات، على أن يتم تكليف الإدارة بتسمية المكتب القانوني والمالي، إضافة لمكتب الترجمة وإعداد النظام الداخلي الخاص بعمل المؤسسة السورية للإعلام.
سجالات كبيرة دارت خلال الأيام الماضية عبر غرف إعلامية خاصة بالمؤتمر السوري العام، وغرف إعلامية تجمع نشطاء من مختلف المحافظات حول الكيان الإعلامي الجديد الذي يتماشى مع تشكيل حكومة داخلية تمخضت عن المؤتمر السوري العام وقبله مبادرة الأكاديميين التي شكك بها الكثير في أنها تدار بشكل مباشر من هيئة تحرير الشام التي باتت القوة المتملكة في القرار المدني والعسكري في إدلب.
هذه السجالات تطرقت للتشكيل الجديد وطرحت الشكوك التي تلاحقه من خلال تبعيته لحكومة الداخل والهيئة التأسيسية، أبدى فيها النشطاء تخوفهم من أن تكون بداية المؤسسة لاحتكار النشطاء الإعلامي في المناطق المحررة، وطالبوا القائمين على المشروع بضرورة الاجتماع من النخب الإعلامية واطلاعهم على تفاصيل المشروع واجابتهم عن جميع التساؤلات والمخاوف التي تدور حوله، إلا أن الهيئة التأسيسية واصلت اجتماعات الورش الإعلامية بمن حضر، مع طلبها من النشطاء للحضور وطرح مايريدون من خطط ومشاريع، إلا أن المخاوف دفعت غالبية النشطاء والنخب الإعلامية للامتناع عن الحضور واقتصر حضور الورش الإعلامية والمؤتمر العام بما يقارب الأربعين ناشطاً من أصل أكثر من 700 ناشط عاملين في المجال الإعلامي في محافظة إدلب وحدها من عدة محافظات.
جاء الحراك لتشكيل كيان إعلامي تماشياً مع تشكيل حكومة الداخل، في وقت تعرض له النشطاء لسلسلة مضايقات مارستها المؤسسات المدنية والأمنية لهيئة تحرير الشام في إدلب في الآونة الأخيرة في التضييق على النشطاء وعملهم من خلال فرض ما سمي بـ"التصريح الأمني" والذي أثار جدلاً كبيراً دفع الإدارة المدنية لإصدار قرار بعدم التعرض لأي ناشط في عمله سواء كان يملك تصريح أمني أو لا.
ودعا "عماد الدين مجاهد" مسؤول العلاقات الإعلامية في هيئة تحرير الشام على خلفية القرار في مداخلة هاتفية عبر "قناة الأورينت" النشطاء الإعلاميين في الشمال السوري لضرورة تشكيل كيان إعلامي نقابي جامع ومنظم لضمان حقوقهم حسب قوله، كما وجه دعوة لجميع الصحفيين حول العالم للدخول إلى المناطق المحررة مبدياً استعداد الهيئة لتأمين حمايتهم.
ويتخوف النشطاء الإعلاميين العاملين في المناطق الخاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام من أن يكون الكيان الإعلامي المزمع تشكيله باباً لتضييق الخناق وتقييد عملهم من خلال دفعهم للعمل تحت عباءة هذه المؤسسة بحجة تنظيم وتوحيد العمل الإعلامي، وهذا محل رفض كبير، في الوقت الذي تحدث فيه نشطاء عن أن المؤسسة جزء من حكومة الداخل ولن يكون لها أي رقابة أو دور إلا على النشطاء الذين سينضمون إليها ويعملون باسمها في المحرر.
اعتقلت القوة الأمنية التابعة لفيلق الرحمن في الغوطة الشرقية الأمس الخميس، ناشطين إعلاميين من مكان عملهما في مدينة كفربطنا في الغوطة الشرقية، دون أي توضيحات عن سبب الاعتقال، قوبلت برفض كبير من قبل النشطاء الإعلاميين في الغوطة الشرقية.
وذكرت مصادر عدة أن عناصر من القوة الأمنية لفيلق الرحمن داهمت المكتب الإعلامي في مدينة كفربطنا واعتقلت الناشطين "أنس أبو أيمن، علي بكر"، وهما من كوادر مكتب دمشق الإعلامي، وقامت باقتيادهما إلى جهة مجهولة.
