حذر تقرير لمجلس الأمن الدولي، من أن تنظيم داعش قد بدأ إعادة ترتيب نفسه في كل من العراق وسوريا تحت قيادة زعيم جديد، يعتقد أنه أحد العناصر العراقية الفاعلة التي قادت مجزرة التنظيم ضد الإيزيديين.
وقال التقرير الجديد، إنه بعد خسارة التنظيم لأراضيه، بدأ في ترتيب نفسه في كل من سوريا والعراق، حيث نفذ هجمات على نحو متزايد، وطالب وخطط لإخراج مقاتلي التنظيم من المعتقلات، وقد استغل التنظيم ضعف الظروف الأمنية في كلا البلدين.
وأوضح التقرير المطول أن أحد أسباب مرونة تنظيم داعش هي مصادر تمويله الكافية، خاصة بعد تقلص نفقات التنظيم العامة حيث لم يعد لديه دولة كبيرة لإدارتها، لافتاً إلى إنه وفقا لأحد التقييمات الأكثر تحفظا من قبل الدول الأعضاء في مجلس الأمن، فإن تنظيم داعش لا يزال لديه 100 مليون دولار في خزينته.
ولفت التقرير إلى أن الحدود بين العراق وسوريا غير مؤمنة بشكل كاف، مما يسمح لبعض التحركات للمقاتلين بين الدولتين، وقد أدت التطورات الأخيرة في شرق الفرات إلى زيادة في نشاط داعش في محافظتي دير الزور والحسكة، وتصاعد في عدد الهجمات التي تستهدف التحالف بقيادة الولايات المتحدة، والجماعات المسلحة المحلية غير الحكومية.
وكشف التقرير أن القائد الجديد للتنظيم هو الأمير محمد سعيد عبد الرحمن محمد المولى، والذي كان نائبا لأبي بكر البغدادي، لكن حذر التقرير من أن المعلومة لم يتم التأكد منها بعد.
وقال أحد كبار المسؤولين الأميركيين في مكافحة الإرهاب لشبكة "CNN"، إن التنظيم قد "أظهر في الماضي علامات لإعادة التأسيس في العراق، خاصة في محافظتي ديالي وكركوك، وفي جنوب الفرات، وفي مناطق يفترض أن يكون النظام السوري مسؤولا عنها إلا انه بشكل كبير لا يفعل ذلك، وقد كانوا نشطين جدا، ونحن قلقون".
وأوضح تقرير الأمم المتحدة أن قرار ترامب في الخريف الماضي بتخفيض عدد القوات في سوريا قد خلق خطرا أكبر بخصوص عمليات الهروب من السجون من قبل الآلاف من مساجين داعش، الذين لا زالوا محتجزين في يد القوات الكردية شمال سوريا.
وقدر التقرير عدد مساجين داعش في هذه المعتقلات، بحوالي 10 آلاف مقاتل، من بينهم ألفي مقاتل أجنبي، وقد حذر التقرير من دول محتمل للمعتقلات النساء في جعل هذه المعتقلات متطرفة.
وأشار تقرير الأمم المتحدة، إلى أن الجذور التركمانية لأمير داعش الجديد المولى، قد أدت بعض الدول إلى إعادة التقييم بأنه مجرد خيار مؤقت حتى تجد المجموعة أمير آخر أكثر شرعية، منحدر من نسب قرشي.
ولفت التقرير إلى أن داعش سيواجه تحد على المدى الطويل هو تحميس مؤيديه- خاصة أولئك في المناطق البعيدة- لمبايعة القائد الجديد دون تعريضه للخطر عن طريق التواصل معه مباشرة والتأكد من هويته.
وخلصت نتائج التقرير إلى أن خطر داعش قد انخفض بشكل عام في الفترة بين 2015 و2017، عندما سيطرت داعش على مساحات في سوريا والعراق، وأطلقت موجة من الهجمات حول العالم. لكن هناك قلق كبير بشأن مرونة التنظيم وأتباعه حول العالم، بالإضافة إلى التهديد المحتمل لتنظيم القاعدة.
وأوضح التقرير أن فروع القاعدة أقوى من داعش في بعض مناطق الصراع، خاصة في منطقة الساحل الأفريقي، والصومال، واليمن، وشمال غرب سوريا، محذرا في نفس الوقت من الجهود المشتركة لداعش والقاعدة في غرب أفريقيا.
وأضاف أن "تنظيم داعش يظهر أنه لم يقم بتجديد قدرته على التخطيط في العمل خارجا، بالرغم من ظهور مستندات في سوريا بخصوص مخطط داخل داعش لإعادة تأسيس مكتبهم لدعم عملائها في أوروبا من خلال التخطيط وتنفيذ الهجمات."
وتابع التقرير "بالرغم من ضعف البنية الحالية (للتنظيم)، فإن خطر الهجمات المركبة في أوروبا- خاصة التي قد ينفذها عملاء سابقون ذوو خبرة، والذين لديهم القدرة على العمل باستقلال- يتم تقييمه."
وقد عانى داعش من نكسة في قدرته على التخطيط لهجمات في نوفمبر 2009، بعدما قامت وكالة الاتحاد الأوروبي للتعاون في إنفاذ القانون (Europol) بعملية بالتعاون مع شركات الإنترنت، أدت إلى إزالة كميات كبيرة من مواد داعش على الإنترنت، خاصة من على تطبيق تليغرام للمراسلة، بحسب تقرير الأمم المتحدة.
