أفرجت "هيئة تحرير الشام" اليوم الخميس، عن القائد العام لكتلة حلب المدينة والإداري العام لجيش عمر بن الخطاب التابع لها المعروف باسم "أبو العبد أشداء" بسبب الانتقاد الذي وجهه لقادتها وسياساتها، والذي اعتقل على إثرها وأحيل للقضاء العسكري في شهر أيلول من العام الماضي.
وكانت عزلت هيئة تحرير الشام "أبو العبد أشداء" بسبب الانتقاد الذي وجهه لقادتها وسياساتها، كما قررت الهيئة إحالة "أبو العبد أشداء" إلى القضاء العسكري، وقالت إن ذلك جاء "نظرا لما تضمنته مرئية الأخ "أبي العبد أشداء" من تدليس وافتراء وكلام لا يخدم إلا أعداء الأمة ودعوة إلى شق صف المجاهدين".
وكان أصدر "أبو العبد أشداء"، تسجيلاً مصوراً تحت عنوان "كي لا تغرق السفينة" موجهاً رسالة قوية لقيادة الهيئة، منتقداً سياستها التي حرفتها عن هدفها ومسارها الحقيقي.
وخلال التسجيل المصور فضح القيادي في الهيئة ممارسات قيادة الهيئة وتسلطها الإداري والمالي والإنساني وإهمالها لعناصرها على حساب كنزل الأموال وجمعها على حساب المدنيين، متحدثاً عن ملفات فساد عديدة، مطالباً بحملة إصلاح كبيرة داخل الهيئة لتقويمها، وفق ما اطلعت شبكة "شام".
وقال القيادي إن مشروع الهيئة كان ايجاد كيان مشروع سني قوي يدافع عن الإسلام والمسلمين وأعراضهم، مرتبطاً بتجربة تهجير حلب لإنشاء كيان يكون قراره داخلياً لعدة ربط مصير الثورة والتفاهمات الدولية، لافتاً إلى أن تجربة الهيئة بعد ثلاث سنوات من إنشائها لم تستطع تغيير الخضوع للتفاهمات الدولية "رغم امتلاكها كامل المقومات لذلك".
وتحدث عما أسماه بيع شرقي سكة الحديد ضمن مسار أستانا، وأن قيادة الهيئة لم تستطيع إدارة الأزمة في الحفاظ على المنطقة، رغم تضحيات جنودها، معرجاً إلى معارك ريف حماة الأخيرة وسقوط مناطق ريف حماة الشمالي وصولاً لخان شيخون، وأن الهيئة لم تقم بواجبها في إفشال المخططات.
وأضاف القيادي أن الهيئة لم تعد مشروع أمة ولا جماعة ولا تيار، بل استبد بها أشخاص وحولوها لحقل تجارب شخصية، لافتاً إلى أن الشورى ليست إلا واجهة، وأنهم أقاموا حكومة ومجالس صورية، وكل من يعارض رأيهم يتم تهميشه وتسفيهه، مستشهداً بيوم اخيار أعضاء مجلس الفتوى وحضور مئة شيخ وانتخاب من يراه كل شخص، وكيفية التلاعب في فرز الأصوات وتزويرها وإخراج النتيجة بعد أكثر من شهر، ليتم الإعلان عن مجلس فتوى مختار وفق إرادة قيادة الهيئة.
وأوضح القيادي أن قيادة الهيئة لاتزال تنظر بطريقة سطحية للمعركة، ولا تدرك طبيعة المعركة ولم يتم تفعيل العمليات خلف خطوط العدو لضربه من الخلف، ولا الردع الصاروخي، وعدم الاهتمام بفتح المعارك على محاور أخرى، كما انتقد ضعف التحصين وعدم رفد الجبهات بالأموال اللازمة لذلك والاعتماد على أموال التبرعات من الفقراء.
وبين أن قيادة الهيئة كانت تعلم قبل شهرين من الحملة على كفرنبودة وقلعة المضيق بأن النظام سيعمل على التقدم على ذلك المحور، ومع ذلك لم تقم بتجهيز العدة لذلك والتي سقطت لاحقاً.
ولفت إلى أن القيادة تحولت الهيئة لمملكة خاصة يتحكم فيها أصدقائهم وأقربائهم وأصهارهم ويسلطونهم على أهم المفاصل الشرعية والأمنية والاقتصادية، مع تهميش أصحاب الكفاءات والخبرات، فأصبحت الهيئة كياناً طارداً للكفاءات وخرج منها العديد من الفصائل وشرعييها وقادتها باتوا خارجها.
وشدد على أن قيادة الهيئة لا تقبل إلا بالولاء التام لأشخاصهم، وطريقتهم في الإدارة طريقة الكرسي الدوار، فأمير المعابر يصبح أمير الاقتصادية وأمير الأخيرة يصبح للمعابر وهكذا حسب تعبيره، ولابأس أن يتسلم القيادي عدة مناصب عسكرية وسياسية وشرعية واقتصادية وأمنية وقضائية ويدرس في الجامعة أيضاَ.