الشبكة السورية لحقوق الإنسان أكدت الاعتقال وبينت أن عناصر تابعة لفيلق الرحمن اعتقلت النشطاء من مكان وجوده في بلدة كفربطنا، واقتادتهم إلى أحد مراكز الاحتجاز التابعة لها في بلدة عين ترما شرق محافظة ريف دمشق، في 26 تشرين الأول، في حين قال الناطق الرسمي باسم فيلق الرحمن وائل علوان لـ "شام" إنه لايملك أي تفاصيل عن القضية وسيتابع الأمر.
سبق ان اعتقل عناصر جيش الإسلام الناشط الإعلامي "منيب أبو تيم" من منزله وسط مدينة دوما بالغوطة الشرقية المحاصرة بريف دمشق، دون وضوح الأسباب أيضاَ.
طالب نشطاء في الغوطة الشرقية بالإفراج الفوري عنهم واحترام العمل الإعلامي والنشطاء الإعلاميين في مناطق سيطرتهم وعدم التعرض لهم بأي إهانة من خلال عمليات الاعتقال او التضييق، مهددين بالتصعيد في حال رفض فيلق الرحمن الإفراج عنهم.
تتواصل الهجمة الجوية من الطيران الحربي الروسي وطيران الأسد، على قرى ريفي حماة وإدلب الشرقيين، تزامناً مع الاشتباكات الدائرة بين عناصر تنظيم الدولة وقوات الأسد من جهة وهيئة تحرير الشام من جهة أخرى على محاور عدة.
وقال ناشطون إن قرى ريف حماة الشرقي وما يحاذيها من قرى بريف إدلب تتعرض لهجمة مستمرة من الطيران الحربي الروسي وطيران الأسد بنوعيه الحربي والمروحي، تتزامن مع اشتباكات عنيفة بين هيئة تحرير الشام وعناصر تنظيم الدولة الذين تسللوا للمنطقة بعد المرور ضمن مناطق سيطرة قوات الأسد، حيث تمكنت الهيئة من تقويض مناطق تمركزهم وباتت تحاصرهم في عدة قرى صغيرة، في الوقت الذي دخلت فيه قوات الأسد في عمق مناطق التنظيم باتجاه المحرر، بتعاون واضح وصريح.
الغارات الجوية العنيفة على المنطقة والتي تطال القرى التي تحررها هيئة تحرير الشام من عناصر التنظيم فيما يبدو أنه لتشتيت هيئة تحرير الشام وإعطاء المجال للتنظيم للمراوغة والالتفاف، وكأنه دعم جوي واضح بحسب أبناء المنطقة.
تسببت الغارات المستمرة بإجبار الآلاف من المدنيين وقاطني المخيمات الصغيرة المنتشرة في المنطقة للنزوح منها باتجاه مناطق أكثر أمناً بعد سقوط العشرات من الجرحى والعديد من الشهداء وتدمير البنية التحتية في قراهم بشكل كبير.
وأعلن مجلس عرفة المحلي أن القرى التابعة للمجلس بريف حماة الشرقي باتت منكوبة بالكامل جراء ما تتعرض له من قصف متواصل من الطيران الروسي وطيران الأسد، في حين وجه العشرات من النشطاء نداءات للمنظمات الإنسانية للسعي في إغاثة النازحين وتأمين احتياجاتهم في مناطق نزوحهم الجديدة.
قضى قيادي في هيئة تحرير الشام يدعى "أبو طلحة الأردني"، متأثراً بجراح أصيب بها جراء استهداف سيارته بعبوة ناسفة قريب بلدة معردبسي بريف إدلب ليلاً، سبق ذلك استشهاد العديد من قيادات وكوادر هيئة تحرير الشام خلال الأسابيع الماضية، لم تكشف الخيوط عن الجهات التي تتولى القيام بتنفيذ عمليات الاغتيال والتصفية.
تتكرر عمليات الاغتيال والتصفية الجسدية خلال المرحلة الأخيرة في ريف إدلب، لاسيما لكوادر هيئة تحرير الشام من عناصر وقياديين، قضى قبل يومين نجل القيادي في تحرير الشام عروة ابن أبو مالك التلي تصفية على يد مجهولين خلال عودته من نقاط الرباط بريف إدلب الجنوبي، كما قضى عدد من عناصر الهيئة على يد مجهولين أيضاَ في ريف معرة النعمان.