وفي تقييمه لخطر القاعدة، ركز التقرير بشكل خاص على مجموعة "حراس الدين" الموالية للقاعدة، والتي تتكون من 3500 إلى 5000 آلاف عنصر مواليين للقاعدة في محافظة إدلب السورية، حيث تنوي قيادة هذه المجموعة إلى إعادة إحياء العمليات الخارجية ضد مصالح الغرب والولايات المتحدة مادام ذلك كان ممكنا.
وحذر التقرير من أن خطر المقاتلين الأجانب لازال شديدا، حيث أن نصف أو ثلثي أكثر من 40 ألف مقاتل انضموا لتنظيم داعش، لا زالوا أحياء، ومن المتوقع أن يؤدي هذا إلى تفاقم التهديد العالمي الذي يشكله داعش، وربما تنظيم القاعدة خلال السنوات القادمة
ثبتت القوات التركية في وقت متأخر يوم أمس الخميس، نقطة تمركز جديدة لقواتها شمالي مدينة سراقب بعد يومين من تثبيت نقطة بقوات كبيرة جنوبي المدينة على الأوتوستراد الدولي، في وقت باتت المدينة هدفاً مباشراً لقوات الأسد المتقدمة من جهة معرة النعمان.
وقال مراسل شبكة "شام" إن قوات عسكرية تركية دخلت يوم أمس، وثبتت نقطة جديدة لها على الطريق الدولي شمال مدينة سراقب، هي النقطة الثانية خلال أيام قليلة حول المدينة، مؤكداً أن لا معلومات عن سبب تثبيت تلك النقاط في الوقت الحالي.
ويوم الثلاثاء الماضي، أنشأت قوات عسكرية تركية معززة، نقطة تمركز جديدة للقوات التركية بريف إدلب، بعد دخول رتل عسكري كبير للقوات من معبر كفرلوسين يتضمن أكثر من 14 دبابة وأليات ثقيلة.
وقال نشطاء إن رتل عسكري مكون من أكثر من 60 آلية بينها قرابة 14 دبابة، وصف بالكبير جداً وسيارات عسكرية ولوجستية دخلت من معبر كفرلوسين على الحدود مع تركيا، وتوجهت إلى ريف إدلب، تمركز في منطقة مستودعات الحبوب جنوب مدينة سراقب على الطريق الدولي.
ويأتي هذا الإجراء بالتزامن مع تقدم قوات الأسد وروسيا وميليشيات إيران بريف إدلب الشرقي وتطويقها معرة النعمان من ثلاث محاور، بعد قطع الأوتوستراد الدولي، في وقت تمكنت من التقدم شمالاً إلى خان السبل وبات على مسافة بضع كيلومترات من مدينة سراقب.
وثبتت تركيا منذ بدء تطبيق اتفاق أستانا المتعلق بمنطقة خفض التصعيد شمال سوريا اثني عشر نقطة مراقبة تركية، إلا أن تلك النقاط تعرضت لقصف من النظام، وتمكن الأخير بدعم روسي من حصار نقطتين في الصرمان ومورك لا تزالان ضمن مناطق سيطرة النظام، في وقت يقترب الأخير من حصار تجمع القوات التركية في معرحطاط جنوبي مدينة مورك.
حلب::
جرت معارك عنيفة على جبهات ريفي حلب الجنوبي والغربي، وتمكنت خلالها فصائل الثوار من التصدي لـ 6 محاولات تقدم من قبل قوات الأسد على محور الصحفيين، وأوقعت العديد من عناصر الأسد بين قتيل وجريح، ودمرت دبابة، وأسقطت طائرة استطلاع صغيرة، كما تصدت الفصائل أيضا لمحاولات تقدم عديدة على محاور القراصي والحميرة وخلصة، وأجبرت قوات الأسد على التراجع بعد الخسائر في الأرواح والعتاد.
استهدفت فصائل الثوار معاقل قوات الأسد في قرية خان طومان بالريف الجنوبي بصواريخ الغراد وقذائف المدفعية.
شنت الطائرات الحربية الروسية والأسدي عشرات الغارات الجوية استهدفت بشكل مركز مناطق الاشتباكات ومحيطها ومدينة الأتارب وبلدة ميزناز.
تعرضت أطراف مدينة إعزاز بالريف الشمالي لقصف مدفعي من قبل لقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، دون تسجيل أي إصابات.
إدلب::
تمكنت قوات الأسد من السيطرة على بلدتي خان السبل ومعردبسة على الطريق الدولي بعد معارك عنيفة وغارات جوية مكثفة أجبرت فصائل الثوار على الانسحاب، حيث باتت قوات الأسد تبعد عن مدينة سراقب أقل من 5 كم.
قام أحد عناصر هيئة تحرير الشام بالتسلل إلى داخل أحياء مدينة معرة النعمان، ودارت اشتباكات بينه وبين عناصر الأسد، انتهت بتفجير حزامه الناسف وسط مجموعة من العناصر، كما دارت اشتباكات أيضا في محيط بلدة كفروما، تمكنت خلالها الفصائل من تدمير دبابة وقتل وجرح عدد من العناصر، بينما دمرت الفصائل دبابة على محور معردبسة بعد استهدافها بصاروخ مضاد للدروع.
تمكنت فصائل الثوار من التصدي لمحاولات تقدم قوات الأسد على محور قرية لوف بالريف الشرقي، وأوقعت 14 قتيل وعدد من الجرحى، في حين استهدفت فصائل الثوار معاقل قوات الأسد في قرية الذهبية بصواريخ محلية الصنع.