ووفق "أبو العبد أشداء" فلم يتوقف الفشل على طرد الكوادر من الهيئة بل باتت الأخيرة تنكمش وباتت تتراجع عن مناطق كثيرة وبات جل المقاتلين الأوائل يتركونها ويبتعدون عنها بسبب ضعف المنح وفقر المقاتلين، وبات جل عناصرها من المهجرين من محافظات أخرى، وبالتالي ضعف الحاضنة الشعبية للهيئة في مناطق سيطرتها.
وقال إن الهيئة عقدت إجراءات قبول الراغبين بالعودة للقتال من المقاتلين الذين تركوا الهيئة بسبب تصرفاتها سابقاً، وبالتالي تم رفض عودة جل تلك الأعداد، ورفض مشاركتهم في وقت كانت الجبهات أشد حاجة لأولئك.
وتطرق القيادي وفق مانقلت عنه شبكة "شام" إلى الفساد المالي ضمن الهيئة، وما جمعته من خيرات المحرر، كاشفاً عن تلقيها مئة مليون دولار إبان تشكيلها، لافتاً إلى الاستحواذ على كل خيرات المحرر ومعابره وموارده، واقتصاده وشرطته وقضائه، وبالتالي عليها وفق "أبو العبد" أن تتحمل مسؤولية المحرر ولكنه لم يحدث.
ولفت القيادي إلى كنز الكثير من الأموال، في وقت باتت عناصرها من أفقر العناصر في المحرر، وأنهم جعلوا ذلك خطاً احمر يحارب من تكلم فيه، في وقت يستمر التقطير على الجنود والعناصر، وفي كل مرة تقول الهيئة إنها تنفق الأموال في مجالات عدة، يتبين لاحقاً وفق كلامه عدم صدق ذلك، متسائلاً أين تذهب تلك الأموال.
وكشف القيادي إلى أن دخل الهيئة الشهري في الوقت الحالي يكفي لكل المرابطين في ثغور إدلب، وكل اللوازم لكل المرابطين في المحرر، مع مد قوات الهجوم، ويكفي لكفاية الحكومة بما فينا من قضاء وشرطة وأمن، وأمور أخرى شريطة أن توضع تلك الأموال في أيدي أمينة وفق تعبيره، مشيراً إلى أن المئة دولار هي حلم للمرابط في وقت يتقاضى العاملين في المعابر والاقتصادية أضعاف هذا المبلغ.
ولفت إلى أن المصادرات من فصيل "الزنكي" الذي انهته الهيئة بلغ أكثر من عشرة مليون دولار، وأكثر من 1100 ألية ومستودعات كبيرة من المصادرات والأغذية والأدوية وأن كلها كنزت، وأنه حتى ديات القتلى من المدنيين الذين قتلوا خلال المعارك بين الطرفين لم تعطى لهم، كما أن من تأذى من طرف الزنكي لم يتم تعويضهم، رغم أن الهيئة وعدت بتعويض المقاتلين.
وأشار القيادي إلى أن عناية قيادة الهيئة باتت في جمع المكوث وجباية الضرائب وأخذ الزكاة والسيطرة على الممتلكات العامة، واحتكار التجارات ومصادرة كثير من دخل المنظمات، فالأصل عندهم - وفق تعبيره - أننا في مرحلة ضعف وتدرك فيما يتعلق بإقامة الحدود وضبط المناهج العلمانية وإقامة المناهج السياسية، أما عندما يتعلق الأمر بالمال فكلامهم أننا ممكنون ويجب جمع تلك الأموال فوراً وبأضعاف مضاعفة وبالطرق الحلال وأحياناً بالحرام وفق قوله.
وكشف القيادي في سياق حديثه الذي تابعته شبكة "شام" عن تعامل قيادة الهيئة مع مهربي الدخان وبعد فضح الأمر توقفوا، ومنع مرافق المريض من السفر إلى تركيا لقاء أن يدفع مرافق 2500 دولار، سيتم تسفيره كمرافق لمريض أخر حسب قوله.
وأكد القيادي "أبو العبد أشداء"، أن قيادة الهيئة حاربت الشعب في قوت يومه، لافتاً إلى أن هناك أكثر من مئة ألف شخص يعملون في مجال بيع المحروقات واستيرادها وتكريرها وبيعها، وكيف جاءت الهيئة واحتكرت المحروقات وأنشأت من مال الجهاد، محطات لبيع المحروقات وأدت لتضرر الأهالي وتركتهم بلا عمل، وتحدث عن أخذ ذكاة القمح من المزارعين ثم إجبارهم على بيع المحصول بسعر قليل ومنعوهم من تصديره، ثم باعوا هم القمح لتاجر واحد ليصدره للنظام، ليكون ربحهم يزيد عن ربح الفلاح دون اي جهد.
وختم القيادي حديثه بالتكلم عن احتكار استيراد البضائع عبر فئة محددة من التجار، مما يوقع الخسارات على الكثيرين ويوقع الغلاء بالشعب، ولفت لحصولهم على نسبة كبيرة مما يصل للمنظمات عبر المعابر، وما يصل منه لمجالس الأحياء والمدن، كما لفت إلى تكثيف العمل الأمني والعمل على كتابة التقارير حتى عن مقاتلي الهيئة ومدى قناعتهم بقيادة الهيئة ومدى ارتباطه بها وإمكانية تركه للهيئة وتصنيفهم بناء على ذلك.