واستهدف مجهولون بعبوة ناسفة سيارة "مصطفى زهري" قيادي في هيئة تحرير الشام في مدينة الدانا بريف إدلب الشمالي أدت لاستشهاده على الفور قبل أيام، في حين عثر الأهالي على جثة قيادي آخر في صفوف الهيئة مقتولاً بريف إدلب الشرقي بعد يوم من اختطافه.
سبق أن اغتال مجهولون يستقلون سيارة في 20 أيلول بالرصاص الشرعيان "أبو يحي التونسي، وأبو سليمان المغربي" بالقرب من منطقة الكورنيش بمحيط مدينة إدلب، كما اغتال مجهولون الداعية السعودي والشرعي في هيئة تحرير الشام "سراقة المكي" أثناء خروجه من صلاة الجمعة في جامع سعد بن أبي وقاص بمدينة إدلب بعد إطلاق النار عليه بشكل مباشر، أدى لاستشهاده.
كما اغتيل القيادي في فيلق الشام " عقبة الباشي" جراء استهداف سيارته بعبوة ناسفة في مدينة كفرتخاريم قبل أسبوع.
ولعل تكرار عمليات استهداف الكوادر المنتمية لهيئة تحرير الشام وفصائل أخرى لاسيما في الآونة الأخيرة، دون الكشف عن هوية الخلايا التي تنفذ عمليات الاغتيال في مناطق سيطرة تحرير الشام تساؤلات كبيرة عن أهداف هذه العمليات ومرتكبيها، في الوقت الذي تتبنى فيه كتائب مجهولة باسم "نصرة المظلوم" العديد من هذه العمليات إلا أن هذه الكتائب مجهولة ولا يعرف انتماؤها أو تبعيتها ولا يمكن البت في أنها هي المسؤولة عن هذه العمليات.
وأرجع البعض هذه العلميات لعودة النشاط للخلايا النائمة التابعة للواء الأقصى تحديداً المبايع لتنظيم الدولة، لاسيما أنه سجل عودة العديد من عناصر التنظيم لريف إدلب مؤخراً، قبل أن يدخل عناصر من التنظيم من منطقة عقيربات أيضاَ بعتادهم العسكري لريف حماة الشرقي، وتبدأ الخلايا النائمة التابعة لهم بالتحرك بالتزامن مع صد تحرير الشام لتقدمهم بريف حماة.
أكد تقرير دولي مسؤولية نظام الأسد عن شن هجوم كيميائي على مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي في أبريل/نيسان الماضي. وقد نددت واشنطن بهذه المجزرة فور تسليم التقرير لمجلس الأمن الدولي.
وكانت لجنة التحقيق المشتركة للأمم المتحدة والمنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية سلمت تقريرها إلى مجلس الأمن أمس الخميس، وأشارت التسريبات أن التقرير يدين نظام الأسد باستخدام غاز الأعصاب (السارين) في خان شيخون.
كما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أنها اطلعت على التقرير الذي قالت فيه لجنة التحقيق إنها واثقة من أن النظام السوري مسؤول عن المجزرة التي أودت بحياة أكثر من 87 شخصا، وأثارت موجة إدانات دولية واسعة.
وذكر مراسل "الجزيرة" أن النظام كان قد نفى أي مسؤولية له في المجزرة وأن روسيا دافعت عنه بدورها، مما جعل الموقف غامضا ومثيرا للجدل، لذا تكتسب التسريبات الصادرة الآن أهمية كبيرة.
وأضاف أن مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي أصدرت بيانا مقتضبا قالت فيه إن هذه هي المرة الرابعة التي يشهد فيها خبراء أن النظام السوري يستخدم أسلحة محرمة دوليا ضد المدنيين، وطالبت هيلي دول العالم بمحاسبة النظام.
وأوضح المراسل أن هيومن رايتس ووتش أصدرت بدورها بيانا طالبت فيه بمحاسبة المسؤولين من نظام الأسد.
وكانت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية قد أكدت نهاية يونيو/حزيران الماضي استخدام غاز السارين في هجوم خان شيخون، لكنها لم تحدد مسؤولية أي طرف.