شنت الطائرات الروسية والأسدية عشرات الغارات الجوية استهدفت مناطق الاشتباكات ومدن وقرى وبلدات أريحا وجسر الشغور وسراقب وكفربطيخ واحسم والنيرب، ما تسبب بسقوط جرحى بين المدنيين، بينما تعرضت بلدة الجانودية لقصف مدفعي وصاروخي، ما أدى لإصابة طفلة بجروح.
ارتفع عدد الشهداء جراء الغارات الجوية الروسية التي استهدفت مشفى الشامي وفرن للخبز بمدينة أريحا، يوم أمس إلى 12 شهيدا، والعديد من الجرحى معظمهم من النساء والأطفال.
قام الجيش التركي بإنشاء نقطة مراقبة على الطريق الدولي "دمشق حلب شمال" مدينة سراقب بالريف الشرقي.
درعا::
جرت اشتباكات بين مجهولين وقوات الأسد المتمركزة على الحاجز الواقع غربي بلدة الغارية الشرقية بالريف الشرقي، بينما قال ناشطون إن مجهولون ألقوا قنبلة يدوية على منزل "أيمن عبدالرزاق الزعبي" العامل مع فرع الأمن العسكري في بلدة الجيزة.
ديرالزور::
قُتل "أبو سيف صبيخان" أحد عناصر تنظيم الدولة السابقين على يد مجهولين يرجح أنهم تابعين للتنظيم في مدينة الشحيل بالريف الشرقي، حيث تم إطلاق النار على سيارة كان يستقلها في المدينة، ليتم نقله إلى مستشفى الشحيل التخصصي، ومن ثم اقتحم 5 أشخاص المشفى وقاموا بتصفيته، وهم يرددون عبارة "باقية".
قام مجهولون صباح اليوم بنصب كمين للقيادي في "قسد" جمعة الركاض "أبو رعد" في بلدة الحوايج، حيث استهدفوا سيارته بالأسلحة الرشاشة، ما أدى لمقتله على الفور، وتبنى تنظيم الدولة العملية.
قام مجهولون بإطلاق النار على "أيمن عكاب الفرهود" في الشارع العام ببلدة ذيبان بالريف الشرقي، أمام أعين والده، ما أدى لمقتله على الفور.
الحسكة::
انفجرت عبوة ناسفة بالقرب من منتزه البيرق على الطريق العام بحي المفتي بمدينة الحسكة، ما أدى لحدوث أضرار مادية فقط.
الرقة::
وقع تفجير في صوامع الحبوب بمدينة تل أبيض بالريف الشمالي، ما أدى لاستشهاد 3 من سائقي الشاحنات بينهم شخصين يحملان الجنسية التركية وإصابة 7 أخرين بجروح، حيث يعتقد أن التفجير ناجم عن عبوة ناسفة زرعتها خلايات "قسد" في المدينة، أو أنها من مخلفات "قسد" التي زرعتها قبيل انسحابها وخسارتها لمناطقها.
أطلق نشطاء وفعاليات مدنية ثورية في الداخل السوري والخارج اليوم الخميس، حملة أطلقوا عليها اسم "من إدلب إلى برلين" هدفها لفت الانتباه للمأساة وحرب الإبادة التي تتعرض لها مناطق شمال غرب سوريا، وتحميل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه ما يحصل من مجازر على مرأى ومسمع منه دون أن يحرك أي ساكن.
وتطالب الحملة بالتطبيق الفوري للقرارات الدولية الخاصة بالشأن السوري وعلى رأسها مقررات مؤتمر جنيف لعام 2012، وتهدف لتأمين طريق نجاة للمدنيين عبر الحدود التركية ومنها إلى أوروبا، هربا من الموت الذي يلاحقهم يومياً بصواريخ روسيا والنظام.
وتلفت الحملة إلى أن المدنيين في سوريا لم يعد لديهم أي مكان يهربون إليه، بعد أن هاجمهم نظام الأسد الإرهابي مدعوماً بالطائرات الروسية، التي تستهدف منازل المدنيين والمشافي وفرق الإسعاف، وترتكب مجازر مروعة وسط صمت العالم أجمع.
وأكد القائمون على الحملة أنها سلمية، وأن الأتراك ليسوا أعداءً للشعب السوري، وأشاروا إلى أن تركيا هي الأقرب للشعب السوري للهروب إليها من الموت تحت وطأة الغارات الجوية والقذائف الصاروخية.
وشدد القائمون على أن روسيا لم تحترم القرارات الدولية ولم تراع الاتفاقيات التي أشرفت على صياغتها واستمرت في دعم نظام الأسد لقتل الشعب السوري بدم بارد بمساعدة الميليشيات الإيرانية، مؤكدين أن مثل هذه الدعوات للتظاهر من أجل كسر الحدود لن تتوقف حتى حصول الشعب السوري على حريته وحقوقه التي ضحى من أجلها.
وأضاف القائمون: إن لم تستطع القوانين الدولية حمايتنا داخل بلادنا فيجب عليها ألا تمنعنا من البحث عن حياة أفضل لنا ولأبنائنا خارجها.
يأتي ذلك في وقت تشهد محافظتي إدلب وحلب حملة عسكرية هي الأكبر من النظام وروسيا وإيران، منذ أشهر عدة تسببت بعشرات المجازر بحق المدنيين وتشريد أكثر من نصف مليون إنسان وسط تقدم النظام لمناطق عديدة في المنطقة وسيطرته على مدن وبلدات استراتيجية وحرمان أهلها من العودة إليها، في ظل صمت دولي واضح عما ترتكبه روسيا من جرائم
أعلنت الأمم المتحدة، الأربعاء، أن لجنة التحقيق الداخلية الخاصة بتعرض منشآت طبية للقصف الجوي في سوريا، طلبت مزيدا من الوقت للانتهاء من أعمالها، جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده ستيفان دوغريك، المتحدث باسم أمين عام المنظمة الأممية، أنطونيو غوتيريش، وذلك بالمقر الدائم لها بنيويورك.