حلب::
جرت معارك عنيفة على جبهات ريفي حلب الجنوبي والغربي، وتمكنت خلالها فصائل الثوار من التصدي لـ 6 محاولات تقدم من قبل قوات الأسد على محور الصحفيين، وأوقعت العديد من عناصر الأسد بين قتيل وجريح، ودمرت دبابة، وأسقطت طائرة استطلاع صغيرة، كما تصدت الفصائل أيضا لمحاولات تقدم عديدة على محاور القراصي والحميرة وخلصة، وأجبرت قوات الأسد على التراجع بعد الخسائر في الأرواح والعتاد.
استهدفت فصائل الثوار معاقل قوات الأسد في قرية خان طومان بالريف الجنوبي بصواريخ الغراد وقذائف المدفعية.
شنت الطائرات الحربية الروسية والأسدي عشرات الغارات الجوية استهدفت بشكل مركز مناطق الاشتباكات ومحيطها ومدينة الأتارب.
تعرضت أطراف مدينة إعزاز بالريف الشمالي قصف مدفعي من قبل لقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، دون تسجيل أي إصابات.
إدلب::
تمكنت قوات الأسد من السيطرة على بلدتي خان السبل ومعردبسة على الطريق الدولي بعد معارك عنيفة وغارات جوية مكثفة أجبرت فصائل الثوار على الانسحاب، حيث تبعد قوات الأسد عن مدينة سراقب أقل من 5 كم.
قام أحد عناصر هيئة تحرير الشام بالتسلل إلى داخل أحياء مدينة معرة النعمان، ودارت اشتباكات بينه وبين عناصر الأسد، انتهت بتفجير حزامه الناسف وسط مجموعة من العناصر، كما دارت اشتباكات أيضا في محيط بلدة كفروما، تمكنت خلالها الفصائل من تدمير دبابة وقتل وجرح عدد من العناصر.
شنت الطائرات الروسية والأسدية عشرات الغارات الجوية استهدفت مناطق الاشتباكات ومدن وقرى وبلدات أريحا وجسر الشغور وسراقب وكفربطيخ واحسم والنيرب، ما تسبب بسقوط جرحى بين المدنيين، بينما تعرضت بلدتي النيرب والجانودية لقصف مدفعي وصاروخي، ما أدى لإصابة طفلة بجروح.
ارتفع عدد الشهداء جراء الغارات الجوية الروسية التي استهدفت مشفى الشامي بمدينة أريحا، يوم أمس إلى 10 شهداء، والعديد من الجرحى معظمهم من النساء والأطفال.
ديرالزور::
قُتل "أبو سيف صبيخان" أحد عناصر تنظيم الدولة السابقين على يد مجهولين يرجح أنهم تابعين للتنظيم في مدينة الشحيل بالريف الشرقي، حيث تم إطلاق النار على سيارة كان يستقلها في المدينة، ليتم نقله إلى مستشفى الشحيل التخصصي، ومن ثم اقتحم 5 أشخاص المشفى وقاموا بتصفيته،، وهم يرددون عبارة "باقية".
قام مجهولون صباح اليوم بنصب كمين للقيادي في "قسد" جمعة الركاض أبو رعد في بلدة الحوايج، حيث استهدفوا سيارته بالأسلحة الرشاشة، ما أدى لمقتله على الفور، وتبنى تنظيم الدولة العملية.
قام مجهولون بإطلاق النار على "أيمن عكاب الفرهود" في الشارع العام ببلدة ذيبان بالريف الشرقي، أمام أعين والده، ما أدى لمقتله على الفور.
الرقة::
وقع تفجير في صوامع الحبوب بمدينة تل أبيض بالريف الشمالي، ما أدى لاستشهاد 3 من سائقي الشاحنات بينهم شخصين يحملان الجنسية التركية وإصابة 7 أخرين بجروح، حيث يعتقد أن التفجير ناجم عن عبوة ناسفة زرعتها خلايات "قسد" في المدينة، أو أنها من مخلفات "قسد" التي زرعتها قبيل انسحابها وخسارتها لمناطقها.
كررت واشنطن على لسان المبعوث الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري، تحذيرها النظام السوري من استخدام الكيماوي لمرة جديدة ضد المدنيين بسوريا، مهددة ومتوعدة بالرد في حال تم ذلك، أما باقي الأسلحة التي تستخدمها روسيا والنظام ضمن حرب الإبادة المستمرة فهي مباحة.
وقال جيفري إنّ جميع الخيارات متاحة أمام الولايات المتحدة؛ في حال استخدم النظام السوري سلاح كيميائيا مجددا، متوعداً بأن "الولايات المتحدة قد تلجأ إلى التدخل العسكري في حال لجوء النظام السوري للسلاح الكيميائي".
وأضاف جيفري، أن "الطائرات الحربية لنظام الأسد وروسيا، شنت 200 غارة جوية على إدلب خلال الأيام 3 الأخيرة"، لافتاً إلى أن "قرابة 700 ألف شخص نزحوا من مناطقهم، باتجاه الحدود التركية، وقد ينجم عن ذلك أزمة دولية".
وأعرب جيفري عن دعم بلاده لوجود نقاط مراقبة تركية في محافظة إدلب، مشددا على ضرورة عدم إصابة الجنود الأتراك بمكروه في هذه النقاط، وأضاف أنه "على نظام الأسد وإيران وروسيا العلم بأن الهجمات على إدلب غير مقبولة، فنحن نتحدث عن أزمة إنسانية وأفعال مدمرة للمدنيين".
تصريحات جيفري جاءت مشابهة لتصريحات " نيكي هيلي" المندوبة الأمريكية في مجلس الأمن في أيلول من عام 2018 وكذلك تصريحات مستشار الأمن القومي الأميركي "جون بولتون"، وكذلك الخارجية الأمريكية التي تحذر الأسد من استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين في إدلب، وكأن باقي الأسلحة متاحة ولا خطوط حمراء أمريكية عليها.
والأسلحة الكيماوية هي جزء من السلاح الذي يستخدمه الأسد وحلفاؤه لإرهاب وقتل المدنيين في المناطق التي يريد السيطرة عليها، تسببت تلك الأسلحة في قتل قرابة الألفي مدني بعدة هجمات كبيرة في الغوطة الشرقية ودوما وعقيربات وخان شيخون، ومئات الإصابات في هجمات أخرى متنوعة، إضافة لاستخدام الأسلحة المحرمة من فوسفور وحارق وعنقودي في قصف المناطق المحررة بشكل دوري، إلا أن صواريخ الأسد الفراغية والخارقة والبراميل والمدافع كان لها الأثر الأكبر في إبادة مناطق بأكملها وتدميرها وقتل عشرات الآلاف من المدنيين، في وقت تركز "واشنطن" على الكيماوي فقط كخط أحمر.
وتتالت خطوط واشنطن الحمراء في عهد ترامب وسلفه أوباما بشأن مايرتكبه نظام الأسد من جرائم بحق المدنيين في سوريا منذ سنوات عديدة، في وقت اقتصرت ضربات واشنطن التي نفذتها بعد مجازر الغوطة وخان شيخون باستخدام الأسلحة الكيماوية على بضع مواقع أخلاها الأسد قبل استهدافها ولم يكن لها أي أثر على متابعة إجرامه.
ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير لها صدر مؤخراً، مقتل 3364 مدنياً، بينهم 842 طفلاً، 486 سيدة في سوريا، منهم 1497 مدنياً، بينهم 371 طفلاً، و224 سيدة قتلوا على يد قوات النظام السوري، وارتكب النظام السوري بحسب التقرير 43 مجزرة، وقتلت القوات الروسية 452 مدنياً، بينهم 112 طفلاً، و71 سيدة، وارتكبت 22 مجزرة، ضمن إحصائية لعام 2019 الفائت.
عقد مجلس الأمن الدولي أمس الأربعاء اجتماعاً تناول مع خلاله الأوضاع الإنسانية المتفاقمة جرّاء العمليات العسكريّة والاشتباكات العنيفة المستمرة ضد مناطق المدنيين في شمال غرب البلاد.
وجاء في كلمة مندوب نظام الأسد" بشار الجعفري" جملة من التصريحات التي تدعم رواية الأسد وتتطابق مع تصريحات سابقة لمندوب النظام في الأمم المتحدة أبرزها أن عدد سكان محافظة إدلب، 700 ألف نسبة مشيراً إلى وجود آلاف الإرهابيين في المحافظة حسب زعمه.
وتناولت كلمة "مندوب البراميل" الجانب الميداني مدعياً أن هدف ميليشيات النظام بالسيطرة على الطرق الدولية يتيح إعادة افتتاح مطار حلب، وبالسيطرة على مدينة "معرة النعمان" بات ذلك الهدف متاحاً أكثر وبذلك لا حاجة لعبور المساعدات الإنسانية عبر الحدود وقفاً لما ذكره الجعفري في اجتماع مجلس الأمن.
ويزعم الجعفري أن العمليات الإنسانية عبر الحدود ستتم انطلاقاً من غرف استخباراتية في مدينة غازي عنتاب التركية، وأن إعادة عمل المطار تعني إلغاء تلك العمليات عبر الحدود، الأمر الذي يسعى لتحقيقه نظام الأسد بهدف حرمان الشعب السوري من تلك المساعدات وتوزيعها على الموالين له فقط، فيما يواصل نظام الأسد وحلفائه الهجوم ضدَّ المنطقة.
وبات من الملاحظ سعي نظام الأسد إلى الاستحواذ على ملف المساعدات الإنساني لسوريا وظهر ذلك جلياً من خلال إطلاق عدة تصريحات لممثلي النظام الأسدي لا سيما "بشار الجعفري" الذي يعتبر واجهة النظام الإعلامية التي يتم عبرها إنتاج وترويج الأكاذيب في المحافل الدولية.
ويعرف عن الجعفري تصريحاته المثيرة للجدل والمخالفة للواقع محاولاً في كثير من الأحيان تجسيد نظامه المجرم بمظهر الضحية في وقت يشتهر الجعفري بقربه من رأس النظام إذ يشغل منصبه بشكل دائم منذ سنوات طويلة، كما يربطه علاقات وطيدة مع عدة شخصيات موالية.
وأشارت سفيرة الولايات الأمريكية لدى الأمم المتحدة خلال الجلسة ذاتها إلى قيام كلاً من روسيا والصين بإعاقة وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في جميع أنحاء سوريا، لأكثر من 8 سنوات والمواصلة في تقييد وصول تلك المساعدات للمحتاجين.