وكان من المفترض أن تقدم لجنة التحقيق الداخلية تقريرها إلى الأمين العام بحلول نهاية يناير/كانون ثانٍ الجاري.
وباشرت لجنة التحقيق الداخلية أعمالها في 30 سبتمبر/ أيلول الماضي وعهد إليها بـ"تحديد الوقائع (المتعلقة باستهداف المستشفيات والمراكز الطبية) وتقديمها للأمين العام".
وقال المتحدث للصحفيين "طلبت لجنة التحقيق مزيدا من الوقت على أن تنتهي من استكمال تحقيقاتها يوم 13 مارس/ آذار المقبل".
وردا على أسئلة الصحفيين عن أسباب تأجيل تقديم تقرير اللجنة إلى الأمين العام، قال دوغريك "شعر أعضاء اللجنة باحتياجهم لمزيد من الوقت وهو ما وجده الأمين العام مناسبا".
ويترأس اللجنة الجنرال النيجيري، شيكاديبيا أوبياكور، وتضم عضوين هما، جانيت ليم، من سنغافورة، ومرايا سانتوس بايس من البرتغال.
ويعاون اللجنة خبيران هما الجنرال البيروفي فرناندو أوردونيز، والمسؤول السابق في الصليب الأحمر الدولي السويسري بيار ريتر.
وتعرضت العديد من المنشآت الطبية التي لها صلة بالأمم المتحدة للقصف الجوي الروسي، فيما تنفي روسيا المتحالفة مع نظام الأسد أن تكون استهدفت أي منشآت أو مستشفيات، علما أن ناشطون وثقوا كل الانتهاكات التي قام بها العدو الروسي.
أفرجت "هيئة تحرير الشام" اليوم الخميس، عن القائد العام لكتلة حلب المدينة والإداري العام لجيش عمر بن الخطاب التابع لها المعروف باسم "أبو العبد أشداء" بسبب الانتقاد الذي وجهه لقادتها وسياساتها، والذي اعتقل على إثرها وأحيل للقضاء العسكري في شهر أيلول من العام الماضي.
وكانت عزلت هيئة تحرير الشام "أبو العبد أشداء" بسبب الانتقاد الذي وجهه لقادتها وسياساتها، كما قررت الهيئة إحالة "أبو العبد أشداء" إلى القضاء العسكري، وقالت إن ذلك جاء "نظرا لما تضمنته مرئية الأخ "أبي العبد أشداء" من تدليس وافتراء وكلام لا يخدم إلا أعداء الأمة ودعوة إلى شق صف المجاهدين".
وكان أصدر "أبو العبد أشداء"، تسجيلاً مصوراً تحت عنوان "كي لا تغرق السفينة" موجهاً رسالة قوية لقيادة الهيئة، منتقداً سياستها التي حرفتها عن هدفها ومسارها الحقيقي.
وخلال التسجيل المصور فضح القيادي في الهيئة ممارسات قيادة الهيئة وتسلطها الإداري والمالي والإنساني وإهمالها لعناصرها على حساب كنزل الأموال وجمعها على حساب المدنيين، متحدثاً عن ملفات فساد عديدة، مطالباً بحملة إصلاح كبيرة داخل الهيئة لتقويمها، وفق ما اطلعت شبكة "شام".
وقال القيادي إن مشروع الهيئة كان ايجاد كيان مشروع سني قوي يدافع عن الإسلام والمسلمين وأعراضهم، مرتبطاً بتجربة تهجير حلب لإنشاء كيان يكون قراره داخلياً لعدة ربط مصير الثورة والتفاهمات الدولية، لافتاً إلى أن تجربة الهيئة بعد ثلاث سنوات من إنشائها لم تستطع تغيير الخضوع للتفاهمات الدولية "رغم امتلاكها كامل المقومات لذلك".
وتحدث عما أسماه بيع شرقي سكة الحديد ضمن مسار أستانا، وأن قيادة الهيئة لم تستطيع إدارة الأزمة في الحفاظ على المنطقة، رغم تضحيات جنودها، معرجاً إلى معارك ريف حماة الأخيرة وسقوط مناطق ريف حماة الشمالي وصولاً لخان شيخون، وأن الهيئة لم تقم بواجبها في إفشال المخططات.
وأضاف القيادي أن الهيئة لم تعد مشروع أمة ولا جماعة ولا تيار، بل استبد بها أشخاص وحولوها لحقل تجارب شخصية، لافتاً إلى أن الشورى ليست إلا واجهة، وأنهم أقاموا حكومة ومجالس صورية، وكل من يعارض رأيهم يتم تهميشه وتسفيهه، مستشهداً بيوم اخيار أعضاء مجلس الفتوى وحضور مئة شيخ وانتخاب من يراه كل شخص، وكيفية التلاعب في فرز الأصوات وتزويرها وإخراج النتيجة بعد أكثر من شهر، ليتم الإعلان عن مجلس فتوى مختار وفق إرادة قيادة الهيئة.
وأوضح القيادي أن قيادة الهيئة لاتزال تنظر بطريقة سطحية للمعركة، ولا تدرك طبيعة المعركة ولم يتم تفعيل العمليات خلف خطوط العدو لضربه من الخلف، ولا الردع الصاروخي، وعدم الاهتمام بفتح المعارك على محاور أخرى، كما انتقد ضعف التحصين وعدم رفد الجبهات بالأموال اللازمة لذلك والاعتماد على أموال التبرعات من الفقراء.