في حين نشرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" بوقت سابق تقريراً مفصلاً كشفت من خلاله عن استغلال نظام الأسد للمعونات الإنسانية ومساعدات إعادة الإعمار، وفي بعض الأحيان والأماكن تستخدمها لترسيخ السياسات القمعية التي ينتهجها ضد الشعب السوري.
وشددت المنظمة الدولية آنذاك إلى ضرورة تغيير الفعاليات الدولية والمانحين والمستثمرين ممارساتهم في مجال المساعدات والاستثمار لضمان أن أي تمويل يقدمونه إلى سوريا يعزز حقوق السوريين وليس نظام الأسد المجرم، حيث يستخدم الأخير المساعدات لمعاقبة الشعب السوري ولمكافأة المؤيدين للنظام.
من جانبها أعلنت الأمم المتحدة عن وجود 2.7 مليون شخص في شمال غرب سوريا يعتمدون على المساعدات التي يحصلون عليها من العمليات الإنسانية عبر الحدود، ما يكذب تصريحات الجعفري "مندوب البراميل" حول عدد سكان محافظة إدلب، التي تشهد عمليات عسكرية وحشية فاقمت من الوضع الإنساني في عموم المنطقة.
هذا وسبق أن اعتمد مجلس الأمن مطلع الشهر الجاري قراراً يقضي بتمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود إلى سوريا، عبر معبرين فقط من تركيا هما "معبر باب السلامة" و"معبر باب الهوى" لمدة 6 أشهر، بحسب قرار المجلس.
قالت وزارة الدفاع التركية، إن قوات الجيش التركي سيطرت على كميات كبيرة من الأسلحة لتنظيم "ي ب ك" الذراع السوري لحزب العمال الكردستاني "بي كي كي" بمدينة تل أبيض بمنطقة نبع السلام.
وأوضحت الوزارة في بيان نشرته على حسابها الرسمي بموقع التدوينات "تويتر"، إن قواتها تلقت معلومات استخباراتية عن نقل عناصر " ي ب ك" سلاح لمدينة تل أبيض.
وأضاف البيان، أن الجيش التركي عقب تلقي المعلومات نفذ عملية في جنوب مدينة تل أبيض، وسيطرت على الأسلحة.
ولفت البيان إلى أن الجيش التركي عثر على 6 قطع "آر بي جي"، و3 رشاشات "بي كي سي" في شاحنتين محملتين بالقماش السمك.
وكان انفجار وقع اليوم في صوامع الحبوب بمدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي، ما أدى لاستشهاد 3 من سائقي الشاحنات بينهم شخصين يحملان الجنسية التركية، وإصابة 7 أخرين بجروح، حيث يعتقد أن التفجير ناجم عن عبوة ناسفة زرعتها خلايا قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في المدينة، أو أنها من مخلفات "قسد" التي زرعتها قبيل انسحابها وخسارتها لمناطقها.
أعلن المبعوث الأميركي الخاص بشأن سوريا، جيمس جيفري، الخميس، أن طائرات الأسد وحليفه الروسي نفذت 200 ضربة جوية في منطقة إدلب خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وقال جيفري، في إفادة صحافية الخميس، إن نحو 700 ألف نازح في شمال غرب سوريا "يتحركون باتجاه الحدود التركية وهو ما سيثير أزمة دولية".
وتتعرض منازل المدنيين في المناطق المحررة بريفي حلب وإدلب لقصف جوي روسي مترافق مع قصف مدفعي وصاروخي مكثف من قبل ميليشيات الأسد وإيران، ما خلف عشرات الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين، فضلا عن نزوح مئات الآلاف باتجاه مناطق أكثر أمنا.
والجدير بالذكر أن عدد الشهداء الذين ارتقوا جراء الغارات الجوية الروسية التي استهدفت مشفى الشامي بمدينة أريحا، يوم أمس، ارتفع إلى 10 شهداء والعديد من الجرحى معظمهم من النساء والأطفال.
سيّرت القوات الروسية دورية على خطوط المواجهة قرب مدينة تل تمر شمالي الحسكة، صباح اليوم الخميس، وذلك بعد أن شهدت قرى ريفية عدة استهدافاً بالأسلحة الثقيلة من قبل فصائل الجيش الوطني السوري.
وانطلقت الدورية الروسية المكونة من أربع عربات، ترافقها دورية من الأسايش الكردية من نقطة تمركزها في محطة المباقر، والتي اتخذتها قاعدة لها شمال مدينة تل تمر، باتجاه بلدة أبو رأسين زركان والمناطق الحدودية مع تركيا.
والجدير بالذكر أن الدوريات الأميركية اعترضت مؤخرا، القوات الروسية في ريف الحسكة ومنعتها مرات عدة من السير على الطريق الدولي بين القامشلي وناحية تل تمر.
أعلن تلفزيون أورينت إيقاف بثه لمدة 24 ساعة، احتجاجاً على المجازر المتواصلة بحق الشعب السوري، وعلى الصمت الدولي إزاء جرائم روسيا وإيران وميليشيات أسد الطائفية التي هجّرت خلال شهر كانون الثاني/ يناير الجاري ما لا يقل عن أربعمئة ألف من المدنيين في الشمال السوري.
وظهر مذيع تلفزيون أورينت خلال نشرة أخبار الساعة الثانية بعد الظهر بتوقيت دمشق، ليعلن أنه لم يعد هناك كلام يقال في ظل هذه المجازر.. وأن إدارة التلفزيون قررت إيقاف البث لمدة 24 ساعة لتوجيه رسالة احتجاجية للجميع، بما فيهم السوريون الصامتون عن هذه المجازر.
وأظهرت كاميرا الاستوديو مجموعة من إعلاميي ومذيعي ومحرري تلفزيون أورينت وهم يقفون بصمت، رافعين لافتات تقول إحداها: "أعجزتنا اللغة.. لم يعد في جعبتنا كلمات ولا عبارات" فيما نددت لافتات أخرى بالصمت الدولي، وحذرت السوريين من البقاء صامتين إزاء ما يجري لإخوتهم، فكتب على إحدى اللافتات: "أيها السوريون صمتكم اليوم موتكم غدا".. فيما حملت لافتة أخرى تساؤلا يقول: "أيها السوري تخاذلك يقتل أهلك.. أين المظاهرات في بلاد الهجرة واللجوء؟".
ونوهت لافتات الوقفة الاحتجاجية بأن القتل لا يستثني أي مكون من مكونات الشعب السوري... وأن الهدف هو الحفاظ على عائلة تسرق سوريا وتقتل أهلها.. فكتب على إحدى اللافتات: "عربا وأكراداً.. كلنا نقتل من أجل عائلة تسرق سوريا وتقتل أهلها" وأشارت لافتة أخرى: " سنّة ودروز وإسماعيليون وعلويون.. كلنا مستهدفون قتلا أو تهجيرا أو تجويعاً".
وأعقب الوقفة الاحتجاجية الصامتة لإعلاميي أورينت إيقاف بث القناة، وظهور شاشة سوداء كتب عليها: "احتجاجا على جرائم روسيا وإيران وميليشيات أسد الطائفية التي تتواصل في سوريا بتواطؤ المجتمع الدولي وصمت السوريين قبل غيرهم، يحتجب تلفزيون أورينت عن البث لمدة 24 ساعة".
قال "المركز الإعلامي العام" المعني بتغطية أخبار ريف إدلب ومعرة النعمان، إنه حصل على معلومات من مصادر خاصة تفيد بأن عناصر "فوج البواسل" التابع "للفرقة 25 مهام خاصة" بقيادة العميد سهيل الحسن، هي من أعدمت المُسن "أحمد الجفال" صباح يوم أمس الأربعاء عند الساعة العاشرة صباحاً وسط الحي الشمالي في مدينة معرة النعمان جنوب إدلب، والتي سيطرت عليها روسيا وقوات الأسد والميليشيات الموالية لها ليل الثلاثاء بعد معارك عنيفة ضد الفصائل الثورية.
وأكدت المصادر أن عناصر ميليشيا فوج "البوسل" قاموا بإعدام الحاج "أحمد الجفال" بعد طلقات نارية من بندقية كلاشينكوف، ومن ثم وضعه في دولاب بلاستيك، وحرق جثته مع استهزاء وضحك عند قتله وحرقه وإعلان نصرهم فوق جثة المُسن.
ويشار إلى أن “الفرقة 25 مهام خاصة” بقيادة العميد “سهيل الحسن” المُلقب بالنمر، تتلقى دعمها بشكلً مباشر وتوجيهات قيادية من جنرالات روس في قاعدة حميميم الجوية، ويعتبر النمر الرجل الأول لروسيا في سوريا، حيث زودت روسيا الفرقة بمدافع وراجمات صواريخ وأسلحة فردية متطورة، وتعتمد روسيا عليها في الحملات العسكرية على ريف إدلب وريف حماة وريف حلب.
ويعتبر “أحمد الجفال” البالغ من العمر 69 عاماً واحداً من أبسط المدنيين في معرة النعمان وأفقرهم، وعرض عليه الدفاع المدني أكثر من عدة مرات الخروج من المدنية، إلا أنه أبى أن يبقى داخلها رغم فقره وضيق حاله.
وكانت تداولت مواقع إعلام موالية للنظام صوراً لعناصر يدوسون جثة رجل بعد تصفيته في أحد شوارع مدينة معرة النعمان بريف إدلب، تبين أنها تعود للمسن "أحمد جفال" من أبناء المدينة وهو رجل مريض.
وعلميات التصفية وتدمير المساجد وتخريب قبور الصحابة والخلفاء وحرق المرافق الأثرية والحضارية والتراث القديم ليس بجديد على قوات النظام وحلفائها والتي سبق وأن نفذت عشرات الإعدامات الميدانية بحق المدنيين ممكن وجدتهم في المناطق التي دمرتها ودخلتها محتلة.
حلب::
معارك عنيفة على جبهات ريف حلب الجنوبي والغربي، تمكنت فيها فصائل الثوار من صد 6 محاولات تقدم على محور الصحفيين وقتل وجرح العديد من عناصر الأسد وتم تدمير دبابة وإسقاط طائرة استطلاع صغيرة، كما تصدت الفصائل أيضا لمحاولات تقدم عديدة على محاور القراصي والحميرة وخلصة وأجبرت قوات الأسد على التراجع بعد الخسائر في الأرواح والعتاد.