وبين أن قيادة الهيئة كانت تعلم قبل شهرين من الحملة على كفرنبودة وقلعة المضيق بأن النظام سيعمل على التقدم على ذلك المحور، ومع ذلك لم تقم بتجهيز العدة لذلك والتي سقطت لاحقاً.
ولفت إلى أن القيادة تحولت الهيئة لمملكة خاصة يتحكم فيها أصدقائهم وأقربائهم وأصهارهم ويسلطونهم على أهم المفاصل الشرعية والأمنية والاقتصادية، مع تهميش أصحاب الكفاءات والخبرات، فأصبحت الهيئة كياناً طارداً للكفاءات وخرج منها العديد من الفصائل وشرعييها وقادتها باتوا خارجها.
وشدد على أن قيادة الهيئة لا تقبل إلا بالولاء التام لأشخاصهم، وطريقتهم في الإدارة طريقة الكرسي الدوار، فأمير المعابر يصبح أمير الاقتصادية وأمير الأخيرة يصبح للمعابر وهكذا حسب تعبيره، ولابأس أن يتسلم القيادي عدة مناصب عسكرية وسياسية وشرعية واقتصادية وأمنية وقضائية ويدرس في الجامعة أيضاَ.
ووفق "أبو العبد أشداء" فلم يتوقف الفشل على طرد الكوادر من الهيئة بل باتت الأخيرة تنكمش وباتت تتراجع عن مناطق كثيرة وبات جل المقاتلين الأوائل يتركونها ويبتعدون عنها بسبب ضعف المنح وفقر المقاتلين، وبات جل عناصرها من المهجرين من محافظات أخرى، وبالتالي ضعف الحاضنة الشعبية للهيئة في مناطق سيطرتها.
وقال إن الهيئة عقدت إجراءات قبول الراغبين بالعودة للقتال من المقاتلين الذين تركوا الهيئة بسبب تصرفاتها سابقاً، وبالتالي تم رفض عودة جل تلك الأعداد، ورفض مشاركتهم في وقت كانت الجبهات أشد حاجة لأولئك.
وتطرق القيادي وفق مانقلت عنه شبكة "شام" إلى الفساد المالي ضمن الهيئة، وما جمعته من خيرات المحرر، كاشفاً عن تلقيها مئة مليون دولار إبان تشكيلها، لافتاً إلى الاستحواذ على كل خيرات المحرر ومعابره وموارده، واقتصاده وشرطته وقضائه، وبالتالي عليها وفق "أبو العبد" أن تتحمل مسؤولية المحرر ولكنه لم يحدث.
ولفت القيادي إلى كنز الكثير من الأموال، في وقت باتت عناصرها من أفقر العناصر في المحرر، وأنهم جعلوا ذلك خطاً احمر يحارب من تكلم فيه، في وقت يستمر التقطير على الجنود والعناصر، وفي كل مرة تقول الهيئة إنها تنفق الأموال في مجالات عدة، يتبين لاحقاً وفق كلامه عدم صدق ذلك، متسائلاً أين تذهب تلك الأموال.
وكشف القيادي إلى أن دخل الهيئة الشهري في الوقت الحالي يكفي لكل المرابطين في ثغور إدلب، وكل اللوازم لكل المرابطين في المحرر، مع مد قوات الهجوم، ويكفي لكفاية الحكومة بما فينا من قضاء وشرطة وأمن، وأمور أخرى شريطة أن توضع تلك الأموال في أيدي أمينة وفق تعبيره، مشيراً إلى أن المئة دولار هي حلم للمرابط في وقت يتقاضى العاملين في المعابر والاقتصادية أضعاف هذا المبلغ.
ولفت إلى أن المصادرات من فصيل "الزنكي" الذي انهته الهيئة بلغ أكثر من عشرة مليون دولار، وأكثر من 1100 ألية ومستودعات كبيرة من المصادرات والأغذية والأدوية وأن كلها كنزت، وأنه حتى ديات القتلى من المدنيين الذين قتلوا خلال المعارك بين الطرفين لم تعطى لهم، كما أن من تأذى من طرف الزنكي لم يتم تعويضهم، رغم أن الهيئة وعدت بتعويض المقاتلين.
وأشار القيادي إلى أن عناية قيادة الهيئة باتت في جمع المكوث وجباية الضرائب وأخذ الزكاة والسيطرة على الممتلكات العامة، واحتكار التجارات ومصادرة كثير من دخل المنظمات، فالأصل عندهم - وفق تعبيره - أننا في مرحلة ضعف وتدرك فيما يتعلق بإقامة الحدود وضبط المناهج العلمانية وإقامة المناهج السياسية، أما عندما يتعلق الأمر بالمال فكلامهم أننا ممكنون ويجب جمع تلك الأموال فوراً وبأضعاف مضاعفة وبالطرق الحلال وأحياناً بالحرام وفق قوله.
وكشف القيادي في سياق حديثه الذي تابعته شبكة "شام" عن تعامل قيادة الهيئة مع مهربي الدخان وبعد فضح الأمر توقفوا، ومنع مرافق المريض من السفر إلى تركيا لقاء أن يدفع مرافق 2500 دولار، سيتم تسفيره كمرافق لمريض أخر حسب قوله.
وأكد القيادي "أبو العبد أشداء"، أن قيادة الهيئة حاربت الشعب في قوت يومه، لافتاً إلى أن هناك أكثر من مئة ألف شخص يعملون في مجال بيع المحروقات واستيرادها وتكريرها وبيعها، وكيف جاءت الهيئة واحتكرت المحروقات وأنشأت من مال الجهاد، محطات لبيع المحروقات وأدت لتضرر الأهالي وتركتهم بلا عمل، وتحدث عن أخذ ذكاة القمح من المزارعين ثم إجبارهم على بيع المحصول بسعر قليل ومنعوهم من تصديره، ثم باعوا هم القمح لتاجر واحد ليصدره للنظام، ليكون ربحهم يزيد عن ربح الفلاح دون اي جهد.
وختم القيادي حديثه بالتكلم عن احتكار استيراد البضائع عبر فئة محددة من التجار، مما يوقع الخسارات على الكثيرين ويوقع الغلاء بالشعب، ولفت لحصولهم على نسبة كبيرة مما يصل للمنظمات عبر المعابر، وما يصل منه لمجالس الأحياء والمدن، كما لفت إلى تكثيف العمل الأمني والعمل على كتابة التقارير حتى عن مقاتلي الهيئة ومدى قناعتهم بقيادة الهيئة ومدى ارتباطه بها وإمكانية تركه للهيئة وتصنيفهم بناء على ذلك.
حلب::
جرت معارك عنيفة على جبهات ريفي حلب الجنوبي والغربي، وتمكنت خلالها فصائل الثوار من التصدي لـ 6 محاولات تقدم من قبل قوات الأسد على محور الصحفيين، وأوقعت العديد من عناصر الأسد بين قتيل وجريح، ودمرت دبابة، وأسقطت طائرة استطلاع صغيرة، كما تصدت الفصائل أيضا لمحاولات تقدم عديدة على محاور القراصي والحميرة وخلصة، وأجبرت قوات الأسد على التراجع بعد الخسائر في الأرواح والعتاد.
استهدفت فصائل الثوار معاقل قوات الأسد في قرية خان طومان بالريف الجنوبي بصواريخ الغراد وقذائف المدفعية.
شنت الطائرات الحربية الروسية والأسدي عشرات الغارات الجوية استهدفت بشكل مركز مناطق الاشتباكات ومحيطها ومدينة الأتارب.
تعرضت أطراف مدينة إعزاز بالريف الشمالي قصف مدفعي من قبل لقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، دون تسجيل أي إصابات.
إدلب::
تمكنت قوات الأسد من السيطرة على بلدتي خان السبل ومعردبسة على الطريق الدولي بعد معارك عنيفة وغارات جوية مكثفة أجبرت فصائل الثوار على الانسحاب، حيث تبعد قوات الأسد عن مدينة سراقب أقل من 5 كم.
قام أحد عناصر هيئة تحرير الشام بالتسلل إلى داخل أحياء مدينة معرة النعمان، ودارت اشتباكات بينه وبين عناصر الأسد، انتهت بتفجير حزامه الناسف وسط مجموعة من العناصر، كما دارت اشتباكات أيضا في محيط بلدة كفروما، تمكنت خلالها الفصائل من تدمير دبابة وقتل وجرح عدد من العناصر.
شنت الطائرات الروسية والأسدية عشرات الغارات الجوية استهدفت مناطق الاشتباكات ومدن وقرى وبلدات أريحا وجسر الشغور وسراقب وكفربطيخ واحسم والنيرب، ما تسبب بسقوط جرحى بين المدنيين، بينما تعرضت بلدتي النيرب والجانودية لقصف مدفعي وصاروخي، ما أدى لإصابة طفلة بجروح.
ارتفع عدد الشهداء جراء الغارات الجوية الروسية التي استهدفت مشفى الشامي بمدينة أريحا، يوم أمس إلى 10 شهداء، والعديد من الجرحى معظمهم من النساء والأطفال.
ديرالزور::
قُتل "أبو سيف صبيخان" أحد عناصر تنظيم الدولة السابقين على يد مجهولين يرجح أنهم تابعين للتنظيم في مدينة الشحيل بالريف الشرقي، حيث تم إطلاق النار على سيارة كان يستقلها في المدينة، ليتم نقله إلى مستشفى الشحيل التخصصي، ومن ثم اقتحم 5 أشخاص المشفى وقاموا بتصفيته،، وهم يرددون عبارة "باقية".
قام مجهولون صباح اليوم بنصب كمين للقيادي في "قسد" جمعة الركاض أبو رعد في بلدة الحوايج، حيث استهدفوا سيارته بالأسلحة الرشاشة، ما أدى لمقتله على الفور، وتبنى تنظيم الدولة العملية.
قام مجهولون بإطلاق النار على "أيمن عكاب الفرهود" في الشارع العام ببلدة ذيبان بالريف الشرقي، أمام أعين والده، ما أدى لمقتله على الفور.
الرقة::
وقع تفجير في صوامع الحبوب بمدينة تل أبيض بالريف الشمالي، ما أدى لاستشهاد 3 من سائقي الشاحنات بينهم شخصين يحملان الجنسية التركية وإصابة 7 أخرين بجروح، حيث يعتقد أن التفجير ناجم عن عبوة ناسفة زرعتها خلايات "قسد" في المدينة، أو أنها من مخلفات "قسد" التي زرعتها قبيل انسحابها وخسارتها لمناطقها.
كررت واشنطن على لسان المبعوث الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري، تحذيرها النظام السوري من استخدام الكيماوي لمرة جديدة ضد المدنيين بسوريا، مهددة ومتوعدة بالرد في حال تم ذلك، أما باقي الأسلحة التي تستخدمها روسيا والنظام ضمن حرب الإبادة المستمرة فهي مباحة.