شنت الطائرات الحربية الروسية والأسدي عشرات الغارات الجوية استهدفت بشكل مركز مناطق الاشتباكات ومحيطها.
قصف مدفعي من قبل قسد استهدف أطراف مدينة إعزاز بالريف الشمالي دون تسجيل أي إصابات.
إدلب::
تمكنت قوات الأسد من السيطرة على بلدتي خان السبل ومعردبسة على الطريق الدولي بعد معارك عنيفة وغارات جوية مكثفة أجبرت فصائل الثوار على الانسحاب، حيث تبعد قوات الأسد عن مدينة سراقب أقل من 5 كم.
قام أحد عناصر هيئة تحرير الشام بالتسلل إلى داخل أحياء مدينة معرة النعمان ودارت اشتباكات بينه وبين عناصر الأسد انتهت بتفجير حزامه الناسف وسط مجموعة من العناصر، كما دارت اشتباكات أيضا في محيط بلدة كفروما تمكنت خلالها الفصائل من تدمير دبابة وقتل وجرح عدد من العناصر.
شنت الطائرات الروسية والاسدية عشرات الغارات الجوية استهدفت مناطق الاشتباكات ومدن وقرى وبلدات أريحا وجسر الشغور وسراقب وكفربطيخ واحسم والنيرب، ما تسبب بسقوط جرحى بين المدنيين.
ارتفع عدد الشهداء جراء الغارات الجوية الروسية التي استهدفت مشفى الشامي بمدينة أريحا يوم امس الى 10 شهداء والعديد من الجرحى معظمهم من النساء والأطفال.
ديرالزور::
شن مجهولون هجوما في بلدة الحوايج بالريف الشرقي استهدفت القيادي في قسد "جمعة زاهد الركاض" ما أدى لمقتله.
الرقة::
وقع تفجير في صوامع الحبوب بمدينة تل أبيض بالريف الشمالي ما أدى لإستشهاد 3 من سائقي الشاحنات بينهم شخصين يحملان الجنسية التركية وإصابة 7 أخرين بجروح، حيث يعتقد أن التفجير ناجم عن عبوة ناسفة زرعتها خلايات قسد في المدينة، أو أنها من مخلفات قسد التي زرعتها قبيل انسحابها وخسارتها لمناطقها.
قالت مصادر إعلام تركية وأخرى روسية إن رئيس الأركان العامة في الجيش الروسي فاليري غيراسيموف، ناقش في اتصال هاتفي، مع نظيره التركي ياشار غولر، الوضع في منطقة خفض التصعيد في إدلب بسوريا.
وجاء الاتصال بعد يوم على اتهام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجانب الروسي بعدم الامتثال لاتفاقيتي سوتشي وأستانا بشأن سوريا.
وكان أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الأربعاء، وفاة اتفاقيات "سوتشي وأستانا" بشأن منطقة خفض التصعيد الرابعة شمال غرب سوريا، متحدثا عن أن تركيا أبلغت روسيا أن صبرها ينفذ بخصوص استمرار القصف في إدلب، لافتاً إلى أن روسيا لم تلتزم حتى الآن باتفاقيتي "سوتشي" و"أستانا".
وأضاف أردوغان:" في حال التزمت روسيا باتفاقيتي سوتشي وأستانا فإن تركيا ستواصل الالتزام بهما .. روسيا لم تلتزم حتى الآن بالاتفاقيتين"، مضيفاً بالقول: "لم يتبق شيء اسمه مسار أستانا، علينا نحن تركيا وروسيا وإيران إحياؤه مجددا والنظر فيما يمكن أن نفعله".
وكانت وزارة الدفاع التركية، أعلنت الثلاثاء، أنها سترد "بأقوى وسيلة وبلا تردد" على أي هجوم تشنه قوات النظام على نقاط المراقبة التركية المنتشرة في منطقة خفض التصعيد الرابعة بإدلب.
وعبرت موسكو أكثر من مرة على دعم النظام في تدمير المدن والبلدات السورية ومشاركته في عمليات القصف والتهحير وارتكاب المجازر والحسم العسكري بإدلب، كان أخرها على لسان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الذي أكد لمرة جديدة دعم موسكو لجهود جيش النظام في العمليات العسكرية بإدلب.
ومع إصرار روسيا على الحسم العسكري وعدم التزامها بعدة اتفاقيات موقعة مع الضامن التركي، ومحاصرة عدة نقاط مراقبة تركية في الصرمان ومورك، بات الموقف التركي ضعيف جداً أمام الحاضنة الشعبية في إدلب والتي كانت تنظر للنقاط التركية أنها ستحميها من تقدم النظام، في وقت تشير المعلومات إلى أن هناك اتفاق غير معلن بين الجانبين حول طبيعة إدارة المرحلة القادمة بعد سيطرة النظام وروسيا على الطرق الدولية.
وفي شهر أيار من عام 2018، أنهت الدول الضامنة لاتفاق أستانة "روسيا وإيران وتركيا" تثبيت كامل نقاط المراقبة المتفق عليها في منطقة خفض التصعيد الرابعة في شمال سوريا والتي تشمل محافظة إدلب وماحولها من أرياف اللاذقية وحماة وحلب.