وقال جيفري إنّ جميع الخيارات متاحة أمام الولايات المتحدة؛ في حال استخدم النظام السوري سلاح كيميائيا مجددا، متوعداً بأن "الولايات المتحدة قد تلجأ إلى التدخل العسكري في حال لجوء النظام السوري للسلاح الكيميائي".
وأضاف جيفري، أن "الطائرات الحربية لنظام الأسد وروسيا، شنت 200 غارة جوية على إدلب خلال الأيام 3 الأخيرة"، لافتاً إلى أن "قرابة 700 ألف شخص نزحوا من مناطقهم، باتجاه الحدود التركية، وقد ينجم عن ذلك أزمة دولية".
وأعرب جيفري عن دعم بلاده لوجود نقاط مراقبة تركية في محافظة إدلب، مشددا على ضرورة عدم إصابة الجنود الأتراك بمكروه في هذه النقاط، وأضاف أنه "على نظام الأسد وإيران وروسيا العلم بأن الهجمات على إدلب غير مقبولة، فنحن نتحدث عن أزمة إنسانية وأفعال مدمرة للمدنيين".
تصريحات جيفري جاءت مشابهة لتصريحات " نيكي هيلي" المندوبة الأمريكية في مجلس الأمن في أيلول من عام 2018 وكذلك تصريحات مستشار الأمن القومي الأميركي "جون بولتون"، وكذلك الخارجية الأمريكية التي تحذر الأسد من استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين في إدلب، وكأن باقي الأسلحة متاحة ولا خطوط حمراء أمريكية عليها.
والأسلحة الكيماوية هي جزء من السلاح الذي يستخدمه الأسد وحلفاؤه لإرهاب وقتل المدنيين في المناطق التي يريد السيطرة عليها، تسببت تلك الأسلحة في قتل قرابة الألفي مدني بعدة هجمات كبيرة في الغوطة الشرقية ودوما وعقيربات وخان شيخون، ومئات الإصابات في هجمات أخرى متنوعة، إضافة لاستخدام الأسلحة المحرمة من فوسفور وحارق وعنقودي في قصف المناطق المحررة بشكل دوري، إلا أن صواريخ الأسد الفراغية والخارقة والبراميل والمدافع كان لها الأثر الأكبر في إبادة مناطق بأكملها وتدميرها وقتل عشرات الآلاف من المدنيين، في وقت تركز "واشنطن" على الكيماوي فقط كخط أحمر.
وتتالت خطوط واشنطن الحمراء في عهد ترامب وسلفه أوباما بشأن مايرتكبه نظام الأسد من جرائم بحق المدنيين في سوريا منذ سنوات عديدة، في وقت اقتصرت ضربات واشنطن التي نفذتها بعد مجازر الغوطة وخان شيخون باستخدام الأسلحة الكيماوية على بضع مواقع أخلاها الأسد قبل استهدافها ولم يكن لها أي أثر على متابعة إجرامه.
ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير لها صدر مؤخراً، مقتل 3364 مدنياً، بينهم 842 طفلاً، 486 سيدة في سوريا، منهم 1497 مدنياً، بينهم 371 طفلاً، و224 سيدة قتلوا على يد قوات النظام السوري، وارتكب النظام السوري بحسب التقرير 43 مجزرة، وقتلت القوات الروسية 452 مدنياً، بينهم 112 طفلاً، و71 سيدة، وارتكبت 22 مجزرة، ضمن إحصائية لعام 2019 الفائت.
عقد مجلس الأمن الدولي أمس الأربعاء اجتماعاً تناول مع خلاله الأوضاع الإنسانية المتفاقمة جرّاء العمليات العسكريّة والاشتباكات العنيفة المستمرة ضد مناطق المدنيين في شمال غرب البلاد.
وجاء في كلمة مندوب نظام الأسد" بشار الجعفري" جملة من التصريحات التي تدعم رواية الأسد وتتطابق مع تصريحات سابقة لمندوب النظام في الأمم المتحدة أبرزها أن عدد سكان محافظة إدلب، 700 ألف نسبة مشيراً إلى وجود آلاف الإرهابيين في المحافظة حسب زعمه.
وتناولت كلمة "مندوب البراميل" الجانب الميداني مدعياً أن هدف ميليشيات النظام بالسيطرة على الطرق الدولية يتيح إعادة افتتاح مطار حلب، وبالسيطرة على مدينة "معرة النعمان" بات ذلك الهدف متاحاً أكثر وبذلك لا حاجة لعبور المساعدات الإنسانية عبر الحدود وقفاً لما ذكره الجعفري في اجتماع مجلس الأمن.
ويزعم الجعفري أن العمليات الإنسانية عبر الحدود ستتم انطلاقاً من غرف استخباراتية في مدينة غازي عنتاب التركية، وأن إعادة عمل المطار تعني إلغاء تلك العمليات عبر الحدود، الأمر الذي يسعى لتحقيقه نظام الأسد بهدف حرمان الشعب السوري من تلك المساعدات وتوزيعها على الموالين له فقط، فيما يواصل نظام الأسد وحلفائه الهجوم ضدَّ المنطقة.
وبات من الملاحظ سعي نظام الأسد إلى الاستحواذ على ملف المساعدات الإنساني لسوريا وظهر ذلك جلياً من خلال إطلاق عدة تصريحات لممثلي النظام الأسدي لا سيما "بشار الجعفري" الذي يعتبر واجهة النظام الإعلامية التي يتم عبرها إنتاج وترويج الأكاذيب في المحافل الدولية.
ويعرف عن الجعفري تصريحاته المثيرة للجدل والمخالفة للواقع محاولاً في كثير من الأحيان تجسيد نظامه المجرم بمظهر الضحية في وقت يشتهر الجعفري بقربه من رأس النظام إذ يشغل منصبه بشكل دائم منذ سنوات طويلة، كما يربطه علاقات وطيدة مع عدة شخصيات موالية.
وأشارت سفيرة الولايات الأمريكية لدى الأمم المتحدة خلال الجلسة ذاتها إلى قيام كلاً من روسيا والصين بإعاقة وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في جميع أنحاء سوريا، لأكثر من 8 سنوات والمواصلة في تقييد وصول تلك المساعدات للمحتاجين.
في حين نشرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" بوقت سابق تقريراً مفصلاً كشفت من خلاله عن استغلال نظام الأسد للمعونات الإنسانية ومساعدات إعادة الإعمار، وفي بعض الأحيان والأماكن تستخدمها لترسيخ السياسات القمعية التي ينتهجها ضد الشعب السوري.
وشددت المنظمة الدولية آنذاك إلى ضرورة تغيير الفعاليات الدولية والمانحين والمستثمرين ممارساتهم في مجال المساعدات والاستثمار لضمان أن أي تمويل يقدمونه إلى سوريا يعزز حقوق السوريين وليس نظام الأسد المجرم، حيث يستخدم الأخير المساعدات لمعاقبة الشعب السوري ولمكافأة المؤيدين للنظام.
من جانبها أعلنت الأمم المتحدة عن وجود 2.7 مليون شخص في شمال غرب سوريا يعتمدون على المساعدات التي يحصلون عليها من العمليات الإنسانية عبر الحدود، ما يكذب تصريحات الجعفري "مندوب البراميل" حول عدد سكان محافظة إدلب، التي تشهد عمليات عسكرية وحشية فاقمت من الوضع الإنساني في عموم المنطقة.
هذا وسبق أن اعتمد مجلس الأمن مطلع الشهر الجاري قراراً يقضي بتمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود إلى سوريا، عبر معبرين فقط من تركيا هما "معبر باب السلامة" و"معبر باب الهوى" لمدة 6 أشهر، بحسب قرار المجلس.
قالت وزارة الدفاع التركية، إن قوات الجيش التركي سيطرت على كميات كبيرة من الأسلحة لتنظيم "ي ب ك" الذراع السوري لحزب العمال الكردستاني "بي كي كي" بمدينة تل أبيض بمنطقة نبع السلام.
وأوضحت الوزارة في بيان نشرته على حسابها الرسمي بموقع التدوينات "تويتر"، إن قواتها تلقت معلومات استخباراتية عن نقل عناصر " ي ب ك" سلاح لمدينة تل أبيض.
وأضاف البيان، أن الجيش التركي عقب تلقي المعلومات نفذ عملية في جنوب مدينة تل أبيض، وسيطرت على الأسلحة.
ولفت البيان إلى أن الجيش التركي عثر على 6 قطع "آر بي جي"، و3 رشاشات "بي كي سي" في شاحنتين محملتين بالقماش السمك.
وكان انفجار وقع اليوم في صوامع الحبوب بمدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي، ما أدى لاستشهاد 3 من سائقي الشاحنات بينهم شخصين يحملان الجنسية التركية، وإصابة 7 أخرين بجروح، حيث يعتقد أن التفجير ناجم عن عبوة ناسفة زرعتها خلايا قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في المدينة، أو أنها من مخلفات "قسد" التي زرعتها قبيل انسحابها وخسارتها لمناطقها.
أعلن المبعوث الأميركي الخاص بشأن سوريا، جيمس جيفري، الخميس، أن طائرات الأسد وحليفه الروسي نفذت 200 ضربة جوية في منطقة إدلب خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وقال جيفري، في إفادة صحافية الخميس، إن نحو 700 ألف نازح في شمال غرب سوريا "يتحركون باتجاه الحدود التركية وهو ما سيثير أزمة دولية".
وتتعرض منازل المدنيين في المناطق المحررة بريفي حلب وإدلب لقصف جوي روسي مترافق مع قصف مدفعي وصاروخي مكثف من قبل ميليشيات الأسد وإيران، ما خلف عشرات الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين، فضلا عن نزوح مئات الآلاف باتجاه مناطق أكثر أمنا.
والجدير بالذكر أن عدد الشهداء الذين ارتقوا جراء الغارات الجوية الروسية التي استهدفت مشفى الشامي بمدينة أريحا، يوم أمس، ارتفع إلى 10 شهداء والعديد من الجرحى معظمهم من النساء والأطفال.
سيّرت القوات الروسية دورية على خطوط المواجهة قرب مدينة تل تمر شمالي الحسكة، صباح اليوم الخميس، وذلك بعد أن شهدت قرى ريفية عدة استهدافاً بالأسلحة الثقيلة من قبل فصائل الجيش الوطني السوري.
وانطلقت الدورية الروسية المكونة من أربع عربات، ترافقها دورية من الأسايش الكردية من نقطة تمركزها في محطة المباقر، والتي اتخذتها قاعدة لها شمال مدينة تل تمر، باتجاه بلدة أبو رأسين زركان والمناطق الحدودية مع تركيا.
والجدير بالذكر أن الدوريات الأميركية اعترضت مؤخرا، القوات الروسية في ريف الحسكة ومنعتها مرات عدة من السير على الطريق الدولي بين القامشلي وناحية تل تمر.