وتتضمن النقاط التي تم تثبيتها 29 نقطة مراقبة تتوزع إلى 12 نقطة تركية ضمن المناطق المحررة والخاضعة لسيطرة فصائل الثوار، و 10 نقاط روسية و7 نقاط إيرانية ضمن مناطق سيطرة النظام، ستتولى هذه النقاط أو المخافر مهمة مراقبة وقف إطلاق النار على الحد الفاصل بين مناطق سيطرة الثوار والنظام.
وتنتشر النقاط التركية في 12 موقع هي "صلوة، تل الطوكان، الصرمان، جبل اشتبرق" في إدلب، و في "جبل سمعان، جبل عندان، جبل الشيخ بركات، الراشدين، تل العيس" في حلب، و في "تل الصوان شرق مورك، وشير مغار بجبل شحشبو" بريف حماة، ونقطة في جبل التركمان بريف اللاذقية.
وكان من المفترض أن تكون نقاط المراقبة للدول الضامنة هو أخر مرحلة تمهيدية لمرحلة وقف إطلاق النار الشامل في عموم منطقة خفض التصعيد، والتي تتولى تركيا تثبيت الأمن فيها وإعادة الحياة إليها تدريجياً من خلال الخدمات وإعادة أحيائها مدنياً، في وقت لن يكون للقوات الروسية أو الإيرانية أي دور في المناطق المحررة ويقتصر عملها ضمن مناطق سيطرة قوات الأسد، وفق ما أعلن حينها من بنود اتفاق.
ولكن روسيا نقضت جميع الاتفاقيات المتعلقة بمنطقة خفض التصعيد على غرار مناطق خفض التصعيد الأخرى في حمص والغوطة ودرعا، وعاودت الهجوم وسيطرت على مناطق واسعة من المنطقة المشمولة بالاتفاق وهجرت أهلها كما حاصرت واستهدفت عدة نقاط تركية لم تستطع الأخيرة منع تقدم النظام وباتت بموقف المتفرج حتى اليوم.
وخلال الأسابيع الأخيرة وبعد إتمام روسيا السيطرة على ريف حماة الشمالي وصولاً لمدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي في الحملة قبل الأخيرة، عاودت في تشرين الأول من العام الماضي استئناف التصعيد وبدأت حملة عسكرية على ريف إدلب الشرقي والجنوبي بالتزامن مع حملة بدأت مؤخراً بريف حلب الغربي، وتمكنت من الوصول لمدينة معرة النعمان وسط استمرار القصف والتقدم في المنطقة للسيطرة على الطريق الدولي "حلب دمشق".
قالت مديرية صحة إدلب الحرة في بيان لها اليوم، إن قوات النظام والاحتلال الروسي تواصل عدوانها الوحشي على محافظة إدلب للشهر العاشر على التوالي، حيث قامت طائرات العدوان الروسي ليلة الأربعاء 29 كانون الثاني 2020 باستهداف مشفى الشامي في مدينة أريحا والأبنية السكنية القريبة منه.
ولفتت إلى أن الاستهداف سبب مجزرة رهيبة راح ضحيتها 10 شهداء و20 مصاباً من بينهم عدد من أفراد الكادر الطبي، كما تم تدمير المشفى بشكل شبه كامل وخروجه عن الخدمة.
وأكدت المديرية ارتفاع عدد المنشآت الصحية المستهدفة بشكل مباشر من قبل قوات النظام والاحتلال الروسي في منطقة شمال غرب سورية من تاريخ 28 نيسان 2019 ولغاية تاريخه الى 47 منشأة منها حوالي 20 منشأة دُمرت بشكل كامل أو شبه كامل.
وأوضحت أنه بعد إخراج مشفى الشامي عن الخدمة يكون كامل ريف إدلب الجنوبي (منطقة أريحا ومنطقة المعرة) خالي من أي نقطة طبية ومحرومة من الخدمات الصحية، نتيجة الاستهدافات المباشرة من قبل الطيران الحربي.
وشددت على أن الوضع الطبي في المناطق الشمالية يزداد سوءً، نتيجة الضغط الرهيب للمدنيين الهاربين من جحيم الموت، في الوقت الذي تعاني فيه منشآت تلك المنطقة من إمكانيات ضعيفة جداً، في ظل غياب مخزي للدعم الدولي.
وبلغ عدد النازحين من ريفي إدلب الجنوبي وحلب الغربي باتجاه المناطق الحدودية لغاية يوم الأربعاء 29 كانون الثاني 2020 حوالي 269 ألف نسمة وذلك منذ السادس عشر من الشهر الحالي بحسب منسقو استجابة سوريا.
وتشهد محافظتي إدلب وحلب حملة عسكرية هي الأكبر من النظام وروسيا وإيران، منذ أشهر عدة تسببت بعشرات المجازر بحق المدنيين وتشريد أكثر من نصف مليون إنسان وسط تقدم النظام لمناطق عديدة في المنطقة وسيطرته على مدن وبلدات استراتيجية وحرمان أهلها من العودة إليها، في ظل صمت دولي واضح عما ترتكبه روسيا من جرائم.